الصفحة الرئيسية

رئيس الجمهورية في حديث لصحيفة الاهرام المصرية


اليوم:  10
الشهر:  يناير
السنة:  2002

الأهرام: بعد أحداث 11 سبتمبر كانت اليمن معترضة اعتراضاً تاماً على الإرهاب .. ما هو تقويمكم لما يجري في الفترة المقبلة في ظل ما يقال عن أن هناك دولاً أخرى مرشحة لضربة بعد افغانستان هل هذا يشكل خطراً على الأمة العربية في رأيك؟

الرئيس: نحن أدنا حادث 11 سبتمبر في نيويورك وواشنطن ووصفناه بأنه حادث إرهابي مروع وهو لم يكن في حسباننا ولا في حسبان الولايات المتحدة الأمريكية أو أي شخص في العالم, وقد ألحق هذا الحادث ضرراً كبيراً بالاقتصاد الدولي وترتبت عليه آثار كثيرة سواء في ما أحدثه من تصدع ملحوظ في العلاقات العربية الإسلامية  مع أمريكا والغرب أو ما أوجده  من قلق في أوساط الجاليات العربية والإسلامية في أمريكا والغرب, ففي ظل التعبئة الإعلامية الخاطئة للرأي العام في الولايات المتحدة والغرب, عبئ الرأي العام ضد أبناء الجاليات العربية والإسلامية هناك.

وقد حاولت أجهزة الإعلام الصهيونية بشكل خاص استغلال الحادث من خلال إثارة مشاعر العداء ضد كل من ينتمي الى المجتمعات والجاليات العربية والإسلامية وزرع الشكوك والمخاوف في صفوف أبناء تلك المجتمعات, وقد أحدث ذلك ضجيجاً وشكوكاً وعدم اطمئنان بين الغرب وأمريكا من جهة والدول العربية والإسلامية من  جهة ثانية وأوجد شكوكاً أثرت على مصالح الجميع, وبخصوص المستقبل لا نستطيع أن نستقرئ المستقبل بكل أبعاده وما نراه اليوم هو وجود إجماع دولي للتوجه نحو مكافحة الإرهاب واستئصاله, لأن الإرهاب خطر على الجميع.

الأهرام: ما هي طبيعة المواجهة مع الإرهاب في نظركم؟

الرئيس: طبيعة المواجهة مع الإرهاب هي السعي من اجل استئصاله ولا بد أن تستخدم وسائل عدة, فالحملات العسكرية وحدها ليست السبيل الأمثل لمكافحة هذه الآفة الخطيرة, ولكن هناك وسائل أخرى يمكن أن يتم اللجوء إليها مثل العمل الاستخباري والعمل الأمني والعمل الإعلامي والثقافي وربما تكون التوعية هي الأجدى في هذا المجال .

ولقد رأيتم مثلاً ماذا حصل في بلدان إسلامية نتيجة مواجهة هذا التطرف  والغلو بأساليب عسكرية أو عنف مماثل, لأنه بدون التوجه لمعالجة الأسباب التي ولدتها ظاهرة العنف فلن تستطيع المجتمعات القضاء النهائي والتام على  هذه الظاهرة واجتثاثها من جذورها إلا بإزالة تلك المناخات المشجعة على الإرهاب.

الأهرام: نسمع في الفترة الأخيرة كلاماً عن صدام الحضارات وهذا الكلام يترجمه البعض عندنا بأنه هجمة على الإسلام والمسلمين, وخلافاً لما يقول عن صدام الحضارات فإن كثيرين يركزون الآن على الحوار كيف نواجه كأمة عربية مثل هذه الادعاءات؟

الرئيس: في تصوري إنه ينبغي أن يتوجه العالم اليوم الى العمل على إيجاد حوار بين الحضارات وليس صدام الحضارات, فصدام الحضارات لا ينبغي أن يكون موجوداً لأنه سيؤثر تأثيراً سلبياً على مصالح كل الأطراف بل علينا أن نشجع على حوار الحضارات وعلى التسامح والتعايش السلمي بين الجميع, فلا ينبغي لأحد أن يقبل مثل هذا الأمر لا العرب ولا المسلمون ولا الغرب ولا أمريكا لأن هذا سوف يؤثر تأُثيراً سلبياً على الأجيال المقبلة وعلى التعايش فيما بينهما بسلام.

 صحيح أن هناك أحداثاً قد حدثت وعنفاً قد حصل وحدث أيضاً بعض التصدع في العلاقات, لكن ينبغي آلا نروج لصدام الحضارة العربية الإسلامية مع الغرب أو مع العالم الأخر.

الأهرام: أرسل اليمن بعثة أمنية الى باكستان للمشاركة في التحقيقات مع من ألقي القبض عليهم من اليمنيين المنتمين الى تنظيم القاعدة .. ما هو موقفكم من هؤلاء وكيف ترون ذلك؟ وكيف ترون في التعاون؟

الرئيس: لقد طلبنا من الحكومة الباكستانية استقبال بعثة أمنية يمنية للتحقيق مع العناصر الموجودة في افغانستان وهي العناصر التي تم القبض عليها من قبل قوات التحالف الشمالي في افغانستان أو القوات الأمريكية سواء تلك التي تنتمي الى هذا التنظيم أو غيره, وحصلنا على موافقة مبدئية بإرسال المحققين على أساس أن تكون التحقيقات معهم مشتركة أمريكية يمنية باكستانية وتجرى في باكستان, ولكن الداخلية الباكستانية اعتذرت بعد يومين من الموافقة وأبلغونا بأن الأمريكيين قد نقلوا اليمنيين والعرب الآخرين الى مدينة قندهار الأفغانية للتحقيق معهم هناك على انفراد وبواسطة الأمريكيين, ونحن كنا نريد أن يتم التحقيق معهم وتسليم اليمنيين و إعادتهم الى اليمن لاتخاذ الإجراءات القانونية نحوهم.

فبعضهم قد يكون من المغرر بهم, وغير منتمين أساساً لتنظيم القاعدة, وبالتالي فإن الحكومة تستطيع أن تستوعبهم وتعالج أوضاع من غرر بهم وليسوا من العناصر المنتمية للقاعدة أو من العناصر التي تمارس الإرهاب, مع العلم أن الكثير من هؤلاء اليمنيين هم من المغتربين الذين  سافروا الى افغانستان من دول الخليج وليس لدينا معلومات كافية عنهم, وكان الغرض أن نحقق معهم لمعرفة دوافعهم.

الأهرام: اتخذ اليمن إجراءات حول التعليم الديني ماهي حصيلته؟ أو ماهي نتائج هذه العملية؟

الرئيس: كانت عندنا معاهد علمية متخصصة في التعليم الديني الى جانب التعليم العام في إطار مناهج التربية والتعليم وكلها تخضع لإشراف وزارة التربية والتعليم, ولكن كان هناك فرق في بعض المواد في المنهج خاصة في المعاهد العلمية والقانون ينص على أن التعليم الأساسي إلزامي لكل التلاميذ وبعدها يتم التخصص بحيث يتجه الى المعاهد العلمية للتخصص سواء في مجال العلوم الشرعية والقضائية والخطابة والإرشاد والفتوى أو في مجال اللغة والتفسير والكتاب والسنة, وكان الالتحاق بالمعاهد العلمية في السابق يتم من المرحلة الابتدائية الى نهاية الثانوية, ولهذا كان الغرض من توحيد القانون أن يكون التعليم موحداً لكل أبناء الوطن في مرحلة التعليم الأساسي وبحيث يدرس الجميع اللغة العربية والقرآن والفيزياء والتاريخ وغيرها من المواد في إطار التعليم الأساسي الواحد, وبعدها يأتي التخصص والغرض  هو توحيد التعليم تطبيقاً للقانون.

الأهرام: نسب إليكم أنكم قلتم إن  سبب الحملة العسكرية في بعض المناطق القبلية أنها تؤوي عناصر تنتمي الى تنظيم القاعدة وأنها جنبت اليمن ضربة عسكرية أمريكية ما حقيقة هذا القول؟

الرئيس: كانت لدينا عناصر محدودة اثنان أو ثلاثة ليس أكثر وردت أسماؤهم ويشتبه في إنتمائهم الى تنظيم القاعدة, وكان هدف الحملة العسكرية هو إلقاء القبض عليهم والتحقيق معهم حول مدى صحة هذا الاتهام ولكن هؤلاء كانوا يحتمون ببعض القبائل ولم يكن هؤلاء منتمين الى تنظيم القاعدة ولم يكن هناك تواجد لتنظيم القاعدة بين هذه القبائل ولكن مجرد أفراد احتموا بالقبائل وحدث ماحدث!

الأهرام: هل قلتم فعلاً إن ذلك جنب اليمن ضربة أمريكية؟

الرئيس:للأسف هناك بعض أجهزة مخابرات عربية وأجنبية قدمت معلومات مغلوطة بأن اليمن يؤوي بعض التنظيمات الأصولية وأن المعاهد العلمية أو التعليم ذا الطابع الديني يخرج العناصر المتطرفة وكانت تلك المعلومات خاطئة لدى المخابرات الأمريكية, وأنا قلت ولولا الخطوات التي اتخذناها في مجال توحيد التعليم وقبل أن تجري أحداث الحادي عشر من سبتمبر وأيضاً ذهابنا الى أمريكا وإيضاح الحقيقة لدى المسؤولين الأمريكيين كان يمكن أن يتعرض اليمن الى مخاطر ومضايقات نتيجة لتلك المعومات الخاطئة التي كانت توحي بها  تلك الأجهزة للمخابرات الأمريكية, وليست المخاطر كما تروج بعض وسائل الإعلام بأن ضربة عسكرية ستوجه لليمن فهذا أمر غير صحيح ولم يكن واردا على الإطلاق وأكده لنا المسؤولون الأمريكيون, فاليمن شريك في مكافحة الإرهاب وضحية للإرهاب وليس هدفا.

الأهرام: ما هي حقيقة المطالب الأمريكية من اليمن؟

الرئيس: لا توجد أية مطالب أمريكية ولكن كان هناك طلب إلقاء القبض على أثنين أو ثلاثة متهمين بالانتماء لتنظيم القاعدة وكان الأمريكان يخشون قيامهم بعمل إرهابي ضد المصالح الأمريكية. 

الأهرام: إلى أين وصل التعاون الأمني بين اليمن وبين الولايات المتحدة؟

الرئيس: وصل إلى مرحلة جيدة, فالتعاون القائم حالياً جيد ويأتي في إطار الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب ..

الأهرام: ما هي حقيقة المطالب الأمنية التي طلبتها واشنطن ولم يوافق عليها اليمن؟

الرئيس: لم تطلب أمريكا شيئاً ولم يوافق اليمن على شيء مما تروج له بعض وسائل الإعلام كل مافي الأمر أن أمريكا طلبت التعاون لمكافحة الإرهاب واستئصاله  والتعاون على مكافحته وبشكل مستمر ونحن متفقون على هذا.

الأهرام: ماذا عما يقال حول توسيع نطاق الحرب بعد افغانستان؟ البعض رشح العراق والبعض رشح السودان والبعض رشح الصومال.

الرئيس: (مقاطعا) واليمن أليس  كذلك؟

الأهرام: واليمن أيضا.

الرئيس: للأسف أن بعض وسائل الإعلام المصرية روجت لضربات ضد اليمن والعراق والسودان وانساقت مع بعض وسائل الإعلام العالمية.

الأهرام: ليس المصرية بل العالمية.

الرئيس: اختصر لك الإجابة وأقول إننا في اليمن نرفض توسيع نطاق الحرب خارج افغانستان فهذا أمر غير مقبول على الإطلاق وقد أكدنا مراراً في أثناء زيارتنا للولايات المتحدة الأمريكية لأن ذلك لن يخدم الأمن والاستقرار والسلام وسيضر بالجهود الدولية لمكافحة الإرهاب وينبغي أن يكون هناك تعاون بين الأقطار العربية والإسلامية والأجنبية مع الولايات المتحدة الأمريكية من أجل مكافحة الإرهاب لانه  ظاهرة عالمية لا دين ولا وطن لها تنال بشرورها الجميع  ويتضرر منها الجميع دون استثناء.

الأهرام: التحديات الاقتصادية ما بعد 11 سبتمبر كيف تواجهونها؟

الرئيس: نحن في اليمن تضررنا من أحداث 11 سبتمبر وكذا ما جرى في 12اكتوبر 2000 على إثر حادث المدمرة الأمريكية يو. إس . إس كول في ميناء عدن وقد ألحقت تلك الأحداث أضراراً كبيرة باقتصادنا الوطني سواء في قطاع السياحة الذي توقف نشاطه أو في مجال الاستثمارات وغيرها ونحن نتطلع بعد انتهاء هذه الحملة العسكرية والسياسية والإعلامية والأمنية لمكافحة الإرهاب لأن يتعافى الوضع الاقتصادي لا في بلادنا فحسب ولكن في البلدان العربية كلها خاصة بلدان عربية كبيرة شقيقة وفي مقدمتها مصر تأثرت تأثراً كبيراً بتلك الأحداث سواء في مجال السياحة أو التحويلات والاستثمارات أو في الدخل من قناة السويس.

فالتأثير الاقتصادي في الوطن العربي والعالم كبير لحادث 11 سبتمبر وتداعياته.

الأهرام: لكن كيف تواجهون الفترة المقبلة؟ هل بخطة اقتصادية انكماشية؟ أم بالسياسة؟

الرئيس: نحن اتخذنا بعض الإجراءات مثل التحكم في النفقات وترشيدها وإجراء بعض الإصلاحات الاقتصادية مثل تعويم العمله والحد من التضخم النقدي, وهذه الإجراءات كان لها أثرها الإيجابي على اقتصادنا الوطني وقد بحثنا مع البنك الدولي ومع صندوق النقد والدول المانحة الحصول على قروض ومساعدات لبلادنا لمواجهة التنمية ومكافحة الفقر في اليمن ونتطلع إلى تحقيق نتائج إيجابية ومثمرة في المستقبل القريب إنشاء الله.

الأهرام: القضية الفلسطينية .. اليوم .. الشعب الفلسطيني كله محاصر بتهمة الإرهاب .. كيف الخروج من هذا الوضع؟

الرئيس: نحن أولاً نرفض أن يقال عن الشعب الفلسطيني أو تنظيماته السياسية مثل حماس والجهاد أو حتى حزب الله في لبنان إنها منظمات إرهابية أو أن تكون على قائمة المنظمات الإرهابية فالنضال من أجل نيل الحرية والاستقلال ومقاومة المحتل الأجنبي حق مشروع كفله ميثاق الأمم المتحدة وكل الشرائع والأعراف الإنسانية والدولية, ونحن ندين الحملة الموجهة ضد العرب والمسلمين وإلصاق تهمة الإرهاب بهم مثلما ندين الإرهاب الصهيوني لأننا نرى انه لا يوجد إرهاب مثل الإرهاب الصهيوني الذي يُمارس حالياً ضد الشعب الفلسطيني الأعزل, وربما السبب في وجود متطرفين عرب ومسلمين أنه نتيجة العنف والإرهاب الصهيوني ولو عولجت القضية الفلسطينية من جذورها وتحقق السلام العادل من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والتزمت إسرائيل بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربي- الإسرائيلي والمتمثلة في عودة الأراضي العربية وتم إنهاء الاحتلال الإسرائيلي في الجولان وجنوب لبنان والتسليم بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وفق مبدأ الأرض مقابل السلام فإن ذلك سوف يسحب البساط من تحت أقدام من يستغلون الأوضاع المضطربة الراهنة في المنطقة لممارسة التطرف سواء باسم الإسلام أو التمسح بالقضية الفلسطينية, لكن إذا ظل الإرهاب الصهيوني ضد الفلسطينيين مستمراً فإن ذلك سيؤدي إلى مزيد من التطرف والعنف وهذا ما ينبغي أن يفهمه الجميع وفي المقدمة الولايات المتحدة الأمريكية.

الأهرام: تقصد إرهاب الحكومة الإسرائيلية؟

الرئيس: اقصد إرهاب الكيان الإسرائيلي كله الشعب والحكومة معاً ضد الشعب الفلسطيني كدولة باعتبارها أكبر دولة إرهابية في العالم وهي السبب في إيجاد الذريعة والمناخات المشجعة لارتكاب أعمال عنف وتطرف في المنطقة والعالم بما تمارسه من إرهاب دولة ضد العرب الفلسطينيين.

الأهرام: فخامة الرئيس كيف ترون أوجه المساعدة في الفترة الحالية من قبل الدول العربية  للسلطة الفلسطينية؟

الرئيس: كيف نساعدها؟

الأهرام: قمة عربية؟

الرئيس: نحن لدينا قرارات القمم العربية يجب أن نلتزم بها من أجل مساندة القضية الفلسطينية ولا نذهب بعيداً بل علينا كقمة عربية أن نساعد الفلسطينيين في اطار ما تقرره القمم العربية وهذا إذا تم فهو يعني الشيء الكثير.

الأهرام: ماهي أولويات القمة العربية المقبلة في لبنان في ظل هذه الظروف والمخاطر التي تواجهها الأمة العربية؟

الرئيس: الأمانة العامة هي التي تحضر جدول أعمال القمة والموضوعات التي ينبغي مناقشتها من قبل القادة العرب.

الأهرام: وفي رأي سيادتكم ماهي الأولويات؟

الرئيس: بالطبع الإرادة للقمة وللقادة العرب هي التي تقرر الأولويات ولكن أمين عام الجامعة والأمانة العامة بشكل عام هم الذين يقومون باستطلاع ما يريد كل قطر على حدة هل المطلوب التأكيد على قرارات القمم العربية السابقة ام أن هناك قرارات جديدة في القمة العربية القادمة يجب تبنيها .. إذا كان الأمر يسير في اتجاه التأكيد على قرارات القمم العربية السابقة فليس ثمة شيء جديد, لكن إذا كان هناك مثلاً مشروع لقرارات جديدة تواكب المستجدات والمتغيرات الراهنة فستكون قمة فعالة وسيحترمها الآخرون نحن مثلاً ما اتخذناه في القمم العربية السابقة من قرارات شيء جيد لكن لا بد أن يكون لدينا موقف جديد مثلاً كأن نطالب بإيقاف العلاقات الدبلوماسية والتطبيع مع إسرائيل في إطار إعلان التضامن مع الشعب الفلسطيني وإيقاف التعامل مع الشركات التي تتعامل مع إسرائيل حتى توقف عدوانها وتنصاع للقرارات الشرعية الدولية وتسلم بالحقوق العربية هذا إذا أردنا أن تكون القمة العربية فعالة.

 الأهرام: ما هي المحاور الأخرى الأساسية؟

الرئيس:هذا في نظري أهم محور أيضاً هناك موضوع إنهاء الحصار على العراق والمطالبة بتقديم تعويضات للسودان إزاء حادث ضرب مصنع الأدوية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية حيث ضرب هذا المصنع بشكل غير عادل وباعتراف الأمريكيين أنفسهم أيضاً البحث في إعادة هيكلة الجامعة وبصورة تحقق الهدف المنشود من وجود الجامعة وضرورة تفعيل دورها.

الأهرام: كيف تقومون علاقات اليمن مع دول الخليج ؟

الرئيس: العلاقات جيدة وممتازة ولا توجد مشكلة في تلك العلاقات سواء كانت بصورة ثنائية أو جماعية وقد ضُم اليمن الآن الى بعض مؤسسات مجلس التعاون الخليجي وهي خطوة رحبنا بها في اليمن باعتبارها خطوة على طريق استكمال عضوية اليمن في المجلس مستقبلاً .

الأهرام: كيف ترون تفعيل هيكلية الجامعة العربية؟

الرئيس: نرى تفعيل الجامعة العربية من خلال الإرادة العربية المشتركة للقيادة العربية  ماذا نريد من الجامعة.. إن الأمر بأيدينا كقيادات عربية وليس بيد الأمانة العامة وإذا لم توجد إرادة سياسية ستبقى الجامعة العربية مشلولة وتراوح حول نفسها.

الأهرام: كيف تقومون العلاقات المصرية اليمنية وقد قلتم إنكم تريدون عودة الدفء للعلاقات المصرية اليمنية ليس في الشتاء فقط ولكن في الشتاء والصيف أيضا؟

الرئيس: من جانبنا نحن في اليمن نرى أن العلاقات اليمنية المصرية علاقات تاريخية وأزلية مخضبة ومعمدة بالدماء وستظل وإن - شابتها بعض الشوائب- راسخة وقوية ومتينة, وإن شابها بعض الغموض أحياناً في بعض الأشياء أو حدث سوء فهم خاصة من البعض الذي يسيء فهم العلاقات فإنها ستظل علاقات تاريخية معمدة بدماء الشهداء وهذا ما نؤكده من جانبنا تربطنا بمصر علاقات أخوية واقتصادية وثقافية عميقة وعلاقات دافئة ومن جانبنا نحن حريصون على تلك العلاقات وتطويرها .. وإذا كانت لدينا أية ملاحظات فإننا لن نتردد في بحثها مع أخي الرئيس مبارك بشكل ثنائي وبما يعزز ويطور العلاقات الثنائية ويوسع آفاق التعاون في الحاضر والمستقبل.

الأهرام: بماذا تفسر تأجيل اجتماعات اللجنة العليا بين  مصر واليمن؟

الرئيس: لا أعتقد أن هناك سبباً, الأمر يعود ربما الى بعض الأسباب الفنية أو غيرها لا أعلم.

الأهرام: أليس هذا دليل على أن  هناك قوة ما أم جفوة ما؟

الرئيس: أنا أكدت أن لقاءاتي مع الرئيس مبارك تزيل كل أنواع سوء الفهم .. ربما يأتي سوء الفهم من قوى تحاول أن تدس في العلاقات بين البلدين, وهذا قطعاً لا يحدث على المستوى العالي بين القيادتين ولكن ربما في المستويات الأدنى وهي التي تؤثر بمعنى أنها لا تفعل الأمور أو تنشطها كما تريد الإرادة السياسية في البلدين.

الأهرام: يقال أن القضايا الأمنية هي السبب الرئيسي في الجفوة في العلاقات اليمنية – المصرية؟

الرئيس: إذا كان الأمر كذلك فهي لا تشكل مشكلة ويمكن بحث هذا الأمر سواء على مستوى اللجنة الوزارية العليا أو بين رئيسي الوزراء أو على مستوى وزيري الداخلية في البدلين وهناك دعوة موجهة لوزير الداخلية المصري لزيارة اليمن وأنا أكدت أنه لو جاء وزير الداخلية المصري يمكن أن يزول سوء الفهم في المجال الأمني ويتم التنسيق في النواحي الأمنية بشكل جيد وهذا لمصلحة البلدين

الأهرام: علمت بأن هناك رسالة من فخامتكم حملها مبعوث يمني الى الرئيس مبارك ما محتواها ؟.

الرئيس: هي تأتي في اطار تعزيز العلاقات الثنائية والتشاور حول المستجدات والعمل العربي في الفترة المقبلة .

الأهرام : نشكركم سيادة الرئيس على صراحتكم وعلى ما منحتموه لنا من وقت.



جميع الحقوق محفوظة للمركز الوطني للمعلومات - اليمن