الرئيسية 
 عن اليمن 
 رئيس الجمهورية 
 الحكومة اليمنية 
 معلومات قطاعية 
 عن المركز 
 خدمات الموقع 
جرائم العدوان السعودي على اليمن
قاعدة بيانات الدراسات والأبحاث الجامعية
طباعة الصفحة خارطة الموقع الموقع الرئيسي / المحتوى المعلوماتي / السياحة / صنعاء

مديرية بني بهلول

<< السابق | التالي >>

أ - غيمان :

تقع " قرية غيمان " في جنوب شرق العاصمة صنعاء وتبعد عنها بحوالي ( عشرين كيلومتراً ) تقريباً ، وتقع ضمن قرى بني بهلول ، وهي قرية تحتوي على خرائب يعود تاريخها إلى عصور ما قبل الإسلام .

وتسمية غيمان جاءت - قديماً - كاسم لقبيلة كانت تتخذ من أراضي بني بهلول - تقريباً - مقراً لها ، وقد أطلق الاسم فيما بعد – عند الإخباريين - على الأكمة التي تقع فيها الخرائب ، وفي مقدمتهم يأتي " الهمداني " . 

" فبنو غيمان " كانوا يشكلون " أذوائية " في جنوب أراضي قبيلة سُمعي الكبيرة وشمال أراضي قبيلة ذي جرة ، وقد لعبوا أدواراً في تاريخ اليمن القديم - خاصة - في ( القرون الميلادية الثلاثة الأولى ) ، ويندرجون تحت لواء الدولة السبئية فقد ساندوا الدولة السبئية ، في حروبها التقليدية مع الحميريين ـ الريدانيين ـ ، حيث أوكلت إليهم حماية القصر " سلحين " عندما كان الملك في صنعاء ، ثم أوكلت إليهم محاربة قبائل ذي جرة وبنى شداد اللذين تقع أراضيهم في جنوب أراضي الغيمانيين ، وقد انتصروا في حروبهم ووصلوا إلى بينون المشهورة ، كما وصل نفوذهم في الدولة السبئية إلى الحد الذي اعتلى العرش السبئي  قيل غيماني هو "  انمار يهامن " في نهاية ( القرن الثاني الميلادي ) .

وغيمان المدينة الآن تحتفظ بالعديد من الخرائب أهمها تلك التي تقع على الأكمتين الملتصقـتين اللـتين تشرفان من كافة جوانبها على سهل فسيح ذي أراضٍ زراعية خصبة ، وأهمهما الأكمة الغربية ، التي يوجد عليها بقايا أساسات لمبنى ضخم مما دعى " الهمداني " إلى إطلاق مصطلح قصر على خرائب هذا المبنى .

وتدل بقايا الأساسات لهذا المبنى أنه كان مستطيل الشكل احتل مساحة قمة التلة ـ الأكمة ـ كاملة تقريباً ، وقد كانت له ثلاث طرق قديمة يتم الصعود من خلالها إلى المبنى من قاع السهل المحيط بالأكمة أو التل ، أحدها طريق غربية تصل إلى بوابة المبنى الشمالية ، أما الأخريتان فالأولى تأتي من الشمال الشرقي والأخرى من الجنوب الشرقي وتلتقيان في بوابة المبنى الشرقية التي تطل على الأكمة الشرقية ، وتنتشر بقايا أحجار هذا المبنى الضخم في معظم المنازل الحديثة التي بنيت على  خرائب هذا المبنى إضافة إلى أعمدته الحجرية ونقوشه التي تؤكد بأن هذا المبنى هو معبد من معابد إله قبيلة غيمان وهو ( حجرم / قحمم ) ، ولا نعرف بالضبط فيما إذا كان هو معبد ( تنع ) أو ( لميس ) اللذين تذكرهما النقوش اليمنية القديمة ، أما في الأكمة الشرقية فتنتشر فيها بقايا مقابر قديمة تم التنقيب فيها من قبل الألماني ( Wissmann .H.V ) الذي كلفهُ بذلك الإمام " يحيى بن محمد بن حميد الدين " في عامي ( 37 - 1938 ميلادية ) ، وقد عُثر على تمثال برونزي بطابع هلنستي ، وقد أهداه الإمام في حينه إلى ملكة بريطانيا ، وهـو محفوظ الآن في المتحـف البريطاني ، أما في السهل أسفل هاتين الأكمتين المتلاصقتين – خاصة - في جهة الشرق توجد العديد من الآبار القديمة بعضها مازالت تستخدم حتى وقتنا الحاضر .

لقد ذاع صيت مدينة غيمان الأثرية - قصرها ومقابرها - على إثر ما ذكر " الهمداني " عنها:-

1-قصر غيمان : ( ومنها قصر يسمى غيمان واسمه ( المقلاب ) وكان عجيباً ، فيه حائط مدور وفيه خروق ـ كوى ـ على حساب المشارق والمغارب ) ـ أي على درجة الميل لتقع الشمس كل يوم في كوة منها ـ ، وهذا ما ذكره " الهمداني " ، وقد وجد في ثلاثة نقوش متفرقة على المبنى ، اسم الإله ( ح  ج  ر  م  /  ق  ح  م  م ) إلى جانب المعثورات الأثرية ، ومن أهمها المذابح الحجرية التي على شكل مائدة قرابين ذات حواف جانبية تنتهي عند أحد أطرافها برأس ثور ذي رقبة ذي خط غائر لصب المواد السائلة من دماء القرابين وغيرها ويدل ذلك على أنه كان يوجد معبد أقيم لعبادة الإله ( ح  ج  ر  م  /  ق  ح  م  م ) ؛ ربما كان في داخل القصر أو خارجه ، إضافة إلى وجود المقابر في الأكمة الشرقية والمعروفة بتلة " يعوق " التي تؤكد بأن المبنى كان معبداً لألهم المعبود - حيث توجد عادة المقابر إلى جوار المعابد - كما كان سائداً في المقابر المجاورة لمعبد محرم بلقيس ( أ و ا م ) في مأرب وغيرها من المعابد اليمنية القديمة ، كما توجد عدد من الصهاريج الصخرية في الجهة الشرقية من مدينة غيمان لخزن المياه مطلية من الداخل بالجص .

2- مقابر غيمان : وقال " الهمداني "  إن في غيمان مقبرة عظماء حمير الملوك قال   " أسعد  الكامل ":   وغيمان محفوفة بالكـروم          لها بهجة ولها منظر

بها كان يقبر من قـد مضى        من آبائنا وبها نُقبـر

إذا ما مقـابـرنا بعُـثـرت       فحشـو مقابرنا جوهر

إذا عُثر على قبر أحـد منا         وجد فيه المال والجوهر

وتوفي " أسعد تبع " بغيمان فقبره بها ، وقد أورد " الهمداني " على لسان " أسعد تبع " قصيدة طويلة استشف منها " الهمداني " أن قبر " أسعد تبع في غيمان " ، ذلك ، ما ذكره " الهمداني " عن مقابر غيمان ، الأمر الذي أدى بالناس إلى حفر مقابر غيمان وغيرها من المقابر طالما وأنها محشوة بالجواهر ، أما مقابر غيمان فهي كغيرها من المقابر اليمنية القديمة ، كان يوضع فيها إلى جانب جثة المتوفى بعض الأثاث الجنائزي ، وذلك لاعتقادهم أن الميت عندما يبعث سوف يكون في حاجة إليها في حياته الثانية .

3- سور المدينة : لقد ظهرت عـدة آراء عـن سـور المدينـة أهمها ذلك الرأي الـذي يقول : ( إن المدينة كانت محصنة بسبعة أسوار ) ، ولكن من خلال الدراسات الميدانية للمدينة ، نلاحظ أن هناك عدداً من الجدران خاصة في الجهة الغربية ، وهي كما يبدو بقايا جدران لمبانٍ وليس للسور ، فالمدينة كان لها سور واحد لم يبقِ منه سوى جزء بسيط في جنوب شرقها في المنطقة الفاصلة بين تلة المدينة والتلة التي توجد عليها المقابر .

وتتميز غيمان بوجود أعداد كبيرة من الأجران في الجهة الشرقية للمدينة القديمة ، والجرن بلهجة اليمن ، هي عبارة عن ساحة مبلطة بالأحجار تستخدم للأغراض الزراعية حيث تجمع إليها المحاصيل الزراعية من الحبوب ، بعد أن تجف ، ثم تفصل الحبوب عن السنابل  في تلك الأجران ، وهناك طريقتان لذلك إما بجعل الماشية تدور فوقها فتدهسها بأقدامها ، أو يتم ضربها بأعمدة مخصصة لذلك ، وهو الأمر الذي يؤدي إلى انفصال الحبوب عن السنابل .

وكثرة الأجران في غيمان يدل على أنها كانت في فترات متقدمة تنتج محاصيل زراعية من الحبوب  بكميات وافرة .

وتحتوي مدينة غيمان الأثرية على عدد ( إثنين ) من المساجد التي استخدمت في بنائها الأحجار القديمة وهما مسجد الوشلي وجعيدان ، وهما مسجدان صغيران بُنيا مؤخراً  .



عن اليمن.. أدلة تهمك قواعد بيانات خدمات تفاعلية

شروط الاستخدام  |  خدمات الموقع  |  تواصل معنا

Copyright © National Information Center 2014 All Rights Reserved

Designed By : Website Department