الصفحة الرئيسية

الرئيس المشاط يوجه خطابا للشعب اليمني بمناسبة العيد السابع لثورة 21 سبتمبر


اليوم:  21
الشهر:  سبتمبر
السنة:  2021
وجه فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى مساء اليوم، خطابا لأبناء الشعب اليمني بمناسبة العيد السابع لثورة 21 سبتمبر المجيدة فيما يلي نصه: بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله الطيبين الطاهرين وارض اللهم عن صحابته المنتجبين وبعد:

باسمي ونيابة عن زملائي في المجلس السياسي الأعلى أبارك لشعبنا اليمني العزيز احتفالاته الوطنية بمناسبة الذكرى السابعة لثورته المجيدة، وبالمناسبة نفسها أهنئ قائد الثورة المباركة السيد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله، كما أجدها فرصة لأتقدم بخالص التهاني والتبريكات إلى أبطالنا المرابطين في جميع جبهات الشرف والدفاع عن كرامة الشعب العزيز وحمى الوطن الغالي، وهي أيضا موصولةٌ لكل المخلصين في مختلف ميادين الجهاد الواسعة، ولكل الشرفاء والأحرار في عموم الداخل والخارج.

أيها الإخوة والأخوات:

إن احتفاءنا بالحادي والعشرين من سبتمبر المجيد ليس عملاً ترفياً وإنما هو تتويج سنوي لنضالات شعب كريم قرر الخلاص من براثن الوصاية والهيمنة الخارجية والإنعتاق من كل أشكال وصيغ الارتهان والتبعية في إطار ثورة مجيدة وضعت نصب عينيها عزة اليمن ورفعته، ثورة كل ما فيها يمني .. وكل ما فيها وطني .. وكل ما فيها وما يصدر عنها مشرف ويبعث على الفخر والاعتزاز، ولا غرور في ذلك فهي ثورة لم تولد في أقبية المخابرات الأجنبية ولا في دهاليز الأنظمة والسفارات، وإنما جاءت من أوساط الشعب وولدت من رحم معاناته وأشواقه وتطلعاته، وتدفقت من عمق هويته وخصائصه وصفاته وهذا سر صمودها ونموها وما هي عليه اليوم من صلابة وثبات رغم كل الأهوال والتحديات التي واجهتها من لحظة ميلادها الى هذا اليوم، وما واجهته هذه الثورة من خصومها ليس سهلا كما تعلمون.

أيها الشعب اليمني العزيز:

إن من يدقق في واقعنا اليمني منذ قيام الجمهورية سيدرك أن الأمور لم تكن على ما يرام وسيدرك أهمية ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيد لم تكن نتاجا للحظة طيش أو نزوة عابرة أو عملا فائضا عن الحاجة وإنما كانت ضرورة وطنية وحاجة شعبية وإنسانية ماسة وملحة واستجابة لواجب ديني وأخلاقي تجاه وطن يضيع وقيم تتلاشى بفعل عبث الخارج وأدواته المحكومة بالتبعية والفساد.

لقد جاءت الثورة المباركة بعد عقود طويلة من إهدار تلك الأدوات لكل ما منحها الشعب من صبر جميل ومن فرص للنهوض بواجباتها ومسؤولياتها وبعد أن تحولت التبعية الى غول مدمر ومعول هدم حقيقي ومخيف أجهض لعقود حلم الانسان اليمني في رؤية دولة يمنية قوية تمتلك قرارها وتصون سيادتها واستقلالها وتحمي أمن المواطن واستقرار المجتمع، وتبني اقتصاد البلد وتعمره بالتنمية والازدهار والعدل والمساواة، وبعد أن حولوا اليمن العزيز الى واحد من أفقر بلدان العالم وأكثرها فسادا وبعد أن صنعوا من بلدنا بيئة حاضنة للظلم والفساد والاستبداد والإرهاب والثقافات والممارسات الظلامية الغريبة والدخيلة على بلدنا وشعبنا، وكلنا ما يزال يتذكر مجاميع القاعدة وأعلامها التي كانت ترفرف في ارحب وجبل راس وفي الحديدة والبيضاء بل كانت قبل مجيء الثورة ترفرف حتى في أجزاء من منطقة سعوان أي ترفرف في قلب العاصمة، تماما كما هي الان ترفرف في مأرب وعلى خنادق خصوم الثورة وعرباتهم، وكانت دروس الذبح تلقى على شكل محاضرات وبروفات في داخل معسكرات ما بالفرقة، وهذا ليس تجنيا وإنما حقائق يثبتها أرشيف الفرقة نفسها بما في ذلك اشرطة فيديو منشورة، وتثبتها علاقاتهم المستمرة مع القاعدة التي هي اليوم جزء لا يتجزأ من شرعيتهم الزائفة ومكون من مكونات تحالفاتهم المشبوهة، وكانوا أيضا قد عمدوا منذ وقت مبكر إلى إقصاء الشرفاء من كل المؤسسات وخصوصاً في مؤسستي الأمن والجيش، ووفق خطط ممنهجة ومبكرة عمدوا إلى تفكيك الجيش وتحجيمه في التسليح والتدريب ومسخ هويته وتحويل مهامه من جيش وطني يدافع عن البلد ويحمي ترابه العزيز إلى ما يشبه الشركات الأمنية التابعة لأدوات نفوذهم ويستعملون هذه المؤسسة فقط للحروب الداخلية بهدف قمع المصلحين اليمنيين في الداخل.

ولأن مشاكلهم مع الداخل اليمني أيضا كلنا يتذكر موجات الذبح والاغتيالات وبراميل التقطع وعمليات السطو والسرقة تجتاح البلد وأبناء البلد من أقصى الجنوب الى أقصى الشمال، وإضافة الى ذلك كانت البلاد قد تحولت – منذ فترة طويلة - الى بيئة طاردة للعقول والكفاءات وللأيدي العاملة حتى اصبح المغتربون اليمنيون يملؤون دول العالم من مختلف المستويات والطبقات كما هو معروف.

أيها الشعب اليمني العظيم:

تلك كانت نماذج سريعة تحكي بعضا من ملامح الواقع المرير الذي سبق مجيء الثورة ومن سخافة خصوم الحادي والعشرين من سبتمبر أنهم لا يتوقفون عن تحميل الثورة ما نعيشه اليوم من معاناة ومن فرط غبائهم أنهم لا يتوقفون عن عقد المقارنات بين معاناتنا المعيشية اليوم وبين معاناتنا بالأمس متناسين أن كل معاناتنا اليوم والأمس إنما هي من صنعهم هم، وأنهم يقارنون بين معانتين كلاهما من فعلهم وكلاهما صادرة عنهم وليس عن الثورة التي جاءت لتغيير ما صنعوه من واقع مرير في الماضي وتواجه اليوم ما صنعوه من واقع مأساوي، ونقول  هنا لخصوم الثورة دولا وأدوات: عليكم أن تتذكروا بأنكم أنتم - وليس الثورة - من تحاصرون بلادنا وتجوعون شعبنا.. أنتم من تحاربون اليمن منذ قرابة السبع سنوات، وأنتم من تدمرون الاقتصاد والعملة الوطنية وأنتم من تقصفون الأسواق والشركات والمزارع والمصانع والممتلكات الخاصة والعامة وكل المقدرات والبنى التحتية، أنتم من تسيطرون على عمليات البنك المركزي وعلى النفط والغاز، وأنتم من تغلقون المطارات والموانئ، وأنتم من تقتلون وتحتجزون أبناءنا العائدين من بلدان الغربة والاغتراب، أنتم من تمنعون سفر المرضى والجرحى والطلاب وتعرقلون الاتفاقات الخاصة بالأسرى، وتعرقلون مفاوضات السلام وهذه الممارسات هي التي تقف وراء معاناة شعبنا العزيز اليوم، وهي كلها صادرة عنكم أما الثورة وشعبها وقيادتها فحسبها شرفا ومجدا أنها تقف ضد عدوانكم واحتلالكم وتدافع عن بلدها فقارنوا ما شئتم فإن كل أشكال المعاناة بالأمس واليوم جميعها منكم وعائدة عليكم، والثورة ماضية ومستمرة  بإذن الله حتى تحقيق الاستقلال التام واسترداد كل حقوق الشعب كاملة غير منقوصة.

أيها الأخوة والأخوات يا أبناء وجماهير الشعب اليمني العزيز:

إن ثورتكم المباركة تمثل اليوم الرافعة الوطنية لكل طموحات وآمال شعبكم ولقد أثبتت الأيام نقاءها وصفاءها وصلابتها وقوة وعيها وإبصارها وكلما قالته الثورة في خطاباتها من تشخيصات للواقع ومن استشراف للمستقبل ها هي الأحداث والوقائع والمستجدات تؤكدها وتثبتها يوما بعد يوم.

لقد حاولت الثورة من أول يوم أن تصلح الوضع بطرق الحوار والسلمية فعفت عن خصومها وأبقتهم في مناصبهم وقدمت كل التطمينات وكل ما فعلته بحقهم أنها دعتهم الى التوقف عن الفساد والاستبداد واحترام سيادة البلاد ووقف العلاقة مع الإرهاب وتصحيح الاختلالات والمضي قدما نحو بناء الدولة اليمنية العادلة والقوية وقد عبرت الثورة عن حكمة كبيرة في التعامل وجسدت بذلك ما جبل عليه شعبها من الصفح والتسامح والميل الى السلام والحوار، ولكن كبر على خصومها الإصغاء لصوت العقل، فقرروا وأدها بالقوة ليبدأ فصل جديد من فصول الثورة في مشهد يعبر عن قصة الصراع بين مشروع الوطن (الذي يدعوا الى يمن قوي وعزيز ومستقل) وبين مشروع الخارج (الذي يصر على إبقاء اليمن حديقة خلفية وجداراً قصيراً ومسرحا للتدخلات الخارجية).

وفي هذا الفصل الثوري الجديد أثبت الثورة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى بأنها وجدت لتبقى وتستمر، وهذا ما تقوله الاحداث والوقائع ويكفي أن ندرك طبيعة وحجم وتوقيت الحرب العدوانية لندرك قيمة وأهمية هذه الثورة، فالمشهد يحكي قصة حرب غير مسبوقة بين دول كبيرة تتباهى بتحالفاتها العريضة وخزائنها الغنية بالنفط والمال وتتوشح أحدث الطائرات وأفتك الأسلحة، وتتكئ على أوسع اصطفاف دولي، وتنفذ عدوانها في هذه الحرب وفق مصفوفة واسعة من الأساليب والسياسات الوحشية في جميع المجالات وتوظف كل التحديات والصعوبات سواء السابقة على الحرب أو التي انتهجتها في هذه في كل المجالات وفي أدق التفاصيل وكل هذا الحشد ضد ثورة ما تزال في بواكير أسابيعها الأولى وضد يمن عزيز أتعبته السنين وأرهقته عقود الوصاية والتبعية فلا جيش جاهز، ولا سلاح رادع، ولا اقتصاد يمكن الاعتماد عليه، ومجتمع تعصف به الثارات والانقسامات وتحديات الحياة وكان مطلوبا من الثورة أن تتصدى لهذه الحرب الكبيرة والقاسية والشاملة في ظل هذا التوقيت القاتل وفي ظل هذه الوضعية التي يصعب الصمود معها لأسابيع والتي تشهد في نفس الوقت على قبح وفظاعة فساد النظام البائد الذي لم يترك لليمنيين ما يمكنهم الاعتماد عليه في معركة وطنية ضد عدوان بهذا الحجم،

ولذلك يحسب لهذه الثورة أنها أدارت المعركة بكفاءة منقطعة النظير واستطاعت في خضم الحرب والحصار أن تبني جيشاً وطنياً يمنيا عملاقا وتصنع وتطور كل متطلبات المعركة الدفاعية، وان تحقق الامن وتطيح بعتاولة الفساد كما نجحت في تصحيح الكثير من الاختلالات في جوانب القضاء والأمن ووضعت البرامج ومشاريع البناء والتصحيح في مؤسسات الدولة وتحسين أداءها، وأولت الجانب الزراعي عناية فائقة فزرعت الأرض بمساحات تتجاوز مجموع المساحات المزروعة خلال فترة النظام البائد بعشرات الأضعاف على الأقل، وقضت على ظاهرة التقطعات وأمنت المدن والطرقات والمنشآت، وحافظت على سعر العملة، وأحيت خصائص التكافل والتعاون، وأدخلت إصلاحات قانونية واقتصادية وطورت النظم المالية، ووضعت معالجات صارمة لمنع تجنيد الأطفال، وأصلحت قضايا الثأر التي تمتد الى ما قبل الثورة بسنين طويلة كما هو معروف، ونجحت في الحد من الجريمة، وقضت على تنظيم القاعدة وداعش في جميع مناطق إدارة صنعاء، كما نجحت في حشد كل الطاقات اليمنية الخلاقة وخلقت وعيا وطنيا غير مسبوق وإرادة يمنية صلبة وعصية على الانكسار وصنعت كل هذا الصمود المذهل، وبهذا الصمود الأسطوري أسقطت كل الأسقف الزمنية المرسومة  والمحددة للحرب العدوانية، وأحبطت أهداف العدو وأفشلت كل سياساته ورهاناته، وأصابت تحالف العدوان بالتفكك، ورغم كل إجراءات وسياسات العزلة تمكنت الثورة من إيصال صوت الشعب ومظلوميته وعدالة قضيته الى مختلف انحاء العالم، وفضحت جرائم العدوان وأهدافه ومطامعه وعدم مشروعيته وكل علاقاته المشبوهة، فأسقطت الكثير من مضامين الخطاب التضليلي لتحالف العدوان ووضعته تحت مقصلة الضغط والابتزاز والاستنزاف، ولم تدخر جهدا في البحث عن السلام والدفع نحو إجراءات بناء الثقة وخلق الأجواء الداعمة للمفاوضات الناجحة والضامنة لتحقيق سلام حقيقي شامل ودائم يبدأ برفع الحصار عن الشعب اليمن.

وبديناميكية عالية ظلت الثورة تنتقل من طور إلى طور أقوى وأوسع سواء على المستوى الشعبي والجماهيري أو على المستوى الرسمي والأداء الحكومي، وهي الآن على مشارف مرحلة جديدة مراحل جديدة ترتكز على دفعات إضافية من البناء والتأهيل والتدريب والتطوير في جميع المجالات السياسية والعسكرية والأمنية والخدمية، كل ذلك في ظل تحديات وصعوبات وفي ظل شح كبير في الإمكانات والموارد، ولكن في المقابل ثمة روح يمانية خلاقة، وإرادة ثورية مشبعة بالإيمان بالله وبالتوكل عليه والثقة فيه، أعادت صياغة المفاهيم في ضوء العودة لهوية اليمن الاصيلة لتكشف بالفعل عن شعب استثنائي ورجال استثنائيين، والاهم في كل ذلك  أن الثورة رغم كل المحن اكتسبت المناعة الكافية لمواصلة معركة التحرر حتى التحرير الشامل والكامل للأرض والقرار ان شاء الله وفي ذلك الضمانة الكبرى للخلاص من كل المساوئ والمعاناة التي صنعتها عوامل التبعية والارتهان والتدخلات الخارجية بعون الله وتوفيقه.

أيها الإخوة والأخوات:

إن الحديث عن الحادي والعشرين من سبتمبر المجيد ولكني أكتفي بهذا مهيبا بحملة الأقلام الحرة والشريفة من كتاب ومؤرخين وإعلاميين وسياسيين استكمال الحديث عن هذه الثورة وإبراز دلالاتها ومقاصدها باعتبارها استحقاق خالص للشعب كل الشعب وللوطن كل الوطن، وهي اليوم لا شك مستودع تضحياته الغالية ومنطلق آماله وتطلعاته المشروعة فهي في نهاية المطاف ثورة كل اليمنيين الأحرار الذين يصطفون اليوم ويصبرون ويضحون من مختلف المناطق والمذاهب والأحزاب والمكونات.

وأختم بالنقاط التالية:

أولاً – نجدد تهانينا مرة أخرى لكل الثوار والأحرار من أبناء وبنات شعبنا في عموم البلاد، ونشدد على ضرورة مضاعفة الجهود في رفد الجبهات العسكرية وتعزيز وحدة الجبهة الداخلية وتوسيع دوائر التواصل والتكامل والتعاون بين جميع مكونات الموقف الوطني واستشعار المسؤولية تجاه كل استحقاقات ومتطلبات المرحلة الكبيرة والمتقدمة التي وصلت اليها نضالات شعبنا الصابر والصامد.

ثانياً – أبارك للشعب اليمني انتصارات أبناءه الابطال في جميع الجبهات وأحيي مقاتلينا البواسل في الجيش واللجان الشعبية قادة وضباطا وأفراد في مختلف الجبهات والمحاور وفي جميع الوحدات والتشكيلات العسكرية المتعددة وأبارك لهم كل ما يحرزونه من انتصارات متسارعة سواء على المستوى الميداني أو على مستوى البناء والتحديث والتطوير، كما أحيي العيون الساهرة على أمن الوطن والمواطن، وأشكر قيادة الداخلية وجميع قيادات ومنتسبي الأجهزة الأمنية المتعددة على جهودهم الكبيرة وما يحرزونه كل يوم من نجاحات رائعة سواء على مستوى الضبط أو على مستوى البناء والتصحيح.

ثالثاً – أشكر كل الاخوة في جبهة العمل الخارجي وأحيي جهود الشباب اليمني في الخارج وكل الناشطين الاحرار من أبناء امتنا العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء وأهيب بالجميع الاستمرار في مضاعفة الجهود ومواصلة التضامن مع مظلومية الشعب اليمني ورفع الصوت عاليا للمطالبة بوقف ما يتعرض له اليمن من حصار مطبق وعدوان جائر، كما أحيي جهود الاخوة والأخوات قيادة ومنتسبي السلطات الثلاث وجميع منتسبي مؤسسات الدولة وأجهزتها الحكومية المختلفة على كل ما يجترحونه من جهود مشكورة ومقدرة.

رابعاً – نؤكد حرصنا على السلام الدائم والشامل واستعدادنا التام للانخراط في مفاوضات جادة وحقيقية، ونحمل طرف العدوان المسؤولية الكاملة عن إعاقة وعرقلة السلام جراء تمسكه بالحصار المستمر واستعماله كسلاح عسكري وتفاوضي وندعو الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الى ادانة الحصار والعمل على وقفه باعتباره جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية وعملا تعسفيا يتنافى مع أخلاق الحروب وينتهك كل القوانين والقرارات والمواثيق الدولية والإنسانية، وهو فوق ذلك عمل إجرامي يتسبب في مضاعفة معاناة الشعب اليمني العزيز ويتسبب في وفاة الكثير من المحتاجين للسفر، ويتنافى تماما مع حسن النوايا ومقتضيات بناء الثقة وتنعدم معه الأجواء الداعمة لنجاح أي جهود قد تبذل في طريق السلام، لا بل ويفرغ جهود المبعوث وكل أحاديث السلام عن محتواها ناهيك عن كونه ينطوي على إعاقة واضحة تنفي أي إمكانية لعقد المفاوضات.

خامساً – نعبر عن سخط شعبنا تجاه الدور العدائي الذي تلعبه بريطانيا وندعو الشعب البريطاني وكل جهات الضغط في المملكة المتحدة الى مغادرة الصمت والى وضع حد لتصرفات الحكومة البريطانية التي جلبت لشعبها العار بسلوكها العدواني والبشع تجاه الشعب اليمني العزيز، كما ندين ونشجب الموقف الأمريكي والدولي بشكل عام وتعاطيهم المضلل للرأي العام العالمي تجاه موضوع السلام في اليمن ونعتبر ان الأسلوب الأممي والدولي بشكل عام واحدا من أهم أسباب إطالة الحرب في اليمن باعتباره أسلوب يفتقر للحياد والموضوعية ولا يساعد على تحقيق السلام  وما يزال منحازا ضد الشعب اليمني وضد آماله وتطلعاته.

سادساً – ندعو قيادة التحالف الى مراجعة حساباتها وسياساتها العدائية تجاه اليمن والوقوف بجدية على مآلات سبع سنين حرب، وعلى طبيعة المستجدات والمتغيرات القائمة والقادمة محليا وإقليميا ودوليا، وإدراك كارثية الاستمرار في الحرب وخطورة الاستمرار في إطلاق صداقاتها وعداواتها بالاتجاهات الخاطئة، كما ندعو قيادة التحالف للتعاطي الايجابي مع مبادرة قائد الثورة حول مأرب، والانخراط العملي في إجراءات بناء الثقة وفي مقدمة ذلك الإفراج الفوري عن سفن الوقود ورفع الحصار والشروع في الافراج عن الاسرى وغير ذلك من المعالجات الإنسانية والاقتصادية وصولا الى مفاوضات تنهي الحرب وتعالج تداعياتها وتنقل البلدين الجارين من استراتيجيات الحرب الى مربع السلام والأمن على أساس من احترام سيادة البلدين وحسن الجوار والمصالح المشتركة.

تحيا الجمهورية اليمنية - المجد والخلود للشهداء – الشفاء للجرحى – الحرية للأسرى

والسلام عليكم ورحمة الله.

 



جميع الحقوق محفوظة للمركز الوطني للمعلومات - اليمن