صنعاء – سبأنت : رفع المشاركون في المؤتمر الثامن والعشرين للشرق الأدنى لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في ختام اجتماعاتهم أمس بصنعاء برقية شكر للرئيس علي عبدالله صالح جاء فيها :
" يتشرف المؤتمر الإقليمي الثامن والعشرون لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة للشرق الأدنى من وزراء وسفراء ورؤساء وفود ، وكذلك المدير العام للمنظمة وأمانة المؤتمر أن يرفعوا لفخامتكم أسمى آيات التقدير والشكر والامتنان على الحفاوة البالغة وكرم الضيافة الأصيل وحسن الاستقبال الذي لقيناه في ربوع بلدكم الكريم ، داعين الله عز وجل أن يشمل فخامتكم بتوفيقه وان يكتب لبلدكم العريق كل تقدم ومجد وازدهار . وتفضلوا يا صاحب الفخامة بقبول أسمى عبارات الاحترام والتقدير ".
وكان المؤتمر الـ28 لـ (الفاو) أكد في ختام أعماله دعمه الكامل لمقترحات الإصلاح داخل المنظمة المقدمة من مدير عام المنظمة جاك ضيوف , معربا عن أمله في أن تسفر الإصلاحات عن قدر أكبر من الجدوى الاقتصادية في إنجاز المنظمة لبرامجها.
وأقرّ المؤتمر الوزاري عقد اجتماع تنسيقي لكبار المسؤولين في دول الإقليم في العاصمة الأردنية عمان بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية, لدراسة وضع انفلونزا الطيور في الإقليم, وتبادل المعلومات وتنسيق الجهود للكشف المبكر عن المرض.
ودعا المؤتمر , الدول الأعضاء إلى مواصلة تعزيز القدرات الفنية والمؤسسية للوحدات المسؤولة داخل الوزارات عن تحليل السياسات الزراعية والقضايا المتصلة بالتجارة لدعم فرق التفاوض القطرية في المفاوضات الخاصة بمنظمة التجارة العالمية.
كما دعا 150 مشاركا يمثلون الدول الأعضاء في المكتب الإقليمي للشرق الأدنى و22 منظمة دولية حكومية وشبه حكومية وأهلية , في توصياتهم إلى تشجيع اتخاذ الإجراءات اللازمة لزيادة الاستثمارات الزراعية وتأمين التمويل للبرامج القطرية للتنمية الزراعية, والعمل مع مؤسسات التمويل الدولية والإقليمية على مناقشة إمكانيات دعم الأنشطة القطرية والإقليمية الفرعية والإقليمية لبناء القدرات في مجالات متعلقة بالمفاوضات التجارية المتعددة الأطراف وذلك بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة.
وأعرب المؤتمرون عن الارتياح إزاء التوجهات الرئيسية لمقترحات الإصلاح, خاصة ما يتعلق بعملية اللامركزية, باعتبار أن هذه العملية تعين المنظمة على أن تصبح أكثر فعالية في تقديم المساعدة الفنية والمشورة للبلدان الأعضاء , مؤكدين بهذا الصدد على ضرورة إيجاد توازن ملائم بين المقر الرئيسي والمكاتب الإقليمية والمكاتب الإقليمية الفرعية والممثليات القطرية حرصا على تعزيز الإنجاز والكفاءة.
وطالبت التوصيات منظمة الأغذية والزراعة النظر في إمكانية تقديم الدعم لبناء قدرات البلدان الأعضاء في الإقليم في المفاوضات التجارية المتعددة الأطراف وفي الاتفاقات التجارية الإقليمية، شريطة توافر التمويل لها, وتقييم الانعكاسات المحتملة للالتزامات في جولة الدوحة للمفاوضات بالنسبة للزراعة والتجارة والأمن الغذائي في بلدان الشرق الأدنى, وكذا مساعدة بلدان الإقليم على تيسير تبادل المعلومات والدروس المستفادة بين البلدان الأعضاء في منظمة التجارة العالمية والبلدان التي تبحث في إمكانية انضمامها إلى المنظمة، وكذلك بين بلدان حوض المتوسط التي تتمتّع بخبرة واسعة في مجال الشراكة مع الاتحاد الأوروبي وغيرها من بلدان الإقليم.
وفيما أعرب المؤتمرون عن القلق إزاء استمرار انخفاض أداء التجارة الزراعية الإقليمية بالرغم من جميع اتفاقات التكامل الإقليمي والإقليمي الفرعي , أكدوا الحاجة إلى تقييم اتفاقات التجارة الإقليمية هذه، وتفاعلها مع إصلاحات التجارة على المستويين القطري والمتعدد الأطراف، والخبرات المكتسبة من تنفيذها والمعوقات الكبرى التي تعوق فعاليتها.
وفيما يتعلق بالتطورات الخطرة التي تتعرض لها الزراعة في فلسطين دعت التوصيات منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) إلى تمويل مشاريع طويلة الأجل لإعادة تأهيل هذا القطاع.
وأكد المؤتمر على ضرورة تقديم مساعدات طارئة للصومال للتغلب على موجات الجفاف الخطيرة الأخيرة التي طالت بعض المناطق فيها وأصبحت تهدد الأمن الغذائي , وسبل المعيشة لعدد كبير من السكان, وذلك من خلال توجيه نداء للمانحين.
وأعربت التوصيات عن الارتياح لما نفذته المنظمة من أنشطة في الإقليم خلال عامي 2004-2005، وأيدت جهود المنظمة في تركيز أنشطتها على تحقيق الأهـداف الإنمائيـة للألفية , مشيرة إلى انه مازال هناك حاجة لمزيد من الجهود، وخاصة على المستوى القطري، تتمثل بالتنسيق مع وكالات الأمم المتحدة الأخرى لزيادة مساهمة المنظمة في مساعدة البلدان الأعضاء للتقدم بقدر أكبر صوب تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية.
وأطلع المؤتمر على العناصر الهامة المتعلقة بالزراعة، والتي شملها مشروع الإعلان الوزاري في نهاية اجتماع منظمة التجارة العالمية، في ديسمبر 2005 في هونغ كونغ, والمتضمن اتفاقات بشأن تخفيضات كبيرة في الدعم المحلي للتجارة, وإزالة جميع أشكال إعانات دعم الصادرات بنهاية عام 2013, والقضايا المتعلقة بالدخول إلى الأسواق والمعاملة الخاصة والتفضيلية.. وأقر بأن هناك الكثير مما ينبغي عمله من أجل إرساء الأشكال واختتام المفاوضات، خاصة بعد موافقة البلدان الأعضاء لمنظمة التجارة العالمية على تكثيف العمل على جميع القضايا المعلقة للوفاء بأهداف جولة الدوحة والتوصل إلى اتفاق نهائي بنهاية عام 2006.
ورحب المشاركون في المؤتمر بطلب كل من باكستان وتركيا ومصر وليبيا استضافة المؤتمر الـ29 للشرق الأدنى للمنظمة بعد عامين , واقروا إحالة هذه الطلبات إلى مدير عام المنظمة لمناقشتها مع رؤساء تلك الوفود قبل تسمية الدولة المستضيفة.
كما اقر المؤتمر عدد من القضايا التي سيتم مناقشتها في المؤتمر الـ29 ومنها مناقشة الإطار الاستراتيجي للتنمية الزراعية المستدامة والأمن الغذائي في إقليم الشرق الأدنى, والسبل الكفيلة بمواجهة التحديات لإحداث تنمية زراعية مستدامة في دول الإقليم ومواكبة التطورات الحديثة في مناخ التجارة العالمية وآثارها على التنمية الزراعية المستدامة والأمن الغذائي في إقليم الشرق الأدنى, وكذا الآليات المقرة لضمان سلامة الغذاء في الشرق الأدنى, وتدعيم وإصلاح نظم البحوث والإرشاد الزراعي الوطني ، والتأثيرات الاقتصادية والاجتماعية للأمراض الحيوانية العابرة للحدود, إلى جانب القضايا المتعلقة بالتكنولوجيا الحيوية المساندة لخطط تطوير التنمية الزراعية في الإقليم الشرق الأدنى .
وفي الجلسة الختامية أشاد الدكتور جلال فقيرة وزير الزراعة والري بالنتائج التي خرج بها المؤتمر, والذي حظي بنقاش علمي وبناء من قبل المشاركين وتفاعلهم مع المواضيع التي طرحت خلال أعمال المؤتمر , منوها إلى الجهود الكبيرة التي بذلت للإعداد والتحضير للمؤتمر.
فيما أعرب محمد البريثن المدير العام المساعد لمنظمة (الفاو) إقليم الشرق الأدني , وأبوبكر المنصوري أمين عام اللجنة الشعبية للزراعة والثروة الحيوانية والمائية رئيس الوفد الليبي, عن تقديرهما لما لمساه من حرص من قبل فخامة الرئيس علي عبدالله صالح لدعم المنظمة وأنشطتها.
وكان المؤتمر قد ناقش على مدى يومين عدد من القضايا الملحة في الإقليم, وفي مقدمتها انعكاسات التطورات الراهنة في بيئة التجارة العالمية والإقليمية على الأمن الغذائي والتنمية الزراعية في الشرق الأدنى والممارسات الزراعية الجيدة، وكذا الزراعة العضوية ومتطلبات الأسواق الدولية والسبل الكفيلة بتدعيم المؤسسات الريفية للتخفيف من وطأة الفقر لبلوغ الأهداف الإنمائية للألفية وامكانات التقنية الحيوية دعماً للتنمية الريفية , إلى جانب دور سياسات الإدارة المتكاملة للآفات في تشجيع تحسين جودة المحاصيل في إقليم الشرق الأدنى ودور الغابات والأشجار في مكافحة التصحّر والجفاف, فضلا عن مشاركة المزارعين في إدارة مشروعات الري العامة في الشرق الأدنى .