تحتفل الجمهورية اليمنية مع سائر دول العالم غد الثلاثاء باليوم العالمي للبيئة الذي يصادف الخامس من يونيو من كل عام في ظل وضع بيئي مخيف يجتاح العالم مع تفاقم تلوث الهواء وتآكل طبقة الأوزون اللتان يعتبران أهم وأخطر مشكلتان تتهددان الحياة على كوكب الأرض .
ويشكل اليوم العالمي للبيئة ، إحدى الوسائل الرئيسية التي تشحذ بها الأمم المتحدة الوعي البيئي، وتعزز الاهتمام والعمل السياسي على نطاق عالمي , من أجل بلورة البعد الإنساني لقضايا البيئة من خلال تمكين الناس من لعب أدواراً فاعلة لتحقيق التنمية المستدامة العادلة وترسيخ أهمية دور المجتمع في تغيير أنماط السلوك والعادات السلبية في التعامل مع البيئة وتحفيز مبدأ الشراكة حتى تنعم الشعوب بمستقبل أكثر أمناً ورفاهية .
والبيئة هي مجموعة العوامل البيولوجية والكيماوية والطبيعية والجغرافية والمناخية المحيطة بالإنسان، والمحيطة بالمساحة التي يقطنها، والتي تحدد نشاط الإنسان واتجاهاته، وتؤثر في سلوكه ونظام حياته، وقد يكون لصراع الإنسان مع الطبيعة دخل كبير في حجم تأثيرات الطبيعة على حياة الإنسان ومصادر عيشه ، فلقد أصبح الإنسان في القرن الحادي والعشرين يعيش في وسط مملوء بالتلوث، الهواء والماء والطعام وحتى السماء أصبحت ملوثة؛ نتيجة تطاير الغازات وتفاعلاتها في المنطقة الأيونية مسببة ثقبا خطيرا في طبقة الأوزون.
والبيئة الملوثة وإن بدأت في أول الأمر مشكلة إقليمية تعاني منها بعض الدول الصناعية التي لم تفكر في وضع حد لظاهرة التلويث، إلا أنها تحولت إلى مشكلة عالمية، وعائق من عوائق الحضارة البشرية، نظرا لترابط البيئة الجغرافية عن طريق الهواء والماء، كما انه ليس بالإمكان منع الطيور التي تحمل الملوثات من الانتقال من منطقة لأخرى، وحتى السماء الخارجية ليست بمنأى عن خطر التلوث، فقد تصاعدت الغازات لتتفاعل مع طبقة الأوزون مسببة الثقوب السماوية التي تساعد على تسرب الأشعة فوق البنفسجية وتحت الحمراء التي تسبب إضرارا في نمو الخلية، سواء كانت الخلية الإنسانية أو الحيوانية أو النباتية.
ويرمي برنامج الأمم المتحدة للبيئة بصفة عامة إلى منح القضايا البيئية ملمحاً إنسانياً من خلال تمكين الناس ليصبحوا عوامل نشطة لتحقيق التنمية المستدامة والمنصفة؛ والترويج لمفهوم مفاده أن المجتمعات المحلية تقوم بدور محوري في تغيير المواقف تجاه القضايا البيئية ومناصرة الشراكة التي تضمن أن تتمتع كل الأمم والشعوب بمستقبل أكثر أماناً وازدهاراً .
فيوم البيئة العالمي هو مناسبة شعبية تتخللها الأنشطة النابضة بالحياة مثل المسيرات في الشوارع وسباقات الدراجات الهوائية والحفلات الموسيقية الخضراء ومسابقات كتابة المقالات وتصميم الملصقات التي تنظمها المدارس وغرس الأشجار فضلاً عن حملات إعادة التدوير والتنظيف .
وقد بدأ الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة في عام 1972، عندما أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 5 حزيران/يونيه يوماً عالمياً للبيئة في ذكرى إفتتاح مؤتمر استكهولم حول البيئة الإنسانية.. كما صدقت الجمعية العامة في اليوم ذاته على قرار تأسيس برنامج الأمم المتحدة للبيئة.
عادة ما يشارك في احتفالات يوم البيئة العالمي القيادات السياسية من رؤساء الدول ورؤساء الوزراء ووزراء البيئة حيث يقومون بتوجيه كلمات تحث على العمل من أجل الحفاظ على كوكب الأرض وتؤكد إيمانهم بقضايا البيئة.
وقد تأخذ هذه الاحتفالات أوجه أكثر فاعلية من خلال تأسيس هيئات أو برامج حكومية تعمل في مجالات الإدارة والتخطيط البيئي واقتصاديات البيئة.. كما يمثل يوم البيئة فرصة مواتية للحكومات من أجل التصديق على الاتفاقات الدولية الخاصة بالبيئة.
بهذه المناسبة أكدت الجمعية اليمنية للتوعية وحماية البيئة مواصلتها بكل إمكانياتها نشر الوعي البيئي في كافة مجالات وقضايا البيئة المحلية والدولية وخاصة القضايا الاكثر إضراراً بالبيئة والتي تشكل مسألة الشراكة رافداً في الحد منها كقضية تغير المناخ .
وكانت الجمعية أشارت في بيان لها بهذه المناسبة ان هذا التأكيد يأتي استشعاراً بأهمية دور منظمات المجتمع المدني المعنية بحماية البيئة للاسهام وبفاعلية من خلال قدراتها وكوادرها في التوعية للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن الأنشطة البشرية المختلفة وكذا للتعريف بأفضل السبل للتكنولوجيا البديلة وبيان أثر وأضرار مخاطر تغير المناخ على البيئة والإنسان ونتائج ذلك اقتصادياً واجتماعياً على المستوى الدولي وسعياً لتحقيق التكافل الأسري والدولي من أجل حماية بيئتنا.
ونوهت الجمعية في بيانها بالدور الذي تبذله الجهات ذات العلاقة بالييئة على المستوى الوطني ومنظمة الامم المتحدة وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة والدول المانحة وكافة الجهود التي تبذل من أجل حماية البيئة باعتبارها الحاضر والمستقبل.. وعولت الجمعية على تعاون كافة الجهات المعنية بحماية البيئة والمنظمات الدولية ذات العلاقة في تزويدها بالمعلومة والتي تشكل أداة التوعية بقضايا البيئة وتسهيل الحصول عليها وتعزيز كفاءة الجمعية في نقل رسائل التوعية المختلفة وتؤدي الدور الذي انشأت من أجله ويتمثل في نشر الوعي البيئي في أوساط المجتمع .
المصدر: سبأنت