أكد فخامة الرئيس علي عبدالله صالح ، إن التقييم الحقيقي، الموضوعي والمنصف لمسيرتنا الوطنية وما تحقق لشعبنا في ظل راية الثورة تجعل المتابع يدرك، بإمعان، بأن كل ما تحقق لا يمكن أن يستهان به، وانما يعتبر - بحد ذاته- معجزة هائلة خاصة في ظروف شعبنا وإمكانياته المتواضعة وبالنظر إلى ما واجهته من مؤامرات طوال مراحل الثورة اليمنية.
جاء ذلك في خطاب وجهه فخامة رئيس الجمهورية مساء أمس إلى جماهير شعبنا اليمني في داخل الوطن وخارجه بمناسبة حلول العيد الرابع والأربعين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة والعيد الثالث والأربعين لثورة الـ14من أكتوبر المجيدة والعيد التاسع والثلاثين لـ30 من نوفمبر يوم الاستقلال الوطني .
وأوضح الرئيس " ان المجتمع الديمقراطي التعاوني الذي انبثقت رؤاه وفكرته من عقيدتنا الاسلامية ومن تراثنا الحضاري الاصيل ومن مبادئ الثورة الخالدة ، صار يمارس على كل المستويات وفي كل حالات تشكيل وأداء مؤسسات الدولة في الجمهورية اليمنية".
وقال الرئيس :" نعم.. إن انتخاب رئيس الجمهورية والمجالس المحلية في المديريات والمحافظات من قبل الشعب، ، يعطي صورة للبناء المؤسسي الدستوري للمجتمع اليمني الديمقراطي، وهو ما يشعرنا بأن شعبنا، الذي شبَّ عن الطوق وعن كل أشكال الوصاية وصار أكبر بوعيه وبتماسك جبهته الوطنية قادرا، دوماً، على إفشال كل أشكال ومحاولات اختراق الصفوف أو التآمر على مسيرة ثورته ونظامه الجمهوري وبأن عملية التلاحم، بالفعل والالتزام والعمل مع تجسيد الأهداف الستة السامية للثورة اليمنية اليوم، هي أكثر من أي وقت مضى، حقائق معاشة في بلادنا وفي حياة شعبنا وإن شواهد الإنجاز لكل ذلك إنما يؤكد استمرارية مسيرة الثورة وديمومتها عبر قوة وفعل الشرعية الدستورية التي هي حصانة مجتمعنا الديمقراطي التعاوني التعددي الجديد".
وأضاف رئيس الجمهورية " إن استذكارنا لأهداف الثورة ورؤيتنا ومعايشتنا لما تحفل به الحياة من حولنا يؤكد أن حقائق الحياة صارت هي الكتاب المفتوح على معاني التجسيد العملي لتحقيق أهداف الثورة اليمنية المباركة، وبالتالي فإن ابتهاجنا بأعياد الثورة يتعزز كل يوم بالمنجزات الكبيرة المتنامية وعلى مختلف الأصعدة السياسية والديمقراطية والتنموية والاجتماعية والثقافية وغيرها..
وإن إنجاز الممارسة الديمقراطية الواضحة والشاملة والتي شهد لشعبنا بها العالم كلُّه من المتابعين وغيرهم ليؤكد بأن الديمقراطية وجدت لتستمر ولتتطور ولتفعل فعلها في كل مجالات الحياة وفي تطور البلاد، وانتهت وإلى الأبد كل أشكال التمايز والفوارق بين طبقات الشعب وفئاته، والثورة اليمنية هي التي صنعت حقيقة المساواة بين أبناء الشعب اليمني وبعثت، من جديد، روح الإخاء في وجدانهم وضميرهم وحياتهم".
وأستطرد الرئيس قائلا :" إن الحدث الديمقراطي العظيم، وفي العمق منه إصرار شعبنا على ممارسة خياره الديمقراطي وتمسكه بمنهج الممارسة الديمقراطية وتجديد الثقة بنا لمواصلة قيادة المسيرة التطورية الشاملة، يجعلنا نستشعر، أكثر من أي وقت مضى، جسامة المسؤولية المضاعفة وخطورة ثقل الأمانة الكبيرة ولكننا سنبقى على عهدنا بكم ومعكم في الوضع الذي وضعتنا فيه تلكم الثقة الغالية لأبناء شعبنا رجالاً ونساءً ولن نخيّب آمال أحدٍ فيكم.. ولهذا فإننا سنواصل، ومعنا كل الخيرين من أبناء شعبنا، بذل كل الجهود، وبآليات جديدة وتصورات رسمناها، بدقة، في برنامجنا الانتخابي والذي سيتم ترجمته في برنامج تفصيلي للحكومة ونجدد تعهدنا بأن ميادين العمل وحقوله سوف تشهد إنجاز وتحقيق ما تم رسمه في ذلك البرنامج وفي الخطة الخمسية الثالثة وفي مقدمة ذلك إجراءعملية تقييم موضوعية وشفافة نعزز، من خلالها، الايجابيات ونتجاوز السلبيات ونطبق مبدأ الثواب والعقاب ووضعه موضع التنفيذ الفعلي وبدون أي تردد، بإذن الله، ولما فيه خير ومصلحة الوطن".
وتطرق فخامة الرئيس إلى أولويات المرحلة القادمة .. وقال :" ندرك يقيناً بأن الدرب ليس سهلاً أو مفروشاً بالورود أمام المهام المستقبلية المطلوب انجازها وفي مقدمتها مواصلة جهود التطوير الاقتصادي والاجتماعي والثقافي في بلادنا.. ومواجهة تحديات التنمية والفقر والبطالة، وتوفير فرص العمل للشباب ومحاربة الفساد والإرهاب، وترسيخ مداميك الدولة اليمنية الحديثة , دولة الحرية والعدالة والديمقراطية، دولة النظام والقانون، لكن أياً من تلك التحديات لن تكون أصعب مما قد واجهناه في الماضي وتم التغلب عليها، بحمد الله وبفضل تعاون وتفاعل كل أبناء شعبنا اليمني العظيم وسوف نعمل، ليس فقط من خلال تشجيع الاستثمارات والتسريع بوتائر التنمية وفي مختلف المجالات وتطوير آلية انتشار مظلة الضمان الاجتماعي والتوسع في خلق فرص عمل جديدة في كل الميادين، وإنما بتمكين الفقراء والمحتاجين من امتلاك القدرات والإمكانات والوقوف معهم من أجل تحسين أحوالهم المعيشية وتطوير قدراتهم وإمكانياتهم بتمكينهم من المشاريع الإنتاجية الصغيرة والمتوسطة في كل المجالات الممكنة والاهتمام بالأسر المنتجة والأخذ بيد الشباب نحو الاعتماد على الذات وجعلهم قوة منتجة وفاعلة في مسيرة البناء والتحديث في الوطن .
وتابع قائلا :" وإن من الأولويات التي سنعمل من أجل التصدي لها العمل من أجل التغلب على مشكلات الفقر والحد من البطالة وتوفير فرص العمل للمقتدرين عليه وخاصة الشباب، ولا شك أن المزيد من تعزيز بنية الاقتصاد الوطني ومن عمليات الإنتاج الزراعي والسمكي والنفطي وتطوير قدرات البلاد في إنتاج الطاقة الكهربائية بالغاز والتوسع في بناء الهياكل الأساسية وتطور وحماية الموارد المائية، كل ذلك سوف يساعد في معالجة ما أشرنا إليه".
وقال :" سنعمل، وكما حددنا في برنامجنا الانتخابي، على مواصلة الحرب على الفساد والفاسدين ،ولن نتردد مطلقاً في تقديم كل من يدان بالفساد للعدالة لينال جزاءه، كما أنه، وخلال العام القادم والأعوام التالية له، سيشهد العمل السياسي وكافة ميادين المسؤولية تطوراً جديداً بالنسبة لتمكين أكبر للمرأة وتطوير الدور المناط بها في الحياة السياسية والعامة وفي كل المواقع التي أثبتت بأنها جديرة بأن تكون شريكة فاعلة لأخيها الرجل وأن نوسع من قاعدة الاهتمام بالنشاط الاقتصادي للمرأة، من خلال تنفيذ مبدأ الأسر المنتجة وتأهيلها بالقدرات الفنية والحرفية والمهنية والتوسع في منح القروض التي تتوجه نحو المشاريع الموجهة نحو استثمار قدرات وطاقات المرأة والأسرة بشكل عام.