البيان الصادر عن الاجتماع المشترك لمجلسي النواب والشورى حول جريمة اغتيال الشيخ أحمد ياسين |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى ((من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا))
صدق الله العظيم.
في ظل تعاظم مشاعر الحزن العميق وتفاقم الآلام المريرة لدى كل أبناء شعبنا وأمتنا والإنسانية جمعاء. وقف الاجتماع المشترك لمجلسي النواب والشورى أمام خبث وقسوة الجريمة الصهيونية النكراء التي اقترفتها عن سبق إصرار وترصد العصابة المتوحشة من محترفي جرائم القتل والاغتيال والإبادة بقيادة السفاح الصهيوني الخطير المدعو شارون وذلك بإزهاق الروح الإنسانية الطاهرة للشيخ العظيم المجاهد الشهيد/ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وأرواح الشهداء الذي كانوا معه فجر يوم الاثنين في جريمة بشعة روعت الضمير الإنساني كله، وأدمت قلوب محل الأحرار في العالم في شتى الشعوب والأمم الذين استنكروا وأدانوا هذا العمل الوحشي الغادر الجبان الذي فضح الصورة المقيتة والبغيضة لإرهاب الدولة العنصرية الغاشمة إسرائيل والتي لا تقيم أي اعتبار للحرمات في كافة الشرائع السماوية والتشريعات الإنسانية والقوانين الدولية المرعية.
إن الاجتماع المشترك لمجلسي النواب والشورى إذ يدين بصورة مطلقة وحاسمة هذا العمل الإجرامي الغادر والغاشم من قبل الكيان الصهيوني العنصري المتمادي في ارتكاب الجرائم الوحشية تجاه الشعب الفلسطيني الأعزل ورموزه الوطنية وهي جرائم تهدف للمزيد من إنتاج الحقد وتسعير روح العداء والبغضاء وتدمير كل جهود ومساعي البحث عن السلام والأمن والاستقرار في المنطقة- ليطالب باتخاذ كافة المواقف والإجراءات الكفيلة للتصدي لهذا التمادي الصهيوني الإسرائيلي السافر والبغيض والوقوف بكل الإمكانيات والقدرات مع الشعب الفلسطيني في مواجهة العدو الصهيوني وسياسة الإبادة العنصرية المفضوحة التي صارت وصمة عار في جبين البشرية المهانة ممثلة في الشرعية الدولية المنتهكة والمكبلة بأغلال الرضوخ للمخططات الصهيونية المدمرة للأمن والاستقرار في العالم كله.
إن العالم ممثلاً في كل دولة من دوله وفي المقدمة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وهو يعايش عن كثب الحقائق الدامية لجرائم إسرائيل والصهيونية العالمية مطالب أكثر من أي وقت بأن يحدد موقفاً مبدئياً شجاعاً تجاه كل أعمال الغدر والعدوان التي تستهدف الإنسان المكافح من أجل الوصول إلى حقوقه ونيل حريته واستقلاله في فلسطين والعراق وفي كل أرجاء عالمنا الصغير والتصدي لإرهاب الدولة باعتباره أخطر صور وأشكال الإرهاب التي شهدتها البشرية، كما صار يمثلها الكيان الصهيوني، كما يطالب الاجتماع المشترك كافة دول العالم وشعوبه باعتبار يوم الثاني والعشرين من مارس من كل عام يوم الشهيد من أجل الحرية والعدل ويوم إدانة جرائم الاغتيال والإرهاب.
إن الاجتماع المشترك إذ يشدد على كل ما تضمنته البيانات الصادرة عن مجلس النواب ومجلس الشورى والبيان الصادر عن الحكومة يوم أمس في هذا الصدد.. ليؤكد مجدداً على مايلي:
إن إرهاب الدولة العنصرية الذي يمارسه الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني والأمة العربية هو من أخطر أشكال الإرهاب الذي يتوجب على العالم كله أن يواجهه ويتصدى له ويضع حداً له لأنه موجه في الأساس ضد إرادة السلام ويحبط ويعطل كل الجهود الرامية إلى تحقيقه وهو تهديد مباشر لأمن واستقرار المنطقة والعالم.
إن سياسة القتل والاغتيال التي تمارسها إسرائيل إنما هي تحد لكل الشرائع والقوانين وانتهاك لمقررات الشرعية الدولية التي يتعين أن تبادر الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى سرعة التصدي لها والوقوف ضدها حتى لا تتفاقم الأعمال المهددة بل والعاصفة بكل جهود وتطلعات السلام.
إن الاجتماع المشترك يهيب بجماهير الشعب الفلسطيني وقياداته وفصائله المختلفة الوقوف صفاً واحداً في مواجهة هذه الهجمة الصهيونية وتعزيز مقاومة الاحتلال بكافة الوسائل المتاحة وترسيخ الوحدة الوطنية الفلسطينية.
يهيب الاجتماع المشترك بجماهير الأمة العربية والإسلامية وكافة شعوب العالم وهيئاته ومنظماته الدولية ويطالبها بإدانة هذا الفعل الإجرامي والإرهابي الذي نفذ بإشراف مباشر من قبل مجرم الحرب رئيس وزراء الكيان الصهيوني شارون.
يطالب الاجتماع المشترك الدول العربية والإسلامية التي لها علاقات مباشرة وغير مباشرة مع الكيان الصهيوني بإعادة النظر في هذه العلاقات.
يدعو الاجتماع المشترك المجتمع الدولي وعلى رأسه مجلس الأمن إلى إثبات مصداقيته في مكافحة الإرهاب وأن يكون لهم موقف جاد تجاه الإرهاب الصهيوني، ويحمل الإدارة الأمريكية المسئولية الكاملة عن الأعمال الإرهابية التي يقوم بها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني باعتبارها الحليف الاستراتيجي والداعم الأول لذلك الكيان.
إن الاجتماع المشترك لمجلسي النواب والشورى وهو يقف أمام هذا العمل الإرهابي ليدعو الإتحاد البرلماني العربي والإتحاد البرلماني الإسلامي لإقامة فعاليات استنكار وإدانة لهذه الجريمة الشنعاء والتضامن مع الشعب العربي الفلسطيني في نضاله المشروع والعادل.
وختاماً لا بد أن نتذكر ونتأمل المعنى القيمي العميق في سيرة المخلصين الشهداء من أبناء هذه الأمة الذين يهبون أرواحهم في سبيل العزة والكرامة والإباء.. طوبى للشهيد العظيم الشيخ احمد ياسين المكانة العالية والمرموقة التي وثب إليها في جنات الخلد وفي أعلى عليين، وطوبي لكل الشهداء الأبرار الذي مهدوا السبيل، ليكونوا شعل الحرية التي تبقى متوقدة الإشراق والسطوع في حياة أمتنا كما في الحياة البشرية هديا لها وإرشادا لسبيلها نحو إحقاق الحق وإزهاق الباطل وتحقيق العدل والأمن والسلام والاستقرار على كوكب الأرض.
صادر عن الاجتماع المشترك لمجلسي النواب والشورى- صنعاء
بتاريخ 2/ صفر/ 1425هـ
الموافق 23/3/2004م
جميع الحقوق محفوظة للمركز الوطني للمعلومات - اليمن |