الصفحة الرئيسية

كلمة فخامة رئيس الجمهورية بمناسبة تخرج دفع جديدة من الكليات والمعاهد العسكرية والأمنية


اليوم:  26
الشهر:  سبتمبر
السنة:  2001

بسم الله الرحمن الرحيم

إن اختيارنا لهذا المكان الذي كان يسمى بالعرضي. وأصبح الآن مجمع الدفاع, له دلالته حيث يحمل هذا المكان ذكريات جميلة في حياتنا العسكرية. وفي حياة أولئك الضباط الأحرار عندما انطلقت ثورة الـ 26 من سبتمبر في مثل هذا اليوم, وانطلق مارد الثورة وانطلقت الجنازير والمدافع من هذا المكان الذي كان يضم الكلية الحربية ومدرسة الأسلحة والى جوارها مدرسة الإشارة ومدرسة صف ضباط وكذا فوج البدر الذي كانت تتواجد فيه المدرعات مكان له ذكريات في حياة الضباط الأحرار عندما تحركت تلك الجنازير لتدك قصر الإمامة الكهنوتي الرجعي المتخلف وتعلن الجمهورية يوم الـ 26 من سبتمبر لندخل عهداً جديداً في حياة شعبنا الذي ظل فترة من الزمن يرزح تحت ذلك الحكم الكهنوتي العنصري.

وبعون من الله انتصرت الثورة وتوافد كل أبناء الشعب من أقصى الشمال ومن أقصى الجنوب ومن أقصى الغرب ومن أقصى الشرق إلى هذا المكان إلى مجلس قيادة الثورة ليدافعوا عن ثورة الـ 26 من سبتمبر الخالدة. لقد واجهت الثورة جملة من الصعوبات والتحديات, ولكن إرادة الرجال الأبطال والأحرار وإصرارهم على بقاء الثورة وبصمودنا ودفاعنا عنها فيما قدمناه من قوافل الشهداء انتصرت الثورة من أجل هذا الجيل الجديد من أجلكم أنتم أيها الشباب الذين تترعرعون بفضل دماء الأحرار الزكية وبفضل الثورة.. أن الجيل الجديد لا يعرفون ما عانت الثورة من إشكاليات ومن شحة في الإمكانيات والصعوبات الجمة التي كانت تواجهها. أدعو الضباط الأحرار والعلماء والأدباء والمؤرخين أن يكتبوا تاريخ الثورة بأمانة ودون التقليل من أدوار الآخرين. يجب أن يكتب تاريخ الثورة بشكل إيجابي بكل صعوباته وشحة الإمكانيات حينها.. وأشير إلى محدودية التعليم والثقافة التي كانت في العهد الإمامي وما حدث من تطور اليوم. حيث آلاف المدارس والجامعات والمعاهد والكليات.

أن التعليم العام كان محصوراً جداً ونسبته لا تتجاوز المئات أو الآلاف من المتعلمين الذين يجيدون القراءة والكتابة, غير أنه يوجد اليوم من يحملون شهادات الدكتوراه والماجستير والشهادات العليا الفنية والمتخصصة في مختلف المجالات.

هذا بفضل الاستمرارية وتجديد الثورة يوماً بعد يوم, لأن الثورة متجددة, والثورة في تجدد باستمرار. الثورة على الظلم وعلى الفساد على الفوضى, والثورة في مجال التعليم والصناعة والزراعة, يجب أن تستمر الثورة. أن نزرع أن نصنع أن نبني جيلاً نظيفاً موحد العقيدة والمبادئ لا فرق بين الشعب والحكومة, ويجب أن تتلاحم كل القوى الوطنية بمختلف توجهاتها السياسية والحزبية وغيرها. أن الشعب أمة واحدة, والحزبية هي وسيلة وليست غاية .

إذا كانت الحزبية ستمزق شملنا وتشتت صفنا فلنرفضها, إننا عندما نتحدث عن الجيش والأمن ليس كما تتحدث عنه بعض القوى السياسية أنه في حضن حزب واحد.

هذا ادعاء وافتراء, الجيش والأمن هما ملك لهذه الأمة, وهو حزب الشعب وهو قوة بيد الشعب. قوة ليدافع عن سيادة الوطن عن جوها وبحرها وبرها من أي تحديات كانت. وأدعو كل أبناء الوطن إلى الوقوف صفاً واحداً أمام كل المتغيرات والتحديات.

أن ما تعيشه المنطقة من أزمة في ظل هذه التداعيات الخطيرة.. وما حدث في الأسابيع الماضية من هجمة إرهابية على الولايات المتحدة الأمريكية.

إن تلك التطورات قد أوجدت تحالفاً جديداً في المنطقة. غير التحالف الذي كان قائماً في عام 1990م. هذا تحالف جديد يسمى تحالف محاربة الإرهاب. نحن مع محاربة الإرهاب أياً كان شكله أو نوعه, ولكن يجب أن يكون الكيل بمعيار واحد لا بمعيارين. نحن نشاهد الشعب العربي الفلسطيني وما يتعرض له من البطش والتنكيل والضرب بقرارات الشرعية الدولية عرض الحائط من قبل إسرائيل. ونحن نتمنى أن نرى هذه القرارات تفعل وتنفذ كما هي منفذة في بعض الأقطار وفي بعض البلدان, يجب أن تفعل هذه القرارات بجدية.. ونؤكد أن هذا لن يأتي إلا إذا وجد تضامن عربي وإسلامي حقيقي بعيداً عن النفاق والخوف.

يجب أن نقول الحق, نحن ضد الإرهاب, كل أشكال الإرهاب. لكن بكرامة هذه الأمة مع مقدساتها ومع الحفاظ على كرامتها.

نحن نرفض التدخل في شئوننا الداخلية من أي كان, نحن لن نقبل على أرضنا على الإطلاق أي قوة أجنبية مهما كانت الظروف ومهما كانت التحديات.

الظروف صعبة وصعبة جداً وستشهد المنطقة تغيرات كبيرة خلال عشر سنوات قادمة, لأن عندنا تجربة من حرب الخليج التي أوصلت القوى الأجنبية وجثمت ولم تخرج, والآن تعزز ثانية نتيجة للتطرف أياً كان إسلامياً أو مسيحياً أو صهيونياً. فالتطرف بكل أشكاله هو الذي يوجد الكوارث لهذه الشعوب.

نحن لا نريد أن يكون هناك خصام أو صدام بين الديانات السماوية وبين الحضارات والثقافات, نريد حوار الحضارات وأن نعيش في ظل تعايش سلمي واحترام متبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية وتبادل المصالح في الإطار الممكن).

أجدد التهاني بأعياد الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر. وأحيي أبنائي الشباب الخريجين وأشد على أيدي كل المخلصين في المؤسسة العسكرية والأمنية ومؤسسات الدولة المختلفة وكل التنظيمات الوطنية. أشد على أيديهم لبناء اليمن, يمن العزة والمجد..

 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،



جميع الحقوق محفوظة للمركز الوطني للمعلومات - اليمن