الرئيسية 
 عن اليمن 
 رئيس الجمهورية 
 الحكومة اليمنية 
 معلومات قطاعية 
 عن المركز 
 خدمات الموقع 
جرائم العدوان السعودي على اليمن
قاعدة بيانات الدراسات والأبحاث الجامعية
طباعة الصفحة خارطة الموقع الموقع الرئيسي / المحتوى المعلوماتي / السياحة / صنعاء

مديرية بني حشيش

<< السابق | التالي >>

أ- شبام الغراس :

تقع " شبام الغراس " إلى الشمال الشرقي من مدينة صنعاء بمسافة ( 25 كيلومتراً ) تقريباً على الجانب الأيمن للطريق الإسفلتي الذي يصل ما بين مدينة صنعاء ومدينة مأرب ، وتقع عند سفحي جبلين يطلق عليهما جبل ذي مرمر، وجبل قهال ، وخاصة في سفحيهما الشمالي ، والشمالي الغربي ، وفي الجنوب الغربي من المدينة يوجد وادي السِّر الذي تصب مياهه في اتجاه الشرق إلى وادي الخارد في الجوف .

وتشرف " مدينة شبام الغراس الأثرية "على سهل فسيح يحيط بها من شمالها الشرقي إلى شمالها الغربي .

واسم " شبام الغراس " الآن يطلق على قريتي رحابة وشبام الغراس إضافة إلى التل الأثري الذي يفصل بينهما ، وتشكل المواقع الثلاثة الموقع القديم لمدينة يمنية قديمة عرفت في النقوش اليمنية القديمة باسم ( ش  ب  م  ) ، ، وتعرف في المصادر الإخبارية باسم ( شبام ـ سخيم ) نسبة إلى   " بني سخيم " الذين كانوا في فترة ( القرون الميلادية الأولى ) أقيال هذه المدينة .

- تاريخ المدينة : يعود تاريخ هذه المدينة إلى ( القرون الثلاثة الميلادية الأولى ) على الأقل - إن لم يكن قد بنيت في ( القرون التي سبقت الميلاد ) - ، وتمتاز بتحصينها الطبيعي حيث بنيت عند سفحي جبلين ، ويحميها من خلفها تحصينات أقيمت لحمايتها ، وتنتشر في منحدرات جبليها الكثير من الممرات الضيقة التي يصعب اجتيازها من قبل القوات المهاجمة ، وقد كانت مدينة شبام هذه حاضرة لقبيلة من ثلاثة فروع كانت تشكل اتحاد قبيلة سمعي الكبيرة التي تقع أراضي القبيلتين إلى الشمال والشمال الغربي من شبام ، وهذه القبيلة هي التي تطلق عليها النقوش اسم قبيلة ( يرسم ثلثن ذهجرم ) أي ثلث القبيلة الكبيرة المسمى ذي هجرم – أو الذي في المدينة شبام – لأن القبيلتين الأخيرتين هما حاشد وحملان ، وقد كانت قبيلة سُمعي الكبيرة ، تعتبر إحدى القبائل التي انضمت إلى اتحاد قبائل دولة سبأ ، وأراضيها تندرج ضمن نطاق الأراضي السبئية منذ ( القرن السابع قبل الميلاد ) ، ولكنها بدأت في الظهور كقوة قبلية مع بداية أفول دولة سبأ في ( القرنين الأول والثاني الميلاديين ) ، حيث وقفت إلى جانب الدولة السبئية في صراعاتها مع أعدائها التقليديين ـ الحميريين أو الريدانيين ـ ، وقد وصل أفراد من هذه القبيلة إلى كرسي الحكم في مأرب من أمثال " وهب إل يحوز " الذي حكم في منتصف ( القرن الثاني الميلادي ) .

وقد كانت مدينة " شبام الغراس " تنتج الجص أو الجير الأبيض المحروق واشتهرت به كصناعة وتجارة تدر عائداً اقتصادياً على المدينة وقاطنيها ، كما كان أهلها  يعملون على زراعة السهل الفسيح والخصب الذي يقع في شمالها فأقاموا بعض السدود ومدوا قنوات الري إلى ذلك السهل .

لقد أطلقت النقوش اليمنية القديمة على هذه المدينة مصطلح (  هـ  ج  ر  ) بمعنى أنها كانت تحتوي على كافة مقومات المدينة اليمنية القديمة ، حيث كانت محصنة طبيعياً ، إضافة إلى السور الجزئي الذي مازالت أجزاء منه ظاهرة فيما بين جبلي قهال وذي مرمر ، أما بقايا خرائب المدينة فهي مجرد بقايا أساسات للمباني التي كانت قائمة ، وقد اشتهرت هذه المدينة بقصرها ومقابرها الصخرية الفريدة  .

1 - قصر ذي مرمر : ذكر " الهمداني " عن " شبام سخيم " ، أن بها قصراً يحمل نفس الاسم حيث أورد في الجزء الثامن من إكليله : ( ومن قصور اليمن " شبام سخيم " وكان فيها السخميون من " سخيم بن يدع بن ذي خولان " ، ويقول قوم كان فيها " مر بن عامر ـ وليس كذلك لأنه من الكلاع ـ ، وبها مآثر وقصور عظيمة ، ومن شبام إلى صنعاء بينهما أقل من نصف نهار ، وبالقرب من شبام هذه رحابة ، وبها آثار عظيمة ، وفوق شبام جبل ذي مرمر ، وهو جبلها ومعقلها " كما أورد " الهمداني " في الجزء الثاني من إكليله ( شبام سخيم فيها من المآثر الحميرية ما فيه عبرة لمن اعتبر ، وهي كما ذكر : ( فإنه يوجد فيها إلى زماننا أحجار مثمنة عظيمة ، ووجد في أساسها صورة لإنسان من نحاس بساعد وكتف وأصابع ، ولعله صنم كان في زمن الجاهلية والله أعلم ) .

ذلك ما أورده " الهمداني " ، ولكن إذا عدنا إلى النقوش اليمنية القديمة التي عُثر عليها في أنقاض  المدينة وغيرها سنجد أنها تذكر أن هذه المدينة كانت تضم ضمن مبانيها معبدين كبيرين للإله ( تألب ريام ) ، إله قبيلة سمعي الكبيرة ، وهما معبد ( كبدم ) ، ومعبد (  ذ  م  ر م  ر ) وهو الاسم الذي يطلق إلى الآن على الجبل ، وعليه فإن القصور التي تشير إليها المصادر الإخبارية وفي مقدمتهم " الهمداني " ما هي إلا معابد للإله ( تألب ريام ) .

وكما هو معروف عن المعابد اليمنية القديمة فإنه عادة ما توجد إلى جوارها المقابر كمعبد ( أوام  ) محرم بلقيس في مأرب ومعبد ( رصفم ) في تمنع حاضرة قتبان ، ومعبد ( إلم ) في شبوة حاضرة حضرموت ، فـقـد وجدت إلى جانب معبدي الإله ( تألب ريام ) مقابر قديمة ، ولكنها تتميز بكونها

مقابر صخرية .

2 -  مقابر شبام الغراس : نحتت مقابر " شبام الغراس " في الصخور الشديدة الانحدار لجبل ذي مرمر ، وجبل قهال ، وجبل مصلح الذي يقع في جنوب شبام وهو الذي استخرجت منه المومياوات ، فهذه المقابر قد نحتت بهيئة غرف في صخور الجبل ، وفي داخلها وضعت الجثث المحنطة ، بالإضافة إلى أدوات جنائزية في البعض منها ، وباكتشاف تلك الجثث المحنطة من قبل طلاب وأساتذة قسم الآثار – جامعة صنعاء ، في أكتوبر ( 1983 م ) أضافت إلى الحضارة اليمنية القديمة الكثير خاصة معرفتهم بعلم التحنيط ، وهو ما يدل على أن اليمنيين القدماء قد عنوا عناية فائقة بموتاهم ، ذلك الاهتمام الذي جعلهم يحرصون على إيجاد سبل كفيلة لحفظ الجثة من الانحلال فتم تحنيطها لتقاوم عوامل الانحلال ، وبالفعل فجثث " شبام الغراس " قد قاومت الانحلال ، وهي الآن معروضة في متحف قسم الآثار – جامعة صنعاء - ولكن الكثير من مقابر " شبام الغراس " الصخرية قد تعرضت للانتهاك ، ويمكن أن نلقي ضوءاً على إحدى الجثث السليمة ، فقد تم لفها بطبقة من الكتان تعلوها سبع طبقات رقيقة من الجلد الخفيف ثم طبقة كتان خشن ، وفوق ذلك جلد سميك يغطي الجسم كله محاط بطريقة فنية مدهشة ، أما بالنسبة للأجزاء القابلة للتلف من الجثة خاصة الأمعاء والمعدة وغيرها فقد نزعت من الجثة ، وتم حشو منطقة البطن بنبات الراء المعـروف ، وهي مادة فعالة في امتصاص المواد السائلة والدهون والرطوبة من الجسم ، أما طريقة الدفن في المقبرة ، فالميت يرقد على هيئـة وضع القرفصاء والركبتان مضمومتان إلى البطن .

ومقابر " شبام الغراس " كانت مقابر عائلية أي أنها تضم معظم أفراد العائلة حيث وجدت في تلك المقابر على عظام لرجال ونساء وأطفال ، وقد وجدت بعض الأثاث الجنائزية إلى جوار تلك الجثث ، منها أواني فخارية ، تمائم خشبية كتبت عليها اسم المتوفى بخط المسند ، وتعلق إلى رقبة المتوفـى ، إضافة إلى رؤوس سهام ، وحِراب ، ونعال ـ أحذية ـ جلدية ، وأكياس جلدية لحفظ الأدوات .

3  - حصن ذي مرمر في الفترة الإسلامية : يقع حصن ذي مرمر في ثُمن من أثمان ناحية بني حشيش ، وقد كان ذلك الحصن منيعاً ، ومعقلاً شهيراً تحصن به بعض الملوك والسلاطين والأمراء والأئمة ، هذا وقد اعتورته أحوال مختلفة ، فتارة نجده مزدهراً بالعمران يضج بالحياة وتارة قد تحول إلى أطلال دراسات تنحب في أنقاضه البوم والغربان كما هو حاله اليوم على حد زعم القاضي " إسماعيل الأكوع " ، ( فقد ازدهر هذا الحصن في عصر السلاطين " بني حاتم الياميين الهمدانيين " ( 533 - 556 هجرية ) إذ كان أهم معاقلهم ، ثم تحصن فيه الإمام " عبدالله بن حمزة " ( 583 - 614 هجرية ) واتخذ فيه مدرسة للزيدية ، أما ما حدث له من خراب وتدمير فليس من الإمكانية حصر ذلك ، وأهم حادثة يمكن ذكرها عن خرابه أن الإمام المؤيد " محمد بن الإمام القاسم بن محمد "  – في ( القرن الحادي عشر الهجري ) – قد أمر بإخرابه ، ونقل أخشاب قصوره وأبوابها ونوافذها إلى شهارة ، كما روى بن أخيه المؤرخ الكبير " يحيى بن الحسين بن الإمام القاسم " في كتابه ( بهجة الزمن )  في حوادث سنة ( 1052 هجرية ) إذ يقول : ( وفي هذه الأيام حوصر حصن ذي مرمر واستمر من حال خروج " أحمد بن الحسن " - بن أخي الإمام المؤيـد - عنه في ذلك العام والشهر ، فخرج " الآغا فرحان " ، ومن معه من المماليك والخدم الذين كانوا رتبة فرقة عسكرية " لأحمد بن الحسن " وأمر الإمام بإخراج من فيه من أهله وسكونهم بصنعاء اليمن ، وكان المحاصر للحصن الحاج " حسن بن الحاج أحمد الأسدي " قريب سنة كاملة ، ثم أمر الإمام " المؤيد " بخراب ذلك الحصن المشيد والأساس المنيع الشديد وإزالة منازله الرفيعة ودوره العالية المنيعة ، وهدمه وإزالته عما كان باسمه ، فرحت قبائل بني حشيش بخرابه وتحويل أبوابه وأخشابه وهرعوا إلى الخراب بالمعاول والحديد وخربوه ، والقائل يقول : هل من مزيد ؟ حتى بلغوا فيه إلى الأساس وأزالوا عنه جميع الأجناس ، كل ذلك لأنه حصن شامخ فوق أرضهم ، وعادة القبائل جارية بكراهة كل معقل للدولة القاهرة عليهم ، وحملت أبواب الحصن الكبار إلى محروس شهارة ولم يبق إلا المسجد والمواجل  - الصهاريج - لكونها مخروطة في الصخر لا يمكن محقها لأحد بظاهر ولا خفي ، لأنه من الحصون الحميرية والقلاع القديمة ) .

ولكن عندما اصطلح " أحمد بن الحسن " مع عمه " المؤيد " سنة ( 1067 هجرية ) أعاده إلى ما كان عليه من العمارة وحسن البهجة والنضارة وظل معقلاً له ، واستمر عامراً إلى بداية ( القرن الرابع عشر الهجري ) ، فخربه العثمانيين ، لأنه كان يمثل بؤرة مقاومة لهم ومصدر إزعاج ، وهكذا ظل إلى وقتنا الحالي خراباً  .



عن اليمن.. أدلة تهمك قواعد بيانات خدمات تفاعلية

شروط الاستخدام  |  خدمات الموقع  |  تواصل معنا

Copyright © National Information Center 2014 All Rights Reserved

Designed By : Website Department