الصفحة الرئيسية

كلمة الأخ رئيس الجمهورية في الجلسة الافتتاحية للدورة الثلاثين لمجلس اتحاد الجامعات العربية والتي ألقاها نيابةً عنه الأخ رئيس الوزراء


اليوم:  4
الشهر:  مارس
السنة:  1997

بسم الله الرحمن الرحيم

يطيب لي وبكل مشاعر السعادة والابتهاج أن أشارك الحشد المبارك من نخبة رجال الفكر والعلم والتربية في الوطن العربي الكبير افتتاح أعمال الدورة الثلاثين لاتحاد الجامعات العربية التي تستضيفها جامعة صنعاء، وأعبر لكم بهذه المناسبة عن اعتزازنا الكبير وتقديرنا العالي للدور الذي يضطلع به اتحادكم على الصعيد القومي وصموده خلال الفترة الماضية في وجه زوابع التفتيت والانقسام مؤكدين بنفس الوقت على أهمية الدور الذي ينتظر اتحادكم خلال المرحلة المقبلة التي تتطلب تضافر الجهود من أجل استعادة التضامن العربي ومواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين بروح الأمة  الواحدة.

إننا في الجمهورية اليمنية نتطلع بكل الثقة والتفاؤل إلى الدور الهام المؤثر والملموس الذي يقع على عاتق الجامعات العربية باعتبارها مراكز الإشعاع والنور التي تتأثر في شتى عواصم ومدن الوطن العربي وتحتوي بين جنباتها مئات الآلاف من أبنائنا الشباب الفتي قادة المستقبل وبناة الحضارة العربية القادمة التي تتطلع نحوها الأمة  بكل الأمل والطموح.

وإذ نشيد بالدور الذي قامت به جامعتنا العربية خلال المراحل الماضية فإننا اليوم وفي هذه الفترة من تاريخنا المعاصر الذي نودع فيه قرناً من الزمان نتأهب لملاقاة قرن جديد عنوانه الكبير العلم والمعلومات والإنتاج وركائزه الكبيرة التوحد والتكتل والتجمعات الضخمة بين الشعوب والمجتمعات.

إننا اليوم نطالبكم كمراكز إشعاع بالمزيد من العمل والجهد لتحديث وتطوير جوهر ومضامين رسالاتها على صعيد كل بلد عربي وعلى الصعيد القومي عبر عملية مراجعة وتقييم تجربة عمل الجامعات خلال المراحل الماضية وتحديد نقاط القوة والضعف في أدائها وبما يكفل الاستعداد لمتطلبات القرن الواحد والعشرين بكل تحدياته الاقتصادية والسياسية والعملية والاجتماعية، ونؤكد في هذا الصدد على الأهمية البالغة لربط التعليم الجامعي ومخرجاته ربطاً وثيقاً بحاجات التنمية الشاملة حتى يغني كل منها الآخر، ويتم التحرك بكليهما عبر خطط التنمية إلى الأمام دونما تصادم أو إعاقة أو تبديد للإمكانيات وبما يضمن الإعداد والتأهيل الأمثل للشباب الذي يعتمد على العلم والتفكير العلمي القادر على التعامل الإبداعي مع الواقع والتحديات والمشبع بروح الإيمان والعزيمة وحب الوطن العربي الكبير، وبما يقود تدريجياً للانتقال الواعي بالمجتمع العربي من موقع الطرف السلبي المستهلك والمتلقي لشتى منتجات الحضارة إلى الطرف الإيجابي المتفاعل والمنتج والمشارك الفاعل في صنع وإبداع الحضارة المعاصرة.

إن شعبنا اليمني حقق خلال الأعوام الماضية الكثير من المكتسبات وخاصة في مجال التعليم حيث بلغ عدد التلاميذ في مدارس التعليم العام 750. 056. 3 ويبلغ عدد الجامعات الحكومية اليمنية والجامعات الأهلية حوالي خمس عشرة جامعة.

وقد بلغت ميزانية التعليم للعام الحالي 33 مليار ريال وتعتبر ميزانية التعليم البند الأعلى في الميزانية العامة للدولة حيث تبلغ نسبتها 22% من إجمالي الميزانية وبأن بلادنا قد شرعت ومنذ النصف الأول من عام 1995م بتنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي والمالي والإداري، وحققت فيه نجاحات طيبة خلال العامين الماضيين أمكن من خلالها تثبيت الاقتصاد ومحاصرة العجز في الموازنة وإيقاف التضخم واستعادة الموازنة واستعادة الثقة بالأوضاع الاقتصادية لدى المؤسسات الاقتصادية والمالية والإقليمية والدولية ولدى المستثمرين في الداخل والخارج كما تم إعداد وضع أول خطة خمسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية منذ قيام الجمهورية اليمنية للأعوام 96- 2000م وتستهدف الخطة الوصول إلى معدل نمو بنسبة 3. 7% سنوياً.

لقد مثل قيام الجمهورية اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 1990م الشعلة المضيئة في تاريخنا العربي المعاصر وفي مسار الأمة  نحو أسمى أهدافها الوحدوية، ومما زاد في عظمة الوحدة اليمنية هو اقتران قيامها بالتزام النهج الديمقراطي ومبادئ التعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة عن طريق الانتخابات وضمان الحريات الخاصة والعامة وحرية الصحافة والفكر واحترام الرأي والرأي الآخر الأمر الذي يفسح المجال للتفاعل الإيجابي النشط ويوسع المشاركة لكل فئات المجتمع في السياق العام لعملية التنمية الشاملة التي تشهدها البلاد، وتجري في هذه الأيام الخطوات الإجرائية للمرحلة الثانية من عملية التحضير للانتخابات النيابية الثانية التي ستجري في 27 أبريل القادم.

إن الظروف التي يمر بها الوطن العربي في هذه الفترة من تاريخنا تتطلب منا جميعاً العمل الجاد والمثابر لتعزيز وتيرة التعاون والتنسيق المتكامل في المواقف والإمكانيات والطاقات المادية والبشرية.

ومن هذا المنطلق فإن الجمهورية اليمنية في جميع مواقفها تعمل من أجل الحفاظ على وحدة الصف واستعادة التضامن العربي وإيماناً من الجمهورية اليمنية بحل المشاكل بين الدول بالطرق السلمية وجاء قرارنا لمواجهة العدوان الإريتري على جزيرة حنيش الكبرى اليمنية الذي أثبت صحته بالفعل بالتوصل إلى اتفاقية التحكيم بين البلدين.

إن  ما يجري حالياً من قبل الحكومة الإسرائيلية في بناء مستوطنات جديدة على الأراضي الفلسطينية في القدس الشريف يعتبر خرقاً لكل الاتفاقيات وقرارات الشرعية الدولية مما يعرض عملية السلام للخطر حيث لا يمكن قيام سلام عادل وشامل دون استعادة الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني وقيام دولته على التراب الفلسطيني، وكذا انسحاب إسرائيل من هضبة الجولان السورية والجنوب اللبناني.



جميع الحقوق محفوظة للمركز الوطني للمعلومات - اليمن