صنعاء – سبانت : عبدالسلام الدعيس
"صالح" ذو التسعة أعوام لم يكن يحلم بأكثر من مركز لعلاج سرطان الدم ، لكن الموت كان أقرب، السرطان يفتك بـ 12 الف من أقران صالح في اليمن وهو من منطقة فقيرة في محافظة ريمة.
المركز الوطني للأورام السرطانية الذي أنشئ "سبتمبر العام 2004" لا يستطيع استيعاب 20 ألف مواطن يصابون سنويا بالمرض حسب منظمة الصحة العالمية وبواقع ألف حالة لكل مليون نسمة من السكان. وصالح ككثير من الأطفال والشباب الذين حرموا من فرصة التطبيب .
يقول الدكتور نديم محمد سعيد مدير المركز : الطاقة الاستيعابية لاتتعدى44 سريرا فقط ، لقد قمنا بمعالجة 700 مريض بالإشعاع حتى نهاية الشعر الماضي، لكن هناك ثلاثة اضعاف هذا العدد في قائمة الانتظار ، لا نمتلك سوى جهاز وحيد للعلاج بالاشعاع.
يؤكد مدير المركز بمرارة : العاملون يبذلون أقصى جهودهم لكن الإمكانيات الشحيحة وتزايد أعداد المرضى يضاعف المشكلة.
المؤسسة الخيرية لدعم مراكز مرضى السرطان التي أنشأت المركز تعد الاولى في اليمن تأسست في نوفمبر العام 2003، وأخذت على عاتقها حمل رسالة انسانية لعلاج هؤلاء المرضى الذين اغتال المرض آمالهم وطموحاتهم.
يقول علي الخولاني المدير التنفيذي للمؤسسة " استطعنا منذ انشاء المؤسسة تاسيس مركز الاورام بالمستشفى الجمهوري بكلفة تزيد عن مليار
ريال وهو المركز الوحيد في اليمن، و انشاء وحدة اورام بمستشفى الثورة بإب وفتح صيدلية متخصصة لتوزيع الأدوية على مرضى السرطان مجانا حيث تم العام الماضي شراء أدوية بمبلغ 120 مليون ريال.
أدوية السرطان من أغلى الأدوية في العالم وحرصنا على استيرادها من الشركات ألام ".
ويكشف الخولاني ان المؤسسة تعد لدراسة خاصة لانشاء مركز اورام للاطفال في نهاية يناير القادم وهو الاول من نوعه في اليمن .
ويدعوا الجهات المانحة والمنظمات الدولية و الحكومة للشراكة في انجاز هذا المركز.
المؤسسة تركز في استراتيجيتها على الجانب التوعوي باخطار مرض السرطان وقال" نحن الان بصدد اصدار بروشورات خاصة بكل نوع من انواع مرض السرطان، وكتاب وقائي لجميع انواع المرض.إضافة إلى محاضرات وحلقات نقاش في المحافظات بالتعاون مع كليات الطب للتوعية باخطار المرض وكيفية الوقاية منه و دراسات علمية جادة للوصول الى الحد من هذا الانتشار المخيف للمرض وعمل خارطة جغرافية لتوزع هذا المرض في المحافظات الرئيسية إضافة إلى التوعية عبر وسائل الأعلام المختلفة.
لمؤسسة عضوا في مجلس التعاون الخليجي لمكافحة مرض السرطان منذ شهر مايو 2005م ، ويقول الخولاني : تستضيف اليمن مؤتمرا إقليميا لمرض السرطان عام 2008م وقريبا سنكون أعضاء في الشبكة العربية للجمعيات الخيرية ولدينا الكثير من التعاون والتنسيق مع عدد من المنظمات العربية والدولية".
نائب رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي اعلن خلال تدشينه الحملة الوطنية لدعم مراكز علاج مرضى السرطان مؤخرا عن ترتيبات لافتتاح مراكز تخصصية مماثلة لمركز صنعاء في 5 محافظات أخرى، كما اعلن رئيس اللجنة الوطنية للطاقة الذرية ومستشار رئيس الجمهورية للعلوم والتكنولوجيا مصطفى بهران عن منح الوكالة الدولية للطاقة الذرية نحو 800 ألف دولار للمساهمة في إنشاء مركز متخصص لعلاج مرض السرطان في مدينة عدن.
واشار تقرير منظمة الصحة العالمية الى ان نسبة الوفيات 60% من اجمالي 20 الف مريض أي 12ألف شخص في السنة ويتماثل للشفاء ما يتراوح نسبته بين 25 ـ30% من المصابين ويعيش لأكثر من عام 10- 15%.
ويوضح التقرير ان سرطانات الجهاز الهضمي تمثل في اليمن ما نسبته 8.13% يليه سرطان الفم واللثة بنسبة 7.10% وهذا نوع من السرطان ينتشر في الحديدة بشكل خاص ثم سرطان الغدد اللمفاوية بنسبة 5.10% وسرطان الثدي 4.10 فيما تمثل نسبة سرطان الدم 9.8%.
ويعزو مدير المؤسسة الخيرية لدعم مراكز مرضى السرطان الانتشار المخيف للمرض الى الاستخدام المفرط للمبيدات الزراعية والتدخين وتعاطي الشمه ، اضافة الى عوامل وراثية وبيئية والتعرض للاشعاعات وسوء التغذية وقال "ان التحدي الذي يواجهنا هو وصول المريض متاخرا، حيث لا يمتكل أحدهم تكاليف المواصلات لاسعاف مريضهم الى صنعاء.
الخولاني يطالب رجال الاعمال والخيرين الى السخاء باموالهم خصوصا ان تكلفة العلاج غالية جدا والمريض يحتاج ما بين 9-10 جرع تصل تكلفتها ما بين 300-400 الف ريال. ودعا فخامة الاخ رئيس الجمهورية للتوجيه بالافراج عن المبالغ المالية التي اقرها مجلس النواب لبرنامج مكافحة التدخين 1% والتي لا زالت في وزارة المالية.
تداول المبيدات عن طريق بيعها بشكل طبيعي واستخدامها من قبل المزارعين بطرق غير علمية أبرز الأخطار التي تهدد بتوسع انتشار الأورام السرطانية الخبيثة وعلى الرغم من أن أغلب المشاكل الناجمة عن المبيدات تتمثل في عمليات تهريبها وإدخالها بطرق غير مشروعة فقد كشفت معلومات أن اليمن استوردت العام الماضي قرابة مليوني لتر من المبيدات بقيمة سبعة ملايين دولار من 75 شركة في 19 دولة.