الصفحة الرئيسية

بيان مجلس النواب في ذكرى مرور خمسين عاماً على اغتصاب فلسطين العربية


اليوم:  15
الشهر:  مايو
السنة:  1998

انطلاقاً من مسؤولياتنا القومية والدينية نحو قضايا أمتنا العربية بشكل عام والقضية الفلسطينية بوجه خاص، والتي نشأت من جراء اغتصاب جزء غال من وطننا العربي (فلسطين العربية) منذ خمسين عاماً من قبل الكيان الصهيوني وبدعم من الغرب، وفي هذه الذكرى المؤلمة، فإن مجلس النواب وهو يخصص جلسته في هذا اليوم للوقوف على مسار الأحداث ماضياً وحاضراً وصولاً إلى رؤية مستقبلية لعمل عربي مشترك والتزاماً منه بقرار مجلس الإتحاد البرلماني العربي في دورته الـ (31) في صنعاء 16-18/مارس/1998م بأن يحدد هذا اليوم لمناقشة القضية المركزية للأمة العربية في البرلمانات العربية كلها.

فقد وقف المجلس في جلسته هذه مستعرضاً لمجمل الأحداث والمواقف ومن خلال الاستقراء والتحليل لأبعاد وعمق الصراع العربي- الإسرائيلي تاريخه وجذوره وخلص إلى الآتي:

أن الكيان الصهيوني ينطلق من منطلق أيدلوجي ونفسي وقراءة توراتية للتاريخ تقوم على النفي لوجود الشعب الفلسطيني وأرض عربية محتلة الأمر الذي ولد شعوراً لدى الصهاينة بأنهم فوق القانون الدولي والشرعية الدولية.

إن سياسات نتنياهو رئيس حكومة الكيان الصهيوني لم تكن مسألة سياسية فردية بل هي انعكاس لمنهج صهيوني متكامل سياسياً واجتماعياً وفكرياً، وإن مواقف الكيان الإسرائيلي حيال ما يسمى بعملية السلام ما هي إلا ترجمة لهذا المنهج.

إن تعنت وصلف الحكومة الإسرائيلية برفضها عملية السلام المزعوم يأتي نتيجة للدعم الأمريكي المنحاز لها بكل المجالات السياسية والعسكرية والمادية وأن كل الممارسات البشعة لهذا الكيان من توسع وقتل وإرهاب ومصادرة الأراضي وتشريد الشعب الفلسطيني وهدم منازله، وهدم الأماكن الإسلامية والمسيحية المقدسة ورفضها تنفيذ القرارات الدولية... الخ، تعتمد على الموقف الأمريكي الداعم لها.

وتحليلاً لهذه الحقائق التاريخية فإنه يمكن استنتاج الأتي:-

الصراع مع العدو الصهيوني صراع عقيدة ووجود وليس صراع أمن وحدود مصداقاً لقول الله تعالى (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) صدق الله العظيم.

وإن معركتنا مع العدو مستمرة، وإذا كان السلام خياراً إستراتيجياً فإنه يجب على الأمة العربية أن تجمع أسباب القوة وتعززها بما يدعم التوجه نحو السلام ويضمنه وبدون ذلك فإن السلام في مفهوم إسرائيل استسلام.

إن مجلس النواب ومن منطلق إدراكه واستيعابه لتلك الحقائق فإنه يؤكد على مايلي:

وبدون ذلك ستظل عملية تحقيق السلام وهماً وسراباً، وستدخل المنطقة دائرة الحروب والصراع و يتحمل الكيان الصهيوني والمجتمع الدولي مسؤولية وتبعات فشل تحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة.

وبهذه المناسبة لا يسع المجلس إلا أن يحيي أبطال ثورة الحجارة وكل الصامدين من إخواننا أبناء الشعب العربي الفلسطيني لصمودهم ومواجهتهم شتى أنواع القمع والإرهاب الصهيوني.

وبنفس الوقت يترحم على أرواح كل شهداء فلسطين والأمة العربية.

كما يحيي كل المواقف الداعمة للحق المشروع للشعب الفلسطيني.

عاشت فلسطين حرة عربية مستقلة.

صادر عن مجلس النواب- صنعاء

بتاريخ 15/5/1998م



جميع الحقوق محفوظة للمركز الوطني للمعلومات - اليمن