27/03/2025 اليوم الوطني للصمود.. اليمن يصنع تاريخه بإرادة لا تقهر
السماء التي كانت تمطر قنابل، تحولت إلى سماء تمطر عزيمة، والأرض التي أرادوا أن يجعلوها رمادا، أصبحت تنبت صمودا، والشعب الذي ظنوا أنهم سيركعونه، أصبح منارة لكل من أراد أن يعرف معنى العزة، ليصبح اليوم الوطني للصمود ليس مجرد محطة زمنية، بل شهادة على أن الأوطان لا تسقط ما دام فيها رجال يحملون قلوبا تنبض بالحرية. في السادس والعشرين من مارس، لا يقف اليمن عند حدود جغرافية لذكرى احتفالية، بل هي روح تتجسد في كل مدينة وقرية، في كل جبل وسهل، حيثما نظرت تجد قصة صمود تحكى، وملحمة نضال تسطر، وعينا لا تنطفئ منها جذوة التحدي. عندما بدأ العدوان قبل عشر سنوات، كان الرهان على أن الشعب اليمني سينهار تحت القصف، الحصار، والتجويع، لكن اليمنيين لم يكونوا ورقة في مكاتب الساسة الدوليين، ولا مجرد أرقام في تقارير استخباراتية، بل كانوا شعبا قرر أن يجعل من العدوان نقطة تحول، لا محطة انهيار، كانوا يقولون: إنها مسألة أيام"، ثم أصبحت أسابيع، ثم شهورا، ثم سنوات. بينما كانت العواصم تتآمر، كانت القرى اليمنية تبني، والمدن تبعث من تحت الركام، والمدارس تفتح أبوابها، والمصانع تنهض، والجبهات تشتعل عزيمة، لم يكن الصمود شعارا في خطابات، بل كان رغيف خبز يصنع رغم الجوع، وكتاب يفتح رغم الحصار، وسلاح يطور رغم التحديات. عندما سقطت أول قنبلة، لم يكن الرد بيان استنكار، بل كان قرارا بأن هذا العدوان لن بمر دون ثمن، وأن اليد التي امتدت لتدمير اليمن ستقطع مهما طال الزمن، فبينما كان العالم يتفرج، كان الشعب اليمني يصنع تاريخه، بلا دعم، بلا مؤتمرات مانحين، بلا إعلام عالمي يواسيه، بل بصبر لم يعرف مثيله، وإصرار لم تشهده المعارك الحديثة. الصمود اليمني لم يكن يمنيا فقط، بل كان امتدادا لمشروع أمة، فلسطين كانت في القلب، لم تكن مجرد قضية يتحدثون عنها في بيانات، بل كانت معركة يخوضها اليمن عمليا، حين اشتعلت غزة تحت القصف، لم يكن الرد اليمني مجرد خطابات تضامن، بل طائرات ومسيرات، وسفنا تعلن أن اليمن لم يعد دولة محاصرة، بل بات لاعبا في موازين القوى. معركة البحار كانت امتدادا لهذا الصمود، حيث أدرك العالم أن اليمن ليس جزيرة معزولة، بل دولة تعيد رسم خرائط الجغرافيا السياسية، من مضيق باب المندب إلى البحر الأحمر وبحر العرب، حيث لم يعد بإمكان أحد تجاهل الصوت الذي كان يراد له أن يخنق لكنه أصبح زئيرا يصل إلى ما هو أبعد من حدوده. في المصانع التي لم تتوقف، وفي المزارع التي لم تذبل، والأسواق التي لم تغلق، كان هناك صمود آخر، كسر الحصار، وحول الأزمات إلى فرص، وجعل الاستقلال الاقتصادي هدفا، ليس ترفا، وكان الإنتاج المحلي يرتفع، والاعتماد على الذات يتجذر، والشعب يتعلم أن قوته ليست في الموارد فقط، بل في إرادته. على جبهة التعليم، كانت الفصول مفتوحة رغم كل شيء، والأجيال تتعلم أن المعرفة سلاح لا يقل عن البنادق، وأن الفكر المستقل هو جدار الصد الأول أمام محاولات غزو العقول قبل الأوطان، لم يكن الطلاب يحملون دفاترهم فقط، كانوا يحملون فكرة أن المستقبل يصنع، لا يوهب، وأنهم الجيل الذي سيكمل مسيرة البناء.
|
26/03/2025 نص المحاضرة الرمضانية الـ24 للسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي 1446هـ
نص المحاضرة الرمضانية الـ 24 لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، 26 رمضان 1446هـ 26 مارس 2025م: أَعُـوْذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين. الَّلهُمَّ اهْدِنَا، وَتَقَبَّل مِنَّا، إنَّكَ أنتَ السَّمِيعُ العَلِيم، وَتُبْ عَليَنَا، إنَّكَ أنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمْ.
|
| | |