بدء أعمال الملتقى الخامس للعلماء والدعاة لإقرار ميثاق العمل الدعوي والإرشادي ودعم مخرجات الحوار الوطني |
|
بدأت بصنعاء اليوم أعمال الملتقى الخامس للعلماء والدعاة لإقرار ميثاق العمل الدعوي والإرشادي ودعم مخرجات الحوار الوطني.
يهدف الملتقى على مدى يومين بمشاركة أكثر من 200 مشارك ومشاركة من العلماء والدعاة والمرشدين والمرشدات يمثلون مختلف محافظات الجمهورية والتوجهات والمشارب على الساحة الوطنية، إلى إقرار ميثاق العمل الدعوي والإرشادي بشكل نهائي كوثيقة جامعة لكل أطياف وتوجهات العمل الدعوي والإرشادي في الجمهورية وترسيخ مبادئ الولاء وقيم ومعاني الوحدة الوطنية ودعم التوافق للوصول إلى كلمة سواء وتجسيد ثقافة المحبة والوئام والوسطية والاعتدال ونبذ ثقافة الكراهية والتعصب والفرقة والصراع وتوظيف الرسالة الدعوية والإرشادية في خدمة القضايا الوطنية ومواجهة دعوات التطرف والإرهاب.
كما يهدف الملتقى إلى دعم التوجهات الوطنية في إرساء دعائم الأمن والاستقرار والحفاظ على المصالح والمكتسبات الوطنية وتفعيل دور الإرشاد النسوي بما يحقق رفع مستوى الوعي بالقضايا الوطنية في الأوساط النسائية.
في افتتاح الملتقى الذي حضره وزراء الإعلام والشباب والرياضة والعدل والتعليم العالي والبحث العلمي والأوقاف والإرشاد دعا النائب الثاني لمؤتمر الحوار الوطني ياسر الرعيني الجميع إلى أن يتحملوا دورهم في هذه الفترة الحاسمة من تاريخ اليمن بعد أن خرج الشعب اليمني بوثيقة الحوار التي تؤسس لبناء يمن جديد يقوم على العدالة والمواطنة المتساوية .
وأشار إلى أن مؤتمر الحوار قام على أسس ومبادئ الشمول ووضع الحلول لكل القضايا الوطنية وفي مقدمتها قضيتا الجنوب وصعدة ورسم صورة كاملة الملامح والتفاصيل لمستقبل اليمن. منوهاً إلى أن جميع فئات الشعب شاركت في مؤتمر الحوار من خلال أكثر من 3 ألاف فعالية في كل محافظات الجمهورية إلى جانب نزول ميداني لمختلف المحافظات وتم استيعاب جميع الآراء والأفكار والوثائق إلى جانب الشفافية في عمل المؤتمر والتي تابعها كل أبناء الوطن بصورة مباشرة.
وأكد أن المؤتمر خرج بنتائج حقيقية وضمانات لتنفيذ المخرجات ولجنة لصياغة الدستور وتم تجاوز كل التحديات وتحديد خارطة طريق وأدوات للتنفيذ حيث يجب أن يشارك الجميع في تنفيذ هذه المخرجات وصناعة المستقبل الجديد.
وأعرب الرعيني عن الشكر والتقدير لوزارة الأوقاف والإرشاد وجهودها في تنظيم العديد من الملتقيات التي شكلت حافزا كبيرا للحوار الوطني وللمجتمع بشكل عام .
من جانبه أكد وزير الأوقاف والإرشاد حمود محمد عباد أن الملتقى يمثل رسالة حق وإخاء وكلمة صدق ومحبة لأهل العلم المخلصين وتجسيدا لدعوة الخير ودفع الشر وغرس بذور المحبة واستنهاض عوامل البناء من أجل الوطن وعزته .
وأشار إلى ما تمثله المرحلة الحالية في حياة الشعب اليمني من نقطة تحول تاريخي يجب أن يتحمل الجميع وفي مقدمتهم العلماء والدعاة مهمات عظيمة وجسيمة ومسؤلية أمام الله تعالى والشعب لإرساء السلام وتعميق الوئام وتحقيق نتائج مؤتمر الحوار الوطني وتجسيدها في الواقع أعمالا ومشاريع تعمق الوحدة والأخوة وتقضي على مخاطر التعصب المذهبي والفئوي .
ولفت الوزير عباد إلى أهمية قيام العلماء بشحذ الهمم ووضع جميع أبناء الشعب أمام ما يجب فعله لتجسيد مخرجات الحوار الوطني لتصبح قيما وإنجازات لبناء وطن يستظل في رحابه الجميع أحرارا تتعزز فيما بينهم علاقات الوئام والسلام ويساندون القيادة السياسية التي تقود الوطن إلى رحاب الإنجازات الصادقة والشراكة الوطنية والمواطنة المتساوية في رحاب الدستور والقوانين بمرجعيتها الإسلامية المجسدة للطموحات الوطنية.
ودعا وزير الأوقاف والإرشاد العلماء والمرشدين إلى استغلال المساجد والدروس والنصائح والنشاط الدعوي ووسائل الإعلام والاتصال إلى أداء رسالتهم لإصلاح الواقع وعكس صدق نواياهم ومساعيهم بالاستناد على هدي الله ورسوله وتجسيد الرحمة والأخلاق الكريمة في تأليف القلوب .
وأوضح أن من واجب الدعاة دفع الأفكار المخالفة بما هو أحسن ومواجهة المناكفات بما هو أصدق للأخوة وفقا لمقتضيات الهدي الرباني .. مبينا أن ميثاق العمل الدعوي يجب أن يمثل عهدا للمحبة وجمع الشمل وتوحيد الصف في الخطاب الدعوي لأن مجال دعوة العلماء هو الحياة ومضمون رسالتهم هدي النبوة الذي يصرف الخلاف ويدفع الشقاق ويخدم العباد ويرسخ الوحدة ويدعو للاعتصام ويحذر من التباعد والخصام .
وناشد وزير الأوقاف والإرشاد العلماء والدعاة أن يجعلوا هذا الملتقى مناسبة وضاءة ومحطة لمزيد من الإخاء والتواصل بلغة الألفة وبما يحقق ويخدم مصالح البلاد.
فيما أشاد الشيخ عبد الرحمن باعباد في كلمة المشاركين بالجهود التي عملت على جمع العلماء على كلمة سواء ليقوموا بدورهم انطلاقا من الكتاب والسنة وسعة أخلاقهم وصدورهم.
سائلا الله تعالى أن يوفق الجميع للمشاركة في بناء هذه المرحلة التي يجب أن تكون طريقا إلى بر الأمان والرخاء والأخوة يظهر فيها النفس اليماني وتتجسد فيها الحكمة اليمانية.
وقال " إن المنابر يجب أن تكون للحب والسلام وسمو النظر والمعالجة والطرح وإرادة الخير، وأن هذا الملتقى يجب أن يكون له دور وأثر طيب وملموس لا يلمح وجها ولا يقبح وجها آخر فالعلماء أصحاب أبوة وأخوة لجميع الناس بل للإنسانية جمعاء ".
وأضاف" يجب أن يكون لقاءنا دعوة لا تتكئ جراحا فدورنا أن نحفظ الدماء ونزيل الضبابية التي أصابت القلوب والعقول في الفترة الماضية" ..داعيا إلى إعطاء العلماء مساحة ليكون لهم أثرا في الحياة وجمع الكلمة .
كما دعا إلى توحيد المرجعيات المختلفة للعلماء وأن تكون للمنابر أمانتها ومحاسبة من يجعلها تؤول إلى واقع لا يرضاه الله ورسوله ، كما يجب على الخطاب الدعوي أن يبعث الطمأنينة في الواقع يقيم أسس صادقة للشراكة والوحدة .
ولفت إلى أهمية أن تكون وسائل الإعلام وسائل للعفة وأقلام الصحافة والإعلام أقلام رحمة في ظل النوايا الصادقة التي لا ينقصها إلا التكاتف وإغلاق التحريش الإعلامي.
فيما أشارت هدى اليافعي في كلمتها عن المشاركات إلى أهمية الميثاق الذي يجب أن يخرج بها الملتقى بما يجسد ويخدم ويسند مخرجات الحوار الوطني الذي كان سببا في حقن دماء اليمنيين ويجب المحافظة عليه حتى يخرج الوطن إلى بر الأمان .
وعبرت عن أملها في أن يكمل هذا الملتقى وثيقة مؤتمر الحوار وأن تستمر مسيرة الحوار حتى يتحقق للوطن كل ما يصبو إليه وأن يساهم الجميع لما فيه خير الوطن ومصلحة الأمة.
بعد ذلك بدأت أعمال الملتقى بعقد الجلسة الأولى وورشة عمل حول دور العلماء والدعاة في دعم مخرجات الحوار الوطن من خلال الأدوار الدعوية والإرشادية والتربوي والاجتماعية والسياسية والإعلامية إلى جانب الدور الأمني والاقتصادي ودور الإرشاد النسوي .
كما يتضمن الملتقى برنامج ثقافي يشمل العديد من الأمسيات الثقافية والنقاشية حول الاختلاف والوصول إلى كلمة سواء والرؤية الإسلامية لأمن واستقرار الأوطان ، والوحدة والتلاحم وثقافة المحبة والتسامح.
حضر الافتتاح عدد وكلاء وزارة الأوقاف والإرشاد والسفير المصري بصنعاء .
سبأنت
جميع الحقوق محفوظة للمركز الوطني للمعلومات - اليمن |