المؤتمر الوطني الأول للتوعية والتدريب حول إعاقة التوحد - صنعاء
28/03/2009
افتتح رئيس مجلس الشورى عبد العزيز عبد الغني اليوم السبت بالعاصمة صنعاء المؤتمر الوطني الأول للتوعية والتدريب حول إعاقة التوحد الذي تنظمه المؤسسة اليمنية للتربية الخاصة ومركز اليمن للتوحد التابع لها والذي يستمر حتى الثلاثين من شهر مارس الجاري، بمشاركة خبراء وممثلين عن المؤسسات والمراكز المماثلة في عدد من الدول العربية والعالم.
وحضر حفل الافتتاح المستشار السياسي لرئيس الجمهورية الدكتور عبد الكريم الإرياني ووزير الشئون الاجتماعية والعمل الدكتورة أمة الرزاق علي حمد وعدد من أعضاء مجلسي الشورى والنواب والمسئولين في الجهات ذات العلاقة، وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي بصنعاء .
وألقى رئيس مجلس الشورى كلمة في الافتتاح نقل في مستهلها إلى المشاركين تحيات راعي المؤتمر فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية، وتقديره العالي لجهودهم وإسهاماتهم النوعية، التي يطمحون من خلالها إلى الانتقال بالوعي الاجتماعي؛ نحو مستويات متقدمة، تمكنه من الإحاطة؛ بأكثر تحديات الإعاقة تعقيداً في عالمنا المعاصر. وعبر رئيس مجلس الشورى عن شكره الجزيل للمؤسسة اليمنية للتربية الخاصة ورئيستها، ومركز اليمن للتوحد التابعة لها، وبأدوارهما الرائعة، وبانشغالهما الخاص بإعاقة التوحد في اليمن. وثمن جهود المشاركين في المؤتمر التي قال إنها تعكس شراكة أخرى بين مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني العربية المنشغلةِ بإعاقة التوحد، والتي أثمرت انعقاد هذا المؤتمر وحشد نخبة من الخبراء والمتخصصين،لإثرائه بأوراق علمية متخصصة تتميز بشموليتها وإحاطتها بإعاقة التوحد،وباشتمالها على تحديد واضح للأدوار على مستوى الأسرة والمجتمع والمؤسسات الرسمية، وبإشارتها بالغة الدلالة إلى المحتوى الحقوقي لهذا النوع من الإعاقة. وقال رئيس مجلس الشورى إن المؤتمر بهذا المحتوى العلمي والحقوقي الشامل، يكون قد امتلك كل مقومات نجاحه، وإمكانيات تحقيق مقاصده وأهدافه التوعوية النبيلة. ونوه رئيس مجلس الشورى بالرعاية الكريمة لفخامة الأخ الرئيس لهذا المؤتمر، وقال" إنها تعبر عن مستوى الاهتمام الذي توليه الدولة، في ظل قيادته الحكيمة، تجاه شريحة المعاقين، بمختلف فئاتهم".
وأشار في هذا الصدد إلى أن نظرة الدولة إلى شريحة المعاقين في بلادنا، تتجاوز حالة التعاطف الإنساني التي تستدعيها الإعاقات، إلى إدراك ٍواعٍ للحق الطبيعي والمشروع للمعاقين في ممارسة دورهم في الحياة بانسيابية كاملة، وتأكيدِ إسهامهم في صنع الحياةِ وإنجازِ استحقاقِ التنميةِ، في إطار اندماجٍ كاملٍ في المجتمع، لا تحده صعوباتٌ أو معوقات.
ولفت إلى الإنجازات التي حظي بها المعاقون في اليمن، الذين قال إنهم يتمتعون بأفضل تنظيم مؤسسي طوعي في البلاد، بوجود العديد من الجمعيات والمؤسسات التي تخص كل فئة إعاقة، بما فيها إعاقة التوحد، ووجود اتحادٍ عامٌ يضم كُلَّ هذه الجمعياتِ والمؤسساتِ، ويرعى مصالحها، بالتعاون مع مؤسسات الدولة المختلفة.
وأضاف" إن هناك مستوىً متقدماً في مجال الرعاية والتأهيل المباشرين، اللذين تتولاهما مؤسسات تعليمية ودور رعاية، أنشأتها الدولة لهذا الغرض، تغطي معظم محافظات الجمهورية،وهناك دعمٌ ماليٌ وماديٌ كبيرٌ، أخذ بعده الكامل بإنشاء صندوق لرعاية وتأهيل المعاقين، يُمثلُ المصدرَ الرئيسيَّ والأَهمَّ، لِدَعمِ التَّأهيلِ والرعاية، لشرائح المعاقين، بما فيهم المصابين بإعاقة التوحد،ولدعمِ الأنشطةِ المختلفة، التي تُعزِّزُ من صِلةِ المُعاقينَ بمجتمعهم، وتفسح المجالَ لإِسهَامَاتِهِمْ وإبداعاتهم، المُوجَّهَةِ لِفَائِدتِهمْ وفَائدةِ الُمجتَمَعْ.
وعبر رئيس مجلس الشورى عن تقديره للقائمين على المؤتمر والمشاركين فيه للمقاصد التي هدفوا إلى بلوغها من خلال هذا المؤتمر وفي المقدمة منها التوعية.قائلاً إن التَّوعيةَ بهذا النوع شَدِيدِ التَّعقيد، من الإعاقةِ الذِّهنيةِ، هي التي ينبغي أن تحتلَّ مَقامَ الأولويةِ في اهتمامِ المعنيينَ، من خبراءَ ومتخصِّصِين، ومصمَّمي مناهج تعليمية، وصناع قرار. وأضاف إن الأَسبابَ المُؤدِّيةَ إلى إِعاقةِ التَّوحُّدِ، تَتِطلبُ وعياً استثنائياً من قبل الأسرةِ الصغيرةِ المحيطة بالطفل، ثم من قبل المجتمع، يمكنهما من فهم الحالة، والتعامل معها على أساسٍ من هذا الفهم، منذُ اللحظات الأولى، وليكون بِوُسْعِ الطفلِ المصاب، نيلَ حقِّهِ من الرعاية، في بيئةٍ تتمتعُ بإمكانياتِ هذهِ الرعاية، وتُمَكِّنَ هذا الطِّفلَ-أيضاً- من الحصول على حقه المشروع في ممارسة حياته العادية، بل وتُحفِّز أقصى ما لديه من طاقاتٍ وإمكانياتٍ ومواهبَ، للاندماج في الأسرة والمجتمع".
وشدد رئيس مجلس الشورى عبد العزيز عبد الغني في ختام كلمته على ما اعتبره متطلبات أساسية لكبح جماحِ إعاقة التوحد، ومنعها من أن تتحول إلى ظاهرة تؤرق الأسرة والمجتمع في بلداننا العربية. وقال إن هذه المتطلبات تتجسد في أدوارٍ فاعلةٍ ومؤثرةٍ، ينبغي تحقيقها في إطار تحالفٍ واسعَ النطاقِ على المُستَوَيَيْن القُطري والعربي، يضم مؤسساتِ التعليم، ومراكزَ التَّأهيلِ والرعايةِ: الرسمية والخاصة، ومؤسساتِ المجتمعِ المدني، وصناديق الدعم الرسمية، ومساهماتِ القطاع الخاص، ودوراً أكثرَ فاعليةً لمؤسسات الإعلام العامة والصحافة.
واستعرضت رئيس المؤسسة اليمنية للتربية الخاصة والتوحد سعاد الارياني دور المؤسسة في الاهتمام بذوي إعاقة التوحد، منوهةً بالصعوبات التي تواجهها المؤسسة في هذا الخصوص.
وعبرت الارياني عن شكرها وتقديرها لفخامة رئيس الجمهورية على دعمه المتواصل للمؤسسة وتوجيهاته بتقديم كل التسهيلات والرعاية.. موضحة ان التوحد هو اضطراب وخلل وظيفي في الدماغ يؤدي الى صعوبة في التواصل اللفظي والإدراك والعلاقات الاجتماعية.
واعتبرت مدير مركز والدة الأمير فيصل بن فهد للتوحد بالرياض أفراح الشمري ان هذه المؤتمرات المتخصصة والتي تهدف للتواصل وتبادل الخبرات ما هي إلا وسيلة للوصول لأفضل الحلول التي تخدم هذه الفئة الغالية على القلوب.
من جهتها وجهت نازك الحريري حرم رئيس الوزراء الأسبق المرحوم رفيق الحريري في كلمتها المسجلة عن كبار الضيوف والشكر لليمن قيادة وشعباً لعقد مثل هذا المؤتمر. معتبرة التوحد مرض بات يهدد سلامة الأجيال وصحة الأطفال في اعمار مبكرة جداً .
وأضافت:" ان صحة مجتمعاتنا العربية تشكل هاجسا مشتركاً والحفاظ عليها هدف مشترك أيضا وهو التزام تتمسك به مؤسسة الشهيد الرئيس رفيق الحريري منذ تأسيسها". مستعرضة دور مؤسستها في هذا الجانب.
وأشار ممثل الشبكة العربية للتوحد الدكتور محمد عيتاني إلى ازدياد الإصابة بهذا المرض عالمياً. متسائلا عما اذا كان للحداثة يد في حدوث هذا الاضطراب لدى الأطفال، وعن مدى استعداد العالم العربي للتعامل مع هذه الظاهرة.
ولفت الى ان اليمن ممثلة برئيسة مؤسسة التوحد سعاد الارياني من الاعضاء المؤسسين والمشجعين لإنشاء الشبكة العربية في بيروت.. مستعرضاً أهداف الشبكة العربية.
كما القيت عدد من الكلمات الأولى عن المتطوعين بمركز التوحد القتها دينا مرشد وكلمة عن الأمهات القتها حياة الكاهلي وكلمة برلمان الأطفال القاها عضو البرلمان عصام قائد أشارت في مجملها إلى ضرورة الاهتمام بالمصابين بهذه الإعاقة (التوحد) ودعم المراكز المهتمة بهم.
وتخلل حفل افتتاح المؤتمر قصيدة شعرية للشاعر السعودي مرزوق الدوسري بعنوان عفواً انا انسان ، وانشودة بعنوان المثل الاعلى لطلاب من مركز التوحد ، كما كرم الاتحاد الأردني لرياضة المعوقين رئيس المؤسسة اليمنية للتوحد سعاد الارياني.
يذكر بأن المؤتمر الذي يستمر حتى الـ 30 من مارس يشارك فيه جهات من دول ( لبنان، الإمارات، السعودية، الأردن، قطر ، لكسمبورج ، العراق، البحرين ، سوريا ).
سبأنت
أختتام المؤتمر الوطني الأول للتوعية والتدريب حول إعاقة التوحد
دعا المشاركون في "المؤتمر الوطني الأول للتوعية والتدريب حول إعاقة التوحد" الذي اختتم أعماله اليوم بصنعاء وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ممثلة بصندوق رعاية وتأهيل المعاقين إلى زيادة الدعم الفني والمالي لمركز اليمن للتوحد باعتباره المركز الأول على مستوى الجمهورية المعنية بهذا النوع من الإعاقة.
وشدد المشاركون في المؤتمر الذي عقد بمبادرة من المؤسسة اليمنية للتربية الخاصة والتوحد لمدة ثلاثة أيام على ضرورة إيلاء اهتمام خاص من قبل الوزارة بدعم جهود المجتمع المدني لإنشاء المزيد من مراكز رعاية أطفال اضطراب التوحد في مختلف المحافظات. وأوصى المشاركون بإنشاء لجنة تنسيق من مختلف الجمعيات التي تعنى بالتوحد باليمن يكون في مقدمة أهدافها تحديد قدرات تلك المؤسسات (التشخيصية والعلاجية) وحاجتها من الكوادر المختصة وتعمل على توحيد مناهج التشخيص والعلاج. وأكدوا على ضرورة التعاون مع وزارة الصحة والسكان وجمعية طب الأطفال لتثقيف أطباء الأطفال حول دورهم في الاكتشاف المبكر للتوحد, والاهتمام بالتأهيل المهني والمجتمعي لأفراد هذه الفئة. وناشد المشاركون وزارة الإعلام والمؤسسات الإعلامية للاضطلاع بدور فاعل في وضع خطة إعلامية تصاحبها حملات مدروسة لتعريف المجتمع بهذه الإعاقة وعواملها وآثارها وكيفية اكتشافها.
وفي فعالية الاختتام أكدت وزير الشؤون الاجتماعية والعمل دكتور أمة الرزاق علي حمد أهمية المؤتمر في تسليطه الضوء على إعاقة التوحد والجوانب المتعلقة بهذا النوع من الإعاقة بالتزامن مع قرب الاحتفال باليوم العالمي للتوحد الذي يوافق الثاني من إبريل من كل عام.
وقالت وزير الشؤون الاجتماعية والعمل: إن إعاقة التوحد من الإعاقات المكتشفة حديثا وكانت تعرف إلى وقت قريب بالإعاقة الغامضة وهي إعاقة نمائية معقدة وتظهر في السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل نتيجة اضطراب عصبي يؤثر في عمل الدماغ. ولفتت إلى ما هدف إليه لمؤتمر من التوعية بإعاقة التوحد والإسهام في اكتشافها مبكرا عبر الوسائل الإعلامية والمؤسسات البحثية, والتعريف على أساليب التشخيص ودراسة المظاهر والتدخل المبكر من خلال اوراق العمل التي قدمت في المؤتمر. ونوهت باهتمام الدولة والقيادة السياسية بشريحة ا لمعاقين بما يدل على الحرص الكبير والنية المخلصة لتقديم كل أوجه الدعم والرعاية للمعاقين وهو ما انعكس في اتخاذ عدد من السياسات والتشريعات والبرامج العملية. وبيّنت أن من أهم ما تمخض عن تلك السياسات إنشاء اللجنة الوطنية العليا لرعاية وتأهيل المعاقين وصدور قانون المعاقين رقم 61 لعام 1999م، والتوقيع على الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص لذوي الإعاقة والبروتوكول الاختياري التابع لها في مارس 2007م.
ورفع المشاركون برقية إلى فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية جاء فيها : " نحن المشاركون في المؤتمر الوطني الأول للتوعية والتدريب حول إعاقة التوحد الذي نظمته المؤسسة اليمنية للتربية الخاصة والتوحد نتوجه إلى فخامتكم بأسمى معاني الاحترام والتقدير على رعايتكم الكريمة لهذا المؤتمر والوقوف أمام إعاقة التوحد من حيث وضعها الحقوقي وأسبابها وخصائصها ودور الأسرة والمجتمع.
نحن يا فخامة الرئيس على ثقة ويقين بأنك لن تألو جهدا في تقديم المزيد من الدعم لأطفالنا والأسرة والمجتمع اليمني لنحقق معا طموحاتنا وأحلامنا في مجتمع سليم ينعم بالصحة والأمن والاستقرار.
إن أطفال التوحد أملهم بالرعاية الشاملة والعلاج والعناية والرعاية المطلوبة والتأهيل والتدريب والحماية والنماء في ربوع اليمن السعيد. ودمتم يا فخامة الرئيس حضنا دافئا لأطفالنا لينعموا بالسعادة والأمن والاستقرار ".