الصفحة الرئيسية

المخابرات الأمريكية تستقطب منظمات المجتمع المدني في اليمن لخدمة أهدافها


اليوم:  15
الشهر:  يوليو
كشفت اعترافات جديدة لشبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية، عن استهداف منظمات المجتمع المدني في اليمن واستقطابها لتنفيذ الأهداف الاستخبارية الأمريكية.
وبحسب الاعترافات الشبكة التي نشرتها الأجهزة الأمنية اليوم، فقد جهزت الاستخبارات الأمريكية عدداً من البرامج لاختراق منظمات المجتمع المدني المحلية وحرف مسارها بما يخدم الأمريكيين.
وفي هذا السياق أشار الجاسوس عبد المعين عزان، أن برنامج المنظمات في المعهد الديمقراطي كانت تديره موظفة يمنية اسمها بشرى اللسواس، وكان البرنامج ظاهرياً أنه يساعد على إنشاء وتعزيز دور منظمات المجتمع المدني المحلية في الحياة العامة في اليمن وتقوية دورها
وقال "ولكن أيضاً من الناحية المخابراتية والجانب الخفي لعمل البرنامج يكمن في استقطاب عدد كبير من منظمات، أو قيادات منظمات المجتمع المدني، والجمعيات المحلية في اليمن، ومن دون شك أيضاً أن هذه المنظمات لعبت دوراً كبيراً بعد أن تم تفريخها بشكل كبير".
ولفت إلى أن المعهد لعب دور في تفريخ هذه المنظمات وعدد كبير منها في الساحة اليمنية عملت بقوة للدفع بالأجندة والأهداف الأمريكية في اليمن وترتيب الأولويات، حتى غيرت ترتيب الأولويات التي يحتاجها المواطن اليمني بما يتوافق مع أولويات السفارة الأمريكية.. مبينا أن هذا العدد الكبير من الشخصيات التي تم استقطابها وفروا مصدر للمعلومات أيضاً سواءً للمعهد أو لاحقا للسفارة أو للمخابرات الأمريكية.
وأشار إلى أن هناك قيادات كثيرة وناس تم إبرازهم، ومنظمات عديدة كان لها باع لاحقا، وهذه المنظمات كان للمعهد دور كبير في إنشاءها.
فيما تطرق الجاسوس محمد الوزيزة، إلى مشروع حوكمة منظمات المجتمع المدني والذي كان ممول من منظمة الـ "جي آي زد" وهي منظمة ألمانية، وكان عبارة عن إعداد دليل يتضمن المعايير والإجراءات لحوكمة أو معايير إدارة منظمات المجتمع المدني بحيث تكون ذات معايير موحدة.. لافتا إلى أنهم طلبوا منه عقد ورشة لعشر منظمات اختاروها من محافظات مختلفة.
وأشار إلى أن العاملين في المشروع هم عاصم العشاري، وإلهام البعداني.. مبينا أن الورشة تضمنت تدريب الحاضرين من المنظمات التي تم اختيارها من المحافظات ومن بينها صنعاء على المعايير التي حددت في الدليل الذي كتبه استشاري خارجي من خارج المؤسسة وهو الذي عمل تدريب للورشة.
وقال" كنا نطلب من المنظمات بعد الانتهاء من الورشة اختيار 10 منظمات داخل المحافظات وتدريبهم على نفس الدليل ووصل الأمر إلى ما بعد الورشة، وبعدين ساعدت إلهام في متابعة بعض المنظمات التي كانت تقيم الورش، وكان دوري في بعض المنظمات الموجودة في صنعاء، وكنا نحضر الورشة للعشر المنظمات التي اختاروها وكيف أنهم يشرحوا الدليل الذي هم تدربوا عليه أصلا".
اختراق وتجنيد منظمات المجتمع:
بدوره تطرق الجاسوس هشام الوزير إلى أهم الأنشطة المخابراتية لاختراق منظمات المجتمع المحلية، حيث أشار إلى أن مشروع الـ RGP من أهم أعماله المخابراتية عملية اختراق منظمات المجتمع المحلي ويشاركه في هذا الدور الـ NDI ومبادرة الشراكة الأوسطية وذلك من خلال تمويلها والدفع بها للعمل على تحقيق الأجندات الخاصة بالـ CIA وكذلك ارتباط شخصياتها بهؤلاء المعنيين في قسم الـ CIA عبر الدبلوماسيين الأمريكيين أنفسهم.
ولفت إلى أنه إذا تم تمويل منظمة مثلا في مأرب لعمل مشروع عن حقوق المرأة يتم لاحقاً الاستفادة من رئيس هذه المنظمة واستدعائه من قبل الـ CIA لتحويله إلى مخبر لتحديد أماكن ما يسمى بتنظيم القاعدة أو تحديد مشايخ يمكن تجنيدهم للعمل مع الأمريكيين.. مبينا أن هذه هي الطريقة التي كان يتم الاستفادة بها من هؤلاء الأشخاص تحت غطاء المشاريع أو المساعدات أو التوظيف أو أي غطاء آخر.
مهام استخباراتية لمبادرة الشراكة الشرق أوسطية:فيما أوضح الجاسوس عبد القادر السقاف، أن مبادرة الشراكة الشرق أوسطية التي كانت تعنى بالتعامل المباشر مع منظمات المجتمع المدني، كانت تحاول عبر هذه المنظمات أن تكسب الناس والتعامل مع الشباب والشابات وإقامة دورات، وكان لهم مكتب خاص يتعامل مع هذه المنظمات، عن طريق برنامج يدعى شراكة الشرق أوسطية "ميبي" وكان الدور نشر وعي مخالف، والتحرك وسط المجتمع المدني بين الشباب والمرأة، وهذا كان من الأدوار السلبية التي كانت تقوم بها السفارة الأمريكية.
ولفت إلى أن الدور الأمريكي وعمل المنظمات في الظاهر أنه مساعدات، لكن أتضح فيما بعد أنه لا مساعدات من الذي تتكلم عنها مع الحكومة اليمنية في التنمية، ولم يلمس الجميع أي تقدم في هذا المجال، فقط التدهور يستمر.
وفي السياق أقر الجاسوس عبد المعين عزان في اعترافات بأدواره ومهامه الاستخباراتية من خلال مبادرة الشراكة الشرق أوسطية، حيث أشار إلى أنه من خلال عمله كمسؤول إداري لها عمل على الحفاظ على العلاقات بشكل جيد مع الناس الذين قد كان تم استقطابهم من ممثلي منظمات المجتمع المدني والجمعيات المحلية والمؤسسات في المناطق المختلفة في اليمن والذين كان قد تم ربطهم أيضاً بالسفارة الأمريكية واستمرار التواصل معهم بغرض الحصول على المعلومات منهم بحسب ما يطلبه القسم السياسي وتطلبه السفارة.
ولفت إلى أنه قام أيضاً بتجنيد شخصيات وممثلي منظمات جديدة واستقطابهم، للحصول على معلومات منهم بحسب ما يتم الطلب من السفارة الأمريكية.. مبينا أن عملية الاستقطاب كانت تتم بدرجة أساسية للمنظمات والشخصيات الممثلة للمنظمات التي كانت تتلقى منح مالية من المبادرة.وعن الآلية التي تعمل عليها مبادرة الشراكة شرق أوسطية يقول الجاسوس عزان: "أولاً في البداية تم أخذ المنحة المالية، ويبدأ التواصل معه أو مع الشخص المسؤول عن المنظمة، أو الشخص المسؤول عن المشروع، ويتم التواصل معه بخصوص المشروع لفترة معينة، وتتقوى العلاقة، ويتم استقطابهم بعد اجتياز عدة مراحل، ويتم ترشيحهم للزائر الدولي وغيرها، وللمشاركة في مؤتمرات أو فعاليات كانت يعني مثلاً منظمة شريكة من المنظمات الدولية الميبي تطلب فيها ترشيحات من فاعلين ممثلين منظمات محلية".
فيما أوضح الجاسوس شايف الهمداني، أن "هناك أشخاص وأفراد في منظمات المجتمع المدني تم بناؤها من مراحل مبكرة جداً شاركوا في برنامج الزائر الدولي شخصيات معروفة فيما يتعلق بالمجتمع المدني وأيضاً تدرجوا في مناصب بالسلم الحكومي حتى وصلوا إلى وزراء في حقوق الإنسان ويستطيعوا أن يجمعوا ويسيطروا على عدد كبير من منظمات المجتمع المدني في الجمهورية كاملة فكان يتم الاستثمار في هذه الشخصيات بين مختلف مكاتب ووكالات السفارة الأمريكية".
الجاسوس عبد القادر السقاف أشار إلى أن بعض اللقاءات التي كانت تتم في صنعاء من خلال دورات أو ورش أو حتى لقاءات خاصة في المقرات مع قيادات المجتمع المدني ومنظمات حقوقية، كان يتم إرسال البعض إلى دورات أو زيارات برامج، وزيارات استطلاعية إلى أمريكا ويتم هناك أيضا تكثيف اللقاءات والتقارب إلى أن يتم استقطابهم وتجنيدهم في مجالات معينة، لكي يرجعوا ليقوموا بأدوار مطلوب منهم في أوساط المنظمات في المجتمع المدني الذي يعملوا فيها، فتبدأ الصراعات تكثر والنزاعات.مشروع المساءلة المجتمعية:
بدوره تطرق الجاسوس محمد الوزيزة، إلى مشروع المساءلة المجتمعية الممول من الصندوق الوطني لدعم الديمقراطية.. مبينا أن المشروع كان يتضمن تدريب خمس منظمات مجتمع مدني في خمس محافظات على الدليل الذي تم إعداده، وعلى الأداة التي تم إعدادها وهي إقامة جلسات الاستماع المجتمعية والتي كان يدور فيها أنه كيف تقدر أنت كمنظمة تعقد جلسة استماع مجتمعية.
ووثق تسجيل صوتي للجاسوس الوزيزة، حديثه مع منظمة حول قدرتها على تنفيذ الأنشطة وما هي هذه الأنشطة، وهل هي في إطار المشروع نفسه، وقدرتها على جمع البيانات.
وأشار إلى أنه بعد ذلك يتم تحديد قائمة قصيرة للمنظمات التي ممكن اختيارها والتي لديها الكفاءة وقد اشتغلت في المحافظات أو في جانب المساءلة المجتمعية من سابق، وصولا إلى اختيار خمس منظمات.. لافتا إلى أنه وبعد أن تم اختيار المنظمات تم البدء بالتنسيق لعقد ورشة تدريب على الدليل للمنظمات في محافظة عدن.
وعلى الصعيد ذاته، أظهر تسجيل صوتي للجاسوس رأفت الأكحلي من ورشة لتدريب العناصر على تنفيذ أنشطة المساءلة المجتمعية للجاسوس، حيث يقول "المفهوم الذي احنا اشتغلنا عليه هو محاسبة، ولكن بطريقة ملطفة بطريقة تشاركية وكانت الفكرة أن ينزل الشباب واللجان التي شكلناها للمساءلة المجتمعية، ليلتقوا مع المعنيين مع مدير مكتب التربية في المديرية، ومع مدير الصحة، ويبدأون يشرحون لهم طبيعة العمل مبدئياً".
وأضاف "قبل أن تعمل أي حاجة ابدأ وضح له الفكرة أنه أنا جئت لأجل نبني ثقة مع بعض، ونشتغل.. كان في تحفظات كثيرة طبعاً في البداية، وهذا متوقع، ولكن شوية شوية لما الآلية الخاصة بالمساءلة اتضحت، ثم بدأ الناس يثقون، وبدأنا نحصل على المعلومة بسهولة، ليس كل المعلومات طبعاً، ولكن في معلومات كثيرة حصلنا عليها".

 



جميع الحقوق محفوظة للمركز الوطني للمعلومات - اليمن