المؤتمر القومي العربي" في دورته التاسعة عشرة تحت شعار "العمل العربي المشترك: التحديات, والآفاق" - صنعاء
10/05/2008
أستكملت اللجنة التحضيرية لأعمال "المؤتمر القومي العربي" في دورته التاسعة عشرة, الترتيبات الخاصة بانعقاد الدورة التي تبدأ أعمالها في العاصمة صنعاء السبت القادم . وقال رئيس اللجنة التحضيرية عبدالملك المخلافي في مؤتمر صحفي عقده اليوم بصنعاء :" استكملت اللجنة كافة التحضيرات لإنعقاد الدورة الـ 19للمؤتمر القومي العربي التي تحتضنها العاصمة صنعاء في الفترة من 10 إلى 13 مايو الحالي ". وأشار إلى أن أكثر من300 شخصية من السياسيين والمفكرين من مختلف من الوطن العربي ودول المهجر أكدوا مشاركتهم في هذه الدورة . وأوضح المخلافي أن المشاركين سيناقشون على مدى أربعة أيام مجموعة أوراق عمل موزعة على سبعة محاور تتناول الموضوعات المتصلة بالتحديات التي تواجه الأمة العربية والسبل الكفيلة بتعزيز التكامل والعمل العربي المشترك لمواجهة تلك التحديات . وتحدث في المؤتمر الصحفي أمين عام المؤتمر القومي العربي خالد السفياني حيث أفاد أن المؤتمر أرتأى أن يكون الموضوع المحوري لدورته الـ 19 هو "العمل العربي المشترك: التحديات, والآفاق" وأن تكون القضية الفلسطينية هي القضية الخاصة لهذه الدورة نظرا لانعقادها بالتزامن مع الذكرى الستين لنكبة احتلال فلسطين" . ونوه امين عام المؤتمر إلى أنه تم إعداد أوراق عمل من قبل مختصين من أعضاء المؤتمر ستقدم في إطار محاور المؤتمر وتخضع لنقاش معمق في هذه الدورة داخل لجان منفردة ومتخصصة .. مبينا أن كل لجنة ستعنى بمناقشة إحدى الأوراق المقرة واعتماد مايستقر عليه رأي المؤتمرون بعد عرض خلاصة النقاشات والتوصيات. واستعرض السفياني محاور المؤتمر, مبينا أنه سيتم من خلال المحور السياسي "اجراء تقييم عام للعمل العربي المشترك وآلياته ومعوقاته", فيما يركز المحور الدبلوماسي العربي على "الدبلوماسية العربية المشتركة: حدود التعاون وأسباب الجمود" . وأشار وإلى أن المؤتمر سيناقش في محور البرلمان الموحد ما إذا كان هذا البرلمان " خطوة للاستعراض أم للتفعيل". إلى جانب محور خاص بـ "العمل الشعبي العربي المشترك: الواقع والمعوقات والآفاق". وأوضح أن المؤتمر سيناقش في المحور الاقتصادي "آليات الوحدة الاقتصادية العربية القائمة بين الواقع والطموح", فيما يتناول في المحور الثقافي موضوعات تتصل بـ"المنظمة العربية للثقافة والتربية والعلوم, والإستراتيجية الثقافية العربية وقضايا التربية واللغة العربية" الواقع المعوقات وسبل التطوير في حين يتناول المحور الأمني موضوعات تصل بـ"الأمن القومي العربي ودور معاهدة الدفاع العربي المشترك: الواقع والمعوقات والآفاق". وذكر أنه سيكون لقضايا المؤتمر وتقييم تجربته بعد 19 عاما على تأسيسه جلسة خاصة لمناقشة تقرير أعد بهذا بهذا الشأن. وبين فيما يخص القضية الخاصة بهذه الدورة, سيتم تخصيص جلسة عامة ضمن أعمال الدورة لمناقشة هذه القضية تحت عنوان "فلسطين والأمة بعد 60 سنة على النكبة". . مؤكدا خصوصية هذه الدورة من بين دورات المؤتمر السابقة, كونها تنعقد في ظل الإعداد ليوم الغضب العربي -15 مايو الجاري- بمناسبة مرور 60 عاما على نكبة احتلال فلسطين. وأفاد أمين عام المؤتمر القومي العربي أن أعضاء المؤتمر سيناقشون في ورشة خاصة الواقع السياسي العربي الراهن, لافتا إلى أنه سيتمخض في ضوء كل تلك النقاشات مشروع البيان الختامي للدورة الحالية. وقال :" نعول على أبناء الأمة في تقديم وجهة نظر شعبية متكاملة للعمل العربي المشترك, تقدم إلى الحكومات العربية لتكون أرضية للحراك الشعبي من أجل انعتاق الامة وتحقيق وحدتها وتعزيز صمودها في التغلب على التحديات والتهديدات التي تواجهها". وأشار إلى حرص المؤتمر منذ دورته الأولى في العام 1990م بتونس وعبر دوراته الأخرى في غيرها من الدول العربية, أن يشكل المؤتمر إطارا للتحاور والتشاور بين أعضائه الذين وصل عددهم إلى أكثر من 700 عضو منذ التأسيس وينتمون إلى معظم التيارات الفاعلة في مختلف الأقطار العربية.
الثورة نت
واصل المؤتمر القومي العربي أعمال دورته الـ19اليوم في صنعاء, بعقد جلستي عمل برئاسة المفكر العربي عزمي بشارة, كرستا لمناقشة القضية الفلسطينية وتقرير حول واقع المؤتمر القومي العربي. وناقش المؤتمرون في الجلسة الأولى القضية الخاصة بالمؤتمر لهذه الدورة "فلسطين والأمة بعد 60سنة على النكبة" من خلال ورقة من إعداد شفيق الحوت، وقدمها عضو الأمانة العامة للمؤتمر عوني فرسخ. وتناولت الورقة القضية الفلسطينية منذ النكبة عام 1948م، والمراحل التي مرت بها، والدور البطولي لأبناء المقاومة في الصمود والتحدي، ومواجهة المخططات الصهيونية. وتضمنت الورقة استقراء للقضية الفلسطينة من ثلاثة محاور ركز الأول - المشهد الفلسطيني- الضوء على تسليط الضوء على الدور النضالي للمجتمع الفلسطيني، وبداية مشواره في هذا الخضم منذ العام 1948م، وما أكده من ثبات وتأكيد وجود في هذا المنحى البطولي. وتناول المحور الثاني القضية الفلسطينية - على الصعيد العربي- وتطرق إلى الغاية من الاحتلال وأهدافه الاستراتيجية في أن يمثل هذا الكيان الغاصب حاجز فصل يحول دون تحقيق الوحدة العربية. وبيّنت الورقة في هذه الجزئية التناقض بين المشروع الاستيطاني الصهيوني، والتطلع العربي لتحقيق الوحدة العربية. وتناول المحور الثالث - على الصعيد الصهيوني- ما يمثله حشد قادة وسياسيين من عدد من البلدان الغربية، والكثير من الشخصيات الموالية لسياسة الكيان الصهيوني في مظاهرة استعراضية للاحتفال بالذكرى الـ60 للاحتلال, معتبرا أن هذه التظاهرة تسعى إلى رفع معنويات الاحتلال الصهيوني التي أسقطت حرب العام 2006م، أسطورتها المزعومة بأن جيش إسرائيل لا يقهر, وكذا توجيه رسالة إلى المقاومة العربية بأن إسرائيل لها حماتها على جانبي الأطلسي. ودعت مداخلات المشاركين التعقيبية على الورقة بإعادة تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية بحيث تمثل كل الفصائل. وأكدت المشاركات أن قضية اللاجئين هي جوهر القضية الفلسطينية، والتي انطلقت من مناطق الشتات قبل احتلال الأراضي الفلسطينية العام 1967م. فيما تركزت مداولات الجلسة الثانية لمناقشة قضايا المؤتمر القومي العربي، وتقييم أدائه، وبلورة مقترحات لوسائل تعزيز دوره بما يحقق أهدافه المنشودة، وذلك في ضوء مناقشة ورقة قدمها الأمين العام السابق للمؤتمر معن بشور. واستعرضت الورقة مواقف ونجاحات المؤتمر، ومراحل تطور أدائه منذ التأسيس في العام 1990م، وما مثله من منطلق أساسي لكثير من المؤتمرات والمنظمات العربية والقومية في مقدمتها المؤتمر القومي الإسلامي والمنظمة العربية للترجمة, المنظمة العربية لمكافحة الفساد, وفكرة مؤسسة القدس وملتقى القدس الدولي في اسطنبول، وملتقى الحق الدولي الذي سيقام نهاية العام الجاري. ولفت بشور إلى بعض الإشكاليات في جوانب عمل المؤتمر، وقال:" نحن نطمع مع إخواننا في كل المؤتمرات والمنظمات العاملة في مجالنا أن نكون مرجعية عبر مواقف ومبادرات تحقق التطلعات في هذا النهج، وذلك لن يتم إلا حين يقوم كل عضو من أعضاء المؤتمر بدوره الفاعل في الدولة التي يوجد فيها". ولفت إلى إشكالية التمثيل في دورات المؤتمر من خلال الارتفاع المتزايد لأعضاء المؤتمر، والذي بلغ 700 عضو، وما يعانيه المؤتمر في المقابل من ضعف التمويل وقلة الدعم. وأكدت النقاشات في هذا الخصوص ضرورة العمل على رفد المؤتمر بدماء شابة، وإيلاء اهتمام خاص بالعنصر النسائي. وتضمنت المناقشات اقتراحات ورؤى لتفعيل المؤتمر والنهوض بدوره، وما يعول عليه في النهوض بالمشروع القومي العربي على جميع المستويات. سبأنت
أكد المشاركون في المؤتمر القومي العربي في ختام أعمال دورته الـ19 على ضرورة تبني مشروع نهضوي لاخراج الأمة العربية من حالة التردي الراهنة تشارك في صنعه كل القوى الوطنية والقومية والإسلامية واليسارية المؤمنة بوحدة الأمة والرافضة للاحتلال الأجنبي وللتبعية والتخلف والاستبداد. وأهاب المؤتمرون بكل النخب العربية ومراكز البحث الوطنية أن تضاعف من جهودها لصياغة نظرية للأمن القومي العربي وللتكامل السياسي والاقتصادي والخطوات العملية لانجازها واعتبروا المشروع الصهيوني المدعوم من قبل قوى الهيمنة الدولية مصدر التهديد الرئيس لأمن الأمة والمنطقة مشيرين إلى أن مقاومة هذا المشروع تشكل الحد الفاصل ومعيار الفرز الحقيقي بين مختلف القوى والنظم العربية. وحذر المؤتمرون في بيانهم الختامي من خطورة المخططات الداخلية والخارجية لاثارة الفتن بكل مستوياتها: عرقية, أوطائفية, أومذهبية, أوجهوية وإضعاف المجتمع المدني وتفكيك عوامل التماسك الوطنية والقومية في الأقطار العربية. وشددوا على كل القوى الحية في المجتمع والمؤسسات الرسمية والشعبية المعنية لبذل قصارى جهدها للمحافظة على اللغة العربية باعتبارها الوعاء الجامع للثقافة العربية والإسلامية والعمود الفقري للهوية القومية العربية والعمل على استعادة دورها في كل مجالات العلوم والثقافة.
وجاء في البيان " ان المؤتمر القومي العربي إذ يؤكد وقوفه إلى جانب كل عمل وحدوي في المغرب العربي وفي المشرق العربي ويدعو إلى تعزيز كل توجه وحدوي رسميا كان أم شعبيا يؤكد وقوفه وبحزم في مواجهة دعوات التقسيم والتفتيت التي تستنبتها القوى والنظم الغربية داخل مجتمعاتنا العربية بدعوى عرقية تارة, وطائفية تارة أخرى". وأعتبر أن مأزق المشروع الذي تتبناه قوى الهيمنة والاستعمار في تحقيق انتصار ناجز له في الوطن العربي جاء بفعل المقاومة العربية والاسلامية .. معلنا وقوفه الواضح إلى جانب النضال المشروع ضد الاحتلال في مختلف الأقطار الوطن العربي التي تعاني من الاحتلال. وأكد حرص المؤتمرين على إقامة أفضل علاقات التعاون مع دول الجوار العربي بالاخص إيران, تركيا, والعمق الافريقي على قاعدة المصالح والعوامل المشتركة دون أي تجاوز أو عدوان.
هذا وقد صدر في ختام أعمال الدورة الـ 19 للمؤتمر القومي العربي "إعلان صنعاء" والذي تضمن رؤية القوميين العرب تجاه مجمل الأحداث على الساحة العربية بخاصة في العراق, السودان, لبنان, الصومال, والعلاقة مع دول الجوار وكذا في محور الاعلام العربي . كما أطلق المؤتمرون نداء عاجلا باسم القوميين العرب يطالب بالانهاء الفوري لحصار غزة وفتح المعابر العربية - الفلسطينية وبشكل خاص معبر رفح وإمداد الأشقاء الفلسطينين المحاصرين بكل ما يحتاجونه من وقود وغذاء ودواء وكذا مناشدة كافة جماهير الأمة العربية والإسلامية وكل أحرار العالم للرفع من وتيرة دعم الأشقاء الفلسطينيين وخاصة في غزة والضغط من أجل إنقاذ الفلسطينين من جريمة الحصار. وتضمن النداء الدعوة إلى المقاطعة العربية الشاملة للكيان الصهيوني وإيقاف كافة اشكال التطبيع مع هذا الكيان الغاصب. ودعا المؤتمر كافة الفصائل الفلسطينية إلى حوار فوري من أجل الوحدة الوطنية على قاعدة المقاومة والتشبث بالثوابت الفلسطينية.