قمة يمنية – فرنسية بقصر الإليزية، والعلاقات الثنائية وتطورات المنطقة أبرز محاورها

اليوم:  23 الشهر:  يونيو السنة:  2007

التقى فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية يوم امس بقصر الإليزية بباريس فخامة الرئيس نيكولاساركوزي رئيس جمهورية فرنسا حيث عقد الرئيسان قمة جرى خلالها بحث سبل تعزيز العلاقات لثنائية ومجالات التعاون والشراكة القائمة بين البلدين على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية و مكافحة الارهاب.
كما بحث الرئيسان التطورات الإقليمية و الدولية ذات الاهتمام المشترك وفي طليعتها تطورات الأوضاع في المنطقة ومنها الأوضاع في فلسطين والعراق و لبنان و الصومال و منطقة القرن الإفريقي ، بالإضافة الى الدور الفرنسي للدفع بعملية السلام في المنطقة .
وقد رحب فخامة الرئيس ساركوزي بفخامة الاخ رئيس الجمهورية في زيارته لفرنسا منوها بعلاقات الصداقة والتعاون بين البلدين، مؤكدا حرص فرنسا على تعزيز علاقاتها وتعاونها مع اليمن .
مشيدا بالتنامي المثمر الذي تشهده العلاقات و الشراكة القائمة بين البلدين ، موضحا بان انجاز مشروع تصدير الغاز الطبيعي المسال من قبل شركة توتال الفرنسية و غيره من المشاريع الاستثمارية و التجارية الفرنسية في اليمن تعزز من مجالات الشراكة و تدفع بمسيرة التعاون قدما للامام .
وقال ساركوزي " نحن حريصون على ان تكون اليمن البلد الصديق دوما شريكا اساسيا لفرنسا "، مؤكدا دعم فرنسا لمسيرة التنمية والديمقراطية في اليمن ، مشيرا بهذا الصدد الى اتفاق الشراكة الذي تم التوقيع عليه بين البلدين و الى قرار فرنسا بافتتاح مكتب للوكالة الفرنسية للتنمية في صنعاء خلال الاشهر القليلة القادمة .
واشاد الرئيس الفرنسي بما شهدته اليمن من تحولات هامة في ظل قيادة الأخ الرئيس وعلى مختلف الاصعدة السياسية والديمقراطية والتنموية والاصلاحات ، موضحا بأنها تحولات مثيرة للإعجاب و التقدير.
من جانبه جدد فخامة الاخ الرئيس على عبد الله صالح تهانيه للرئيس ساركوزي بمناسبة انتخابه رئيسا لفرنسا و الثقة الكبيرة التي منحها اياه الشعب الفرنسي لقيادة فرنسا خلال الفترة القادمة .
وقد نوه فخامة الاخ الرئيس بالعلاقات اليمنية الفرنسية ، مشيرا بأنها علاقات صداقة و تعاون متطوره، مؤكدا الحرص على تعزيزها و تطويرها ، مشيدا بالفرص العديدة المتاحة امام الشركات الفرنسية للاستثمار في اليمن مؤكدا بانها سوف تحظى بكل الدعم و التشجيع ، كما اشاد بالدعم الفرنسي لمسيرة الديمقراطية و التنمية في بلادنا سواء في الاطار الثنائي أو الاتحاد الاوروبي .
وفي اطار الاستعراض لتطورات الأوضاع في المنطقة ، اكد فخامة الاخ الرئيس على أهمية الدور الذي تضطلع به فرنسا لخدمة جهود التنمية و السلام في المنطقة .
وعقب المباحثات ادلى فخامة الرئيس بتصريح لوسائل الاعلام قال فيه : مباحثاتي مع الرئيس ساركوزي كانت جيدة وتناولت كل المتغيرات الاقليمية والدولية والاوضاع في القرن الافريقي وما يجري في فلسطين والعراق ، والقضايا الثنائية والتعاون الاقتصادي والثقافي المتميز القائم بين البلدين الصديقين وآفاق تعزيزها مستقبلا .
وأضاف قائلا : هذه الزيارة تعزز من التعاون الثنائي بين اليمن وفرنسا وقد وجدنا كامل التفهم والاستيعاب من قبل فخامة الرئيس ساركوزي لمجمل القضايا التي تم بحثها .

وكان فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية قد استقبل اليوم في مقر اقامته بباريس السيد برنار كوشنر وزير الخارجية الفرنسي .
حيث جرى بحث العلاقات الثنائية ومجالات التعاون المشترك بين البلدين وسبل تعزيزها .
كما تم بحث تطورات الأوضاع الاقليمية والدولية وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في فلسطين والعراق ولبنان والصومال ودارفور، بالاضافة الى جهود مكافحة الارهاب.
وقد أشاد وزير الخارجية الفرنسي بمستوى العلاقات اليمنية - الفرنسية وماتشهده من تطور مستمر.. مشيرا إلى أنها علاقات صداقة متينة ومتطورة.
وأكد وزير الخارجية الفرنسي حرص بلاده على تعزيز علاقاتها مع اليمن في مختلف الاصعدة، منوها بأن زيارة رئيس الجمهورية ومباحثاته اليوم مع الرئيس ساركوزي سوف تدفع بمسيرة العلاقات قدماً إلى الأمام.
هذا وقد جدد فخامة الأخ الرئيس ترحيبه بالاستثمارات الفرنسية في بلادنا .. مؤكداً انها سوف تحظي بكل الدعم والرعاية .
كما أستقبل فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليوم في العاصمة الفرنسية باريس البارونة نيكلسون نائبة رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان الأوروبي رئيسة فريق المراقبين الدوليين على الانتخابات الرئاسية والمحلية في اليمن التي جرت في سبتمبر الماضي .. حيث نقلت لفخامته تحيات رئيس البرلمان الأوروبي .
وجرى خلال للقاء بحث العلاقات ومجالات التعاون بين بلادنا والاتحاد الأوروبي والدعم الأوروبي المقدم لمسيرة الديمقراطية والتنمية في اليمن .. بالإضافة إلى بحث التحضيرات الجارية لزيارة فخامة الأخ رئيس الجمهورية القادمة للمفوضية الأوروبية والبرلمان الأوروبي.

وقد أشادت البارونة نيكلسون بما قطعته اليمن من أشواط متقدمة في المجال الديمقراطي ومشاركة المرأة في الحياة السياسية والعامة.. منوهة بالنجاح الكبير الذي أحرزته الإنتخابات المحلية والرئاسية التي جرت في اليمن في الـ20من سبتمبر الماضي وشاركت في الرقابة عليها.. معتبرة تلك الإنتخابات محطة هامة في مسيرة الديمقراطية اليمنية .
وقالت :" إن النجاح الذي حققته الانتخابات الرئاسية والمحلية الأخيرة في اليمن عززت من مكانة التجربة الديمقراطية اليمنية وتقدير العالم لها.. مشيرة إلى أن التجربة الديمقراطية في اليمن تحظى بدعم الإتحاد الأوربي باعتبارها تجربة رائدة في المنطقة.

من ناحية ثانية أستقبل فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في مقر أقامته بباريس صباح اليوم بالسيد جان ميشال سافارنيو المدير العام لوكالة التنمية الدولية الفرنسية ( أيه أف دي) .
حيث جرى بحث مجالات التعاون بين بلادنا والوكالة والمشاريع التي ستقوم الوكالة بتمويلها في إطار التعاون الثنائي اليمني الفرنسي.
وقد أطلع مدير عام الوكالة الأخ الرئيس على الأنشطة المستقبلية للوكالة .. موضحاً أن الوكالة ستقوم خلال شهر سبتمبر القادم بإفتتاح مكتبا لها في صنعاء لمتابعة تنفيذ المشاريع التي ستقوم الوكالة بتمويلها في اليمن .. مشيراً إلى أن الوكالة ستعمل على تمويل نظام الرقابة والادارة بشبكة الربط في مجال الاتصالات السلكية واللاسلكية بمبلغ يصل إلى حوالي 20 مليون دولار إلى جانب تمويل مشروع شبكة الكهرباء في مناطق الريف بالتعاون مع البنك الاسلامي ووكالة التنمية الالمانية بمبلغ حوالي مائة مليون يورو .. بالاضافة إلى تنفيذ عدد من المشاريع الاخري, ومنها القروض الصغيرة وتمويل المشاريع الأصغر بالتنسيق مع وزارة التخطيط والتعاون الدولي.
وأبدى مدير عام وكالة التنمية الدولية الفرنسية استعداد الوكالة للمساهمة في عملية إعادة الاعمار ومساعدة المتضررين من جراء فتنة التمرد في صعدة في إطار الصندوق الذي تم إنشاؤه من قبل الحكومة اليمنية لهذا الغرض بالإضافة إلى بحث إمكانية المساهمة في تمويل بعض المشاريع الاستثمارية في مجال الصحة وتمويل مشروع البطاقة الالكترونية الخاصة بالاحوال المدنية.
وقد أشاد الأخ الرئيس بمستوى التعاون القائم بين بلادنا وفرنسا ..معتبراً هذا التعاون إنعكاس للعلاقات المتطورة بين البلدين الصديقين .
ونوه فخامة الأخ الرئيس بتوجه وكالة التنمية الدولية الفرنسية نحو فتح مكتبا لها في العاصمة صنعاء لمتابعة تنفيذ المشاريع التي ستنفذ في اليمن بتمويل من الوكالة.