الصفحة الرئيسية

قائد الثورة: أي إجراءات أو خطوات عملية في التصدي للعدوان السعودي هي في سياق معركة إسناد غزة


اليوم:  11
الشهر:  يوليو
اعتبر قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أي إجراءات أو خطوات عملية في التصدي للعدوان السعودي في المجال الاقتصادي أو غيره إنما هي في سياق معركة إسناد غزة وليست منفصلة عنها أبداً.
وقال قائد الثورة في كلمة له عصر اليوم حول آخر تطورات العدوان الصهيوني على غزة والمستجدات الإقليمية "الأمريكي سعى بعد إدراكه ألا جدوى من عملياته لتوريط السعودي ليقدم على عدوان وتصعيد غير مسبوق في المجال الاقتصادي".. مؤكدا "تحذيرنا للسعودي بداية العام الهجري الجديد هو تحذير جاد بكل ما تعنيه الكلمة".
وأضاف " الأمريكي بعد أن أبلغنا برسائل سعى لتوريط السعودي ليقدم على عدوان وتصعيد غير مسبوق في المجال الاقتصادي، ونؤكد أنه مهما عمل السعودي وكان تصعيده وما نتج عن ذلك من تداعيات إلى أي مستوى تصل، لن يؤثر أبداً على موقفنا الثابت والمبدئي في نصرة الشعب الفلسطيني، وعلى استمرار عملياتنا التي ستتواصل مهما كان ضد السفن المرتبطة بالصهيوني، الأمريكي، والبريطاني".
وتابع "السعودي في ضغوطه وخطواته العدوانية وكل ما يترتب عليها من تبعات أو تصعيد ومهما وصل لن يؤثر على موقفنا ولا على عملياتنا ولن نتوقف أبداً عن عملياتنا المناصرة للشعب الفلسطيني ومجاهديه".
وطمأن السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي المجاهدين في قطاع غزة والشعب الفلسطيني وكل أحرار الأمة والعالم، بأن السعودي لن ينجح أبداً مهما فعل، ومهما ترتب على ذلك من تداعيات في إيقاف عملياتنا ولا بصرفنا عن أولوية مساندة الشعب الفلسطيني.
وقال " الأمريكي يرد منا أن نتوقف عن إسناد غزة ونترك السفن الإسرائيلية تعبر خليج عدن وباب المندب والبحر الأحمر، ونتوقف عن عمليات إسناد الشعب الفلسطيني بكل أشكالها، يريد أن نوقف العمليات والتظاهرات ونوقف كل الأنشطة المساندة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها وأهمها العمليات العسكرية ويفعّل السعودي في هذا الاتجاه".
واستطرد قائلاً "الحالة بالنسبة للسعودي، حالة غباء رهيب بكل ما تعنيه الكلمة، الأمريكي مهما فعل لن يوقفنا حتى لو فعل أكثر مما يفعل، لأن موقفنا إيماني ومبدئي وجزء من ديننا والتزامنا الإيماني، لن يوقف عملياتنا لكن على السعودي أن يوقف مساره الخاطئ الذي لا مبرر له، وقوله إنما يفعل ما يفعل نتيجة للضغوط الأمريكية ليس مبرراً له ذلك ولا مقبول، اتركنا نحن للمواجهة مع أمريكا وقول لأمريكا أن تواجهنا بكل إمكاناتها".
وخاطب النظام السعودي بالقول" "لدى أمريكا إمكانيات ضخمة أكثر منك، هل لديك حاملة طائرات، لدى الأمريكي حاملة طائرات متطورة أكثر وقدرات عسكرية أكبر وأنت تدرك هذه الحقيقة لماذا تورط نفسك أنت، فيما سيسبب لك الخسارة، لن تنجح في إيقاف عملياتنا المساندة للشعب الفلسطيني ولا في الحد منها ولن تجبر شعبنا عن التراجع عن موقفه، وإنما ستخسر".
وتابع "الأمريكي عندما ورط نفسه في المساندة مع الإسرائيلي وأعلن عدوانه على بلدنا هل نجح وحقق نتيجة، إنما خسر أصبحت سفنه تضرب التجارية والعسكرية، وأنت عندما تورط نفسك لن تستطيع أن تؤثر على موقفنا لكن ستسخر بأكثر من خسارة الأمريكي، لأن ما لديك أنت مما هو قريب منا، الكثير والكثير مما يستهدف وسيلحق بك أبلغ وأكبر الضرر ولن تخيفنا تهديداتكم".
وأشار قائد الثورة إلى أن الشعب اليمني عاش الحروب والمعاناة والحروب.. مضيفاً "نحن عشنا الحروب والمعاناة والأحداث وما يهمنا القضية العادلة والموقف الحق، والتصرف الصحيح الذي لا بد منه".
ومضى بالقول "نحن لا نتصرف بتهور ولا تصرفاً أهوجاً ولا عابثاً نحن نعمل ما ينبغي أن نعمله عند الضرورة القصوى، كم بعثنا من رسائل تنصح السعودي وتحذره اتركنا وشأننا نحن في حرب مباشرة مع الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني، تفرج وارقص ما بدى لك، إعلامك يطبل لهم ويشيد بهم ويؤيدهم والتصريحات السياسية من وزير الخارجية وغيره انحرفت إلى حد كبير وأصبحت تردد نفس المنطق الصهيوني والأمريكي والبريطاني تجاه العمليات في البحر الأحمر".
وأوضح أن تصريحات وزير الخارجية السعودي في البداية كانت جيدة، بقوله إن العمليات في البحر الأحمر مرتبطة بغزة، لكن تغير الموقف وأصبحت تصريحات وبيانات ومواقف النظام السعودي وبعض دول الخليج المعلنة تردد ذات المنطق الإسرائيلي والبريطاني والأمريكي.
وقال "ليكن ذلك على مستوى التصريحات والإعلان والرقص وغيره، لكن على مستوى الإقدام على خطوات ظالمة وعدوانية مثلما هو الحال في مضايقة البنوك الأهلية والمصارف والشركات الأهلية للتجار والمؤسسات التابعة للتجار في محاولة الضغط عليها للانتقال من صنعاء إلى مناطق محتلة تحت سيطرة الأعداء، إنما هو تصرف عدواني غربي وأحمق لا يمكن القبول به والتغاضي عنه والسكوت والتجاهل له".
وأضاف " كما هو الحال بمنع الرحلات من صنعاء لا يمكن القبول به أبداً أنتم تعيدون بالأمور إلى مستوى أسوأ مما كان عليه في ذروة التصعيد، خاصة ونحن في هذه المرحلة على أساس أنها مرحلة خفض للتصعيد، لكن أنتم تعيدون بها إلى مستوى أسوأ من ذلك".
وتطرق السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى تحريض الأمريكي والبريطاني، بشأن الميناء .. موضحا أن استهداف البنوك والمطارات والميناء كلها خطوط حمراء لا يمكن القبول بها.
وتابع "هل ستقبلون في واقعكم بمنع رحلات المطارات والإجبار على البنوك الأهلية ومقرات المؤسسات والشركات في الرياض أن تنتقل، أي دولة في العالم يطلب منها ذلك ستعتبره عدواناً وتصعيداً خطيراً وغير مقبول ولا منطقي، لماذا كل هذه الخطوات العدوانية؟".
وجددّ التأكيد "على أن تلك الخطوات إنما هي أوامر أمريكية لخدمة إسرائيل ومحاولة لإجبار اليمن للتراجع عن موقفه المساند لغزة، وهذا عين المستحيل وأبعد عليكم من عين الشمس، لن تفلحوا ولن تنجحوا ولن تتمكنوا من إجبارنا على التراجع عن مناصرة فلسطين".
وأردف قائلاً "شعبنا اليمني اتخذ قراره بخروجه المليوني أسبوعياً ولن يتمكن أي عميل لأمريكا أن يثنيه عن هذا القرار وعن الموقف المبدئي الإيماني والإنساني، رغم أنف كل عميل سنواصل عملياتنا المتواصلة لنصرة الشعب الفلسطيني، وسنسعى لما هو أكبر وأكثر وأقوى، رغم أنف كل عميل السعودي أو غيره، لن نتراجع أبداً عن موقفنا سنواصل إسنادنا والقصف للسفن المرتبطة بالصهيوني، والأمريكي، والبريطاني مهما يكن".
وأفاد قائد الثورة بأن الأسبوع الماضي خرجت نحو 270 مسيرة في مختلف المحافظات وفي مقدمتها ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، وبلغ عدد قوات التعبئة 372 ألفاً و174 متدرباً جاهزا لقتال الأعداء.
وخاطب أبناء الشعب اليمني بالقول "الأعداء يريدون منكم أن تتراجعوا عن موقفكم المساند لغزة، ويريدون أن تخذلوا الشعب الفلسطيني وأن توقفوا العمليات المساندة، والسعودي يريد منكم أن تتفرجوا على مأساة الشعب الفلسطيني وأن ترقصوا مثله وتتجاهلوا صرخات وآهات الشعب الفلسطيني، السعودي يريد منكم أن تضحكوا وترقصوا وتنشغلوا بحفلاته المجونية وبمسابقات الكلاب وبالألعاب الإلكترونية لتتوقفوا عن خروجكم الأسبوعي، والسعودي قد تلقى توجيهات أمريكية بأن يسعى للخطوات العدوانية كعقوبة لكم، فهل ستقبلون؟".
ودعا أبناء الشعب اليمني إلى أن يسمعوا السعودي وكل العالم يوم الغد صوت الحرية، والإباء، والشجاعة، والإيمان في ميدان السبعين وكل المحافظات.. مضيفاً "أسمعوا السعودي ليعرف أنكم لا زلتم أحرارا وقبائل أبية وفية شجاعة، أسمعوا السعودي غدا أنكم ما زلتم ذلك الشعب الذي قال عنه رسول الله: "الإيمان يمان والحكمة يمانية".
وقال السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي مخاطباً الشعب اليمني "نحن حذرنا السعودي بلسانكم لكي لا يتخيل أن الموقف مجرد إعلام، وليعرف أننا نطقنا بصوتكم وأننا توجهنا بتوجهكم، نحن حاضرون بإيماننا بالله وثقتنا به وتوكلنا عليه في مواجهة العدو الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني وكل عميل".
وأضاف "رغم أنف كل عميل ثابتون على موقفنا وسنواصل عملياتنا بالصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة، وزورق الطوفان وستستمر طالما استمر العدوان الإسرائيلي".
وتابع "خروجكم المليوني يوم الغد له أهمية أكثر من الأسابيع التي قد مضت لأنكم على مفصل مهم في الموقف، فأعلنوا موقفكم الصادق كما عهدناه منكم، وليكن موقفكم يوم الغد موقفا يرضي الله ويؤنس الشعب الفلسطيني ويطمئنه بأنكم مواصلون وأنكم لستم ممن ترتعد فرائصه عند أي تهديد".
ومضى بالقول "أنتم لم تهابوا أمريكا ولا بريطانيا ولا إسرائيل، فهل ستهابون عميلاً غبياً أحمقاً أرعناً يتصرف بكل غباء ولا يأخذ الدروس من أحد؟!، أسمعوا صوتكم لكل العالم، أدعوكم للخروج يوم الغد في صنعاء خروجا مليونيا في ميدان السبعين وبقية المحافظات والمديريات، وليكن خروجكم خروجاً مباركا موفقاً بإذن الله، يعبر عن الإباء والعزة الإيمانية، والشجاعة والحرية والوفاء".
وتحدث قائد الثورة عن أهم عمليات جبهة اليمن لهذا الأسبوع باستهداف سفينة أمريكية شمال شرق جزيرة سقطرى، وما أثارته من مخاوف وقلق للأعداء الذين اعتبروها إحدى الهجمات الأبعد في أقصى الشرق من جهة البحر العربي حتى اليوم.
وأضاف "الأمريكي اعتبر استهداف إحدى سفنه في أقصى شرق البحر العربي توسعاً مثيراً للقلق في منطقة التهديد، فيما أعلنت بريطانيا سحب آخر قطعها الحربية من البحر الأحمر وخليج عدن هاربة بعد أن واجهت أكبر تهديد جوي للبحرية الملكية في العصر الحديث".
وتناول ما أعلنته البحرية البريطانية من تعرض أخر قطعها لصاروخ سريع من اليمن، ولم تتمكن من اعتراضه.. مشيراً إلى أن البحرية البريطانية أقرت بفاعلية الصواريخ الباليستية ضد السفن واعتبرته بأنه أكبر تهديد جوي للبحرية الحربية البريطانية في العصر الحديث.
وتابع "من سخروا بعد الإعلان عن صاروخ حاطم عليهم أن يستمعوا لاعترافات وتصريحات أسيادهم من الأمريكيين والإسرائيليين، واعترافات وتصريحات وتعليقات خبراء عسكريين أمريكيين وبريطانيين التي تشهد بأن الصواريخ أسرع من الصوت".
ولفت إلى أن الأمريكيين والبريطانيين ومن قبلهم الإسرائيلي أدركوا أنهم يواجهون تهديداً لا يمتلكون القدرة على مواجهته، مشيراً إلى أن الصواريخ السريعة جداً والأسرع من الصوت والفتاكة هي التي أرهبت وأخافت حتى حاملة الطائرات الأمريكية.
وبين السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن عمليات هذا الأسبوع نفذت بـ 10 صواريخ بالستية مجنحة ومسيرة، وبلغ عدد السفن المستهدفة إجمالاً 166 سفينة مرتبطة بالإسرائيلي والأمريكي والبريطاني منذ بداية العمليات.
وأشار إلى أن حركة السفن المرتبطة بالأمريكي والبريطاني انكفأت في الأشهر الأخيرة، أما العدو الإسرائيلي فتكاد تنعدم، والرصد مستمر وقوي والقدرة على التنفيذ بفضل الله ومعونته جاهزة متوفرة.
وقال "ليس هناك أي تأثير على إمكانية الإطلاق ولا على فاعليته، والعدو في حالة فشل واضح، وما تزال أصداء هروب حاملة الطائرات الأمريكية التي صُممت وبُنيت وأُعدت كما يقولون لمحاربة قوى عظمى".
وأضاف "تعليقات بعض الأمريكيين شبه هروب حاملة الطائرات "آيزنهاور" مثل "فيل يهرب من فأر، والأمريكيون يصفون هروب حاملة الطائرات الأمريكية بأنه حدث غير مسبوق في تاريخ الحروب وصنع تاريخاً جديداً"
وخاطب قائد الثورة الأعداء "لم يهرب فيلكم من فأر بل من أسد عرين، فالجيش اليمني وإمكاناته وقدراته ليس فأراً بل أسد عرين يواجهكم ويتصدى لكم في إطار موقفكم الظالم الذي يساند العدو الإسرائيلي".
وأشار إلى أن الأمريكيين يقولون إن "حاملة الطائرات كانت مهيأة لمحاربة قوى عظمى فإذا بها تخوض معركة خاسرة ضد جماعة حرب عصابات برية، لا تملك أي قوة بحرية" فهم مندهشون، ويتحدث العدو الإسرائيلي باندهاش وخوف لما يمتلكه الجيش اليمني من إمكانات عسكرية ضخمة فتاكة تجاوزت كل التقنيات التي يمتلكها الأعداء.
واستشهد بتأكيد معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي في دراسته بامتلاك اليمن أسلحة تمكنه من تنفيذ هجمات فتاكة، وكبدّت "إسرائيل" خسائر اقتصادية كبيرة جراء هجمات البحر الأحمر وأبرزها توقف نشاط ميناء "إيلات"، وانخفاض التجارة بين "إسرائيل" ودول العالم.
وجددّ التأكيد على أن الأمريكي مستمر في محاولات إيقاف العمليات اليمنية لكن دون جدوى، موضحاً أن الأمريكي نفذ هذا الأسبوع ثمان غارات في الحديدة وحجة، وبلغ إجمالي القصف 570 غارة وقصف بحري منذ أول شهر رجب، وشهداء العدوان الأمريكي البريطاني بلغ 57 شهيدا و87 جريحا في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس".
واستهل السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، خطابه بالحديث عن العدوان الصهيوني الهمجي الوحشي على غزة على مدى 10 أشهر، معتبراً ذلك امتحاناً واختباراً حقيقياً وخطيراً لكل المجتمع البشري.
وأشار إلى أن جرائم حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني اختبار لضمير وقيم المجتمع البشري، مؤكداً أن السكوت على جريمة الإبادة الجماعية في غزة، معناه إهدار المجتمعات البشرية للوجود والكرامة الإنسانية والحق في الحياة.
وقال "ما يقوم به العدو الإسرائيلي هو استباحة لكل شيء، ومن منطلق رؤية باطلة ومسيئة إلى المجتمعات البشرية"، مشيراً إلى أن حالات التفاعل مع الشعب الفلسطيني ظهرت بدافع الضمير الإنساني في أمريكا وأوروبا ومجتمعات أخرى.
وأوضح قائد الثورة أن المظلومية في فلسطين وإجرام العدو كان له صداه في نشر الوعي داخل المجتمعات التي ترسّخت فيها عقيدة تمجيد الصهيونية لقرون من الزمن.. لافتا إلى أن مأساة الشعب الفلسطيني كان لها أثر عظيم في صناعة وعي وإزالة كل الحجب التي رسخها الصهاينة في أوساط الشعوب لا سيما في أمريكا وأوروبا.
وعدّ الحراك الطلابي والمظاهرات المنددة بما يجري في غزة يأتي في سياق فرز من لا يزال من المجتمعات البشرية يحمل الضمير الإنساني ويتمسك به، مبيناً أن تأثير مظلومية الشعب الفلسطيني وصمودهم ووحشية العدو وصل لدى البعض في البلدان الغربية إلى أن أسلموا، ما قدّم صورة لما يجب أن يكون عليه المجتمع الإسلامي.
وأضاف السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، "يكاد البعض من المسلمين يخرج من الإسلام بدلا من أن تحيي مظلومية فلسطين قيمهم والشعور بالمسؤولية الدينية، والمسألة خطيرة على من يتهاون تجاه ما يجري في فلسطين، ومن يتعاون مع العدو ويلعب دوراً تخريبيا لتكبيل الأمة".
وأكد أن جريمة الإبادة في غزة يُفترض أن تُحيي في نفس الإنسان ضميره وتحرك في وجدانه والشعور بالمسؤولية، مشيراً إلى أن من جرائم العدو البشعة إعدام ثلاثة مسنين من عائلة واحدة، أحدهم استشهد أثناء التعذيب واثنين أُعدما سَحقا تحت جنازير الدبابات.
ولفت إلى أن العدو يستهدف النازحين في المناطق التي يزعم أنها آمنة كأنها مصائد للمجتمع الفلسطيني، بالقنابل الأمريكية الذكية الكبيرة التي تُستخدم في المواجهات مع الجيوش الكبرى.
وأفاد قائد الثورة بأن كميات مكدسة من الغذاء توجد في الرصيف الأمريكي العائم، والشعب الفلسطيني يتضور جوعاً، فيما يستمر العدو على مدى أكثر من شهرين في إغلاق معبر رفح إلى مصر ويمنع وصول أي مواد غذائية وطبية.
وتابع "في الضفة الغربية يستمر العدو باقتحام المدن والقرى ويرتكب جرائم القتل والاختطاف وتدمير المنازل والبنى التحتية، ويوسع العدو باستمرار سطوه على الأراضي الفلسطينية في القدس وإنشاء بؤر استيطانية ومنشآت سكنية في الضفة المحتلة، وإجراءات العدو التعسفية ضد المصلين في المسجد الأقصى مستمرة".
وبين أن الأمريكي حوّل مسألة التظاهر والاعتصام المساند لفلسطين كأنها جريمة حرب يُحاسب الإنسان عليها ويحاكم ويعاقب، وما يزال الأمريكي والداعمون لكيان العدو يراهنون على ملل الشعوب وسكوتها، ورغم ذلك تستمر المظاهرات في أوروبا والغرب.
ووجه السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، التحية للشعب المغربي الذي لم يتجه وفق اتجاه نظامه العميل والخائن للأمة، والموالي لإسرائيل والمطبع معها.. مؤكداً أن الشعب المغربي أثبت وفاءه وانتمائه وأصالته وإنسانيته وقيمه وأخلاقه عندما خرج على نحو واسع في كثير من المدن لمساندة الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن النظام المغربي يسعى لتدجين الشعب المغربي والانحراف بولائه وموقفه، لكن هناك يقظة ووعي، متمنياً من كثير من الدول العربية أن تتحرك كما يتحرك الشعب المغربي وتستفيد من الدرس.
وقال "في البحرين توجد وقفات ودعوات اعتصام تحت عنوان المقاطعة كجبهة إسناد ونموذج في الوفاء والثبات على الموقف المناصر لفلسطين"، لافتاً إلى أن مسار المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية مهم جداً، وهو بمقدور كل الناس وفي كل البلدان.
وحيا قائد الثورة الشعب البحريني الذي هو بريء من موقف نظام آل خليفة العميل، وهذا درس مهم لبقية الشعوب المتخاذلة في مسألة المقاطعة.
وذكر بأن المجاهدين والمجتمع في غزة ما يزالون في موقف الصمود والثبات العظيم ومقام التصدي للعدو في كل المحاور، مشيراً إلى أن الأسبوع الماضي تميز بكثافة عمليات القسام وسرايا القدس ومختلف الفصائل وبنوعيتها.
وأشاد بدور فصائل الجهاد والمقاومة في استفادتها من التجربة خلال الفترة الزمنية الماضية لتطوير الأداء رغم حجم العدوان والحصار، موضحاً أن من المفاجآت القوية لها تنفيذ كتيبة للقسام أعلن العدو سابقاً تفكيكها 14 عملية في الساعات الأولى للاجتياح غرب غزة.
كما أكد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن الكتيبة أعادت ترميم نفسها وأعادت نشاطها العملياتي بفاعلية عالية وبإتقان ومهارة وتكتيكات مذهلة ومؤثرة، معتبراً الانطلاقة للتجنيد في غزة بشارة مهمة جداً، ومع المظلومية هناك ثبات وصبر واستمرارية لحمل راية الجهاد.
وربط بين واقع معاناة الشعب الفلسطيني ومجاهديه وواقع العدو، ما يتضح بجلاء ما هي عواقب ومآلات الصراع الساخن.. مؤكداً أن المجاهدين في قطاع غزة بالإمكانات البسيطة والمعاناة ورغم الخذلان العربي الواسع يصبرون ويثبتون ويرممون وضعهم.
وأوضح أن العدو الإسرائيلي لديه مشكلة حقيقية في التجنيد وهناك إحباط وهجرة معاكسة، مؤكداً أن العدو فشل في ابتزاز العشائر الفلسطينية واستغلال حالة المجاعة لفرض إدارة غير الإدارة الحكومية في قطاع غزة.
كما وجه قائد الثورة التحية لكل العشائر الفلسطينية على موقفها الثابت والواعي الذي يدل على وعي وبصيرة وتماسك وثبات في رفض كل محاولات العدو الإسرائيلي، مؤكداً أن الجبهة الفلسطينية هي الجبهة الكبرى والأولى والساخنة ولا مزايدة عليها من أحد لأنها في قلب المعركة مع العدو الصهيوني والمقاومة لها الدور الأساسي في المعركة.
وتوقف عند جبهات الإسناد في لبنان واليمن والعراق التي لها أهمية كبيرة جداً وفرضت في هذه المرحلة من الصراع مع العدو معادلة جديدة، مضيفاً "لم يسبق أن كان هناك مساندة من البلدان العربية بالوقوف عسكرياً مع الشعب الفلسطيني ومجاهديه كما هو بجبهات الإسناد".
واستعرض ما تواجهه جبهات الإسناد من ضغوط كبيرة وما تزال تواجه الكثير من الضغوط المختلفة بهدف إيقافها والانفراد بالشعب الفلسطيني، مؤكداً أن الأمريكي والدول الغربية بشكل عام منزعجة جداً من المعادلة الجديدة المهمة لجبهات الإسناد.
وأوضح السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أن ثبات جبهات الإسناد وفاعليتها وتضحياتها واضح مهما شكك البعض في ظل الهجمة الإعلامية التي تساند العدو الإسرائيلي، مبيناً أن بعض الأنظمة العربية لديها توجه واضح في المناصرة للعدو الإسرائيلي، وإعلامها موجه ضد الشعب الفلسطيني وحركات المقاومة.
ولفت إلى أن شعوب بعض الأنظمة العربية لا تجرؤ على المجاهرة بموقف مناصر للشعب الفلسطيني، مشيراً إلى الدور السلبي لبعض الأنظمة العربية الذي هو في إطار توجهها قبل هذه الجولة من الصراع تحت عنوان التطبيع والولاء والتحالف مع العدو الصهيوني.
وكشف قائد الثورة عن دخول بعض الأنظمة مع العدو الإسرائيلي في شراكة وبرنامج يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، مؤكداً أن جبهات الإسناد على تنسيق تام مع الفلسطينيين وتسعى للتصعيد أكثر وأكثر، وموقف كل جبهات الإسناد منسجم ومتجه كموقف إسناد بكل ما تعنيه الكلمة مع الشعب الفلسطيني ومقاومته.
وقال "القرار في المفاوضات وفيما يتقرر فيها هو للشعب الفلسطيني ومقاومته وعلى رأسها حركة حماس، وإسنادنا مستمر وثابت دون التدخل في تفاصيل المفاوضات، فالقرار هنا هو قرار الشعب الفلسطيني ومقاومته وعلى رأسها حماس".
كما أكد أن دور جبهات الإسناد يأتي في إطار الإسناد التام والتأييد للموقف الفلسطيني والوقوف معه في إطار نصرة هذه القضية العادلة.
ووصف السيد القائد جبهة حزب الله بالساخنة والفاعلة والقوية، وقدمت الشهداء وعلى رأسهم قادة عظماء.. مشيراً إلى فاعلية جبهة حزب الله والتي حجزت 100 ألف ضابط وجندي ودمرت مواقع العدو الإسرائيلي في شمال فلسطين وطردت عشرات الآلاف من المغتصبين من البؤر الاستيطانية.
وأفاد بأن جبهة حزب الله عطلّت الإنتاج الصناعي الإسرائيلي إلى حد كبير لا سيما في شمال فلسطين.. لافتا إلى أن أبرز عمليات حزب الله هذا الأسبوع هي استهداف مركز الاستطلاع الإسرائيلي في جبل حرمون لأول مرة منذ حرب أكتوبر 1973م.
وتطرق إلى فاعلية جبهة المقاومة الإسلامية في العراق التي نفذت هذا الأسبوع ثلاث عمليات ضد أهداف حيوية وحساسة للعدو الصهيوني.. مبيناً أن من تأثير العمليات المشتركة بين المقاومة الإسلامية والجيش اليمني إعلان منظمة الحيوانات الأوروبية تعرض سفينة تنقل الماشية إلى حيفاء لهجوم بطائرات مسيرة في البحر الأبيض المتوسط.
وأكد قائد الثورة أن إعلان منظمة الحيوانات الأوروبية تعليق جميع شحناتها إلى حين انتهاء العمليات في البحر الأبيض المتوسط تطور مهم.
وقال "موقع "ريليف ويب" التابع للأمم المتحدة أفاد بأن العمليات المشتركة أثرت على حركة الشحن شرق البحر الأبيض المتوسط وناقلة المنتجات الكيماوية والنفطية "فالر" أوقفت نظام التعرف الآلي الخاص بها أثناء تواجدها في المياه المحيطة بحيفا بهدف إخفاء مسارها".. مؤكداً أن تصريحات الجهات الدولية والرسمية تشهد بمدى تأثير العمليات المشتركة.
وجدّد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي التأكيد على أن تأثير العمليات المشتركة سيتعاظم ويقوى ويكبر حتى يمثل عامل ضغط كبير جداً في البحر الأبيض المتوسط.

 



جميع الحقوق محفوظة للمركز الوطني للمعلومات - اليمن