" فيلم يوم جديد في صنعاء القديمة " يحصد جائزة مهرجان الفيلم الدولي بواشنطن

اليوم:  25 الشهر:  نوفمبر السنة:  2006

لم يكن الحكم مقتصراً على لجنة الحكام فقط في مهرجان الفيلم الدولي الذي نظم بالعاصمة الأمريكية واشنطن بمشاركة أفلام عربية متعددة. . بل شارك أيضاً الجمهور في التصويت هذه المرة ليحسم أمر جائزة المهرجان أمس لصالح رائعة المخرج اليمني الكبير بدر بن الحرسي عن فيلمه الروائي " يوم جديد في صنعاء القديمة".
وكانت قد نفدت تذاكر الدخول في قاعات العرض السينمائي بواشنطن، واكتضت على مدى يومي العرض بمئات المتفرجين لمشاهدة الفيلم اليمني، الذي أجمع الناقد والمشاهد كليهما بأحقية استحقاقه على جائزة " المشاهد العربي - أفضل فيلم بتصويت الجمهور" باعتباره يشكل علامة واضحة لأسلوب فني ينتمي لعاصمة الروح صنعاء القديمة .
الفيلم ذو الإنتاج المشترك " يمني - بريطاني "، والبالغ تكلفته قرابة 750 ألف دولار، ساهمت في تمويل أنتاجه وزارة الثقافة بـ 40 ألف دولار سبق وأن حصد العديد من الجوائز العربية والدولية، منها جائزة الصقر الفضي في فعاليات الدورة السادسة لمهرجان الفيلم العربي في روتردام بهولندا، والذي شكل فوزه بروزاً لافتاً للسينما العربية غير السائدة التي تتنامى سريعاً من قبل سينمائيين أغلبهم شباب..
كما حصد جائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان القاهرة الدولي الـ 29، بالإضافة إلى فوزه بالجائزة الأولى " الخنجر الذهبي " في مهرجان مسقط السينمائي الرابع.
المخرج اليمني بدر بن الحرسي حصل على وظيفة مخرج فني في مسرح "بلوهارليكن" وأخرج /9/ مسرحيات في لندن وأدنبرة، وقدم العديد من الأفلام التسجيلية والوثائقية عن العرب والإسلام، وفاز عنها بجوائز ومنها "الشيخ الإنكليزي"، و"الجنتلمان اليمني"، و"11 سبتمبر من خلال عيون سعودية".
زار الحرسي المولود في بريطانيا موطنه اليمن لأول مرة وعمره 27 سنة، وعاد اليها بعد عشر سنوات ليخرج فيلمه الأول " الرأي العام".
سينمائيون قالوا :" إن السينما المصرية التي كانت سائدة حتى سنوات في كل المهرجانات ستجد اليوم منافساً صعباً، حيث شكل "فيلم يوم جديد في صنعاء القديمة" مفاجأة في العديد من المهرجانات التي شارك فيها ".. مؤكدين أن فوزه ليس باعتباره أول فيلم روائي يمني يكشف بلداً لم يروه من قبل في فيلم روائي، بل لأنه في اليمن وفي مدينة صنعاء نتعرف على مجتمع تصطدم فيه التقاليد بلغة القلب مما يؤدي إلى ضرورة اتخاذ قرارات صعبة.
المشاهدون من جميع الأطياف أجمعوا على أنه يكفي وجود فيلم بهذا المستوى يحكي عن بعض العادات والتقاليد في اليمن، وبالذات عن مدينة صنعاء القديمة التي تعتبر مقصد كل زائر وقارئ ومطلع ومهتم يمني أو غير يمني مع تباين واضح في الأفكار والرؤى فيما يتعلق بالقصة والأداء والممثلين وبعض الأدوار التي قام بها بعضهم.
المخرج بدر بن الحرسي عبر عن فرحته العارمة بهذا الفوز في حديث مقتضب لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) .. مبديا إرتياحه للنجاح الكبير والمتتالي التي نالها هذا الفيلم في عدد من المهرجانات العربية والعالمية وغيرها من الأفلام التسجيلية والوثائقية عن اليمن والعرب والإسلام والتي دفعته غيرته على وطنه ودينه الى اتخاذ أسلوب جديد من الأعمال الفنية الهادفة الى نقل الصورة الجميلة عن وطنه الام ومجتمعه الاسلامي.
المخرج الحرسي لم ينس أن يشكر الدعم الذي تلقاه من أعضاء البعثة الدبلوماسية اليمنية بواشنطن برئاسة الأخ عبدالوهاب عبد الله الحجري سفير اليمن لدى الولايات المتحدة الذي دأب على تشجيع هذه الأعمال الفنية التي تقدم صورة إيجابية عن الحضارة والتراث اليمني.