الصفحة الرئيسية

رئيس مجلس أمناء المنظمة العربية لحقوق الإنسان: نتابع عن كثب ما يجري في اليمن من نضال من أجل سيادة القانون والديمقراطية وحقوق الإنسان


اليوم:  23
الشهر:  مارس
السنة:  2013
المناضلون هم من يصنعون التأريخ في الأرض" هذه العبارة كانت محور حديث رئيس مجلس أمناء المنظمة العربية لحقوق الإنسان راجي الصوراني في لقاء موسع أمس بعدد من النشطاء ممثلي منظمات المجتمع المدني، وتحدث أيضاً عن التضحيات الجسيمة والدور النضالي الذي لعبه الجيل المؤسس لحركة حقوق الإنسان أولئك الرواد والهامات والقامات الذين كانوا دائماً يمشون في الظل بينما عملهم كان كالنحت على الصخر.

الحديث مع الصوراني.. شيق خاصة فيما يتعلق بكرامة الإنسان العربي التي فقدت على مدار عشرات السنوات، والتي عاش خلالها الإنسان العربي غريباً في وطنه ..

بمجرد أن انتهى الناشط الحقوقي العربي المناضل راجي الصوراني حديثه مع النشطاء اليمنيين في خيمة مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان استأذنته لإجراء حوار صحفي، وكانت الحصيلة كالتالي:

*(سبأ) حدثنا عن طبيعة زيارتكم لليمن؟

**المنظمة العربية هي منظمة تعمل على مساحة العالم العربي ولديها 20فرع في المنطقة العربية ومنذ الربيع العربي معظم همنا في متابعة قضايا الديمقراطية ،سيادة القانون، وحقوق الإنسان نحن لدينا أعضاء في مجلس الأمناء /من اليمن/ ولدينا منظمتان عضوة في المنظمة ونحن نتابع عن كثب منذ الربيع العربي ما يحدث في اليمن وما يجري من نضال من أجل قضايا سيادة القانون والديمقراطية وحقوق الانسان ونعمل دائما وابدا على دعم المنظمات الاعضاء ودعم منظمات مجتمع المدني ومطالبهم ونحن هنا للقاء المنظمات العضوة ومنظمات المجتمع المدني والجهات الحكومية ذات العلاقة وذات الصلة عبر حوار إيجابي وبناء معها..

* (سبأ) من هي الجهات الحكومية التي ستلتقون بها؟

*سنلتقي مع بعض الوزراء وبعض النواب وبالذات وزيرة حقوق الإنسان.

* (سبأ) كيف تقيمون واقع حقوق الإنسان في اليمن؟

* بتقديري أن من حق اليمن ان يتمتع بالديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان وأن يتمتع المواطن اليمني بكثير من الكرامة التي له حق بها .

*(سبأ)هل يؤدي الإعلام العربي دوره في تعزيز ومناصرة قضايا حقوق الإنسان؟

*إلى مدى هناك تغيير بالذات خلال العامين والنصف الماضيين وهناك جهد مستمر تبذله المنظمة العربية وتبذله بعض من منظمات حقوق الانسان في العالم العربي في الدفع باتجاه تثقيف حتى الصحفيين ودفع اهتمامهم باتجاه قضايا حقوق الانسان والديمقراطية في المنطقة .

* (سبأ) كيف تقرأون الواقع العربي اليوم؟

*بتقديري أن اللحظة السياسية هي لحظة مميزة ويجب القبض عليها من كل الأطراف ومن حق الإنسان العربي أن يعيش حلمه بسيادة القانون والديمقراطية وحقوق الإنسان هذه فرصة هي الأولى منذ عشرات السنيين ،المنظمة العربية أسست لتبشر بهذه القضايا منذ العام 83 وبتقديري فقط في العاميين الماضيين حدث هذا الحراك الذي بدأ يهبط بهذه الشعارات من سماء النظرية إلى أرض الواقع ،هناك الكثير مما يجب عمله، الثورة ليست عمل مفرد أحادي هو عمل منهجي تراكمي وثورات كثيرة تحرف وتسرق وتقتل ،وأحد يجب أن لا يتوقع ان هذه الثورات العربية في هذا الربيع العربي يجب ان تحقق كل اهدافها دفعة واحدة يجب أن يكون لدينا الحلم والصبر وكل الرومانسية الثورية والعمل بجد واجتهاد ومنهجية كي تصبح هذه الشعارات مطبقة على أرض الواقع .

*(سبأ) ما هي أبرز القضايا التي أنجزتها المنظمة مؤخراً؟

*لا أستطيع الإشارة لأمر منفرد ربما كشف ملف المناضل منصور الكيخيا وهو ضمن الملف الليبي كان أمر في منتهى الأهمية والضرورة وهذا يشير إلى مدى ما كانت تمارسه هذه الأنظمة الديكتاتورية، عندما اختطف منصور الكيخيا في 93 لم يكتشف جثمانه إلا في نهاية العام الماضي وبتآمر واضح بين النظام المصري والنظام الليبي تم اختطافه والتحقيق معه ومن ثم قتله، هذا بتقديري بالمستوى الانساني والمستوى الحقوقي مهم وهو أيضاً جزء من نضال المنظمة العربية التي مارست بعثة تقصي حقائق في أكثر من مكان في ليبيا في تونس ،اليمن والبحرين، أيضاً تم القيام بدورات تدريبية تم القيام بإجراء إتصالات على المستوى الإقليمي والدولي مع جامعة الدول العربية الأمانة العامة والأخضر الإبراهيمي، وبتقديري مستوى التنسيق الذي تلعبه المنظمة الآن باعتراف وإقرار جامعة الدول العربية ومكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في جنيف ومجلس حقوق الانسان هو دور يزيد من الإعتراف بأهمية المنظمة ليس هذا فحسب بل وتأثيرها أيضاً.

*(سبأ) كيف تنظرون لمؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي بدأت أعماله في الـ 18 من مارس الجاري؟

*أنا بتقديري أن الحوار مهم وضروري دائماً وأبداً لأن البديل عن الحوار هي لغة البنادق ومن الصعوبة بمكان لأحد أن يقبل بهذه اللغة.

هناك فرصة أنا لا أستطيع أن أقول إنها هي الفرصة الوحيدة والأخيرة ولكن هناك فرصة يجب القبض على هذه اللحظة السياسية ومحاولة إشراك كل الأطراف بالذات المجتمع المدني وممثليه بقوة وفعالية فهم من لم يتم السماع لهم على مدار سنوات وسنوات وحان الوقت كي تستمع كل مكونات الحكم إلى صوت المجتمع المدني والذي هو جزء أصيل من المجتمع اليمني.

*(سبأ) هل مارست المنظمة أي دور بشأن المظالم الذي تكتظ بها السجون العربية؟

*نحن مهمتنا ببساطة ووضوح شديدين أن لا نقصد أنظمة الحكم عيننا هي العين النقدية، هي العين الحرجة، هي التي يجب أن تقول الحقيقة للسلطان الجائر ونحن نعمل بعيدا عن القوى السياسية نحن نعمل كمنظمات مهنية مستقلة ،نحن نعي المعايير بصورة احترافية ونجمع المعلومات بصورة موضوعية ،نطبق المعايير على المعلومات ونصل إلى نتائج نقدم نصائحنا ،نحن دائماً وأبداً مع الحوار الإيجابي والبناء من أجل مجتمع عربي تسوده الديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الانسان وقبل كل شئ بكثير من الكرامة للإنسان العربي التي فقدت على مدار عشرات من السنوات والتي أعاشت الإنسان العربي غريباً في وطنه.

من غير المقبول ونحن على أبواب القرن الواحد والعشرين أن المعايير الدنيا المتعلقة بحقوق الإنسان والمعايير الدنيا المتعلقة بحقوق المعتقلين هي غائبة من أجندة بعض من الدول العربية.

* (سبأ) أين كانت المنظمة من الثورات التي شهدتها بعض البلدان العربية؟

*نحن تأسسنا في العام 83 من نخبة سياسية أكاديمية فكرية حقوقية وبحثية من كل أقطار العالم العربي وبشرت المنظمة بسيادة القانون والديمقراطية وحقوق الانسان ،نحن طوردنا في ذلك الحين وعقد المؤتمر الأول في قبرص ومنذ ذلك الحين لم نكل ولم نمل رغم كل الثمن الباهض الذي دفعته المنظمة العربية والذي كلف بعض أرواح قادتها سواء بالاغتيال أو بالاعتقال.

الآن نحن لدينا اثنان من مجلس الأمناء في هذه المنظمة أحدهم رئيس لتونس والآخر هو رئيس وزراء ليبيا والبقية تأتي وهذا بتقديري بذاته مؤشر ودلاله عن موقع المنظمة العربية ،الشعارات التي تم المناداة بها في كل هذه الثورات التي تمت هي الشعارات التي رفعتها هذه المنظمة منذ العام 83 .

إذاً المنظمة العربية رفعت هذه الشعارات بصورة مبكرة ،شخصت بصورة مبكرة، ناضلت ودفعت الثمن ،ربما تأخر تحقيق هذه النتائج ولكن هذا جزء من الحالة النضالية التي تخوضها المنظمة.

أنا بيقين أن الأجمل لم يأت بعد وأن هناك مزيد من النضال المطلوب في المرحلة الحالية وفي المستقبل من المنظمة وفروعها ،ومن المجتمع المدني العربي من أجل الوصول إلى الأهداف التي تم ذكرها.

*(سبأ) ماذا عن أنشطة المنظمة على صعيد منطقة الخليج؟

*لدينا نشاط هام وجاد ومتابع دون ملل ودون كلل بالذات مع البحرين التي تشكل وجع في القلب لأن ما يتم غير مقبول ويجب تجاوزه ،نحن لدينا متابعة لما يحدث في الإمارات في قطر نحن نراقب المحاكمات التي تتم حتى بحق الشعراء في الكويت ونتابع الملف الكويتي، نفس الشيء يتم في عمان، ملف الخليج ملف ساخن ويجب أن لا يكون بعيد عن الاهتمام.... الموضوع ليس موضوع مصر، تونس، سوريا، والعراق، لكن الخليج يجب تسليط الضوء عليه لأن هناك نخبة خليجية تناضل وبقوة من أجل حقها في الديمقراطية وسيادة القانون.

*(سبأ) وجود وزارة لحقوق الإنسان في أي بلد هل يعد ذلك اعتراف صريح بوجود انتهاكات لحقوق الانسان ؟

*وجود وزارة لحقوق الانسان دليل إهتمام الحكومة بهذا الملف، الآن نحن نريد الهبوط من سماء النظرية إلى أرض الواقع نريد أن نرى كيف يكون التوجه الحكومي عملياً.
بتقديري وجود هذه الوزارة ومن ترأسها في اليمن أمر مهم لكن هذا لا يعني أن الانتهاكات قد انتهت ووجود هذه الوزارة يعني أن هناك تحدي بأكثر من مستوى يجب على الحكومة أن تواجهه بالتعاون مع مكونات المجتمع.

*(سبأ) في نهاية الحوار هل لديك أي إضافة؟

* جوهر حقوق الانسان هو كما جاء به الإسلام قبل أربعة عشر قرناً فإذا لم يكن العدل أساس الملك وإذا لم يكرم الإنسان لا يوجد دولة ،الدولة تقوم على العدل وعلى مراعاة الانسان وحقوقه وأنا بتقديري دوله لا تحترم مواطنيها لا تستحق ان تكون ،و بتقديري علينا ان نتعلم الكثير من المرحلة الماضية وأن نستخلص العبر ونحن لدينا كما كل شعوب الأرض الجينات التي ممكن ان تصنع الديمقراطية وسياستها وحقوق الانسان.

عندما نتحدث نحن لا نتحدث بعبارات وافدة نحن لا نتحدث بلغة غريبة، نحن نتحدث من صلب الدين والمجتمع والتأريخ وما قامت عليه المجتمعات المدنية العربية عندما ساد العدل ازدهرت، وعندما أحترم الانسان سادت، و بتقديري أن الخلل مطلوب إصلاحه عن طريق حوار ديمقراطي إيجابي بناء بالتحام بين المجتمع المدني والدولة، ويجب أن لا ينظر لهاتين الجبهتين كأعداء بل هم جناحين متكاملين للسير بالدولة والمجتمع نحو الأفضل والأجمل والأكمل وعلى يقيني لو كانت هذه الوصفه بهذا الشكل من حقنا أن نحلم بأن الاجمل لم يأت بعد.

دائما وأبداً نتمنى لليمن ولشعوبنا العربية كل خير وتقدم وازدهار وسلام.

سبأنت

 



جميع الحقوق محفوظة للمركز الوطني للمعلومات - اليمن