منذ فترة من الزمن والولايات المتحدة الأمريكية تخسر الموقع الذي وصلت إليه لأنها لم تُحسن الحفاظ عليه ووصلت إليه في غفلة من الزمن كأقوى قوة في العالم. لم تصل أمريكا إلى هذا الموقع بجهودها الذاتية وإنما بسياسة الترهيب التي اتبعتها في علاقاتها الدولية واستغلال إمكانيات حتى أقرب حلفائها وهي دول على درجة عالية من التقدم علمياً وتكنولوجياً كألمانيا مثلاً.
أمريكا مع مطلع الألفية الثالثة للميلاد وانهيار المنظومة الاشتراكية والاتحاد السوفيتي تسيّدت العالم عسكرياً وسياسياً واقتصادياً، لكن هذه الريادة كانت بحاجة إلى حكمة وعقل لإدارتها والبقاء فيها، وهذا لم تفلح فيه أمريكا بسبب جنون العظمة الذي أعماها وكانت من نتيجته سلسلة من الإخفاقات والهزائم في العديد من المواقع التي تتواجد فيها وأقرب وأبسط أمثلة على ذلك انسحابها المهين مع بقية دول الناتو من أفغانستان مؤخراً، والهزيمة المذلة لها في معركة البحرين الأحمر والعربي من قبل قوات البحرية اليمنية وسلسلة الانكسارات التي يتلقاها الكيان الصهيوني وحليفتيه أمريكا وبريطانيا في قطاع غزة على يد أبطال المقاومة الفلسطينية. السلاح مهما كانت أهميته وتكنولوجيته المتقدمة وقوته التدميرية لا يمكن أن يحسم معركة إذا لم يمتلك المقاتلون عقيدة قتالية راسخة ويتسلحون بإيمان لا حدود له، فالعامل الحاسم في أي معركة هو الإنسان وليس السلاح، وهذا ما أثبته المقاتل اليمني في البحرين الأحمر والعربي والمقاتل الفلسطيني في غزة، فقد مرغوا في التراب أقوى قوة عسكرية في العالم وألحقوا بها هزيمة كبيرة؛ والهزيمة هنا ليست عسكرية فحسب بل نفسية وإعلامية وسياسية وحتى اقتصادية. لقد أشفق العالم كله على المقاتل اليمني حينما قرر مواجهة الترسانة البحرية الأمريكية في البحرين الأحمر والعربي، لجملة من الأسباب نعلمها جميعاً لكنه لم يكن على علم بما يتسلح به المقاتل اليمني في هذه المواجهة من قوة إرادة وإيمان راسخ بعدالة قضيته وعقيدة قتالية جبارة.. هذه الأمور مجتمعة ألحقت الهزيمة بأقوى قوة بحرية في العالم يتابع فصولها الآن المجتمع الدولي أولا بأول، الأمر الذي حوّل الإشفاق الدولي على المقاتل اليمني في هذه المواجهة إلى إعجاب بأدائه القتالي وتكتيكاته العسكرية وصموده الأسطوري في أي مواجهة.
جميع الحقوق محفوظة للمركز الوطني للمعلومات - اليمن