الصفحة الرئيسية

لليوم الثالث كاميرا (سبأنت) في القرية المنكوبة .. ضحايا الظفير53 بينهم أطفال رضع وجهود الإنقاذ متواصلة, وهيئة المساحة الجيولوجية تقدم تقريرا مفصلا , وقوافل الإغاثة الخارجية في الطريق


اليوم:  15
الشهر:  ديسمبر
السنة:  2005

صنعاء - سبأنت: تقرير خاص
ارتفع عدد ضحايا قرية الظفير المنكوبة بمديرية بني مطر محافظة صنعاء حتى الليلة الماضية إلى 53 شخصا بينهم أطفال رضع ونساء حوامل ، جراء تعرض منازلهم للتهدم أثناء إنهيار صخري لجزء من الجبل المطل على قريتهم .

وأضح الدكتور خالد المنتصر مدير مكتب الصحة العامة والسكان بمحافظة صنعاء عضو غرفة العمليات بالمنطقة لـ وكالة الانباء اليمنية " سبأ " أن فرق الإنقاذ أنتشلت أفراد أسرة مكونة من الأب والأم وطفليهما الرضيعين فجر امس .. منوها إلى أن فرق الإنقاذ عثرت في وقت سابق على طفلتين شقيقتين على قيد الحياة هما " وسام وخوله عبد الله عوض تتراوح أعمارهما بين ( 10سنوات - 12سنه ) وتعانيان من إصابات بالغة ومتوسطة وتم نقلهما الى مستشفي الثورة العام بصنعاء لتلقي العلاج .

وأكد أن جهود الإنقاذ والأغاثة تتواصل بوتائر عالية منذ لحظة وقوع الكارثة.. مبينا أن فرق الانقاذ كثفت من أعمال البحث تحت أنقاض المنازل التي تهدمت بكومات الصخور الصخرية مساء الاربعاء الماضي سعيا نحو العثور على أشخاص مازالوا على قيد الحياة وأنتشال بقية الجثث التي مازالت تحت الأنقاض .

ولفت المنتصر إلى أن الحجم الكبير لبعض الصخور يمثل ابرز الصعوبات التى تواجة سير عمليات الانقاذ التى تتواصل دون توقف وسط آامال في العثور على احياء بعد نحو 48ساعة على وقوع الحادث المؤسف .

من جهته كشف الأخ بكيل المطري أمين عام المجلس المحلي بمديرية بني مطر في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية ( سبأ) أن من بين الضحايا شخصين لم يتم التعرف على هويتهما بسبب الاصابات البالغة التي تعرضوا لها .. مشيرا الى فرق الأنقاذ تمكنت من انقاذ عائلة مكونة من زوج وزوجة كانا لحظة وقوع الكارثة في الطريق إلى منزلهما في حين تسبب الانهيار الصخري في مصرع اولادهما الخمسة .

وأوضح المطري أنه تم رفع كمية كبيرة من مخلفات المنازل المهدمة والصخور الصغيرة التي تناثرت على المنازل أثناء الأنهيار الصخري بما يسهل لفرق الإسراع في أعمال البحث .. مضيفا أن فريق من المهندسين والفنيين من وزارة الأشغال العامة والطرق وعدد من الجهات الحكومية المعنية يدرسون حاليا أمكانية إزالة الصخور الضخمة التي يتجاوز وزنها عشرات الأطنان بطرق لا تلحق الضرر بأي شخص يحتمل بقائه على قيد الحياة من المطمورين تحت الأنقاض بما يسهل لفرق الإنقاذ القيام بأعمال البحث تحت المناطق التي تقع عليها حاليا تلك الصخور.

ونوه إلى أنه تم البدء بإعادة شق الطريق الذي يربط القرية المنكوبة بالطرق المجاور للقرية لتسهيل دخول الجرافات والشاحنات إلى جوار منطقة البحث عن المفقودين بمايعزز من الجهود المبذولة لرفع كومات الأتربة والأحجار من بقايا المنازل المهدمة ونقلها إلى خارج القرية .


و في تقرير اولي كشفت هيئة المساحة الجيولوجية بان الانهيار الصخري في الجبل المطل على قرية الظفير بمديرية بني مطر محافظة صنعاء نتج عن زيادة ثقل البروز الصخري في أعلى الجبل على صخوره السفلية المكونه من الحجر الرملي الرسوبي الشديد التأثر بعوامل التعرية ، الى جانب وجود حركة لهذه الكتل ما ادى الى هذه الانزلاقات.

واكد تقرير فريق النزول الميداني للهيئة حصلت وكالة الانباء اليمنية سبأ على نسخة منه ان الطبيعة الجيولوجية في المنطقة جعلت من منطقة الظفير من ابرز المناطق تعرضاً لظاهرة حركة الكتل الصخرية المسببة للانهيارات الصخرية.. مشيراً الى ان المنطقة كانت قد تعرضت في فترات زمنية سابقة لتساقط كتل صخرية مختلفة الاحجام، وجد الكثير منها اسفل الجبل المطل على القرية.
وارجع التقرير وقوع هذه الظاهرة لعدة اسباب ابرزها :
1- المكونات الاساسية لصخور الحجر الرملي الرسوبي المكونه للمنطقة ، كون صخور الحجر الرملي الرسوبي تعد من الصخور المتحركة وغير الثابتة على مدى فترات ليست بطويلة ، لما تمتاز به من خصائص تتمثل بعدم التجانس في محتواها المعدني ، واحتوائها على التراكيب المصاحبة مثل المسامات والتطبق المتقاطع ووجود المعادن الطينية التي تملئ الشقوق والتكسرات الموجودة في صخور الحجر الرملي .
2- وجود العديد من الممرات المياه في هذه المنطقة اسهم في تقسيم الطبقات الصخرية الرملية المترسبة والمتماسكة الى كتل صخرية مفصولة تؤول الى السقوط كلما شكلت منحدراً مع مرور الزمن.
3- وقوع المنطقة بالقرب من فالق يفصل ما بين الصخور البركانية الثلاثية والصخور الرسوبية ادى الى وجود مجاميع صخرية ضعيفة تحتوي على العديد من الشقوق والتكسرات وقواطع الصخور البركانية.
4- تعتبر صخور الحجر الرملي سهلة التعرية وتأثير العوامل المختلفة مثل الرياح, والمياه, واختلاف درجة الحرارة, والعوامل الحياتية المختلفة(العوامل البشرية, النباتات), وقد ادت هذه العوامل الى نحت الجزء السفلي من الجبل وبقاء الجزء العلوي معلقا.
5- يحتمل ان عملية سحب المياه الجوفية بشكل كبير من المناطق المحيطة بالطبقات الصخرية المكونة لهذه الجبال ادت الى حدوث هبوط بسبب الفراغات الناتجة عن سحب هذه المياه.
واوضح التقرير بان تلك الطبيعة الجيولوجية تسببت في حدوث حراك مستمر للكتل الصخرية وانزلاقها ، وادت الى سقوط كتل صخرية كبيرة من الجبل المطل على القرية ، تراوحت ابعادها ما بين (10 ، 20 ، 70) سم وبمساحة 14 ألف متر مكعب ، غطت مساحة ارضية تتراوح بين( 75 - 120) متر مربع مما ادى الى تدمير حوالي /15/ منزلا تدميرا كاملا في الجزء الجنوبي من القرية.

كمااوصى تقرير فريق الخبراء الجيلوجيين , بضرورة تنفيذ دراسات تغطي مناطق اخرى مماثلة وخاصة المناطق التي يتواجد فيها تجمعات سكانية ، والاهتمام بالعمل الجيولوجي البيني الذي يهتم بمثل هذه الدراسات ووضع الحلول الملائمة قبل حدوث مثل هذه الظواهر من خلال عملية التخريط ، الهندسي لهذه المواقع , واجراء الدراسات الجيوبيئية اللازمة قبل البدء بانشاء المرافق الحيوية مثل الطرقات والجسور والسدود والخزانات الارضية في مناطق المنحدرات ، بالاضافة الى اجراء متابعة دورية ومستمرة لمعرفة مدى استقرارية تربة المناطق المعرضة للانهيارات.

ومن جهة اخرى بدأ الهلال الاحمر الاماراتي بصنعاء ومنظمة الاغاثة الاسلامية بتجهيز قوافل اغاثة لمنكوبي الانهيار الصخري بالظفير ، بناءً على توجيهات سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة للشؤون الخارجية رئيس هيئة الهلال الأحمر بهذا الشأن .

وقال الدكتور سعيد العامري القائم بأعمال رئيس فرع الهلال الأحمر الأمارتي بصنعاء في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية سبأ إنه سيتم رفع تقرير عن تلك الإحتياجات إلى الأمانة العامة لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي ليتم على ضوءها تقديم الإحتياجات .

وكان سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة للشؤون الخارجية رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي قد وجه مساء أمس الاول بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة للمتضررين من الانهيار الصخري الذي تعرضت قرية الظفير .

وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية أن سموه أمر الهيئة بالتحرك إلى المنطقة لبحث احتياجات المنكوبين والمتأثرين بالكارثة وتلبيتها بالسرعة الممكنة وتقديم الدعم والمساندة اللازمة للأهالي واتخاذ كل الإجراءات الضرورية للتغلب على الآثار السلبية والخسائر التي نتجت للحد من المعاناة والظروف التي يمر بها السكان.

وفي ذات الصعيد أعلنت منظمة الاغائة الأسلامية عن تجهيز قافلة اغاثة لللمتضررين من كارثة الأنهيارات الصخرية بقرية الظفير المنكوبة بقيمة مليوني ريال تمهيدا لتسييرها اليوم .

واشارت المنظمة في بلاغ تلقت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) نسخة منه أن قافلة الاغاثة تتضمن عدد من الخيام والبطانيات ولوازم الايواء المؤقت اضافة الى كميات من المواد الغذائية سيتم توزيعها على 150اسرة من الاسر المتضررة جراء الكارثة .

 

 



جميع الحقوق محفوظة للمركز الوطني للمعلومات - اليمن