الصفحة الرئيسية

اليمنيون يحتفلون بذكرى المولد النبوي الشريف


اليوم:  18
الشهر:  مارس
السنة:  2007

أحتفل اليمنيون وسائر الشعوب الإسلامية اليوم بذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة وأزكى التسليم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم , التي تأتي في الثاني عشر من ربيع الأول , الذي كان له تأثيره العظيم في مسيرة حياة البشرية لأكثر من أربعة عشر قرنا وسيظل مشرقا على الكون إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.
وقد شهدت المساجد في عموم محافظات الجمهورية احتفالات خطابية وإنشادية احتفاء بذكر الميلاد العطرة على صاحبها أفضل الصلاة وازكى التسليم بكونها أهم حدث في تاريخ البشرية منذ أن خلق الله الكون ببعثه صلى الله عليه وسلم هاديا إلى الحق ومبشرا بالخير والعدل بين الناس ونذيرا بزوال الشرك والجاهلية .وقد أم اليمنيون المساجد قبيل صلاة المغرب للمشاركة في الإحتفالات التي نظمتها وزارة الأوقاف والإرشاد وحضرها عدد من أصحاب الفضيلة العلماءالذين تحدثوا عن المولد الشريف وذكراه العطرة ومامثلته للبشرية من إعلان مرحلة حياة جديدة اتجهت فيها البشرية إلى طريق الخلاص والإنعتاق من ربقة العبودية لغير الله وتسلط الطواغيت والتردي في غياهب الظلمات والشقاء والجهل واليأس والفوضى العارمة في أرجاء الأرض وفي كل وجوه الحياة .
كما تحدثوا عن مولده صلى الله عليه وسلم بما مثله من مرحلة تغيير وتحول هامة وضعت حدا لضياع البشرية على مر القرون وإنهيار منظومة القيم الإنسانية والدينية المنظمة لعلاقات الناس ببعضهم وعلاقتهم بالخالق عز وجل.وتحدث العلماء عن الصورة المزرية التي كانت عليها الأمة قبل ميلاد الرسول الأعظم وبعثته الشريفة وما كانت تعيشه من مآسي وفساد العقيدة والحياة الإجتماعية، ومخاوف جمة تلف الدنيا بأسرها وتغلق الأفاق أمام العيون الباحثة عن الضياء ونور الأمل والعقول والنفوس المتطلعة لفجر الخلاص والحياة الكريمة في ظلال من العدل والسماحة والمساواة والمحبة والقيم العليا التي تتزن بها العلاقات وتصان بها كرامة الإنسان وعرضه وحقوقه.وتعرضوا للإرهاصات والأحوال التي رافقت مولد الرسول صلى الله عليه وسلم والمبشرات بميلاد نور الهداية حتى بعثته الشريفة فجاء وأقام دولة الحق والعدل وغير الأفكار وربى الناس على الحب والإيمان والإعتزاز بكلمة التوحيد .
وأكد أصحاب الفضيلة العلماء أن مولد الرسول الأعظم صلوات الله عليه وسلامه مثل مولدا للأمة وللبشرية أنطلق بها في رحاب النور والحب والتآخي والتآلف وسار بها في معارج الرقي والتحضر وأعاد لحياة الإنسان اعتبارها كأقدس شئ وللإنسان قيمته الحقيقية كخليفة لله في الأرض , وحفز العقول على الفكر والإبداع والبحث عن الحقائق وهذب النفوس والسلوك الفردي والجماعي بماجاءت به الرسالة المحمدية المطهرة وحظت عليه وألزمت به من مكارم الأخلاق ومحامد الصفات وفضائل الآثار والأعمال فانتظم سلك الحياة على خير مثال واستقام أمرها وصلحت كل شؤنها.
وذكًروا بأخلاقه صلى الله عليه وسلم وما تحلى به في سيرته العطرة وحياته الكريمة من الشمائل والسجايا العالية وماقامت عليه من مكارم ومبادئ عظيمة جعلت منه النموذج الأكمل والأنصع للإنسان الكامل والمثال الأعلى لأجل مظاهر وصور الرحمة ، أهله الله بها لحمل رسالته فجسدتها حياته كأروع وأفضل ما يجب أن تكون عليه حياة الإنسان من بذل للخير والمعروف والعطاء ورحمة بالإنسانية وحرص على سلامتها وصلاحها ونفعها والأخذ بيدها إلى سبل الرشاد وشواطئ النجاة والأمان.
واستعرض اصحاب لفضيلة العلماء في خطبهم بالمناسبة مراحل جهاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم والمشقات التي واجهها من أجل إيصال رسالة الرحمة وأنوار الهدى للعالمين حتى أدى الأمانة وبلغ الرسالة القائمة على أركان العدالة والمساواة وتحرير العقول والنفوس من أغوار الجهل وأغلال التخلف والخرافات إلى نور العلم والإيمان وسعادة الدنيا والآخرة.
وعرجوا على سمو الغايات والأهداف التي دعا إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاهد لتحقيقها من أجل خير البشرية ورفعة الإمة الإسلامية منوهين بواقع الأمة اليوم وماهي عليه من ذلة وضعف، وحاجتها للعودة إلى التأسي بالرسول الأعظم والتمسك بما جاء به من كتاب الله وسنته المطهرة، وتجسيدها في الحياة، والإعتزاز بالعقيدة وحفظها، حتى تتحقق لها العزة والكرامة.

وعلى صعيد متصل نظمت وزارة الثقافة مساء اليوم على المسرح الطلق بصنعاء القديمة احتفالا خطابيا وأمسية إنشادية لمناسبة الذكرى السنوية للمولد النبوي الشريف على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم .
وفي الحفل الذي بدأ بآي من الذكر الحكيم القى وزير الثقافة خالد عبد الله الرويشان كلمة تحدث فيها عن أبعاد ودلالات إحياء ذكرى مولد خاتم الأنبياء والمرسلين باعتباره أعظم الرجال والإنسان الذي لم تعرف الإنسانية ولن تعرف مثله إلى آخر الدنيا.
وقال " نحتفل اليوم في مساء كبير، ويحتفل العالم بكامله، ويحتفل الكون بالنبي العربي بمولده الذي غير العالم.. نحتفل ومعنا العالم الإسلامي، والعالم كله بالأخلاق تمشي على الأرض".وتابع الرويشان :" في هذا المساء نحتفل بعيد ميلاده الذي في كل مدينة وقرية ما يزال مضيئاً وسيظل إلى أن تقوم الساعة".. لافتاً إلى أن غير المسلمين قالوا عنه صلى الله عليه وسلم " هو الأول في كل من عرفته الأرض".
واشار إلى أن الاحتفال بالمناسبة" محاولة للوصول إلى هذه القمة السامقة والتأمل في فضائل رجل استطاع أن يصنع أمة ويخرجها من الظلمات إلى النور والتأمل بحياة صاحبها وإنجازاته باعتباره رجل أسس أمة وفرضها على العالم بلغتها وقرءانها وآذانها الذي يتردد في كل مدينة.
وقال وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد لقطاع الإرشاد يحيى النجار أن ذكرى المولد النبوي الشريف سيظل الرصيد التاريخي الأول الذي تستمد منه الأجيال القادمة زاد مسيرها، ومشعل هدايتها وعناصر بقائها وأصول امتدادها.. معتبراً أنها ذكرى العطاء المتجدد والزاد الباقي إلى يوم الدين.
وقال " إنها ذكرى من أحبه الوجود وألفته الضبى وأنست له الدنيا بأسرها، وحن إليه الجذع حنين الثكلى، فعشقته النفوس وتعلقت به الأفئدة حتى فدوه بالغالي والنفيس، وضحوا من أجله بالمال والولد وهم يرددون :" نفسي لنفسك يا رسول الله فداء".. مشيراً إلى قوله تعالى:" وما أرسلناك إلى رحمةً للعالمين" باعتبار مولده صلى الله عليه وآله وسلم نسائم الرحمة والشفقة التي غمرت الحياة وعمت الأحياء وتجاوزت البشر إلى الحيوان والجماد.
وتخلل الحفل إلقاء قصيدة " ولد الهدى " رائعة الشاعر العربي الكبير أحمد شوقي.. كما ألقى الشاعر اليمني فؤاد المحنبي قصيدة تشطير للبردة تحت اسم " توسل المحنبي ببردة النبي".وقدمت فرقتا جمعية المنشدين اليمنيين بصنعاء وفرعها في ذمار وفرقة المسرة بدار المصطفى بحضرموت، وفرقة تعز للإنشاد وصلات إنشادية تراثية من مختلف مشارب الإنشاد اليمني الثري والمتنوع تناولت الصفات الفاضلة لسيد الخلق الذي بعثه الله تعالى رحمة للعالمين وسيرته العطرة في نشر نور الإسلام في أرجاء المعمورة.

المصدر: سبأنت

 



جميع الحقوق محفوظة للمركز الوطني للمعلومات - اليمن