الصفحة الرئيسية

كلمة فخامة رئيس الجمهورية في المهرجان الرابع لليتيم


اليوم:  17
الشهر:  سبتمبر
السنة:  2003

أشيد بالجهود المبذولة من اجل رعاية وتأهيل الأيتام والإعداد والتحضير لهذا المهرجان.انه عمل إنساني جيد ومتميز وان شاء الله يتم إنشاء عدد من المراكز الأخرى لرعاية وتأهيل الأيتام في عدد من المحافظات وبنفس الطريقة التي تم بها إنشاء هذا المركز، كما سيتم إنشاء مجلس أعلى للأمناء لإدارة مركز رئيس الجمهورية لرعاية وتأهيل الأيتام وما سيتم إنشاؤه من مراكز في بقية محافظات الجمهورية، وذلك من الإخوة وزير الشؤون الاجتماعية والعمل رئيسا، وعضوية كل من وزير التعليم الفني والمهني، وزير الدولة أمين العاصمة، وكيل وزارة التخطيط القاضي احمد الشامي، القاضي حمود الهتار، الشيخ حسن الشيخ وعلي محمد سعيد وعبدالجليل ثابت والدكتور طارق سنان ابولحوم والدكتور حميد زياد ومحمد عبدالله فاهم، ومحمد حسين العمودي، وخيري عبدالله، والقاضي احمد عبدالرزاق الرقيحي، على أن تنشأ مراكز رئيس الجمهورية لرعاية وتأهيل الأيتام في عدد من محافظات الجمهورية، ويتولى المجلس الأعلى للأمناء مسئولية الإشراف عليها.

وأشيد بالجهود التي بذلها الأخوان الدكتور طارق سنان ابولحوم والدكتور حميد زياد ومنها الإعداد للتمثيلية التي تم مشاهدتها وهي مثيرة وعاطفية ومؤثرة. ولكن ليس اليتيم بمثل هذه الصورة ولا ينبغي علينا أن نوجد الإحباط في نفس اليتيم على ذلك النحو.. في التاريخ هناك النوابغ في العلم والقيادة من الذين كانوا أيتاما وينبغي أن نزرع في نفوس الأيتام الثقة وان لا يساورهم أي إحباط.. ولكن ما شاهدناه هو عمل مثير لتحفيز النفوس على التعاطف الإنساني مع الأيتام وتقديم التبرعات.. ونحن نشكر كل من تبرع لصالح الأيتام خاصة الجمعيات الخيرية في دول الجوار وهذا سلوك جيد لعمل الخير ومساعدة الأيتام والفقراء سواء في اليمن أو أي قطر عربي آخر.

وبدلا من أن تتهمنا بعض القوى الدولية بالإرهاب فإن هذا ليس إرهابا بل عمل إنساني وبشفافية مطلقة وعن طريق جمعيات خيرية معترف بها وتحت أشراف الجولة فلا يساوركم الشك بأن هذا ستؤاخذون عليه.. ونحن نرحب بكل من يسهم في هذا المجال الخيري والإنساني سواء من أشقائنا في السعودية أو دول الخليج أو أي قطر عربي آخر، وأنا متأكد أن هذا بدافع من القيادات السياسية لدول الجوار وهو عمل خيري ونشجع على ذلك.

أنا سأتبرع باسم الدولة لأنه ليس لي ممتلكات حتى أتبرع من خزينتي الخاصة.. لكن سأتبرع بما لدي من صلاحيات دستورية بمليار ريال سيكون تحت إمرة مجلس الأمناء المركزي وعلى أساس أن هذا المركز هو النواة لفتح مراكز في كل أنحاء لجمهورية ليخفف على العاصمة صنعاء من توافد أبنائنا الأيتام واليتيمات.

أننا نحتفل اليوم بيوم كفالة اليتيم بالعاصمة صنعاء ولكن ينبغي علينا ألا نغفل ما يجري في وطننا العربي، ونحن نأسف لما شاهدناه بالأمس في مجلس الأمن الذي كان مجتمعا من اجل مشروع قرار قدم من المجموعة العربية وذلك لإلغاء قرار الحكومة الإسرائيلية إزاء ما يتعرض له الأخ المناضل ياسر عرفات بالتهديد بإبعاده من فلسطين أو تصفيته جسديا.. ونحن نعبر عن أسفنا للفيتو الأمريكي الذي حصل يوم أمس لإحباط القرار، وما كنا نريد من جولة راعية لعملية السلام وخاصة خارطة الطريق أن تستخدم حق الفيتو ضد مشروع القرار الذي تقدمت به المجموعة العربية.. ونعبر عن أسفنا لذلك ونحن نتفق مع الأسرة الدولية على مكافحة الإرهاب وأخشى أن يوجد مثل هذا الفيتو التطرف ويصعد من الإرهاب في المنطقة.. ولابد أن نسمي الأشياء بمسمياتها فكيف تتهم الدول العربية والإسلامية بالتطرف والإرهاب وما نشاهده اليوم على ارض فلسطين هو اكبر إرهاب في العالم، ونعبر عن أسفنا لهذه المعايير المزدوجة.

إن امة العرب وأمة الإسلام في خير وينبغي علينا أن لا نيأس وان نصمد ونناضل من اجل استقلال شعوبنا وعلى وجه الخصوص الشعب العربي الفلسطيني وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي العربية وفي سوريا وجنوب لبنان.. حيث لا ينبغي أن يراودنا الإحباط النفسي أو الخضوع للإرهاب الإعلامي الدولي على امتنا العربية والإسلامية، الصمود في مواجهة التحديات فالعظماء والأقوياء الشجعان لا يظهرون إلا في الشدائد وعندما يواجهون مثل هذه التحديات.

إن اليمن تقدمت بمشروع لاتحاد عربي وهذا المشروع ليس هو من باب المزايدة على احد أو لإجهاض مشاريع أخرى قدمت من أي قطر عربي آخر ولكن اليمن استخلصت كل المشاريع التي طرحت في القمة العربية واستخلصت مشروع الاتحاد العربي من اجل تفعيل العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات.

انه في حال فضلنا العمل العربي المشترك سيكون للأمة العربية والإسلامية وزن.. لكن لا ينبغي أن ندس رؤوسنا في الرمال كالنعام.. بل علينا أن نواجه هذه التحديات ونتحمل مسؤولياتنا أمام شعوبنا.

لا من اجل بقاء حاكم أو ملك أو أمير أو رئيس ولكن لمواجهة التحديات وللحفاظ على مقدساتنا ومعتقداتنا وسيادتنا ومياهنا وأجوائنا وهذا ما ينبغي أن تواجهه الأمة العربية، وهذا ليس صعباً لقد توحدت سوريا ومصر وتأمروا على هذه الوحدة ونجحت اليمن في إعادة تحقيق وحدة اليمن وهو قطر واحد وشعب واحد.. وهذه الوحدة ليست لليمن فحسب ولكن لجيرانه وأمته العربية والإسلامية.. ونحن نفاخر بوحدتنا التي هي سند وقوة لكل أبناء الأمة العربية والإسلامية ولا تشكل أي خطورة على احد وعندما نقول أننا نفعل العمل العربي المشترك وندعو إلى اتحاد عربي فإن ذلك ليس لنتحدى الغرب أو أمريكا أو أسيا أو أي احد ولكن للحفاظ على مقدراتنا ومعتقداتنا وكرامتنا وسيادتنا وأموالنا وأعراضنا وهذا ما نقصده من هذا الاتحاد، ومن يستطيع أن يضيف إلى هذا الاتحاد، ومن يستطيع أن يضيف إلى هذا الاتحاد بما يعززه أو يطوره فنحن نرحب بأي أفكار من خلال جامعة الدول العربية.

لقد دعوت بالأمس إلى اجتماع طارئ للقيادات العربية في مقر الجامعة العربية وذلك لتدارس ما يحدث من تهديدات وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إرهاب وما يتعرض له المناضل ياسر عرفات من تهديدات بالإبعاد أو القتل.. أن ياسر عرفات واحد من أبناء الشعب الفلسطيني ولكن إذا ما تعرض للإبعاد أو القتل فان ذلك سيكون إهانة في جبين العرب والمسلمين، وهذا تحد ليس للشعب الفلسطيني أو القيادة منظمة التحرير الفلسطيني ولكنه تحد للأمة العربية أن يطرد ياسر عرفات أو يصفى جسديا لان المسئولين في الكيان الإسرائيلي يقولون بكل تبجح بأنهم لو فعلوا بعرفات شيئا فإنه لن يحدث من الرعب شيء غير الشجب والتنديد ولمدة أسبوعين.

نحن ندعوا إلى القمة العربية وجادون في ذلك.. ومستعدين أن نستضيفها في اليمن إن لم تستضفها الجامعة العربية في مقر الجامعة وذلك من اجل اتخاذ موقف موحد إزاء التهديدات الصهيونية.. واليوم توصف المقاومة الفلسطينية بأنها إرهاب وما يقوم به شارون وحكومته وقواته دفاع عن النفس، في الوقت الذي تعتبر إسرائيل هي اكبر دولة إرهابية في العالم.

أننا ندعوا خطباءنا وعلماءنا ألا يتباكوا في المساجد بل أن يحثوا الناس على الصمود والنضال فلا ينفع البكاء والتباكي وهذا واجب علماء المسلمين في أنحاء المعمورة.

وأجدد الشكر لكل الجمعيات الخيرية التي تسهم في كفالة الأيتام.. ونؤكد بأن جميع تلك الجمعيات والأعمال المتصلة بكفالة الأيتام سوف تنطوي في إطار المجلس الأعلى للأمناء الذي سيصدر به قرار جمهوري وأتمنى للجميع التوفيق والنجاح.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،



جميع الحقوق محفوظة للمركز الوطني للمعلومات - اليمن