الصفحة الرئيسية

رئيس مجلس الشورى: الانتخابات الأخيرة جعلت الناس أكثرَ وعياً بالحقائق


اليوم:  28
الشهر:  سبتمبر
السنة:  2007

وصف رئيس مجلس الشورى عبد العزيز عبد الغني الانتخابات الرئاسية والمحلية التي شهدها اليمن قبل عام بأنها مثلت منعطفاً هاماً في مسيرة اليمن الديمقراطية وإكليلاً توج به الوطن هامة مجده وفخاره.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاهها رئيس مجلس الشورى في الاحتفالية التي أقامتها الليلة بصنعاء وزارة الأوقاف والإرشاد بالتعاون مع المؤسسة اليمنية للثقافة والتراث وجمعية المنشدين اليمنيين في ذكرى رحيل فقيد الوطن المناضل العلامة والمقرء الصفي أحمد بن عبد الرحمن محبوب،وإصدار نسخة مسجلة على أقراص إليكترونية من المصحف الشريف من تلاوته والتي دشنت بها المؤسسة اليمنية للثقافة والتراث برنامجها الثقافي شهر رمضان المبارك.
وقال إن أهم ما تميزت به تلك الانتخابات أنها جعلت الناس أكثرَ وعياً بالحقائق الكبيرة التي تحيط بهم.. معتبرا البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية الذي نال بموجبه ثقة الناخبين بأنه مثل رؤية وطنية شاملة للحاضر والمستقبل استوعبت استحقاقات الوطن التنموية والاقتصادية والمؤسسية.
وأضاف: إن الناخبين صوتوا لفخامة الرئيس علي عبد الله صالح، لقناعتهم بمصداقية البرنامج الانتخابي، ولأنهم أرادوا لمسيرة التنمية والاستقرار أن تستمر في ظل الوحدة والنظام الديمقراطي اللذين كانا أهم الإنجازات التي تحققت في ظل قيادته الحكيمة.. منوهاً بما تم تحقيقه من الأهداف التي تضمنها البرنامج خلال عام مضى من عمر الانتخابات.
ووصف رئيس مجلس الشورى ما تحقق بالتحول الهام والكبير في مسيرة الوطن على الصُّعد الاقتصادية والمؤسسية والتشريعية.. موضحاً في هذا الخصوص أن اليمن على الصعيد الاقتصادي قد دخل عبر خطته التنموية الثالثة وبرنامجها الاستثماري العام، مرحلة هامة من التنمية الهادفة إلى إيجاد اقتصاد بأسس قوية وبموارد ومصادر متنوعة وبمحفزات جديدة، لافتا إلى أن الخطة وبرنامجها الاستثماري تحظى اليوم بدعم قوي وطني وإقليمي ودولي تجلى بوضوح في مؤتمر لندن للمانحين.
واستعرض ما تم تحقيقه على الصعيد المؤسسي، من خلال إجراءت بالغة الأهمية شملت إعداد مشروع تعديل لقانون السلطة المحلية، بهدف فتح المجال لانتخاب المحافظين ومدراء المديريات وإحداث تغييرات هيكلية هامة في السلطة المحلية، وكذا إصدار قانون مكافحة الفساد وإنشاء الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد وانتخابات رئيس وأعضاء الهيئة، فضلاً عن إصدار قانون الذمة المالية وقانون المناقصات والمزايدات، وإقرار مبدأ النافذة الواحدة أمام المستثمرين.
وخلص رئيس مجلس الشورى إلى التأكيد أن الانتخابات الرئاسية والمحلية الأخيرة وضعت اليمن بثبات على طريق المستقبل المشرق، وأسهمت إلى جانب الإنجازات الكبيرة الأخرى في جعل اليمن أفضلَ حالٍ مما كان عليه بالأمس القريب ناهيك عن الأمس البعيد.
وأعاد رئيس مجلس الشورى في كلمته إلى الأذهان حال اليمن في الأمس البعيد عندما كان يقبع في ظلام دامس في ظل الكهنوت والرجعية والتخلف، وعندما كان مشتتاً وممزقاً ومستغرقاً في حروب وصراعات لا نهاية لها. .معبراً عن استغرابه من أولئك الذين يتوهمون أن بإمكانهم أن يعيدوا الوطن إلى الوراء ليحصد الشعب تلك المآسي مجدداً، مؤكداً بأن الثورة ونظامها الجمهوري راسخان والوحدة اليمنية راسخات رسوخ الجبال، ومتجذرة في الضمائر والمهج، وأن ثوابتنا هي أصلب ما تكون في وجه الدعوات الشاذة التي تنادي بالعودة إلى الماضي.
إلى ذلك نوه رئيس مجلس الشورى عبد العزيز عبد الغني بالاحتفالية التي تقام في ذكرى الراحل الصفي أحمد بن عبد الرحمن محبوب، الذي قال إنه رجلٌ ملأ الآفاقَ علماً وفضلاً، وانشغل في حياته بما ينفع الناس، فكان معلماً ومرتلاً للقرآن الكريم ضليعاً بعلومه ومتقناً لقراءاته السبع، مضيفا " كان الفقيد الراحل ثائراً ومصلحاً وأديباً وشخصيةً مفعمة بالفرح والسرور".
وكشف عن جانب أساسي في حياة الفقيد والذي قال إنه تجلى في شخصيته المناضلة والمتفاعلة مع قضايا وطنها الحاملة هموم شعبها،حيث كان أحد الأحرار الذين ساءتهم ظلمات العهد الإمامي البائد فانخرط مع كوكبة من المناضلين الأحرار في ثورة ثمانية وأربعين، وواصل رحلة النضال، رغم المعاناة التي لاقاها، حتى قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة.
من جانبه أشاد وزير الأوقاف والأرشاد حمود الهتار بجهد المؤسسة اليمنية للثقافة والتراث وإصدارها نسخة كاملة للمصحف الشريف من تلاوة الشيخ العلامة الصفي أحمد محبوب، كاشفاً عن الجهود التي تقوم بها الوزارة بالتعاون مع نجل الفقيد الصفي لجمع خطب الجمعة التي ألقاها الفقيد الراحل في الجامع الكبير وطبعها ونشرها في غضون عام من الآن, ليستفيد منها الجمهور لما فيها من ذخائر وكنوز.
وقال إن الوزارة قد انتهت من جمع خطب المناضل العلامة أحمد بن أحمد سلامة، وهي في طريقها للطباعة والنشر، بالإضافة إلى قيامها بجمع وتحقيق أسانيد ومراجع وكتب الفقه التابعة للمشيخة الإسلامية والتي تغطي كل المذاهب، مواصلة لجهد العلامة والمحقق الراحل عبد الواسع الواسعي رحمه الله ، مشيراً إلى أن تلك الجهود لا تمثل سوى قطرة من بحر بالنظر إلى كنوز التراث الفقهية والعلمية التي تنتظر التحقيق والتوثيق لما تحتويه من كنوز العلم والمعرفة وما تشتمل عليه من تراث وطني وجهد راقٍ لعلماء اليمن ومفكريها.
وأعلن الوزير الهتار تبرع الوزارة بسداد إيجار مقر المؤسسة اليمنية للثقافة والتراث حتى يتم تهيئة مقر ثابت لهافي أحد المنازل التابعة للأوقاف بمدينة صنعاء القديمة.
من جانبه شدد رئيس مجلس أمناء المؤسسة اليمنية للثقافة والتراث الدكتور حسين عبد الله العمري على أهمية الثقافة والتراث تعميق الصلة بينها وبين دور المسجد التاريخي كمركز عبادة وتقوى، ومنارة علم وهدىً، مستعرضاً الدور الذي تقوم به المؤسسة في الاحتفاء بعلماء أجلاء من أمثال العلامة المقرء الصفي أحمد محبوب، الذي قامت بتسجيل المصحف الشريف من تلاوته، وهو الجهد الذي تعزز بقيام وزارة الإعلام عبر الفضائية اليمنية بإخراج التسجيلات الكاملة لشيخ المقرئين اليمنيين الشيخ محمد حسين عامر رحمه الله، مختتماً كلمته بالتنويه بما توحيه هذه الأمسية الإنشادية من سرور وبهجة، بحضور هذا الجمع من ساكني صنعاء حاضرة اليمن وعاصمة وحدته الخالدة في كل العصور.
سبأنت

 



جميع الحقوق محفوظة للمركز الوطني للمعلومات - اليمن