دعا عبد العزيز عبد الغني رئيس مجلس الشورى الدول المتقدمة إلى " تبني مبادرة حقيقية للأخذ بأيدي الدول النامية والأقل نمواً كي تصبح جزء أصيلاً ومؤثراً في مجتمع معلومات جامع تتقاسم أطرافه الفوائد والعوائد الهائلة لاقتصاد المعلومات".
وقال " إن جزءاً مهماً وواسعاً من العالم، يعاني من صعوبات اقتصادية كبيرة، ستظل على المدى المتوسط والبعيد عائقاً أمام الكثير من دوله النامية والأقل نموا للمضي بخططها نحو الاندماج في مجتمع المعلومات".
وفي الكلمة التي ألقاها رئيس مجلس الشورى في افتتاح المؤتمر الدولي حول دور البرلمانات في تطوير مجتمع المعلومات والذي بدأ أعماله اليوم بمقر مجلس النواب الإيطالي بروما أشار إلى التطور الذي أحرزه اليمن على صعيد الديمقراطية، وقال " إنها تمثل أساساً هاماً من أسس إقامة مجتمع المعلومات".
واضاف" ما تحقق على الصعيد الديمقراطي يعد مؤشراً من بين مؤشرات كثيرة على التقدم الذي يحرزه اليمن، في إطار حرصه الكامل على الالتزام بمبادئ الحكم الرشيد".
وأكد أن قيم ومبادئ الحرية والتعددية واحترام حقوق الإنسان وحرية الصحافة والشراكة الفاعلة للمرأة في صنع القرار والدور الفعال لمنظمات المجتمع في تحقيق التنمية المستدامة تأسست بعمق.
واستعرض رئيس مجلس الشورى الجهود التي بذلها اليمن وتفاعله مع الجهد العالمي الهادف إلى تأسيس مجتمع معلومات جامع، بدءا من القمة العالمية لمجتمع المعلومات والمؤتمرات والندوات التحضيرية الإقليمية التي سبقت انعقادها.
وقال إن اليمن اليوم " يمضي بخطوات حثيثة على طريق الوصول إلى مجتمع المعلومات باعتماده إستراتيجيةً وطنيةً لتقنية المعلومات، تشكل مكوناً هاماً من مكونات الرؤية الإستراتيجية لليمن للأعوام من 2001-2025م".
واشار إلى أن تلك الاستراتيجية " تهدف إلى توظيف تقنية المعلومات في دعم جهود التنمية، ورفع كفاءة أداء القطاعات المختلفة، وإيجاد البنية الأساسية لتشجيع قطاع الأعمال على الاستثمار، والاستفادة القصوى من فوائد ومزايا اقتصاد المعلومات في التغلب على تحديات الفقر وتحسين نوعية الحياة" .
وأكد رئيس مجلس الشورى على أهمية أن يتعزز من خلال هذا المؤتمر " دور البرلمانات والمجالس في ممارسة أكبر قدرٍ من التأثير على الجهات المعنية في دولنا لكي تفي بالتزاماتها تجاه مقررات القمة العالمية لمجتمع المعلومات، والمساهمة في صياغة التشريعات الناظمة والمحفزة لعملية بناء وتطوير مجتمع المعلومات على المستوى القطري".
ومن موقعه كرئيس لرابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي، أبدى عبد العزيز عبد الغني "اهتمام الرابطة الكبير بإثارة النقاش من خلال المؤتمر حول موضوع الفجوة المعرفية الهائلة التي تتسع بين عالمين، لتُبقِي على التقسيم التقليدي الذي عرفه العالم منذ قيام الثورة الصناعية قبل أكثر من قرن ونصف ولم يتحرر حتى اليوم، ويصل حد النقيض، بين المتقدمين صناعيا، والغير متقدمين صناعياً".
وأكد أن ذلك التقسيم مكن سدس سكان العالم فقط من التمتع بمزايا وعوائد الثورة الصناعية، وأفقد الأغلبية من سكان العالم الاستفادة من منتجاتها من المواد الخام التي تصدر للدول الصناعية، وتتحول إلى سلع مصنعة عالية الثمن.
ودعا المؤتمرين إلى البحث بعمق في هذه القضية، مع الأخذ في الاعتبار الفرص الهائلة التي يولدها اقتصاد مجتمع المعلومات " والذي يتجاوز الاقتصاد التقليدي بنسب هائلة من حيث العائدات".
وقال انه " يتعين على الجميع العمل سوياً من أجل تجسيد إعلان المبادئ الصادر عن القمة العالمية للمعلومات، وتدارك الفرصة بحيث تتحول المعرفة إلى إطار جامع يسعد البشرية كلها".
وأعرب رئيس مجلس الشورى عن أسفه أن " تظل الدول المتقدمة متمسكة بالموقف ذاته من عملية انتقال التكنولوجيا، ورفض دعم أو تمويل مشاريع التنمية المعلوماتية في الدول النامية والأقل نمواً".
واعتبر ذلك من شأنه أن " يعمق الاعتقاد بأن التكنولوجيا قد انحازت عبر تاريخها إلى جانب الأقوياء على حساب الضعفاء،مما سيفضي إلى مزيد من تراكم الثروة المعرفية بيد الدول المتقدمة صناعياً بغية إحكام القبضة على مصائر الغالبية العظمى من سكان العالم" .
وقال " إن المساعدة المفترضة من الدول المتقدمة صناعياًًً لن تحقق النتائج المرجوة منها إلا من خلال نقل وتوطين التكنولوجيا، ودعم برامج بناء القدرات، وانتقال رؤوس الأموال وتمكينها من القيام باستثمارات حقيقية وذات جدوى في البلدان النامية والأقل نمواً، وتحرير تلك الدول من أعباء الديون التي تثقل كاهلها".
وأعرب رئيس مجلس الشورى عن الأمل في أن " يلتفت المؤتمر إلى أهمية السلام وإزالة أسباب النزاعات والحروب والاحتلال وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط باعتبارها من معيقات إقامة مجتمع المعلومات، وأن يتمكن مؤتمر روما البرلماني حول مجتمع المعلومات من طرح الأفكار والتصورات الملائمة التي تدعم الخروج بتوصيات يكون لها تأثيرها في حفز برلماناتنا على القيام بدورها المأمول في تطويرهذا المجتمع".
ويناقش المؤتمر الذي يختتم أعماله يوم غد الأحد محاور عدة تشمل ترسيم معالم السياسة ومجتمع المعلومات، والتعاون الدولي والديمقراطية في إطار مجتمع المعلومات، وأولويات مجتمع المعلومات من وجهة نظر التنمية، وإدارة مجتمع المعلومات وفعالية الهيكلية المؤسسية، والمعيقات والفرص في مجتمع المعلومات والاقتصاد، وأهمية صيانة الحقوق في مجتمع المعلومات.
وكان كل من فيستو بيرتي نوتي رئيس مجلس النواب الإيطالي، وفيرناندو كازيني رئيس الاتحاد البرلماني الدولي، وأنطونيو كامبو نائب الأمين العام للأمم المتحدة، قد أكدوا في كلماتهم على أهمية مؤتمر روما حول دور البرلمانات في تطوير مجتمع المعلومات، وأهمية أن يخرج باستراتيجية تحول دون تمركز القوة مجدداً على أساس امتلاك المعرفة،الامر الذي يترتب عليه صراع عالمي جديد.
وقال رئيس البرلمان الإيطالي إن العالم أمام تحدٍ جديد يتجاوز المعايير والأفكار المسلم بها، وهو ما يستدعي تبني خيارات وإجراءات مركبة تتمتع برؤية إستراتيجية.
وأكدت الكلمات على أهمية الفرصة التي يشكلها مجتمع المعلومات في صياغة سلمية لمبدأ توزيع الفرص بين دول ومجتمعات العالم.
ويضم وفد بلانا المشارك في أعمال المؤتمر عبد الله صالح البار نائب رئيس مجلس الشورى وعبد السلام العنسي وأحمد المتوكل عضوا مجلس الشورى ونبيل صادق باشا عضو مجلس النواب.
حضر جلسة الافتتاح الدكتور شائع محسن سفير اليمن لدى إيطاليا.
المصدر: سبأنت