الطرق " شرايين التنمية ".. إنجازات رائدة في عهد الوحدة المباركة
اليوم:
28
الشهر:
أبريل
السنة:
2006
صنعاء – سبأنت : عبدالحميد الشرعبي تمثل شبكة الطرق أهم البنى التحتية للتنمية بل الشريان الذي تسير عليه التنمية في كافة المناطق من خلال تسهيل انتقال الافراد والبضائع والسلع وتنشيط حركة الاستثمار والتمكين من تقديم مختلف الخدمات الصحية والتعليمية وغيرها ووصولها الى السكان باقل تكلفة. كما تسهم الطرقات التي تمثل شرايين الحياة والتنمية في تعزيز الاستقرار وربط مناطق ومحافظات الجمهورية بعضها ببعض واليمن بالعالم الخارجي، وتقلل من الهجرة الداخلية.
وادراكا لتلك الاهمية اولت الدولة مشاريع الطرق جل إهتمامها وتصدرت اولويات خططها التنموية ، وحققت إنجازات كبيرة بالرغم من الطبيعة الجغرافية للجمهورية اليمنية التي تغطي معظمها مناطق جبلية وعرة تعيق حركة التنقل بين منطقة وأخرى.
وبقدر ان هذا الاهتمام كان مبكرا منذ قيام الثورة اليمنية المباركة في26 سبتمبر 1962م نظرا لغياب مشاريع الطرق الأسفلتية أوالمعبدة بل ووسائل النقل المختلفة إلا ماندر ,وهو ماجعل وسائل التنقل البدائية سيرا على الأقدام أو الحمير أو الجمال هي السائدة في هذه البلاد قبل الثورة , إلا ان ذلك الاهتمام تضاعف مع إعادة توحيد الوطن أرضا وإنسانا لمواكبة التحول الكبير الذي شهده اليمن الموحد بميلاد الجمهورية اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 1990 م وما يتطلبه ذلك من تسريع خطى التنمية في كافة المناطق بما يحقق الطموحات المنشودة وصناعة المستقبل المشرق لأبناء اليمن .
وتوضح الإحصائيات الصادرة عن وزارة الاشغال العامة والطرق أن اجمالي اطوال الطرق الإسفلتية التي تم تنفيذها منذ قيام الثورة المباركة في 62 حتى نهاية العام 2004م تقدر بحوالي 9982 كيلومتر ، منها4545 كيلومتر تم انجازه خلال الاعوام 1962-1990م،بمعدل انجاز سنوي قدر بـ 162 كيلومتر .. فيما بلغ طول الطرق الاسفلتية المنجزة خلال الفترة 1991-2004م حوالي 5437 كيلومتر بمعدل انجاز سنوي قدره 388 كيلومتر .
ويتضح من خلال هذه المعلومات الإحصائية مدى الاهتمام الكبير والجهود التي بذلتها الحكومات المتعاقبة في عهد الوحدة المباركة لتطوير شبكة الطرق وتسهيل حركة التنقل بين المناطق والمديريات والمحافظات لمامن شأنه ازالة اثار التشطير وربط المناطق ببعضها آخذة بعين الاعتبار الحدود الجغرافية الجديدة للوطن الموحد واهمية ربط اليمن بشبكة دولية من الطرق بدول الجوار.
ووفقا لتلك الإحصائيات فقد بلغ ماتم إنجازه خلال الخطة الخمسية الاولى (1996- 2000م) ما يربو عن 1600كيلو مترا من الطرق الاسفلتية الجديدة ، كما تم انشاء 1555 كيلو مترا من الطرق الحصوية في مختلف ارجاء الوطن فضلا عن اعادة تأهيل 542 كيلو مترا من الطرق.
وجاءت الخطة الخمسية الثانية2001-2005م ملبية لبرنامج طموح يهدف الى انشاء شبكة متكاملة من الطرق تربط مناطق الانتاج المختلفة داخل الوطن ، وكذا ربط اليمن بدول الجوار من خلال شبكة طرق دولية تقوم على احدث المواصفات العالمية اهمها:- ـ الخط الساحلي الذي يبدأ من مدينة حرض على الحدود مع المملكة العربية السعودية ويمر بالمدن الساحلية حتى مدينة فرتك الواقعة على الحدود مع سلطنة عمان ويبلغ طوله الاجمالي 1800 كيلو مترا، ويعتبر هذا الطريق من اهم الطرق الدولية التي تساهم في الواقع التنموي الجديد لليمن من خلال تسهيل حركة التبادل التجاري وانتقال البضائع والسلع بين اليمن ودول الجوار .
ـ طريق صافر - حضرموت : والذي يربط بين محافظات مأرب وشبوة وحضرموت والمهرة بطول 309 كيلو مترا وتكلفة اجمالية تبلغ 6مليارات و293 مليونا و18 الف ريال. ـ طريق تريم - ثمود - شحن: والذي يربط بين محافظتي حضرموت والمهرة بطول 582 كم وبتكلفة 8 مليارات و245 مليون ريال. ـ طريق صعدة - كتاف- البقع: ويربط المناطق الحدودية بمحافظة صعدة وهو من طرق الربط الدولية , وكان لتنفيذه اثرا كبيرا في زيادة التبادل التجاري بين اليمن والدول المجاورة وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية .. ويبلغ طوله 170 كيلو مترا وتكلفته 4 مليارات و533 مليون ريال. ـ مشروع طريق الحديدة- الصليف: والذي يسهل الاستفادة من مميزات وخصائص الصليف كميناء عميق لاستقبال السفن العملاقة والتشجيع على الاستثمار في هذه المناطق في ضوء ما تتمتع به المنطقة من خصائص طبيعية تشجع على اقامة المشاريع الاقتصادية المختلفة، حيث يبلغ طول الطريق 68 كم بتكلفة واحد مليار و200 مليون ريال. ـ طريق العسكرية- لعبوس- البيضاء: والذي يربط بين محافظتي البيضاء ولحج ويربط منطقة وسط الجمهورية بباقي المحافظات ويبلغ طوله 63 كم ، وتكلفته مليار ونصف المليار ريال. وفيما يخص المشاريع قيد التنفيذ فقد بينت احصائية وزارة الاشغال العامة للفترة من 1998م- 2005م، ان اجمالي مشاريع الطرق قيد الانشاء تبلغ 320 مشروعا بطول 13الفا و780 كم منها 191 طريق استراتيجي واسفلتي ، و129 طريق حصوي يتم تأهيل عدد منها للاسفلت سنويا ، اهمها : طريق المحويت- القناوص، وطريق حرض- صعدة، وطريق العبر- الوديعة ,وطريق سيحوت- نشطون. ومن اجل مواكبة التوسع العمراني الذي تشهده المحافظات اليمنية ، بلغت الطرق الحضرية( شوارع المدن) التي تم سفلتتها منذ قيام الثورة عام 1962م حتى نهاية 2004م نحو 33 مليونا و826 الفا و145 مترا مربع , بلغ ما تنفيذه خلال الفترة من 1990 م حتى 2004م مايقارب 21 مليونا و107 الاف و779 مترا مربع ، وهي تشكل مجموعة كبيرة من الشوارع الداخلية للمدن في عموم محافظات الجمهورية ، شملت عددا من المشاريع الهامة مثل الخطوط الشريانية الرئيسية التي يزيد عرضها عن 24مترا وصولا الى شوارع بعرض 30 و40 مترا و60 مترا كما هو الحال في الخط الدائر بامانة العاصمة والـ 90 مترا في عدن. كما شملت تلك التوسعة مداخل المدن ومخارجها وفتح خطوط دائرية جديدة , وانجز في هذا الصدد 394 مشروعا وبتكلفة اجمالية بلغت 106 مليارات و183 مليونا و507 الاف ريالات.
ولم تقف مشاريع الطرق والشوارع عند عمليات الشق والسفلتة ، ولكنها امتدت لتشمل السلامة المرورية ليس داخل المدن فحسب ، وإنما شملت الخطوط الطويلة من خلال الانارة وعمل الاكتاف والجوانب للطرق واعمال الطلاء , وقد بلغ عدد مشاريع الانارة 86 مشروعا بقيمة اجمالية تصل الى 4 مليارات و418 مليونا و59 الف ريال.
وتعكف وزارة الأشغال العامة والطرق حاليا على إعداد الدراسات لتنفيذ مشاريع طرق إسترتيجية هامة تمثل نقلة نوعية للطرق في اليمن .. في حين استكملت الوزارة مؤخرا اعداد الدراسات والتصاميم للخط المزدوج الإستراتيجي (عمران-عدن) والبالغ طوله 450 كيلو مترا، وتكفته تقدر بمليار و800 مليون دولار تمهيدا للبحث عن مصادر خارجية لتمويله وبمتوسط سنوي للتمويل يصل الى 360 مليون دولار خلال السنوات الخمس القادمة بموجب ما أكده وزير الاشغال العامة والطرق عمر الكرشمي.
كما تم الانتهاء من تصاميم مشروع الخط الصحراوي الذي يبدأ من مدينة البقع على الحدود مع المملكة العربية السعودية ويمتد حتى منفذ المزيونة على الحدود مع سلطنة عمان، الى جانب الخط الوسطي الذي يبدأ من مدينة علبين على الحدود مع المملكة العربية السعودية ويمر بعدة مدن حتى مدينة عدن.
وفي ذات الإطار تستهدف الخطة العشرية التي أعدتها وزارة الاشغال العامة والطرق مؤخرا التوسع في شبكات الطرق الرئيسية والريفية والثانوية لتصل بحلول العام 2015م الى 38 الف كيلو متر بتكلفة أولية تصل في المتوسط الى 4 مليارات و560 مليون دولار، وبمتوسط 456 مليون دولار سنويا.
وقدرت الخطة التي اقرتها الوزارة مطلع ابريل الجاري، احتياج وزارة الاشغال إلى مبلغ يتراوح بين 7 - 8 مليارات ريال سنويا لإعادة تأهيل مقاطع كبيرة من شبكة الطرق خلال العشر السنوات القادمة.
وبلغة الأرقام والمعلومات والحقائق تتضح جليا صورة من صور الإنجاز المشرقة على أرض اليمن في قطاع حيوي وهام يتمثل بقطاع الطرق , وذلك دليل على خيرات الوحدة وعطاءاتها الخيرة التي امتدت لتغطي كافة مناطق وأرجاء اليمن وجاءت لتمثل محطة إنطلاق وتحول جذري لليمن وأبنائه في المجالات كافه بما يمكنهم من اللحاق بركب الدول المتقدمة واستعادة أمجاد اليمن السعيد وأرض الحضارات المجيدة.
جميع الحقوق محفوظة للمركز الوطني للمعلومات - اليمن