الصفحة الرئيسية

كلمة فخامة رئيس الجمهورية في حفل تخرج الدفعة الرابعة من جامعة حضرموت29


اليوم:  29
الشهر:  مايو
السنة:  2003

أعبر عن سعادتي بحضور حفل تخرج الدفعة الرابعة من طلاب وطالبات جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا وأهنئهم بمناسبة تخرجهم وأتمنى لهم التوفيق والنجاح في حياتهم العملية. كلما نأتي إلى حضرموت نشاهد شيئا جديدا سواء من حيث الإنجازات الخدمية والتنموية أو على مستوى إعداد الأجيال وتأهيلها بالعلوم والمعارف الجديدة في جامعة حضرموت وعلى مختلف مستويات التعليم العام والجامعي.. فالعصر اليوم هو عصر المعلومات والتكنولوجيا والتطور المعرفي.

علينا بذل الجهود من أجل الدفع بأبنائنا وبناتنا إلى مختلف مراحل التعليم العام والفني والتقني والجامعي. ولكم اشعر بالارتياح عندما ازور الجامعات الحكومية أو الأهلية فقد كنت صباح اليوم في جامعة الاحقاف ولمست جهودا تبذل في مجال العلوم ليكون لهم دور في تطور عملية التنمية.. فالبلد بحاجة إلى خبرات وكوادر متخصصة ومؤهلة بالمعارف والمعلومات الحديثة.

فلقد انتهى عهد الخطابات والزيف والكذب ولم يعد للكلام الفارغ من أي محتوى أي قيمة أو معنى وكم يشعر الإنسان أن ضميره مرتاحا في أن محصلة السهر والتعب تكون ثمارها هذه الثمرة التي يجسدها هذا الجيل.

وعندما نشاهد أبناءنا وبناتنا يتخرجون من المعاهد والمدارس والكليات وقد تأهلوا بالمعارف والعلوم نشعر بارتياح بالغ. فهنيئا للوطن وللآباء والأمهات على ما يحصدونه من ثمار جهدهم ودفعهم لأبنائهم وبناتهم إلى مجالات العلم. وان تقدم أي بلد لا يكون إلا في ظل العلم والمعارف والتطور والتحصيل العلمي سواء في مجال الهندسة أو الطب أو القانون أو العلوم التجارية والاقتصادية والإدارية وغيرها.. فالعلم لا ينحصر على الخطابة أو خريجي كلية الشريعة والقانون.. والعلماء مطلوبين في مختلف التخصصات وفي كل مناحي الحياة ويجب أن يكون لدينا علماء في مختلف التخصصات.

ونحن نتمنى لوطننا الأمن والاستقرار والأمان وان نرعى النعمة التي نعيشها ونحافظ على وطننا بعيدا عن التطرف والغلو أيا كان سواء باتجاه اليمني أو اليسار. ولقد عانينا من بعض مشاكل الإرهاب التي أثرت على اقتصادنا الوطني ومنها ما تعرضت له المدمرة "يو إس إس كول" والباخرة الفرنسية ومثل تلك الحوادث لم تؤثر على الأجانب بقدر ما أثرت على سمعة وطننا ومصالحنا و اقتصادنا الوطني..

ولهذا فإننا نحذر من أية عناصر مندسة ومتطرفة تحاول الإخلال بالأمن في مجتمعنا.. ولهذا مطلوب من جميع المواطنين أن يشكلوا أمنا قوميا للوطن. فكلما حاصرنا هؤلاء المتطرفين والإرهابيين والقينا القبض عليهم بتعاون المواطنين كلما جنبنا الوطن الأذى. أؤكد أن الأجهزة الأمنية هي أداة المواطن لحفظ الأمن والسكينة العامة في المجتمع.. ونعمة الأمن والاستقرار مستتبا كلما خدم ذلك التنمية.

إن محافظة حضرموت تشكل رقما قياسيا في التنمية بفضل تعاون أبنائها الذين يتعاونون مع الأجهزة الأمنية ونحن نشكر أبناء حضرموت رجالا ونساء على تعاونهم مع أنفسهم والوطن.

أؤكد على أهمية الدور الذي تضطلع به السلطة المحلية في تلمس قضايا المواطنين وهمومهم واحتياجاتهم وتلبيتها أولا بأول وإذا ما وجدت صعوبة في حل أي قضية فانه يمكن رفعها إلى السلطة المركزية.

إن علينا أن لا ننشد للماضي وان نغير من الأساليب القديمة في طرح القضايا وان تكون السلطة المحلية هي المرجعية في حل قضايا المواطنين مع الوحدات الإدارية ولديها كامل الصلاحيات اللازمة لذلك طبقا لما حدده قانون السلطة المحلية.. وآمل أن الإخوة الوزراء والمحافظين وأمناء عموم المجالس المحلية يحتكوا بقضايا الناس ويقتربوا منهم أكثر ويحلوا القضايا أولا بأول والمسئول الناجح والشريف هو الذي يقترب من الناس ولا يتعالى أو يتكبر على الناس ومن يفعل ذلك فلا قبول له فليس ذلك من سمات الرجال أيا كان مركزهم أو موقعهم.

أريد أن انوه بحضرموت الخير وفيها الخير أن شاء الله برجالها وبحرها.. مشيرا إلى ما تمثله الثروة السمكية من أهمية وما يعول على عائداتها من دور في خدمة الاقتصاد الوطني.. أوضح أن الدراسات الأولية تشير بان عائداتنا من الثروة السمكية إذا ما تم استغلالها الاستغلال الجيد يمكن أن تصل خلال السنين القادمة إلى حوالي ثلاثة مليارات دولار.. أن الثروة السمكية ثروة وطنية عظيمة وهي ملك لكل المواطنين..  وأشير إلى أهمية العمل من اجل الحد من الاصطياد العشوائي وتدمير البيئة البحرية واتخاذ الإجراءات الحازمة ضد من يقومون بذلك..

إن التوجيهات قد صدرت بان تتولى السلطة المحلية مسئولية ممارسة الرقابة على السفن والقوارب التي منحت لها التراخيص للاصطياد كل في نطاق محافظته وبما ينهي أي شكل من أشكال القرصنة ضد الثروة السمكية والعبث بها وبالبيئة البحرية.

 إن قانون السلطة المحلية قد حدد العائدات المحلية أو تلك التي تعتبر مشتركة ومنها عائدات الموانئ التي هي عائدات مركزية يعاد توزيعها على كل الوحدات الإدارية.

اكرر التهاني لأبناء شعبنا بمناسبة العيد الوطني الـ13 ليوم الـ22 من مايو المجيد عيد أعياد الوطن اليمني العظيم وأتمنى للجميع التوفيق والنجاح.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،



جميع الحقوق محفوظة للمركز الوطني للمعلومات - اليمن