دشن رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور اليوم فعاليات مهرجان أسعد الكامل السياحي الأول الذي يستمر حتى 29 يوليو الجاري، ويهدف إلى التعريف بالمواقع الأثرية والسياحية والطبيعية والعلاجية والموروث الثقافي الفني والمعماري الذي تزخر به المحافظة.
وفي الحفل ألقى رئيس مجلس الوزراء كلمة قال فيها:" يسرني أن أحضر افتتاح فعاليات مهرجان اسعد الكامل السياحي، الذي تنظمه جامعة ذمار بالتعاون مع المجلس المحلي بالمحافظة، والذي يعد بداية لتدشين مهرجانات مماثلة في العديد من المحافظات، مؤكدا دعم الحكومة لمثل هذه المهرجات النوعية التي تستهدف الترويج للمنتج السياحي اليمني".
وأشار إلى أن هذا المهرجان يمثل فرصة لتواصل الماضي والحاضر، وتتوائم فيه الأصالة بالحداثة، وتتضافر الثقافة والسياحة، لتمنحنا مهرجانا رائعا يحمل اسم اسعد الكامل، القائد التاريخي العظيم، الذي وحد اليمن في فترة من الفترات التاريخية لليمن، وحمل لقب ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت".
وأضاف:" ما أجمل أن نحتفي بذكرى أسعد الكامل، موحد اليمن، ونحن ننعم هذه الأيام بخيرات الوحدة الوطنية التي تحققت في ظل قيادة فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية في 22 مايو 1990م".
وأشاد الدكتور مجور بالمبادرات الأهلية والشعبية من أجل أن تحتل محافظة ذمار موقعا متميزا في الخارطة السياحية لليمن بما يجسد مكانتها الثقافية والتاريخية التي تمتد آلاف السنين..
لافتا إلى أن أهمية هذا المهرجان تكمن في انه سيسلط الأضواء على المواقع الآثرية والتاريخية في محافظة ذمار، والمتمثلة في آثار بينون ومارية والنخلة الحمراء وغيرها أو في المعالم الإسلامية كالجامع الكبير والمدرسة الشمسية إلى غير ذلك من الآثار والمواقع التي تزخر بها المحافظة.
وأضاف رئيس مجلس الوزراء:" إلى آثار الماضي وتراثه، أضافت ذمار إبداع الحاضر الذي تمثل في جيل من الأدباء والمثقفين، كان أكثرهم شهرة وأخلدهم ذكرا، الشاعر والأديب اليمني الكبير عبد الله البردوني، الذي ملأ الساحة الأدبية في اليمن والوطن العربي بشعره، وشغل النُقاد بأدبه وفكره".
مؤكداً إن مدينةً بهذا القدر من التجدد والإبداع والعطاء، جديرة بأن يكون لها دورا ومكانة في المشروع المستقبلي لليمن.. المتمثل في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الشاملة"..
وقال الدكتور مجور:" أجد في الأهداف التي رصدها هذا المهرجان، بداية الطريق للتفكير الجاد، والمبادرة الفاعلة، من اجل تحقيق التنمية والتقدم، ذلك أن إبراز واستغلال هذا التنوع الثقافي والطبيعي، في هذه المحافظة من أجل تطوير السياحة،ولكي تحتل ذمار موقعا مناسبا لما فيها من ثراء وتنوع، سيجبر السائح على الوقوف والتجوال فيها، متأملا آثارها ومعالمها ، ويدعونا نحن اليمانيين أيضا إلى التوقف لمعرفة مراحل مهمة من تاريخنا وحضارتنا".
وأضاف:" مثل هذا العمل يمكن أن يغير جغرافية المكان، لتصبح ذمار محطة وقوف، ومزاراً سياحياً يقصده الناس من اليمن وخارجها".
مؤكدا على أهمية توفير البني التحتية للسياحية وتحسين القائم منها، وتشجيع الحرف والصناعات اليدوية.. مشددا على الدور الحيوي الذي ينبغي أن تقوم به السلطات المحلية في هذا المجال.. وقال:" إن ما ينتجه عمل الإنسان وإبداعه من سجاد أو حرف.. هو ما يحمله السائح معه إلى موطنه.. لتبقى اليمن عموما وذمار بشكل خاص ذكرى مهمة تسكن ذاكرته.. وقطعة مادية تحمل بصمة وهوية هذا المكان".
وأضاف الدكتور مجور:" لقد أضيف إلى صفات الحضارة والتراث والطبيعية القائمة في المحافظة.. صفة هي الأهم.. أهالي ذمار.. الذين يتصفون بالكرم والنكتة وحسن المعاملة.. وصفات أخرى كثيرة تجعل الداخل إلى هذه المحافظة.. يحس أنه بين أهله.. فهي تمنح الإحساس بالأمن والأمان.. وهذه أول مقومات صناعة السياحة وأهم أركانها".
من جانبه أشار محافظ محافظة ذمار منصور عبد الجليل عبد الرب إلى أهمية تنظيم هذا المهرجان السياحي، والذي يأتي لعكس الوجه الحضاري المشرق للمحافظة والترويج الهادف لمحافظة ذمار كمحافظة سياحية وأثرية، وإدراج المحافظة ضمن خارطة البرامج السياحية لوزارة السياحة والوكالات والشركات السياحية والترويج لها عالمياً نظراً لما تمتلكه من مقومات سياحية وموروث حضاري وثقافي وشعبي متميز ومتنوع.
منوهاً إلى أن قيادة المحافظة تعول على مثل هذه المهرجانات السياحية لتنشيط السياحة في المحافظة والتعريف بما تكتنزه محافظة ذمار من تاريخ عظيم وآثار تبرهن على قدرة الإنسان اليمني الخلاقة.
رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان أسعد الكامل السياحي أمين عام المجلس المحلي للمحافظة مجاهد شائف العنسي استعرض في كلمته مجمل برامج وفعاليات المهرجان والتي تهدف إلى تحريك السياحة والتعريف بالموروث الحضاري لمحافظة ذمار.
مؤكداً بأنه تم اعتماد المهرجان ضمن موازنة المحافظة سنوياً ليكون رافداً من روافد التنمية السياحية في بلادنا باعتبار السياحة مورداً اقتصادياً لا ينضب.
كما ألقت الدكتورة بلقيس الحضراني كلمة تطرقت فيها إلى ما يمثله هذا المهرجان من رسالة حب ومودة لكافة الأشقاء والأصدقاء لزيارة اليمن بلد المحبة والسلام والتعرف على التراث والموروث الثقافي والإبداعي والفني والمعماري اليمني .
مؤكدةً بأن اليمن بلد الإيمان والحكمة يحتفي بكل الأشقاء والأصدقاء على طريق تعزيز وتعميق العلاقات الأخوية الصادقة، والمساهمة في خلق عالم يسوده المحبة والسلام واحترام حضارة الآخر وحقوق الشعوب واستقلالها.
كما أشتمل حفل التدشين على عروض قدمتها الفرق الشعبية والفنية المشاركة في المهرجان من مختلف مديريات المحافظة التي قدمت الفلكلور الشعبي والرقصات الشعبية التي تتميز بها المديريات، بالإضافة إلى الألعاب والعادات والتقاليد اليمنية الأصيلة في قالب تمثيلي متميز.
كما تم تقديم عروض لأوبريت عودة أسعد الكامل، وأوبريت أحفاد أسعد الكامل، حيث حكت المضمون التاريخي والحضاري والثقافي والسياحي، وما تحقق لليمن من منجزات في شتى المجالات في عهد فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية محقق وحدة الوطن وباني النهضة التنموية والديمقراطية.
كما ألقى الشاعر محمد حمود الموشكي قصيدة شعرية بعنوان هلت وفي مقلتيها الأمل.
بعد ذلك افتتح رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور المعرض المصاحب لمهرجان أسعد الكامل، والذي يقام بقاعة المعارض الدولية بالهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي، وطاف بأجنحة وأقسام المعرض الذي احتوى على معروضات للموروث الشعبي والمنتجات اليدوية والحرفية ومعارض للفنون التشكيلية ومعارض الصور والآثار والمنتجات الصناعية ومعرض الصور السياحية والأفلام الوثائقية والمشغولات الفضية والعقيق والصناعات الحرفية والإنجازات التنموية بالمحافظة ومعارض منتجات المرأة.
هذا وتتضمن فعاليات المهرجان على مدى أربعة أيام عدد من الفعاليات الثقافية والفنية والرياضية وسباق للخيول ومعارض للموروث الشعبي والمنتجات من الأشغال اليدوية، كما تشتمل فعاليات المهرجان على حفلات فنية و كرنفالية يحييها عدد من الفنانين اليمنيين وفرقة وزارة الثقافة والفرق الفنية للمحافظة وتنظيم زيارات للوفود السياحية إلى العديد من المواقع السياحية والأثرية في محافظة ذمار.. بالإضافة إلى إقامة ندوات عن أعلام ذمار والتاريخ والآثار وآفاق الاستثمار السياحي في المحافظة وعروض فنية وتقديم الألعاب الشعبية القديمة في قالب تمثيلي من قبل نخبة من فناني المحافظة.
إلى ذلك اطلع رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور خلال زيارته اليوم لمحافظة ذمار على موقع محطة معبر الكهربائية الغازية القريبة من مدينة معبر الجاري تسويره حالياً.
واستمع رئيس الوزراء خلال الزيارة إلى شرح حول الإجراءات التحضيرية، ودور السلطة المحلية في المحافظة في توفير البنى الأساسية في موقع هذا المشروع الاستراتيجي، الذي من المتوقع أن يوفر في مرحلتيه الأولى والثانية 800 ميجاوات من الطاقة الكهربائية، وعلى المدى البعيد 1600 ميجاوات.
المصدر: سبأ