البيان المشترك الصادر عن الدورة الثانية للمجلس اليمني الأعلى في نهاية اختتام أعمالها والتي عقدت في الفترة من 15/ 2/ 1984 - 17 /2/ 1984م |
في ظل الجهود التي تبذلها قيادتا شطري الوطن لإعادة وحدة الوطن اليمني عقد المجلس اليمني الأعلى دورته الثانية في مدينة عدن في الفترة من 15/ 2/ 1984م إلى 17 /2/ 1984م برئاسة الأخوين علي ناصر محمد الأمين العام للجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني رئيس هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى رئيس مجلس الوزراء والعقيد/علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية القائد العام للقوات المسلحة الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام وقد ساد اجتماعات المجلس أجواء المودة الأخوية والشعور بالمسؤولية الوطنية والتاريخية تجاه أهم قضايا شعبنا وفي مقدمتها قضية الوحدة اليمنية والمحافظة على استقلال الوطن اليمني الواحد أرضاً وشعباً وتعزيز استقراره وتحقيق رفاهيته .
وقد اطلع الرئيسان على التقرير المقدم إليهما من سكرتارية المجلس اليمني الأعلى والذي احتوى على ما تم إنجازه منذ انعقاد الدورة الأولى للمجلس في مختلف مجالات التنسيق والتعاون بين الشطرين سواء من خلال اللجان المشتركة او من خلال التعاون المباشر بين المؤسسات والوزارات والأجهزة المركزية الأخرى في الشطرين .. وقد صادق المجلس اليمني على التوصيات التي قدمتها السكرتارية في تقريرها وكلفها بمتابعة التنفيذ .
كما استعرضا الوضع العربي الراهن على ضوء التطورات الأخيرة التي شهدتها الساحة العربية والوضع الدولي وخاصة ما يهم شطري الوطن ..
وقد أولى الرئيسان اهتماماً كبيراً لما تحقق من خطوات على طريق تنفيذ اتفاقيات الوحدة وخاصة ما تم الاتفاق عليه في الدورة الأولى للمجلس اليمني الأعلى وفي هذا الصدد عبرا عن ارتياحهما للخطوات العملية التي اتخذت لتسهيل انتقال المواطنين بين شطري الوطن بالبطاقة الشخصية وفي هذا الصدد يحث الرئيسان الجهات المختصة على ضرورة الاستمرار في الدفع بهذه العملية إلى مداها الأقصى حتى تتوفر كافة التسهيلات لانتقال المواطنين بين شطري الوطن بصورة عادية
كما عبرا الرئيسان عن رضاهما للخطوات التي تتخذ على صعيد تطوير نشاط الشركات المشتركة وما حققه هذا النشاط من إنجازات سيكون لها أثرها الإيجابي في خدمة التطور الاقتصادي لشطري الوطن وفي هذا الصدد يحث الرئيسان كافة الأجهزة ذات العلاقة على العمل في سبيل الدفع بالتنسيق والتعاون ليشمل الحياة الاقتصادية في الشطرين بما يضمن تحقيق التكامل في الخطط والمشاريع الاقتصادية التنموية في شطري الوطن ويؤكد الرئيسان على أهمية شمول التنسيق في ميدان الأبحاث والدراسات العلمية والتقنية في مجال البحث عن المعادن والثروات الطبيعية في شطري الوطن .
وعند استعراضهما لمجالات التنسيق على صعيد السياسة الخارجية عبر الرئيسان عن ارتياحهما للتطور الذي يشهده التنسيق في هذا المجال بين الشطرين .
وعند استعراض الرئيسين للوضع العربي أكدا على ما سبق أن دعيا إليه في مناسبات مختلفة، وهو أن العودة إلى التضامن العربي المعادي للصهيونية والإمبريالية أصبحت ضرورية وملحة لارتباطها بمصير الأمة العربية، ذلك أن التمزق الذي تعاني منه لا يقل في خطورته عن التحديات والمؤامرات التي يحيكها أعداؤها ، فتوحيد الجهود وتوجيه الموارد والإمكانيات التي تمتلكها الأمة العربية في خدمة قضاياها والارتفاع إلى مستوى المسؤولية التي تقع على قادتها والالتزام بالمواثيق والمعاهدات في إطار الجامعة العربية وقرارات القمم العربية في مواجهة أعدائها هو المخرج الوحيد من حالة التفكك والانهيار التي تعيشه وبما يمكنها من مجابهة المؤامرات التي تحاك ضد الأمة العربية والإسلامية .
وفيما يخص القضية الفلسطينية أكد الرئيسان على أهمية وحدة العمل الفلسطيني بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في هذه المرحلة التي يمر بها الشعب الفلسطيني وفي هذا السياق يؤكد الرئيسان على أهمية احترام استقلالية ووحدة القرار الفلسطيني المعبر عن تطلعات الشعب الفلسطيني ومن خلال المجلس الوطني الفلسطيني مؤكدين دعوتهما لكافة الفصائل إلى نبذ الخلافات والحرص على وحدة العمل الفلسطيني كما يؤكدان على استمرار موقف اليمن المبدئي والثابت في نصرة نضال الشعب الفلسطيني في سبيل استرجاع كافة حقوقه بما فيها حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على الأرض الفلسطينية بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية .
وأعرب الرئيسان عن تأييدهما المطلق لسوريا الشقيقة في صمودها أمام المؤامرات العدوانية الصهيونية والإمبريالية.
وعند استعراض الرئيسين للتطورات في لبنان جددا التأكيد على أهمية الوحدة الوطنية اللبنانية باعتبارها الأساس في الحفاظ على الكيان اللبناني وسيادته وعروبته، وعبرا عن إدانتهما لاستمرار الاحتلال الصهيوني المدعوم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية للأراضي اللبنانية وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي ودون شروط، كما أشاد الرئيسان بمقاومة الشعب اللبناني ضد الاحتلال الإسرائيلي ، وعبرا عن إدانتهما للقصف العسكري الذي تقوم به القوات الأمريكية في لبنان .
وباستعراضها للحرب العراقية الإيرانية عبر الرئيسان عن أسفهما الشديد لاستمرار هذه الحرب وأكدا على ضرورة إنهاء هذه الحرب وتسوية الخلافات بين البلدين بالوسائل السلمية .
ويؤكد الرئيسان على أهمية الحفاظ على البحر الأحمر والمحيط الهندي كمنطقة سلام وأمن خالية من القواعد العسكرية الأجنبية .
وحول الوضع في القرن الإفريقي أكد الرئيسان على ضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار في هذه المنطقة وتسوية أية خلافات فيها بالطرق السلمية .
وأعرب الرئيسان عن استمرار تمسكهما بسياسة عدم الانحياز وتأييدهما لكافة الجهود التي تبذل في سبيل تقوية حركة عدم الانحياز وشمول دورها كافة المجالات الدولية خاصة في ميدان الحفاظ على السلام الدولي وتخفيف حدة التوتر التي تعيشها العلاقات الدولية في هذه الفترة وفي إقامة نظام دولي اقتصادي وإعلامي عادل ومنصف يفي بحماية حق الشعوب في استثمار مواردها والاستفادة من خيراتها ويهيئ لها سبل امتلاك التكنولوجيا الحديثة وتحقيق التبادل الحر المتكافئ للمعلومات ترسيخاً لمفاهيم التعاون والتعايش السلمي وبما يكفل الاحترام المتبادل .
ويعبر الرئيسان عن بالغ ارتياحهما لما تحقق خلال هذه الدورة من إنجازات على صعيد إعادة وحدة شطري الوطن مؤكدين على استمرار بذل جهودهما في سبيل التعجيل بإعادة وحدة الوطن اليمني أمل جماهير شعبنا اليمني العظيم ومحط تطلعاته .
وقد عبر الرئيسان عن شكرهما للجنة الوزارية ولسكرتارية المجلس لما قامتا به من جهود منذ انعقاد الدورة الأولى للمجلس في متابعة مختلف جوانب التعاون والتنسيق بين الشطرين ويحثان على ضرورة استمرار السكرتارية في تصعيد نشاطها خدمة للأهداف التي أنشئ من اجلها المجلس اليمني الأعلى .
وقد اتفق الرئيسان على أن يعقد المجلس اليمني الأعلى دورته الثالثة في صنعاء .
جميع الحقوق محفوظة للمركز الوطني للمعلومات - اليمن |