الصفحة الرئيسية

رئيس الجمهورية :لا حياد عن الخيار الديمقراطي وسنرد على المتمصلحين بأدوات حضارية


اليوم:  23
الشهر:  نوفمبر
السنة:  2008

أكد فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية أن قافلة البناء والتنمية في اليمن تسير بوتائر عالية في كافة المجالات بعد أن تحقق للوطن خلال الثلاثة العقود الماضية إنجازات ومكاسب عظيمة في سبيل ترجمة طموحات الشعب اليمني وغاياته في النهوض والتطور الحضاري الشامل. 
وأعتبر فخامته في مقابلة أجرتها معه صحيفة "السياسة" الكويتية ونشرتها في عددها الصادر اليوم، إعادة تحقيق وحدة الوطن في الـ22 من مايو 1990 من أعظم تلك المكاسب والمنجزات باعتباره حدثا تاريخيا يسجل لشعبنا اليمني ويعتز به الجميع .
وتطرق إلى النجاحات التي حققها اليمن على صعيد التجربة الديمقراطية ومستوى ممارسة حرية الرأي والتعبير التي جعلت الجميع يقولون ما يريدون من دون خوف أو تكميم للأفواه.
وأكد أن الخيار الديمقراطي الذي اختاره اليمنيون لا حياد عنه..مشيرا إلى أن من يحلم بالتمصلح خارج إطار القانون وثقافة المجتمع فان الرد عليه سيكون بشكل حضاري لا بنفس أدواته .
وقال :" هم يستعملون شعارات عفا عليها الزمن, وانتهت صلاحياتها.. ونحن نتحدث بمنطق العصر في الرد عليهم, في حين ماتزال ألسنتهم تلوك الشعارات الفارغة والجدل البيزنطي الذي لا طائل منه ولا فائدة".
وتابع قائلا :" نحن أوسع أفقاً من أن نوقف مسار التنمية لعدم رضى المعارضة أو ذوي الطموحات السياسية الواهية وشعبنا سئم الإسفاف وسيرد بالمنطق "الصاع صاعين" على ممتهني "حرية البذاءة ".
وأضاف:" لن يحدث في عهدي ما يخرج عن الخيار الديمقراطي الذي التزمنا به ولن نحيد عنه وعن حكم عادل ارتضيناه لكل الناس, المؤيد والمعارض منهم".
وفي رده على سؤال حول إعلانه رغبته عدم الترشح قبيل الانتخابات الرئاسية الأخيرة .. قال رئيس الجمهورية :" يعلم الله أنني كنت صادقاً, لقد أردت ان أخلو بنفسي, فلها علي حق.. كنت أريد أن أمارس حياتي بحرية أكثر بعيداً عن "دوشة" المسؤولية ومنغصاتها وبروتوكولاتها.. فالمسؤولية في اليمن أمر ليس بالسهل لمن يتحملها، كما إننا بذلك نريد أن نرسي تجربة رائدة في مجال التداول السلمي للسلطة".
وأردف قائلا :" لقد سعيت لذلك, لكن المطالبات الشعبية هي التي ضغطت لأعدل عن قراري, وتأكد عند صناديق الاقتراع أنها مطالبات حقيقية وليست تنظيراً كما زعم المتمصلحون".
وفي إجابته على سؤال عن هل استفاد من المنصب أم استفاد منه ؟ .. قال فخامة الرئيس :" بكل تواضع وراحة بال أقول أن المنصب استفاد مني, لقد كان حلمي وأنا أتولى المسؤولية منذ البداية أن أحقق الاستقرار والأمن لليمن, وقد حدث..لقد كانت أحلامنا أن نرى دولة دستورية تحكمها قوانين مؤسسية لها شكل الدولة أسوة بالدول الأخرى التي تتمتع بالاستقرار السياسي.
وأضاف:" لقد شهد اليمن مشاريع نفطية مهمة هي أساس الدخل لميزانية الدولة..اليمن شهد بنية تحتية لم تكن موجودة في الماضي.. لقد شهد في عهدنا استعادة تحقيق الوحدة اليمنية بين شمال الوطن وجنوبه وهذا حدث تاريخي يسجل لشعبنا ونعتز به جميعاً".
وعن ما إذا كان الهرج السياسي الدائر في الساحة يؤثر على شعبيته أم لا.. قال :" يسمع الناس جدلاً من هنا وهناك إزاء هذا الأمر من قبل المعارضة, وهي معارضة يقرها المسار الديمقراطي, وفي المقابل نسعى نحن جاهدين الى تبيان الحقائق, وإيضاحها أولاً بأول أمام عامة الشعب, وذلك بالأدلة والبراهين دون سفسطة عقيمة لا جدوى منها, ونحن لا ندعي هنا أن الشعبية التي نحظى بها هي بكامل أبناء الوطن ولكن نظن - وهذا ما تظهره مؤشرات الأحداث - أن رضى العامة على الرئاسة يشكل أغلبية, فهذا ما تؤكد عليه صناديق الاقتراع". وأستطرد قائلا :" على كل هذه هي الديمقراطية التي نؤمن بها, وهذا هو حكم تعدد الآراء واختلافها الذي نوقن به". 
وعن المسار الديمقراطي ومدى أفضليته في حكم الشعوب.. قال فخامة الرئيس :" الديمقراطية هي موضة العصر.. الكل يدعو إليها, وهي - بلاشك - أفضل عندما تكون محصنة وتراعي خصوصيات وموروث وثقافة المجتمع الذي تطبق فيه, أما أن تستورد كعلب مجهزة فإن التعامل بها سيحدث فوضى, ولذلك لابد أن تكون هذه الديمقراطية مزيجا من الثقافة التي تخرج من رحمها ومن موروثات وخصوصيات البلد الذي تطبق
فيه". 
رئيس الجمهورية للسياسة الكويتية : لا حياد عن الخيار الديمقراطي ومن يبحثون عن التمصلح سنرد عليهم بأدوات حضارية...إضافة أولى وأخيرة وبشأن آثار كارثة سيول الأمطار في محافظتي حضرموت والمهرة وجهود الدولة لمعالجتها .. قال الأخ الرئيس :" إنها كارثة, وقد حصلنا على معونات إغاثية من بعض الدول الشقيقة والصديقة, لان هذه الأمطار وسيولها الجارفة أتت على البنية التحتية والأملاك العامة والثروة الحيوانية والزراعية, فأربعة آلاف منزل جرفتها السيول بعد أن خرج منها أهلها تاركين فيها كل شيء.. خرجوا من بيوتهم بما يكسو أجسادهم, اما بقية ممتلكاتهم فتركوها تنجرف مع بيوتهم وأموالهم وملابسهم وكل ما هو ثمين لديهم.. لقد تبرعت دولة الإمارات ببناء ما يقارب ألف منزل, وقدمت السعودية مبلغ مائة مليون دولار, وكذلك الكويت وعمان والأردن والسودان والجزائر ومصر وقطر ودول شقيقة وصديقة قدمت مساعدات اغاثية كان لها دور في تخفيف وقع هذه الكارثة, ولهم الشكر من شعبنا ومنا". 
وعن قدرة الدولة وإمكانياتها لمواجهة آثار الكارثة .. قال الرئيس:" بلا شك نتدبر أمورنا, أنها كارثة والدولة معنية بتعويض المتضررين من أبنائها.. و أجهزة الدولة كلها كانت تتابع ما حدث وتدرس سبل معالجة تلك الكارثة, ونحن الآن بصدد الدخول إلى المرحلة الثانية وهي مرحلة إعادة الأعمار". 
وجدد فخامة الرئيس التأكيد على عدم تأثر اليمن بالأزمة المالية العالمية عدى في جانب تراجع عائدات الصادرات النفطية نتيجة انخفاض أسعار النفط .. موضحا أن اليمن يعول على مشروع تسييل الغاز المزمع بدء التصدير منه في العام القادم لتعويض تراجع عائداته من صادرات النفط نتيجة لانخفاض إنتاج اليمن من النفط من 400 الف برميل يوميا إلى 280 الف برميل وكذا انخفاض أسعار النفط بشكل كبير في الأسواق العالمية . 
وقال :" اليمن ثري باكتشافات غازية ونفطية وموارد أخرى كثيرة تطمئننا على أن اقتصاده بخير ويتعافى من كل مطبات وأزمات الماضي".
لافتا إلى أن هناك ثلاثين شركة عاملة في مجال الاستكشافات النفطية باليمن الآن وجميعها تؤكد وجود مؤشرات مبشرة على تواجد النفط وبكميات كبيرة . 
وأشار إلى أن اليمن يمتلك فرصا استثمارية عديدة وواعدة واعتمد نظام النافذة الواحدة لتلافي البيروقراطية التي كانت تواجه المستثمرين, فضلا عن مواصلته تطوير القوانين النافذة لتقديم المزيد من التسهيلات والضمانات ولجعلها أكثر ملاءمة لجذب المستثمرين ومواكبة تنامي التدفقات الاستثمارية الكبيرة وخصوصا من دول الخليج. 
وقال فخامته :" إن العالم يمر بأزمات مالية, واعتقد أن لهذه الأزمات جانبا إيجابيا يتمثل في حث المستثمرين على اللجوء إلى مواطن آمنة لااستثماراتهم". 
ووصف فخامة الرئيس العلاقات اليمنية الخليجية بـ" الممتازة جدا".. كاشفا النقاب إنه سيبعث برسالة إلى إخوانه قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية خلال قمتهم المرتقبة الشهر القادم في سلطنة عمان بشأن تحديد متطلبات تأهيل اليمن ليصبح عضواً في مجلس التعاون, وأوجه الدعم المطلوب من دول الخليج لتأهيل اليمن للانضمام الكامل إلى مجلس التعاون . 
وعن فتنة التخريب والتمرد في بعض مناطق صعدة ومدى خطورتها على أمن اليمن.. قال الرئيس :" العناصر التي اشعلت الفتنة يتواجدون في منطقة محاطة بالجيش والأمن, وقد أوقفنا القتال من جانبنا لأننا رأينا أن هذه حرب عصابات وعلاجها لا يتأتى بالرد العسكري, فنحن حريصون على السلام والتنمية وعلى عدم إراقة الدم اليمني من اجل أن يسود السلام وتتفرغ الجهود للتنمية والأعمار,ولهذا اتخذنا قرارنا بإيقاف العمليات العسكرية في صعدة". 
وبشأن الجهة الخارجية التي تدعم تلك العناصر.. قال الرئيس :" لا أعرف.. لكن النشاط والتمويل الذي كان متوفراً لدى هذه العناصر لا يمكن أن تكون ذاتية ولا أستطيع ان أجزم بدعم خارجي معين, لكنهم يديرون حرب عصابات بتمويل غير ذاتي". 
وبشأن رؤيته للتطرف الديني الذي تعيشه المنطقة قال فخامته :" دعنا نقول أنها هي الأخرى "موضة ظرف زمني" تعيشه المنطقة التي جربت المد القومي والماركسي, وهي رياح إيديولوجيات هبت على المنطقة وخسرت مواقعها, والآن نحن نعايش مد التطرف الديني, لكن كل ذلك لن يكون مخيفا, لاسيما ونحن نتعاون مع العالم في محاربة الإرهاب وملحقاته من تلك الإيديولوجيات التي تأنفها الشعوب. 
وأعتبر فخامته ما يجري من أعمال قرصنة في المياه الدولية بخليج عدن بأنه نوع من أنواع الإرهاب.. مذكرا بأنه سبق وأن نبه لخطورة حدوث مثل هذه الأعمال وقدم منذ فترة طويلة نصائح لأميركا والأوروبيين بضرورة دعم جهود إعادة الاستقرار والسلام إلى الصومال ومساعدته على إعادة بناء دولته ومؤسساته لتلافي الآثار السلبية المحتملة لتدهور الأوضاع في هذا البلد, إلا أن تلك النصائح لم تلق استجابة. 
وفي إجابته على سؤال عن سر قوته في حكم اليمن بهذه "الفسيفساء الاجتماعية"..قبائل وتجمعات وثقافات وأحزاب.. قال فخامة الرئيس: عندما توليت أمرالمسؤولية في اليمن كانت لدي أجندة سرت وما أزال عليها, واعتقد أن الناس التفوا حولها, لأن هذه الأجندة قائمة على تأمين الاستقرار للبلد بعد سنوات من الفوضى والانقلابات العسكرية, الأمن والاستقرار كانا هدفين أساسيين رسمتهما أمامي, لإنهما يجلبان الخير للشعوب وأشعر أن الكل اطمأن إلى أن أهدافي هي يمن مستقر قائم على دولة القانون والمؤسسات, ومجتمع ديمقراطي مدني لا يفسد فيه الاختلاف في الرأي أي قضية ولا يؤدي إلى أي خصومة شخصية.
 

سبأنت

 



جميع الحقوق محفوظة للمركز الوطني للمعلومات - اليمن