أكد حسن احمد اللوزي - وزير الإعلام على اهمية الانعقاد الدوري لاجتماعات وزراء إعلام دول منظمة المؤتمر الإسلامي ولجنة المتابعة الوزارية بما يضمن بقاء الإعلام الإسلامي في قلب الأحداث مواكبا لمجرياتها.
واعرب الوزير في كلمة اليمن امام المشاركين في الدورة السابعة للمؤتمر الاسلامي لوزراء اعلام منظمة المؤتمر الاسلامي مساء اليوم في جدة - عن تطلع بلادنا إلى خروج الاجتماعات بالاتفاق و الالتزام بدورية انعقاد هذا المؤتمر لمواجهة مسئولياتنا المباشرة في العمل الإعلامي الإسلامي وتنمية قدراتنا لخوض تحديات العولمة وحوار الثقافات .
وقال : إننا لا يمكن أن ننظر نظرةً هامشية إلى الإعلام و إلى دور وسائل الإعلام ..فالعمل الاعلامي الاسلامي لابد ان يكون في عمق الأحداث مستشرفاً لها مبشراً بها كما يجب ان يعبر عن رؤية موحدة ومتجددة لقياداته وان يكون قادراً على بلورة رأي عامٍ إسلامي مستنير بصورةٍ متواصلة مع جريان الأحداث بسرعةٍ هائلة .
واضاف وزير الاعلام ان مشاركة الجمهورية اليمنية تأتي تأكيداً لالتزامها بواجبات المسئولية التي تتحملها ضمن إطار منظمة المؤتمر الإسلامي و حرصها على خروج مؤتمراتها بقرارات إيجابية مجمع عليها وصولا إلى رؤية إسلامية موحدة ومواقف تخدم أمتنا الإسلامية في هذا الحقل الخطير /الإعلام / بكل ما يعنيه من قوة الفعل والتأثير وقوة التغيير في خدمة كافة القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية .
وقال حسن احمد اللوزي أن اهميته بالنسبة للرأي العام العالمي متعددة ومتنوعة بحسب أشكال ومحتوى الرسالات التي توجه للداخل أو للمحيط الإسلام أو للآخر في العالم من حولنا ولا شك أن هناك تصورات في الخطط المقرة من قبل مؤتمرنا وفي الوثيقة العشرية والمبادىء الاعلامية التي تضمنتها غير أن قصور أداء الأدوات يبقى المشكلة الكبيرة.
وطالب حسن احمد اللوزري وزير الاعلام كافة الوسائل الإعلامية الإسلامية بتفعيل العمل الإعلامي الإسلامي و توزيع أدوار العمل في كافة الميادين الخارجية من أجل تنفيذ ما تضمنته الخطط الاعلامية من أهداف وما رسمته من غايات عبر كافة الوسائل الإعلامية وبخاصةٍ القنوات الفضائية والصحافة الإلكترونية والإذاعات .
وقال : لدى أمتنا من القدرات والإمكانيات بل و من الإيمان برسالةٍ إنسانية وحضاريةٍ واضحةٍ ودقيقة ما يحفزنا ويوجب علينا أن نتجاوز ما نحن فيه من ضعف وتمزق في التنسيق والأداء.
اضاف وزير الاعلام : نحن بحاجةٍ للإعلام الإسلامي المحلي في تعزيز الصلات وخدمة القيم الإسلامية وشرح تعاليم الدين الحنيف وان يكون التعاون في هذا المجال واسعاً متعدداً ولا تحجبه العوائق ولكن علينا الاحتراس من كل أشكال العمل الإعلامي الذي يؤدي إلى التفرقة وإلى التمزيق وإلى إثارة النعرات المذهبية والطائفية والصراعات والمشكلات بين أبناء الدين الإسلامي الحنيف .
كما دعا الى الاهتمام بالإعلام الخارجي بحيث تكون لكافة الوسائل الإعلامية وبخاصة الفضائيات الإسلامية القدرة على عبور القارات إعلامياً و أن نولي الرسالة نحو الآخر اهتماماً أكبر وبحيث نكون قادرين على مواجهة الحملة الإعلامية العدائية الشرسة على ديننا الإسلامي الحنيف وعلى حضارتنا الإسلامية وعلى شخصية الإنسان المسلم وتبيان حقيقة موقفنا من كافة القضايا الإنسانية.
وقال: اننا في مقدمة من يجب أن يناضل من أجل انتصار حقوق الإنسان ومن أجل شيوع العدالة وقيم المساواة وتمتع البشرية بنعمة الحرية التي هي فطرة الله التي فطر الناس عليها ونكون أحرص على تجسيد مبدأ الإخاء في الإيمان والإخاء في الإنسانية .
واضاف اللوزي:ان امتنا الإسلامية تمتلك القدرات والإمكانيات والمال ولكنها ضعيفة أمام المبادرات وأمام الأعمال في كافة الميادين وأخطرها ميدان صراع الثقافات الذي تلعب فيه الكلمة مقروءةً ومسموعةً ومرئية الدور المباشر والخطير في حياة البشرية.
و قال : ان هناك شرخ يهدد البشرية ويقودها إلى هاوية لا مخرج لها منها في موضوع محاربة الإرهاب حيث بدت الغاية المعلنة مشوهة و زائفة اليوم وكأنها تكرس للهيمنة في مواجهة العالم.. واضاف إن العالم مطالب من خلال أدواته الشرعية الجامعة والمنظمات الإقليمية لإيضاح حقيقة حربه على الإرهاب لا على الأديان أو القوميات وحقيقة الغايات الإنسانية النبيلة المستهدفة من أجل سلامة البشرية.
و طالب وزير الاعلام بضرورة تصدى الجميع لكل توجه نحو تشويه الأديان السماوية والعدوان على الثقافات.. أو الحيلولة دون دخولها الى خضم عالم المعرفة والتكنلوجيا باعتبار ذلك طريق اقتدار الأمم للوصول إلى حالة العافية والمشاركة الإنسانية في مسار التطور البشري المأمول في حضن السلام والتمتع بحق الاختلاف .
ونوه حسن احمد اللوزي بالمدونة الخاصة بالضوابط الأخلاقية للقنوات الفضائية الإذاعية والتلفزيونية والإلكترونية من المواضيع الجوهرية التي لابد ان تعطى حقها من الإمعان في النظر والتمحيص.
واقترح وزير الاعلام أن يكون مسماها "معايير البث الفضائي الإسلامي " لنكون أقرب إلى الاعتيادي في الحياة البشرية لأن الإعلام في عمومه يلتقي مع بساطة الحياة كلها ومع عموم التفكير حتى لا يتراءى للمرء مشاهداً أو مستمعاً أو قارئاً ما يمثل خروجاً عن الأخلاق ومكارمها في أي وسيلة إعلامية إسلامية فيأخذه الظن بأن ذلك جزء من خلق الإسلام وخلق المسلمين وخاصةً ونحن نؤمن إيماناً لا لبس فيه بالتزامنا جميعاً الأخلاق الإسلامية وآداب وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف.
كما اشار الى ان مبدأ التعدد هو القيمة الجوهرية في ذلك الالتزام و أن يكون الضمير للإعلاميين في العالم الإسلامي هو الذي يحتكم إليه أولاً قبل غيره إلى قيم الأمة و هو الذي يراعي مصالحها وهو الذي يحرص على وحدتها وعلى سلامتها.
ولفت الوزير إلى المؤسسات الإعلامية التي تسير تحت ظل منظمة المؤتمر الإسلامي والتي لها تاريخ طويل في العمل الإعلامي كمنظمة إذاعات الدول الإسلامية ووكالة الأنباء الإسلامية والإدارة المختصة في المنظمة المهتمة بالشئون الإعلامية .. وقال : إن هذه المؤسسات تحتاج إلى إعادة النظر في أعمالها ونشاطها وتحتاج إلى تفعيل دورها بما يتوافق مع التحديات الكبيرة والحاسمة التي تواجهها أمتنا الإسلامية في عالمنا اليوم..
وأضاف :إننا نريد أن نضع في رسالتها مساحةً كافية في مواجهة تحدي العدوان على الدين الإسلامي وعلى المسلمين ..لذلك فإن المطلوب هو أنتكون هي اليد الفعالة في مواجهة الحملات المسعورة ضد عقيدتنا الإسلامية وشخصية أمتنا الوسطية و المعتدلة والمتسامحة وأن تضع لنفسها خططاً مرحلية وأن تحدد متطلبات تلك الخطط .
كما طالب حسن احمد اللوزي بضرورة أن تكون الإذاعات ووكالات الأنباء في كل قطرٍ إسلامي عوناً لتلك المؤسسات وأن تقبل التعاون معها بل والتكليف لها بالقيام بمهامٍ واضحةٍ محددة على نطاقٍ معين جغرافياً وتاريخيا.