اعتبر عدد من رجال الأعمال والمستثمرين المشاركين في مؤتمر استكشاف فرص الاستثمار في الجمهورية اليمنية المؤتمر فرصة كبيرة منحتها اليمن للمستثمرين لإبداء ملاحظاتهم وتصوراتهم ومطالبهم حول المناخات التشريعية والإدارية والقضائية للاستثمار للآخذ بها وإجراء التعديلات والتحسينات المطلوبة لتوفير البيئة الاستثمارية المناسبة .
وأشار وزير الصناعة والتجارة رئيس المؤتمر الدكتور يحيى المتوكل الى أن عدد كبير من المستثمرين المشاركين في المؤتمر أكدوا رغبتهم للاستثمار في اليمن ..منوها بان المؤتمر بدل النظرة السابقة للمستثمرين عن وضع البيئة الاستثمارية في اليمن التي أصبحت مهيأة بعد أن أزيل الكثير من المعوقات.
وقال المتوكل لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) " ينبغي أن نستفيد من هذه التغيرات , وأن نعزز الثقة بالبيئة الاستثمارية في اليمن"..منوها بان المؤتمر أشتمل على مكونين الأول عرض وترويج فرص الاستثمار المتاحة , والثاني استعرض البيئة الاستثمارية وما تم إنجازه من إصلاحات خلال السنوات الماضية لتحسينها , والتعرف ايضا على الصعوبات والمعوقات التي مازالت قائمة , وكيف يمكن للحكومة في إطار برنامجها تجاوزها.
وأكد وزير الصناعة جدية الحكومة اليمنية في مواصلة الإصلاحات ,وقال :" لا ينبغي التوقف عند فعاليات المؤتمر, وإنما يجب علينا أن نعزز ثقة المستثمرين بالبيئة الاستثمارية في اليمن من خلال إجراءات عملية على المدى القصير والمتوسط والبعيد , لا سيما في ما يتعلق بالنافذة الواحدة التي ستملك كل الصلاحيات من أجل تبسيط الإجراءات للمستثمرين
وأشار الوزير إلى أنه تم التوقيع على هامش المؤتمر على عدد من الاتفاقيات بين مستثمرين يمنيين وخليجيين وأجانب في قطاعات النفط والمعادن والطيران والإسمنت والسياحة .. وأعتبر المؤتمر بوابة للترويج للفرص الاستثمارية في اليمن خلال السنوات المقبلة .
من جهته قال رجل الأعمال السعودي عبد الله مرعي بن محفوظ " المؤتمر مثل نقلة في المناقشات بين المستثمرين والحكومة اليمنية والخروج من العموميات إلى الحديث عن المشروعات وآليات العمل , واضاف " أصبحنا فعليا نتحدث عن المشروعات , ونبحث في أحجامها وجدواها الاقتصادية , وأهدافها , وتكلفتها , ثم عن الجهات الحكومية التي سنتعامل معها , وهذا لأول مرة يحدث في اليمن على حد علمي , وفعلا أصبحت الأمور واضحة بالنسبة لنا كمستثمرين خليجيين , حيث أصبح أي منا يحصل على فرصة استثمارية في قطاع ما يبحث عن شركاء له سواء من اليمنيين أو من دول أخرى خليجية أو غير خليجية "
وتابع : " هذه المرة تلاقت إرادة الناس في مكان واحد , ولم يعد الاستثمار الذي نقوم به في اليمن استثمارا سعوديا – يمنيا فقط لكوني سعودي , بل أصبح لدي شركاء أيضا من تركيا , و من سلطنة عمان ومن الإمارات العربية المتحدة ".
صلاح العطار رئيس الهيئة العامة للاستثمار اعتبر نتائج المؤتمر إيجابية وقال :" نحن سنفعل كل نصوص قانون الاستثمار رقم 22 لسنة 2002 والذي يؤكد على نظام النافذة الواحدة , وقد بدأنا بإعداد رؤية جديدة للترويج الاستثماري , وإستراتيجية جديدة لتوضيح ملامح ومعالم السياسية الاستثمارية التي تتبعها الحكومة لمنح المزيد من التسهيلات والامتيازات للمستثمرين لا سيما في القطاعات الإنتاجية "
وأضاف : " نحن في هيئة الاستثمار على أتم الاستعداد للعمل بوضوح مع القطاع الخاص اليمني و المستثمرين غير اليمنيين , و سنتصدى باستمرار لأي معوقات أو إختلالات أو مشاكل تؤثر سلبا على المستثمرين , وهناك إصلاحات في التشريعات وفي آليات العمل لتجاوز المشاكل المتعلقة بالأراضي , وبالتقاضي لا سيما القضاء التجاري الذي يجري تحديثه وتطويره بما يعزز خلق بيئة استثمارية آمنة ومشجعة "
وعن مشاكل الأراضي قال العطار"ستحدد الهيئة العامة للاستثمار بالتعاون مع الهيئة العامة لأراضي الدولة مناطق استثمارية واضحة خالية من آي مشاكل أمنية وستسلم للمستثمرين بحسب اختصاصات معينة "..مبينا ان ذلك سيكون ضمن أولويات المرحلة القادمة بناءا على توجيهات فخامة الاخ الرئيس الواضحة والصريحة في هذا الشان.
ويصف سمو الشيخ عبد الله بن فهد ال ثاني مدير عام مجموعة فهد بن عبد الله للتنمية العقارية القطرية مؤشرات الاستثمار في اليمن بالجيدة ، مشيدا بالفرص الاستثمارية المعروضة في المؤتمر .
ومثل مؤتمر فرص الاستثمار فرصة أمام اليمن لتبدأ عملية الانتقال التدريجي لتأهيل اقتصادها وإيجاد الآليات السليمة لتنفيذ الأجندة الاقتصادية الدولية التي تهدف لإعادة تأهيل الاقتصاد وخلق بيئة استثمارية لتشجيع الاستثمارات المحلية والأجنبية ليضع الخطوات على طريق التجسيد الواقعي للتطلعات الإنمائية المشتركة .
المصدر: سبا نت