الصفحة الرئيسية

المـهــرة


New Page 1

نبذة تعريفية عن المحافظة: تقع محافظة المهرة إلى الشرق من العاصمة صنعاء، ويطلق عليها تسمية البوابة الشرقية لليمن، وتبعد عن العاصمة بحدود (1318) كيلو مترا يحدها من الشمال صحراء الربع الخالي ، ومن الشرق سلطنة عُمان الشقيقة ، ومن الجنوب خليج القمر والبحر العربي ، ومن الغرب محافظة حضرموت ً، ويشكل سكانها ما نسبته (0.5%) من إجمالي سكان الجمهورية، ولذلك فهي تعد أقل المحافظات من حيث عدد السكان، وعدد مديرياتها (9) مديريات، ومدينة الغيظة مركز المحافظة. وتعد الزراعة وتربية الثروة الحيوانية وصيد الأسماك، أهم الأنشطة الرئيسة التي يمارسها سكان المحافظة، حيث يزرع فيها العديد من المحاصيل الزراعية، من أهمها الخضروات. كما تقع المحافظة على شريط ساحلي طويل يصل إلى (500) كيلو متر، غني بالأسماك والأحياء البحرية. ويوجد في أراضي المهرة موارد طبيعية وإمكانات اقتصادية متنوعة، إذ تشير المؤشرات الأولية إلى وجود بعض المعادن، من أهمها الذهب والرخام والجرانيت والرمال السوداء، وتشتهر محافظة المهرة بأشجار اللبان وصناعة البخور، ونشاط تجاري متميز كونها الشريان الرئيس لتجارة اليمن مع بعض دول الخليج العربي، ويشكل ميناء نشطون حركة تجارية في صيد وتصدير الأسماك. ومن معالمها السياحية محمية حوف.

التضاريس: تنقسم تضاريس أراضي محافظة المهرة إلى ثلاثة أقسام هي : - السهل الساحلي الجنوبي - الهضبة الجبلية الوسطى - الصحراء الشمالية .

السهل الساحلي الجنوبي : ويشمل الشريط الساحلي المتعرج والممتد من حدود المحافظة مع محافظة حضرموت من الغرب ، وشرقاً حتى حدود سلطنة عمان الشقيقة ، ويبـلـغ طـوله حوالي ( 375 كم ) ، وهو ينحصر من الشمال بسلسلة جبال الهضبة ووديانها ، ويصل أعلى ارتفاع لـه عـن مستوى سطح البحر نـحو ( 250 متراً ) ، وتنتشر عليه معظم المدن الرئيسية بما فيها المركز الإداري للمحافظة ـ مدينة الغيضة ـ لذلك يعيش فيه أكثر سكان المحافظة .

الهضبة الجبلية الوسطى :تعتبر الهضبة جزءاً من الهضبة الجبلية الممتدة من شمال عدن حتى شرق محافظة المهرة ، وتتكون من سلاسل جبلية تتخللها الوديان والروافد ، وأشهر جبال هذه المحافظة ، جبل الحبشية ، وجبل الغرت ، وسلسلة جبال بني كشيت ، وجبل الفك ومرارة ، وشرقاً حتى سلسلة جبال القمر.

- السلسلة الجبلية يتخللها العديد من الوديان التي تنقسم إلى قسمين:

القسم الأول ( وتصب جنوباً إلى ساحل البحر العربي): أهم وأكبر أوديـة المحافظـة تبدأ من الغرب ومنها وادي المسيلة الذي يعتبر الامتداد الجنوبي الشرقي لوادي حضرموت وتصب فيه الكثير من الروافد الشمالية الشرقية ، والجنوبية الغربية ، وعلى ضفتي هذا الوادي تنتشر الكثير من المستوطنات التي تعتمد على المياه الجارية فيه ، وتعتبر أراضيه من أخصب أراضي المحافظة ، ويصب هذا الوادي إلى غرب سيحوث ثم البحر ،  وإلى الشرق من هذا الوادي هناك وادي (عدنوت) ويصب إلى غرب قشن عند رأس شروين ، وإلى الشرق منه هناك وادي الجيزي الكبير ، الذي يصب فيه وادي دحون الذي تتجمع مياهه من سلسلة جبل كشيت وجبل الفرت ويصب وادي الجيزي إلى الغرب من مدينة الغيضة ـ المركز الإداري للمحافظة ـ ،وإلى الشرق من هذا الوادي ، كما توجد عدد من الوديان الصغيرة التي تصب إلى البحر العربي ، وهي الوديان التي تتخلل سلسلة جبال القمر.

القسم الثاني (وتصب شمالاً إلى صحراء الربع الخالي) : يوجد في هذا القسم الكثير من الوديان ، وهي - من الغرب إلى الشرق - وادي المناهيل ووادي أرمة ، وهما الواديان اللذان تتجمع مياههما من سلسلة جبل بن كشيت الشمالية - فوادي ضحية ووادي تهوف - وهما الواديان اللذان تتجمع إليهما مياه جبل بن كشيت الشمالية - ويلتقيان جنوب سناو وتصب في الربع الخالي في خليف مسيفة - ثم واديي مراخية وعربة - وهما اللذان تتجمع إليهما مياه جبل بن كشيت الشمالية ويصبان في الربع الخالي في طوق شحر - ثم وادي رخوة ووادي شعيت ووادي ميتن ووادي شحت - وتصب هذه الأودية شمالاً في الربع الخالي - .

- الصحراء الشمالية : وهي عبارة عن صحراء مترامية الأطراف وهي الجزء الجنوبي الشرقي من صحراء الربع الخالي ، وتضم عروق الموارد ، ورملة أم غارب ، ورملة عيوة ، وبنـي معارض وخليف وعلين ، وخليف مسيفة ، وطوق شحر ، وعدد كبير من العروق مثل عروق الخراخير ، وعروق ضحية ، وعروق ابن حمودة ، ومعظم قاطنيها من البدو الرحل .

المناخ: يسود محافظة المهرة المناخ المداري الجاف باستثناء مديرية حوف التي تسقط عليها الأمطار سنويا بصورة منتظمة ابتداء من يونيو حتى سبتمبر وتبلغ  درجة الحرارة في حدها الأعلى (33ْ مئوية) وحدها الأدنى (18ْ مئوية) في المناطق الساحلية المحاذية لشواطئ  البحر العربي بسبب هبوب الرياح الموسمية حاملة نسمات الهواء الملطفة للحرارة  .

السكان: يبلغ عدد سكان محافظة المهرة وفقاً لنتائج التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت لعام 2004م (88594)  نسمه وينمو السكان سنويا بمعدل(4.51%).

التقسيم الإداري لمحافظة المهرة: وفقاً لآخر تقسيم إداري بلغ عدد المديريات في محافظة المهرة (9) مديريات ويتوزع السكان والمساكن والأسر في هذه المديريات على النحو التالي:

 

محافظة المهرة تعداد (2004م)

المديرية

عدد المساكن

عدد الأسر

إجمالي السكان المقيمين

الغيظة

3684

3833

27404

المسيلة

1642

1585

10404

حات

435

432

2786

حصوين

1399

2085

11130

حوف

932

925

5143

سيحوت

1753

1653

11746

شحن

550

540

3152

قشن

1737

2097

11441

منعر

766

783

5388

إجمالي المحافظة

12862

13933

88594

 

 

أهم المؤشرات في المحافظة:

التعليم

المؤشر

2003

2004

عدد المدارس أساسي(حكومي)

84

84

عدد المدارس ثانوي(حكومي)

3

3

عدد المدارس أساسي+ثانوي(حكومي)

4

6

عدد الطلاب في التعليم الأساسي(حكومي+أهلي)

15138

16822

عدد الطلاب في التعليم الثانوي(حكومي+أهلي)

792

1178

عدد المدرسين

892

872

   

الصحة

المؤشر

2003

2004

عدد المستشفيات

5*

4**

عدد المراكز الصحية(مستوصف)

-

-

عدد مراكز الأمومة الطفولة

6

6

القوي العاملة في المنشات الصحية

65

51

عدد الفنين المؤهلين في المجال الصحي

539

591

*منها 4 مستشفيات ريفية

** منها 3 مستشفيات ريفية

 

الاتصالات

المؤشر

2003

2004

السعة المجهزة

3923

6480

عدد خطوط الهاتف العاملة

2899

4642

   

النقل

المؤشر

2003

2004

أطوال الطرق الإسفلتية المنجزة(كم)

16.1

62

أطوال الطرق الحصوية المنجزة(كم)

116.8

15

 

الصناعات الحرفية واليدوية : تتركز في المناطق الداخلية من المحافظة وفي مديريتي قشن وسيحوت وأهمها الأواني الفخارية الملونة بكافة أنواعها والصناعات الحرفية من  سعف النخيل .

نبذة تاريخية عن المحافظة: يعود تاريخ الاستيطان في أراضي محافظة المهرة إلى عصور غابرة ، وتحتوي بشكل مثير للاستغراب ، كثيراً من مستوطنات عصور ما قبل التاريخ ، وهي العصور التي سبقت معرفة الكتابة، وأهم المستوطنات من تلك العصور هي كالآتي :

أ‌) مستوطنات العصر الحجري القديم ( الأسفل) : لقد عُثر على هذا النوع من المستوطنات في وادي الجيزي الذي يصب إلى البحر العربي غرب الغيضة ، وعُثر في هذه المستوطنات على أدوات حجرية  تعود إلى الحضارة الأشولية ، وعصر البلايستوسين المبكر.

ب) مستوطنات العصر الحجري القديم ( الأعلى) : وجدت بالقرب من قشن وبالقرب من ساحل الخليج العربي مواقع يعود تاريخها إلى ما قبل (150.000 سنة قبل الميلاد ).

ج) مستوطنات العصر الحجري الحديث : وجدت معظم مواقع هذا العصر في الصحراء الشمالية في منطقة ثمود ، وفي سناو ، وأكبر موقع لهذا العصر وجد في مركز حبروت في مديرية الغيضة، ويعود تاريخ هذه المواقع إلى الفترة الممتدة من(6000 - 2500 سنة قبل الميلاد)

د) مستوطنات العصر البرونزي : تتحدد مستوطنات هذا العصر بالمواقع التي تنتشر فيها تلك الرسوم الصخرية والمخربشات التي نحتت أو رسمت على صخور وأحجار المواقع ، وأهم مواقعها تـلك المنـطـقـة المجاورة لمدينـة الغيضـة ، ويـعـود تـاريخ هـذه المواقع إلـى مـا بين ( 2500 – 1000 سنة قبل الميلاد ).

هـ) العصر الحديدي والفترة التاريخية : تنتشر مستوطنات هذا العصر الذي يمتد – إلى جانب الفترة التاريخية – إلى فترة ظهور الإسلام في كثير من المواقع أهمها: - موقع بالقرب من قشن - موقع في الغيضة - موقع في سيحوت - موقع حصن النمير - موقع جبل ميفل - موقعان في كدمة يروب  - موقعان في شمال المحافظة في سناو . وفي هذا العصر اشتهرت أراضي المحافظة بإنتاج مادة اللبان والبخور، وهي المادة المقدسة التي كانت تصدر إلى معظم مراكز العالم القديم لاستخدامها في المعابد كجانب من الطقوس إلى جانب استخداماته الطبية وغيرها . واللبان شجرة من فصيلة تسمى علمياً "بوسوليا" وتنبت في ظروف مناخية خاصة وفي تربة ملائمة ، وهي شروط توفرت تقريباً في كل أراضي المحافظة ، التي كان أهلها يعملون على تنمية زراعة هذه الشجرة واستخراج اللبان منها ، وهذه الشجرة لا يزيد ارتفاعها غالباً عن عشرة أقدام ، يطلق عليها اليوم المهريون اسم (عسفيدوت) ، ومحصول هذه الشجرة يجنى في شهر أكتوبر ، وطريقة إنتاجـه لها طقوسها المميزة ، إذ يتم إحداث شقوق طويلة عديدة في ساق الشجرة بواسطة سكين حجرية صنعت لهذا الغرض وعقب أحداث تلك الشقوق يسيل من ساق الشجرة سائل شفاف يميل قليلاً إلى اللون البني ، وبعدها يترك مدة خمسة عشر يوماً ليجف ويتجمع ، ثم يجنى بنزعه من ساق الشجرة الذي يلتصق عليه ، ولا يترك كذلك بحالته عقب الجني وإنما تتم له معالجة لكي لا يتلف ، حيث يخلط بمادة يطلق عليها الأهالي "هاثورت" وهي مـادة ملـحـيـة صلـبـة ـ مادة قاعدية ـ  يتم سحقها وتحويلها إلى بودرة ثم تخلط بمادة اللبان والغرض من عملية خلط اللبان بهذه المادة هو : المساعدة على تجفيف محصول اللبان وتبيضه إلى جانب أنه يساعد على استمرار صلاحيـة اللبان ـ كمادة حافظة ـ  وعدم تأثره بأي ظرف مناخي ، كما أنه يزيد من وزن محصول اللبان.

وبذلك يصبح اللبان جاهزاً للتصدير ، ومن أجل الحفاظ على أسرار عملية جني محصول هذه الأشجار فقد نسجت عدة أساطير حولها منها واحدة تقول " أن الأشجار تحميها الأفاعي وبمجرد اقتراب أي شخص من الشجرة فإنها تقفز إليه لتلدغه بسمها القاتل ، وبذلك يبتعد عنها الناس الغرباء خوفاً من الأفاعي" ، و بعد ذلك كان يجمع المحصول ليتم تصديره إلى مراكز الطلب ، وكان يوجد ميناءان بحريان يصدر المهريون لبانهم منهما إلى جانب التصدير البري بواسطة القوافل التجاريـة ، حيث يتم جمـع المحصول ونـقـلـه إلى ميناء ( س م هـ ر م ) ـ خور روري اليوم وتقع جنوب مدينة ظفار ـ أو إلى ميناء رأس فرتك ، بحسب قرب المناطق المنتجة من المينائين بحيث كانت السفن الحاملة للبان تتجه من ميناء سمهرم إلى ميناء رأس فرتك، وتفرغ محتوياتها في ميناء (قنأ) ـ بير علي اليوم ـ ومن هذه الميناء كان يتم تصديره إلى الشمال.

أما بالنسبة للطريق البرية كانت تستخدم في الأشهر التي تكون فيها حالة البحر غير مستقرة ، وكانت تحمل اللبان من سواحل المهرة ثم تعبر وادي المسيلة إلى وادي حضرموت لتصل إلى مدينة شبوة القديمة عاصمة مملكة حضرموت.

واللبان عبارة عن مادة صمغية عندما تحرق يصدر عنها دخان كثيف ذو رائحة طيبة كان يكثر استعماله في تحنيط الموتى وفي المعابد حتى أصبح ضرورياً عند تقديم القرابين إلى الآلهة ، كما كان يستعمل أيضاً في الحفلات الدينية وفي مراسيم الدفن وفي حفلات تكريم الأحياء ، وقد قـدمت لنا الآثار والنقوش والكتابات القديمة في بلاد الرافدين ( العراق) ومصر وبلاد اليونان والرومان معلومات هامة عن كيفية جلب اللبان واستخداماته ، كما أن المؤرخين الكلاسيكيين اليونانيين  والرومان قد أكثروا من وصف أنواع اللبان وطريقة إعداده وأثمانه كما أشاروا إلى استعماله كمادة طبية.

وقد ظهرت مثلاً في نقوش معبد الدير البحري في مصر الذي نقشت عليه رحلة الملكة المصرية حتشبسوت إلى بلاد ( بونت) التي فسرها العلماء إلى أنه يقصد بها بلاد اليمن ، حيث أصبحت طبيبة بعد عودتها من الرحلة ومارست التطبيب وفي بلاط الملكة (حتشبسوت ) توجد لوحة فنية لأربعة أشخاص بونتيون وقد كتب فوقهم رؤساء ( إرإم – مر ) ، وقد ظهر من خلفهم شعوبهم  وهم يحملون ما أحضروه معهم من خيرات بلادهم ، فمنهم من يحمل جراراً ربما تكون مملوءة  بالطيوب وأيضاً سلالاً ملئت بالبخور ، وإذا نظرنا إلى كلمة ( إرإم – مر ) التي تترجم بـ (الذين يعملون في البحر ) فيبدو أن هذه الكلمة هي تحريف لكلمة المهرة ، وهي قبائل كانت تسكن السواحل الجنوبية وكان عملهم كما يبدو متصلاً بالبحر والتجارة ولذا أطلق عليهم المصريون القدماء اسم "الذين يعملون في البحر".

وقد ذكرهم كتاب الطواف حول البحر الأرتيري بأنهم قبائل تابعة لمملكة حضرموت ، وتسكن في السواحل الجنوبية الشرقية للجزيرة العربية ، وبالفعل فقد كانت أراضي المهرة تقع ضمن أراضي مملكة حضرموت التي ظهرت منذ مطلع الألف الأول قبل الميلاد وانتهت في مطلع القرن الثالث الميلادي، وكانت أراضيها تمتد من مدينة شـبوة (العاصمة القديمة) العاصمة وميناء قنا غرباً إلى مدينة ظـفار ( س أ ك ل ن) وميناء خور روري (س م هـ ر م ) وتقع اليوم مدينة ظفار وميناء خور روري في سلطنة عُمان الشقيقة إلى الشرق من محافظة المهرة .

المهرة في النقوش اليمنية القديمة: ظهرت المهرة في النقوش اليمنية القديمة كاسم لقبيلة ويأتي في مقدمـة تلك النقوش نقشان الأول من العقلة ـ موقع غرب مدينة شبوة القديمة ـ وهو النقش الموسوم بـ (RES. 4877  ) ، أما الثاني فهو نقش عبدان الكبير ـ عُثر عليه في وادي عبدان في محافظة شبوة ـ .

ـ النقش الأول RES. 4877) ) : يعود تاريخه إلى القرن الثالث الميلادي ، وهو من النقوش التي كان يسجلها ملوك حضرموت في العقلة ، وهو الموقع الذي تتم فيه احتفالات تنصيب الملك على العرش وتعيين الوزراء والموظفين الإداريين في دوائر مملكة حضرموت ، وقد ذكر هذا النقش العبارة  (ك ب ر/ أ م ر ن ) ، أي كبير المهريين ، ولفظة كبير تشير إلى مصطلح إداري مُعين يحمل صاحبه الكثير من صلاحيات إدارة وحكم الإقليم الذي عُين فيه والذي يكون هو أصلاً منتمياً قبلياً إليه .

وظهور كبير الأمهور ـ المهريين ـ في نقوش العقلة كان لأجل حضور تتويج ملكهم الحضرمي ، وتعيين الوزراء والموظفين الإداريين الذي يعتبر هو واحداً منهم .

ـ النقش الثاني : فيعود إلى عهد التبابعة ـ أي إلى القرن الرابع الميلادي ـ ، وهو نقش عبدان الكبير الذي نشره الدكتور محمد عبد القادر بافقيه ، ويذكر هـذا النقش تـقدم بني ذي يزن ـ وهم ملشان وابنه خوليم وغيرهم ـ إلى أرض المهرة ويبرين (س ب؟ ق ب ل / أو/ا ر ض /م هـ ر ت /ع ل ي / ……. / ووردو / ى ب ر ن / و ب ن / ى ب ر ن ) ويكفينا من هذه العبارة التي وردت في السطر السادس من النقش أنها ذكرت بصحيح العبارة أرض المهرة ، ثم يذكر النقش في السطور من (21) إلى (24) الآتي ( و ب ع د ن / هـ و ت /س ب أ / خ و ل ي م / و أ خ و ت هـ و / ب ن ي / م ل ش ن / ب ش ع ب هـ م و/ا ب ع ل  / م ش ر ق ن / و ض ي ف ت ن / ع ل ي / م هـ ر ت / ث ت ي /س ب أ ت ن / ك ث أ ر و/ ب و ال …. ح ب ر ت و …. / و ؟ س    / ود م ق ت / و أ ف / ر د .. و ج ب ج ن / و ص ف ر و/ وهـ ر ج و أ ق و ل ن/أ ح د /و ع ش ر/ أ س د م / …. ( / و…. ت / ع ش ر/ و ث ل ث / م أ ت م /أ س د م / ب ض ع م / و أ س و ر م / و ث ل ث ي / و س ن / م أ ت م / س ب ي م / و خ م س ي/ و ث ل ث / م أ ت م / و ث ن ي / ا ل ف م / أ أ ب ل م ………. / أ ل ف م / ذ أ ن م / ) .

تشير هذه الأسطر إلى حملة لتأديب المهرة لأنها ثارت على حكم الريدانيين مرتين متتاليتين ، وهو الأمر الذي يدعو إلى القول أن هذه القبائل كانت قبائل أقرب إلى البداوة منها إلى الحضر ؛ لذلك كانت تقوم بالثورات على حكم الريدانيين ، ثم يذكر لنا سياق النقش بعض الأماكن في المهرة منها (حبرت ) حبروت ، و(دمقت ) دمقوت وهما المعروفتان اليوم بمديريتي الغيضة وحوف .

ويلاحظ من النقش كثرة الغنائم التي تم اغتنامها آنذاك وكان من أهمها الإبل ـ الجمال ـ التي بلغ عددها (2350) جملاً والمهرة مشهورة إلى يومنا بتربية الجمال .

وهناك تساؤل مثير يطرح نفسه بالرغم من أن أراضي المهرة كانت تنتج مادة اللبان والبخور والذي كان يباع بأسعار جزيلة إلا أن ذلك لم ينعكس مادياً على سكان المهرة بمعنى أنه لا توجد في المهرة  مواقع أثرية ضخمة مثل تلك التي انتشرت في وادي حضرموت مثل ريبون ، وبير حمد ولن نتمادى ونقول مثل مدينة شبوة القديمة.

لعل تفسير ذلك يعتبر صعباً ولكن في مناقشة للعالمين الكبيرين الدكتور محمد عبد القادر بافقيه ، والدكتــور كويستيان روبان ، للفظة ( مهر) توصلا إلى أن اللفظة في اللهجات اليمنية  (مهرة) بمعنى حرفة ، وتمهر اشتغل أو تعاطى عملاً ، ولعل ما جاء في النقوش إنما يشير إلى الاستخدام وإلى الذين يدخلون في الخدمة ، فاللفظة (ت م هـ ر ت هـ و ) قد تعني الناس الذين عملـوا بأجر ، ولفظة (هـ م هـ ر هـ و) تعني استخدمه لقاء أجر أو بعبارة أخرى استأجره ، ولعل الذين كانوا يعملون في جني اللبان والبخور في أراضي المهرة هم في الواقع مجموعة من العشائر الذين كانوا يعملون لحساب ملوك حضرموت ، لذلك لم تظهر عليهم ملامح التطور والتحضر وظلوا مستخدمين كأجراء ، وعملهم الرئيسي كان تربية ورعي الجمال ، إلى جانب عملهم في أوقات مواسم جني اللبان والبخور مقابل أجور يدفعها لهم ملوك حضرموت لاحتوائهم ، ومن جهة الشرق أقام ملوك حضرموت مدينة ( سأكلن ) ـ حالياً مدينة ظفار التي تقع في سلطنة عُمان الشقيقة ـ وهذا التفسير يبدو مقنعاً إلى حدٍ ما فيما إذا قارنا المهرة بالمراكز الحضرية الأخرى ـ التي كانت تقع على الطريق التجارية ـ التي كانت تسير فيها قوافل اللبان والبخور ومدى الرقى الحضاري، والثراء الذي بدا واضحاً فيها وهو الذي انعكس على منشآتها ومعابدها .... وغيرها. 

اللغة المهرية: يتحدث المهريون سواءً في جزيرة سقطرى أو في أراضي محافظة المهرة اللغة المهرية القديمة المتعددة اللهجات حتى وقتنا الراهن ، وهي لغـة تختلف عن العربية تنحدر من اللغة اليمنية القديمة وظلوا محتفظين بها على الرغم من انقراضها من جنوب الجزيرة العربية وهذه اللغة غير مكتوبة ـ أي أن متحدثيها يتوارثونها شفوياً وتكثر فيها النصوص الشعرية والقصص والمساجلات وغيرها من الخصائص اللغوية مثل الغناء ، وبعض ألفاظ الرقصات ، والطقوس الخاصة ـ وتنقسم هذه اللغة بدورها إلى عدة لهجات ، فسكان الشريط الساحلي يتميزون بلهجة خاصة عن سكان مرتفعات الهضبة الوسطى ، وهؤلاء أيضاً يتميزون بلهجتهم عن سكان السهل الصحراوي الشمالي ؛ وبذلك نجد بعضهم يجيد لهجتين إلى جانب اللغة العربية. وتمتد اللغة المهرية إلى جزيرة سوقطرة والإرخبيل التابع لها ، وجزر كوريا موريا ، وغرب سلطنة عُمان على الحدود مع المحافظة.

عادات المهريين: للمهريين عـادات وتـقـالـيـد خاصة سواء أكـانـت فـي الأعراس أو في المناسبات وسنكتفي هنا بذكر عـادات الخـتـان العلني للذكور من أفراد القبائل وكانت في الماضي تبدأ بأن يقيم رجـال القبائل حـفـلات مشـهـودة يحضرها شـبـاب القبيـلـة الـذيـن تجرى لهم عملية الختان ـ تجرى عملية الختان للذكور في سن الشباب ـ وتكـون امتحاناً لشجاعتهم وصبرهم وقوة احتمالهم للألم  ويجتمع الرجال والنساء في حلقة واسعة تتوسطها صخرة يجلس عليها الشباب ويجلس الرجل الذي سيقوم بعملية الختان وتقف وراءه إحدى قريباته حاملة سيف تقذف به في الهواء وتتلقفه من شفرته الحادة لتشجيعه على احتمال الألم ، وبعد أن تتم العملية يقف مباشراً والدماء تنزف منه ثم يجري حول الحلقة وهو ينشد القصائد الحماسية وسط دقات الطبول وطلقات الرصاص وغالباً ما ترفض النساء الزواج ممن يصرخ من الألم وقت إجراء العملية ، وبفعل تطور الوعي الاجتماعي انقرضت هذه العادة وأصبحت الخدمات الطبية الحديثة متوفرة في مراكز المحافظة.

 

أسماء المعالم السياحية حسب تصنيفها

البيان

التصنيف

مديرية الغيضة

مدينة الغيضة

مقبرة الغيضة

متحف الغيضة

قرية محيفيف

قرية ضبوت

حيروت

ميناء خلفوت

ميناء نشطون

كدمة يروب

ـــ

تاريخية

أثرية

أثري

سياحية

أثري

أثري

أثري

تاريخي

أثري

مستوطنة حبروت الأثرية

شاطئ بلحاف

شاطئ الفتك

السلاحف العملاقة

حصن عمريت

مديرية حوف

مستوطنة دمقوت

ميناء خور الاوزن

جبال حيطوم

جبال مرارة

أثري

سياحي

سياحي

سياحي

تاريخي

ـــ

أثري

طبيعي

أثري

أثري

 

مديريات محافظة المهرة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصادر:



جميع الحقوق محفوظة للمركز الوطني للمعلومات - اليمن