ندوة علمية عن دور المجتمعات المحلية في الحفاظ على المدن التاريخية -زبيد- الحديدة |
14/04/2009
برعاية رئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني انعقدت بمدينة زبيد التاريخية الخميس الماضي ندوة علمية عن دور المجتمعات المحلية في الحفاظ على المدن التاريخية نظمتها مؤسسة اليمن للثقافة والتراث بالتنسيق مع محافظة الحديدة ومكتب الهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية. الندوة التي حضر جلستها الختامية رئيس مجلس الشورى ونائب رئيس مجلس النواب ووزيرا الثقافة والمياه والبيئة ومحافظ الحديدة وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى ورئيس الهيئة العامة لحماية المدن التاريخية خلصت إلى جملة من التوصيات الهادفة إلى تسريع عملية إنقاذ المدينة وصونها وتنفيذ المشاريع المعتمدة لذلك واستكمال تنفيذ ما تضمنه قرار مجلس الوزراء رقم 437 لعام 2007م في هذا الصدد ومنها سرعة إصدار قانون الحفاظ على المدن التاريخية وإزالة المخالفات من الساحات العامة والحق والحمى العام في زبيد خلال فترة محددة ودعم مادة الياجور ومواد البناء التقليدية وتبني تنفيذ مشروع طارئ وعاجل لترميم وإنقاذ المعالم الأثرية وإعادة تأهيل المداخل الرئيسية للمدينة بما يجسد أصالة وقيمة وطابع وشكل موروثها المعماري والتزام الجهات المعنية بتنفيذ ما عليها من التزامات محددة في قرار رئيس مجلس الوزراء بشأن المعالجات اللازمة للحفاظ على المدينة والإجراءات المطلوبة من الجهات المعنية ودعم وتشجيع وإحياء الحرف والصناعات التقليدية وتفويض المجلس المحلي للمديرية بمتابعة إدخال الخدمات الأساسية إلى مدينة زبيد الجديدة ودعم القدرات المؤسسية لمكتب هيئة الحماية والحفاظ في المدينة.
وقد ناقش المشاركون في الندوة من الخبراء والمتخصصين والمهتمين ومسؤولي الجهات المعنية 9 أوراق عمل تمحورت جميعها حول مدينة زبيد التميز والتاريخ ووضعها الراهن ودور المجتمع المحلي في حمايتها هدفت جميعها إلى إعطاء دفعة جديدة لجهود الحفاظ على المدينة والتنبيه بوضعها الحرج حاليا في قائمة التراث المهدد بالخطر لمنظمة اليونسكو والتذكير بما قد يترتب على ذلك في المستقبل من عدم إمكانية إدراج مدن ومواقع يمنية أخرى متميزة في خريطة التراث العالمي الذي دخلته زبيد عام 1993م بعد جهود مضنية إلى جانب مدينة صنعاء القديمة وشبام حضرموت.
> رئيس مجلس الشورى الذي رعى الندوة وقام عقب وصوله مدينة زبيد بزيارة شملت الجامع الكبير ومكتبتها العامة وبواباتها التاريخية ومركزها الحرفي ومواقع تنفيذ مشروعات الرصف التي يجري تنفيذها ووصف زبيد في كلمته خلال الجلسة الختامية للندوة بأنها مدينة استثنائية علمية وفريدة في مضمونها وهندستها المعمارية وأدوارها البارزة في إثراء سجل الإنسانية.
وأضاف قائلاً: كانت زبيد وستظل من حواضر اليمنية العظيمة ومستودع الخير التي تفخر بأن جامعتها العلمية الاشاعر ثالث أقدم مسجد في اليمن وخامس أقدم مسجد في العالم.
وأشار إلى أن زبيد تميزت عن سائر مدن العلم الأخرى بما استحدثته وهيأته من إمكانيات لخدمة العلماء وطلاب العلم والذي حفز المئات من طلاب العلم والباحثين للقدوم إليها وخلق منها بيئة علمية مزدهرة ألفت ذخائر المصنفات في شتى مجالات العلم والمعرفة الإنسانية.
ولفت رئيس مجلس الشورى إلى أن اهتمام الدولة بمدينة زبيد وصل ذروته في الوقت الراهن حيث تم رصد نحو 15 مليون دولار لإنفاذ مشروع تنمية المدن التاريخية في زبيد والذي يقوم بتنفيذه الصندوق الاجتماعي للتنمية ومشروع الأشغال العامة بدعم من المانحين.
ودعا واجهة المجتمع في زبيد من علماء واعيان ومسؤلين محليين ومثقفين إلى الوعي والتوعية بالأهمية الاستثنائية للمدينة والمساعدة في إنجاح خطط الدولة لتأهيل المدينة واستعادة ملامحها والإيفاء باستحقاقات ومتطلبات ومعايير إبقائها مدينة للتراث العالمي.
وقال: لم يعد من الممكن استمرار المخالفات والترميم العشوائي أو استحداث مبان عامة جديدة في الساحات العامة وحمى المدينة في ظل وجود خيارات وبدائل ومعالجات تكفل مصالح السكان وتحقق أهداف الحفاظ على المدينة.
وأشار رئيس مجلس الشورى إلى أن زبيد وصنعاء القديمة وشبام حضرموت ستكون محل عناية مجلس الشورى في الفترة المقبلة لاستعراض ومناقشة واقعها.
المدينة تنتظر الكثير من العمل والجد
> وفيما أكد محافظ محافظة الحديدة- أحمد سالم الجبلي على أن توجيهات القيادة السياسية ممثله بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية تقضي بضرورة توفير الإمكانيات للنهوض بواقع مدينة زبيد والحفاظ عليها لتبقى واحدة من أهم المدن التاريخية اليمنية ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي.
أشار إلى أن المدينة تنتظر الكثير قولاً وفعلاً عملاً وجداً لبناء غد مشرق ومستقبل أفضل لأبنائها.
مستعرضاً ما تم إنجازه من خطوات جيدة للحفاظ على المدينة ومنها إنجاز مخططات 6 وحدات جوار لمدينة زبيد الجديدة ستساهم في تخفيف الضغط على المدينة القديمة وتوفير بدائل لمن يريد البناء الحديث واعتماد 280 مليون ريال لسفلتة وشق شوارع وحدة الجوار الأولى التي طبق مخططها على الواقع.
وأضاف أن مشروع رصف 20 ألف متر مربع من ساحات وأزقة وشوارع المدينة قد بدأ العمل فيه من 250 ألف متر مربع تمثل إجمالي المساحة الكلية مع إحلال جزء من شبكة توزيع الكهرباء الهوائية المتهالكة بالمدينة بكابلات أرضية بتكلفة 500 ألف دولار ضمن مشروع الإحلال الذي ينفذه الصندوق الاجتماعي للتنمية وتبلغ قيمته الإجمالية 4.5 مليون دولار.
وأوضح المحافظ أنه يتوجب على الهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية وبالتعاون مع مؤسسة الدعم الفني (GTZ) وضع وتعميم إجراءات لمعالجة التشوهات والتعويضات بآليات قابلة للتنفيذ ووفقاً لمبدأ لا ضرر ولا ضرار.
وأوضح المحافظ بأنه سيتم استكمال الإجراءات القانونية بالتنسيق مع الجهات القضائية والأمنية حيال مخالفات البناء والتشوهات العمرانية التي تم حصرها.
منوهاً إلى أولويات متطلبات العمل الإنقاذي للمدينة تتطلب بعض الجهود للتغلب عليها ومنها توفير محارق للياجور ومواد البناء التقليدية داخل المدينة بأسعار في متناول المواطنين واعتماد مخصصات مالية لتنفيذ خدمات الكهرباء والمياه والصرف الصحي لمدينة زبيد الجديدة وإيجاد كيان اقتصادي يشارك فيه المجلس المحلي للمحافظة والمديرية ووزارة الثقافة والتعاون الدولي والجهات المانحة والداعمة وكل الخيرين لتحريك الحياة الاقتصادية داخل المدينة وتحسين الوضع المعيشي للسكان.
الثورة نت
جميع الحقوق محفوظة للمركز الوطني للمعلومات - اليمن |