الصفحة الرئيسية

الاسرة الدولية تحتفل بعيد العمال العالمي


اليوم:  18
الشهر:  أبريل
السنة:  2006

صنعاءـ سبأنت: عبد اللطيف السليماني
تحتفل دول العالم يوم غد الاثنين للمرة السادسة عشرة بعد المئة بعيد العمال العالمي، الذى يصادف الاول من مايو من كل عام، تكريما واجلالا لدور الايدي العاملة فى جميع مجالات العمل.
وبهذه المناسبة ستقام احتفالات تكريمية في معظم دول العالم سيتم من خلالها تكريم المبرزين فى مختلف ميادين العمل والانتاج كتقليد سنوي تأكيدا على الدور الذي تلعبه شريحة العمال في رفاهية المجتمع وتطوره.

وتقرر إقامة الإحتفالات في الأول من مايو لأول مرة في التاريخ من قبل مجلس الأممية الثانية المنعقدة في باريس عام 1889م، التي دعت إلى اعتبار الأول من مايو يوماً عالمياً للعمال، يرمز الى تحركهم ونضالهم
من أجل حقهم في العمل والراحة والثقافة والتعليم.. وقد تم أول إحتفال بهذه الذكرى والتي أصبحت فيما بعد عيداً عالمياً عام 1890م، وحالياً تحتفل جميع الدول بهذا العيد، في الأول من مايو وفي كل عام دون التقيد بيوم محدد من أيام الأسبوع، ولعل أكثر الإحتفالات ضخامة هي تلك التي تنظم في الساحة الحمراء في موسكو، وتتخللها عروض عسكرية تشارك بها أهم القطع العسكرية السوفييتية.
يذكر إن أول حكومة تحتفل رسميا بالأول من مايو بعد الاتحاد السوفيتى كانت حكومة أدولف هتلر النازية.

تاريخ الحركة النقابية:
تعتبر بريطانيا أول دولة تشهد محاولات للتنظيم النقابي، وقد ظل التنظيم النقابي ممنوعاً في بريطانيا حتى عام 1824م، وحتى بعد أن سمح به فإن القانون الانكليزي لم يعترف رسمياً بالنقابات حتى عام 1875م.
أما المحاولات الأولى لإنشاء أول منظمة نقابية في بريطانيا فقد كانت عام 1831م عندما تأسست "الجمعية الوطنية لحماية العمال".. وفى عام 1892م تم انتخاب ستة عشر عاملاً في مجالس المقاطعات من بينهم (كير هاردي), الذي أسس فيما بعد حزب العمال البريطاني.. وبعد ذلك في عام 1934م تأسست على يد روبرت أوين "النقابة الموحدة الوطنية العظمى" ومنذ ذلك الحين بدأت تنتشر في أوروبا فكرة إنشاء النقابات للدفاع عن مصالح العمال ولكنها كانت تجابه بقمع الشرطة، ففي فرنسا ظل التنظيم النقابي ممنوعاً حتى 1884م.
أما في إيطاليا فإن الإضراب عن العمل ظل ممنوعاً حتى 1889م، وفي ألمانيا سمح فقط للعاملين في مجال الصناعة بالانتماء النقابي تحت شروط كثيرة ومختلفة.
وفي الدانمارك انتهت الحركة العمالية عام 1898م إلى إنشاء اتحاد عام للعمل ذي ميول اشتراكية وفى نفس السنة تكونت النقابة المركزية 58 % منهم نقابيون, حيث كان عضوان منها يشتركان في المجلس العام للحزب الاشتراكي, وفي بلجيكا توزعت النقابات بعد 1902م إلى ثلاثة اتجاهات:الحزب العمالي البلجيكي والكاثوليك والليبراليون.
وفى النمسا سادت تشكيله لنقابية الاجتماعية سنة 1910م كان 400 ألف من أصل 450 ألف منتسب إلى لجنة النمسا ذات اتصال بالحزب الاشتراكي الديمقراطي.
وفي الولايات المتحدة، ورغم السماح للنقابات بالعمل، فقد ظل القانون الأميركي لا يتعامل مع النقابات حتى نهاية القرن التاسع عشر.

ساعات العمل:
لقد دعت الأممية الأولى في مؤتمر جنيف عام 1866م، العمال الى النضال من أجل يوم عمل من 8 ساعات (8 ساعات عمل، 8 راحة ونوم، 8 ثقافة وتعليم) وقد لقيت هذه الدعوة صدى واسعاً لدى عمال الولايات المتحدة في الثمانينات، وفي عام 1884م دعت منظمة فرسان العمل الأميركية إلى تطبيق يوم العمل من 8 ساعات بدءاً من السبت الأول من مايو 1886م الذي عمت فيه الإضرابات والمظاهرات خصوصاً في المناطق الصناعية مما أغضب السلطات وأثار غضبها.
وفي عام 1869 شكل في أمريكا عمال صناعة الملابس بفيلادلفيا ومعهم بعض عمال الأحذية والأثاث وعمال المناجم منظمة "فرسان العمل " كتنظيم نقابى يكافح من أجل تحسين الأجور وتخفيض ساعات العمل.. ومع تطور الحركة النقابية الأمريكية نجحت مجموعة من القيادات النقابية فى تكوين هيئة قومية للعمال عام 1886 وهى "الاتحاد الأمريكي للعمل" وتبنى هذا الاتحاد الدعوة لاعتبار يوم الأول من مايو 1886 يوم للإضراب العام من أجل مطلب يوم العمل ذي الثماني ساعات فى جميع الصناعات.
وجاء أول مايو 1886 ليشهد أكبر عدد من الإضرابات العمالية فى يوم واحد فى تاريخ أمريكا حيث وصل عدد الإضرابات التي أعلنت في هذا اليوم نحو خمسة آلاف إضراب واشترك في المظاهرات 340 ألف عامل وكان الشعار المطلبى المشترك لأحداث هذا اليوم هو "من اليوم ليس على أي عامل أن يعمل أكثر من 8 ساعات".. وكانت مدينة شيكاغو أكثر المناطق التي شهدت تظاهرات ضخمة مطالبين بتحديد يوم عمل من ثماني ساعات.
وعلى أثر نجاح الإضراب دعا عمال شيكاغو إلى تمديد الاضراب يومي 3 مايو و 4 مايو 1886م حيث دعي لاجتماع سلمي في "هاي ماركت" إلا أنه تعرض لقمع السلطات الأميركية التي فتحت النيران على العمال بحجة قيام العمال بإطلاق النار على الشرطة، مما أدى إلى مقتل أكثر من 200 (مائتي) عامل، واعتقلت الشرطة عدداً من القادة النقابيين حكمت على ثمانية منهم بالإعدام وسجنت البقية لسنوات تراوحت بين 3 سنوات و 15 سنة.

وبالفعل فإن أحداث مايو 1886، أصبحت في كل عام بمثابة صرخة مدوية لعمال العالم تدعوهم للوحدة من أجل الدفاع عن حقوقهم وانتزاع المكاسب لهم للعيش بكرامة إنسانية.
كما تم الدعوة في المؤتمر التحضيري لما أصبح فيما بعد الأممية الاشتراكية الثانية في 1889م لمظاهرات متزامنة في المدن الأوروبية يوم الأول من مايو 1890م من أجل المطالبة بقانون يحد ساعات العمل إلى ثمانية ساعات.. وكان قرار قد أصدر من قبل الجناح اليساري الماركسي في الأممية في باريس في يوليو 1889م بمناسبة العيد المئوي للثورة الفرنسية، ودعا القرار لمظاهرات عمالية أممية في نفس اليوم وبنفس
المطالب لقانون الثماني ساعات، وبما إن اتحاد العمل الأمريكي كان قد قرر مسبقا أن ينظم مظاهرات مشابهة في الأول من مايو 1890م تم اختيار نفس اليوم للتظاهر في أوروبا ولم تكن الدعوة لحدث سنوي بل ليوم واحد محدد، بل ولم تكن الأحزاب الاشتراكية التي دعت لهذا اليوم تضع أهمية ضخمة عليه ولكن الذي حدث في مظاهرات أول مايو 1890 فاق كل التوقعات وقد كان أحد أسباب ذلك هو التوقيت من الناحية السياسية فقد تزامنت تلك اللحظة السياسية مع انتصارات هامة للحركة العمالية وتقدم كبير في وعى وثقة الطبقات العاملة الأوروبية.

 



جميع الحقوق محفوظة للمركز الوطني للمعلومات - اليمن