مسيرة جماهيرية كبرى بالعاصمة صنعاء احتفاءً بالعيد السابع لثورة 21 سبتمبر
اليوم:
21
الشهر:
سبتمبر
السنة:
2021
شهدت العاصمة صنعاء اليوم مسيرة جماهيرية كبرى، احتفاءَ بالعيد السابع لثورة 21 سبتمبر تحت شعار "حرية واستقلال".
ورفعت الحشود الجماهيرية, العلم الجمهوري، والشعارات واللافتات المعبرة عن عظمة ثورة 21 سبتمبر في تخليص اليمن من قوى الوصاية والتبعية والارتهان لقوى الاستكبار.
ورددت الجماهير المحتشدة هتافات أكدت على المضي قدماً في تحقيق أهداف الثورة حتى تحرير الأرض اليمنية من دنس الغزاة والمحتلين.
وأكدت أن ثورة 21 سبتمبر، جسدت إرادة الشعب اليمني في التحرر والاستقلال وأفشلت المخططات والمشاريع الاستعمارية والتآمرية.
وفي المسيرة حيا رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز بن حبتور، الجماهير اليمنية الحرة الكريمة التي احتشدت اليوم في الساحات العامة بأمانة العاصمة والمحافظات الحرة احتفاء بالعيد السابع لثورة 21 سبتمبر الظافرة.
وقال في خطاب القاه امام الجماهير الغفيرة بأمانة العاصمة " من هذا المكان نحي كل جماهير شعبنا اليمني الذين شاركوا في الاحتفال بهذه المناسبة والاحتفاء بها، كما نحي قائد هذا الشعب وهذه الثورة المباركة الحبيب عبدالملك بدر الدين الحوثي ورئيس المجلس السياسي الأعلى فخامة المشير الركن مهدي المشاط وأعضاء المجلس".
وأَضاف " لم ترق هذه الثورة لدول الاستكبار العالمي وللدول التابعة لحلف المشروع الصهيوني الأمريكي التي شنت ولا تزال عدوانا على اليمن من سبع عشرة دولة منذ 26 مارس 2015م، على القرى المدن والأحياء والشوارع و المدارس والجامعات وكل شيء يخص الإنسان اليمني".
وتابع قائلا " شنوا على وطننا وشعبنا هذا العدوان حتى نكون ضمن هذا القطيع الذي يعمل مع المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة، فليس كل إنسان يعيش في هذه المنطقة يقبل أن يكون تابعا للمشروع الامريكي، لأن الانسان خلق حرا وبالذات الانسان اليمني، فهو منذ فجر التاريخ يأبى الخضوع والخنوع، وكذا حين ظهر الاسلام وأنزل القرآن الكريم، وهو يحمل راية الحق ويدافع عنها وذهب الى الشرق والغرب ليس بحثا عن مكاسب شخصية وإنما نصرة لهذا الدين الحق وليصنع هذا التاريخ المجيد لليمن".
وأكد رئيس الوزراء أنه لا يمكن لأي جاحد أن ينكر دور اليمنيين الذين آزروا وناصروا ونصروا الإسلام وقال "هذا الشعب وقف مع قائد المسيرة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وحركة أنصار الله لأنهم عبروا تعبيرا مباشرا عن مصالح عامة الناس، وعن مصالح البسطاء منهم وبالتالي تضامنوا معه و آزروه ووقفوا إلى جانبه وقاتلوا معه واستشهد الكثيرون منهم".
وأردف " هناك من يقول ان هذه ليست ثورة، ولو لم تكن ثورة لما تجمعت سبع عشرة دولة وبحماية من أمريكا والعدو الصهيوني ليشنوا ذلك الهجوم الكاسح على كل اليمن، وليس على محافظة أو مكون بعينه".
وأوضح أنه وانطلاقا من ذلك آمن الشعب بأن ثورة 21 سبتمبر هي ثورة امتداد لكل الافعال والتغيرات الثورية التي حدثت في اليمن، وإلا لما أغلق مطار صنعاء أو ميناء الحديدة ونقلت وظائف البنك المركزي من صنعاء الى فرعه في عدن، وجوع الناس وتوقف كل ما يخص حياة الناس في اليمن، ولما استشهد عشرات الآلاف دفاعا عنها.. لافتا إلى أن قرابة خمسة وعشرين مليون إنسان يعيشون في حصار وسجن كبير وصل ضرره إلى كل بيت.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن هذه الثورة رفعت شعارات لم تعجب الحركة الصهيونية ولا الدول الرجعية ولأنها أيضا اصطفت إلى جانب قضية الأمة العربية بكلها.. منوها بمناصرة شعبنا الفقير المحاصر لفلسطين وشعبها المقاوم، وارتص ببطولة وفداء من أجل أن يواجه هذا العدوان ويجابه الحصار وفي الوقت نفسه يناصر قضايا أمته.
ولفت إلى الحصار السياسي والاقتصادي والإعلامي والثقافي والعسكري الذي تتعرض له صنعاء من قبل تحالف العدوان ومحاولة دوله إلغاء أي شيء له علاقة بالحياة في صنعاء والمدن الواقعة تحت مسئولية المجلس السياسي الاعلى.
وتابع الدكتور بن حبتور قائلا "نحن هنا نرفع صوتنا ورأينا عاليا ليس فقط ضد من يقاتلوننا أو ضد المأجورين المرتزقة العملاء الذين يعيشون في فنادق الرياض ودبي واسطنبول وأبو ظبي ويستلمون الاموال المدنسة، بل للآخرين ليستفيدوا من الدعوة الشجاعة والكريمة لقائد الثورة دعوة العفو والتسامح وإلى أن يفيقوا من نومهم الطويل والعودة إلى وطنهم والالتحاق بالصف الوطني".
وأكد رئيس مجلس الوزراء، أن الشعب اليمني ورغم الصبر الذي تحمله والجهاد الذي قام به وناضل من أجله، إلا أن صدره ما يزال مفتوحاً من أجل الإخاء والتسامح.
وقال" أي ثورة في العالم تبدأ بالتسامح هي التي تنتصر، وأي ثورة تعتمد على الفعل ورد الفعل والانتقام هي التي تنهزم، ونحن في صنعاء لم تقم ثورة الـ 21 من سبتمبر بالعداء أو الانتقام من أي أحد، ومن ارتكب جريمة جنائية فالمحكمة والقانون هما من يعاقبانه، والمتهم بريء حتى تثبت إدانته".
وأشار الدكتور بن حبتور إلى أن الدولة في صنعاء استمرت وأقامت مؤسساتها وعمل الجميع من أجل الحفاظ على مؤسسات الدولة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينهزم شعب كالشعب اليمني الذي حافظ على مؤسساته وقواه العسكرية والأمنية، وعمل من أجل تحرير أرضه من أعداء الوطن والثورة والإنسان.
وأضاف" نحتفي اليوم في هذه الساعات وجماهير الشعب اليمني تحتفي أيضاً في كل المدن اليمنية التي تعمل تحت مسؤولية المجلس السياسي الأعلى، والتي لم يدنسها لا الجيش السعودي ولا الإماراتي ولا الأمريكي أو الصهيوني أو البريطاني".
وأكد رئيس الوزراء أن الشعب اليمني الذي صمد لما يقارب سبع سنوات، يستطيع أن يصمد سبع سنوات أخرى إضافية لمجابهة العدوان.
وتابع" هذا الشعب الذي قُطعت عليه كل سبل الحياة وصمد هذا الصمود، يستطيع أن يصمد ضعف هذه الفترة، وسيقاتل وقد وصل شأن الجيش واللجان الشعبية والأمن، إلى مرحلة تعادل القوة وتوازن الردع، لأن الكثير من الناس لا يعرف لغة التسامح، ولا اللغة التي حاول قائد الثورة مراراً إيصالها إليهم في خطابات كثيرة".
ومضى بالقول" حاول قائد الثورة أن يقول لأعدائنا أننا نستطيع أن نقاتلكم ضعف الوقت الذي قاتلناكم فيه، لكن ومع ذلك نستطيع أن ننجز سلاماً عادلاً مع جيراننا على أسس من الكرامة والحرية واستقلال القرار السيادي الوطني".
ولفت الدكتور بن حبتور إلى أنه ما تزال لدى قوى الاستكبار رغبة في إعادة الوصاية التي رفضها الشعب في 21 سبتمبر .. وقال" تلك الوصاية والاملاءات والتخويف لم يعد له مكانا، بل على العكس فهذا الشعب الذي سطر تاريخاً مجيداً ما قبل التاريخ، وسطر أيضاً أثناء تطور الاسلام وبلوغه إلى الشرق والغرب، والآن يسطر المرحلة الثالثة من أنه يستطيع أن يصمد بإمكانياته وقواه الداخلية".
وأضاف" نحن في حكومة الإنقاذ الوطني، نحيي المجلس السياسي الأعلى وقيادته وفخامة المشير الركن مهدي المشاط، الذي يقود وقادوا الفترة العصيبة، ونحن في الحكومة تنفذ بمسئولية وعقلانية ما يقدم لنا قائد الثورة من توجيهات صريحة وواضحة من أجل إدارة الدولة ومؤسساتها".
وحيا رئيس الوزراء أبطال الجيش واللجان الشعبية الذين يقاتلون الأعداء بشراسة واستبسال وروح جهادية عالية.. مؤكداً أنه لا يستطيع أحد في الكرة الأرضية أن يقول أن الشعب اليمني من الآن وصاعداً قد ينحني لأعدائه، وكما صمد بقوة سيواصل صموده خلال الفترة المقبلة.
واختتم كلمته بالقول " إن الأبطال يقاتلون من أجل تحرير كل شبر ليبقى اليمن حراً، ونحن هنا في الداخل نقاتل من أجل الحفاظ على الجبهة الداخلية ومؤسسات الدولة".
وأكد البيان الصادر عن المسيرة، أن العيد السابع لثورة 21 سبتمبر يأتي والشعب اليمني في خضم معركة التحرر والاستقلال ومستمر بكل عنفوان الثورة في التصدي للعدوان الأمريكي السعودي.
واعتبر الصمود الأسطوري للشعب اليمني في مواجهة العدوان خلال السنوات الماضية، واحداً من تجليات ثورة 21 سبتمبر ومصداقيتها في التخلص من الوصاية ونيل الحرية والاستقلال وإعادة بناء الدولة على مرتكزات السيادة والعدالة الاجتماعية.
كما أكد البيان أن ثورة 21 سبتمبر، فجرت ثورة يتعاظم أمرها مع مر السنين ويتأكد مع مضي الزمن أنها من أهم وأرقى وأنبل وأعظم الثورات التي أنجزها الشعب اليمني بإرادة وطنية خالصة وكانت تحولاً استراتيجيا بعيد المدى والأثر على طريق الاستقلال المنشود.
وأوضح أن ما نادت وتنادي به ثورة 21 سبتمبر، هو الكرامة والسيادة وذلك مطلب محق ومشروع لكل شعوب العالم.. لافتاً إلى أن ما كانت عليه البلاد من وصاية أجنبية وحكومة خاضعة للهيمنة الخارجية يتعارض كلياً مع تاريخ اليمن وثقافة وهوية الشعب اليمني المسلم المعتز بانتمائه، والرافض للخضوع لطواغيت الأرض.
ولفت بيان المسيرة إلى أن ثورة 21 سبتمبر، أفشلت مشاريع التجزئة والأقلمة ومنعت على الخارج المتربص، تمزيق اليمن إلى كنتونات متصارعة وفتحت أمام الشعب أفقا لاستعادة الكرامة الوطنية.. مبيناً أن الثورة في سمو أهدافها وعلو شأنها لحري بشعبها أن يباهي بها كل العالم وأن يقف بها شامخاً مرفوع الرأس.
ونوه بإنجازات ثورة 21 سبتمبر التي أسست لنهضة حقيقة قوامها الاكتفاء الذاتي كما هو حاصل في المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية وغير ذلك من المجالات المدنية حتى تحقيق نهضة حضارية شاملة في كافة المجالات قائمة على الحرية والسيادة والاستقلال.
وأفاد البيان بأن ثورة 21 سبتمبر مدّت يد السلام والإخاء للجميع ودعتهم للمشاركة في تحمل المسؤولية وخدمة اليمن وبرهنت على ذلك باتفاق السلم والشراكة الذي تم توقيعه في القصر الجمهوري بحضور الأمم المتحدة وكانت فرصة خلاقة للتشارك في حمل المسؤولية الوطنية حرصاً منها على صون النسيج الاجتماعي اليمني الواحد.
وقال البيان" جاء العدوان الأمريكي السعودي على اليمن ليفشل الثورة ويمنع من مواصلة مسارها التحرري في محاولة لإعادة الوصاية الخارجية على البلاد".. مشيراً إلى أن الشعب اليمني بهبته التاريخية للدفاع عن ثورته تمكن من إسقاط أهداف العدوان من أول وهلة ورغم تمادي العدوان، لم يحقق أيا من أهدافه بل غرق في وحل الهزيمة وأحيط به الأزمات والتصدعات من كل جانب.
وأضاف " إن ثورة 21 سبتمبر وهي تجترح معركة الحرية والسيادة والاستقلال تولي اهتماماً خاصاً بقضايا الأمة وفي المقدمة فلسطين التي تمثل القضية المركزية للشعب اليمني وثورته، لأن الشعب اليمني يؤكد دائماً وأبداً أنه حاضر بكل قوة ليكون رافدا قوياً في معركة تحرير فلسطين".
وجدد البيان التأكيد على مضي الشعب اليمني في ثورته ولن يتوقف في منتصف الطريق ومستمر في معركة التحرر حتى تحرير كل شبر محتل من أرض اليمن.. مشيراً إلى أن الثورة وجدت لتبقى وتستمر وتتعاظم ولن يستطيع أي أحد النيل منها.