ندد المشاركون في مسيرات جماهيرية بالأعمال الوحشية التي يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني المتمثلة بأعمال الإبادة الجماعية والقتل والتشريد الذي تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي لا سيما في قطاع غزة.
وقد نظم كل من جمعية كنعان لفلسطين والاتحاد العام لطلاب اليمن مهرجانين جماهيريين، وعبر المتظاهرون في المسيرة التي انطلقت من مقر جمعية كنعان إلى مقر الأمم المتحدة عن أسفهم للصمت الدولي تجاه ما يعانيه أبناء الشعب الفلسطيني من أوضاع مأساوية جراء الحصار الجائر من قبل آلة الحرب الإسرائيلية، والذي طال حياة الأطفال والشيوخ والنساء العزل، ولم يستثن حتى المرضى والجرحى في المستشفيات.
وطالب المتظاهرون في بيان سلموه للممثل المقيم للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة بصنعاء المجتمع الدولي والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان الوقوف الجاد والحازم تجاه الممارسات الوحشية التي يندى لها جبين التاريخ. مؤكدين إن إسرائيل لم تكن تجرؤ على ضرب هذا الحصار الظالم الشامل، والإغلاق الكامل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لولا السكوت والصمت الذي صاحب الحصار المتقطع والجزئي المضروب على القطاع منذ حوالي عامين.
ولفت البيان إلى أنه كلما توغلنا في صمتنا عن جرائم إسرائيل تمادت في جرائمها وعدوانها.
وأضاف" إن ما يحدث في قطاع غزة من جرائم قتل وتجويع وحصار يكشف مدى زيف وازدواجية أدعياء حقوق الإنسان والديمقراطية فلم نسمع من هذه الجهات العديدة كلمة واحدة غاضبة كانت أم هادئة، وهي التي تملأ الدنيا صراخا وعويلا إذا ما مس إنسان من الجهة التي يقفون بجانبها، ويا ليت هذه المنظمات تدافع عن الإنسان العربي الفلسطيني مثلما تدافع جمعيات الرفق بالحيوان".
وأشار البيان إلى أن إسرائيل مهما ماطلت وراء ذرائع من هنا وهناك فإن الهدف الأساسي من اقتراف هذه الجرائم أن تهرب من استحقاق السلام الذي ثبت للمرة الألف بأنها أبعد ما تكون عنه، وأن ما تريده بالفعل هو استسلام من هذا الشعب المناضل الصابر، والذي لن يحدث أبدا.
وحمل المتظاهرون اللافتات والشعارات المنددة بالوحشية الإسرائيلية، والمطالبة بتقديم الدعم والعون لصمود أبناء الشعب الفلسطيني، مرددين الشعارات المنددة بالصمت العربي، والمواقف العربية الرسمية المخزية.
كما دعا المتظاهرون القادة العرب إلى تحمل مسؤولياتهم، والمبادرة إلى وقفة جادة تجاه هذه الممارسات، والعمل على استعادة التضامن العربي، وتحقيق وحدة الصف باعتبار أن وحدتهم وتكاتفهم هي السبيل الأمثل للوقوف أمام هذا المد العدواني الذي لا يستثنى احد من العرب. مشيدين بمواقف فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية الداعمة لنضال الشعب الفلسطيني المشروع، والمطالبة برفع المعاناة عنه.
وقد التقت الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بصنعاء سلافيا برسيليا بالمشاركين في المسيرة، وخلال اللقاء ألقى رئيس جمعية كنعان لفلسطين يحيى محمد عبد الله صالح كلمة أرجع فيها ما يتعرض له العرب من عدوان إلى عجز وصمت الحكومات العربية التي تقف موقف المتفرج إزاء كل ما يجرى لأبناء الشعب العربي في فلسطين والعراق .
وأكد تضامن أبناء الشعب اليمني مع أبناء الشعب الفلسطيني في نضالهم المشروع على الاحتلال، وحقهم في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.
من جانبها أكدت الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بصنعاء حرصها على نقل رسالة تضامن الشعب اليمني مع الشعب الفلسطيني إلى الأمين العام للأمم المتحدة.
وقالت:" باسم منظمة الأمم المتحدة نعبر عن قلقنا البالغ للأوضاع في غزة، حيث أن هناك 160 ألف مواطن فلسطيني في غزة يعتمدون يومياً على المعونات من الأمم المتحدة. مؤكدة إنه إذا لم يتم الحل في غزة فإن الأمم المتحدة لن تستطيع مواصلة دعمها.
وأضافت:" هناك حالة إنسانية طارئة لا بد من معالجتها"، معبرة عن القلق لأن العنف الحاصل حاليا يهدد بشكل خطير أي حل في هذه المنطقة، داعية إلى العمل على إتاحة الفرصة للأمم المتحدة لتقديم المساعدة للشعب الفلسطيني.
إلى ذلك طالب سفير دولة فلسطين الدكتور أحمد الديك المجتمع الدولي والرباعية الدولية التعاطي بمسؤولية مع ما يشهده أبناء الشعب الفلسطيني من حرب إبادة على أيدي قوات الاحتلال الصهيوني، وعدم الكيل بمكيالين في التعامل مع قضايا المنطقة، وممارسة الضغط على إسرائيل للانصياع لقرارات الشرعية الدولية الداعية إلى حق الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وحيا السفير الفلسطيني في صنعاء مواقف فخامة الرئيس علي عبد الله صالح الداعمة لقضية أبناء الشعب الفلسطيني، ومطالبته المستمرة في كافة المحافل الدولية لإيجاد الحل السريع والعاجل لمعاناة أبناء الشعب الفلسطيني. داعيا إلى وضع حد للانقسام في الصف الفلسطيني والعمل على وحدة كافة أطياف أبناء الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال الغاصب للأرض الفلسطينية.
كما ألقيت كلمتين عن اتحاد نساء اليمن ونقابة المهن التعليمية والتربوية نددتا بجرائم الحرب والإبادة التي يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني على يد قوات الاحتلال الصهيوني الغاشم.
داعية الأمم المتحدة للاضطلاع بدورها الإنساني برفع المعاناة عن الشعب العربي الفلسطيني، وإجبار إسرائيل على رفع الحصار، وفتح المعابر حتى يتم إدخال المعونات الإنسانية إلى أبناء الشعب الفلسطيني.
وجددتا تضامن نساء اليمن ومعلميها مع أبناء الشعب الفلسطيني في مواجهة الغطرسة والوحشية الإسرائيلية التي تمارسها من خلال آلتها الحربية المدمرة على أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل.
إلى ذلك ندد طلاب جامعة صنعاء بما يتعرض له أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق من اعتداءات وحشية وحرب إبادة من قبل الكيان الصهيوني الغاشم .
وطالبوا في المهرجان الجماهيري الطلابي الحاشد الذي نظمه اليوم الاتحاد العام لطلاب اليمن بجامعة صنعاء الدول العربية والمجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم وسريع لفك الحصار الجائر عن قطاع غزة.
وفي المهرجان ألقيت عدد من الكلمات لأمين عام الاتحاد العام لطلاب اليمن عادل العصيمي، والمسؤول الإعلامي لنقابة أعضاء هيئة التدريس الدكتور عبد الله العزعزي، ومحمد عبد العزيز الرنتيسي عن الفلسطينيين، طالبوا فيها سرعة فك الحصار الجائر عن قطاع غزه الصامد الذي يواجه أهله من نساء وشيوخ وأطفال حرب إبادة شاملة ووحشية غير مسبوقة في تاريخ الحروب والصراعات البشرية في ظل صمت عربي ودولي, وكذا مطالبة الدول العربية والإسلامية بإيقاف كافة أشكال التعاون والتطبيع مع الكيان الصهيوني.
وأكدوا على أن طلبة جامعة صنعاء كانوا وما زالوا وسيظلوا الشريحة التي تقف في مقدمة الصفوف للدفاع عن قضايا الأمة، والوقوف إلى جانب الحقوق العادلة، والاضطلاع بمهمة توعية المجتمع بمختلف القضايا والمواضيع التي تهم الوطن والأمة، داعين الجماهير العربية والإسلامية عموما واليمنية خاصة إلى الاستمرار في إقامة الفعاليات السلمية الاحتجاجية للضغط على الأنظمة العربية حتى يتم إيقاف العدوان الصهيوني، ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، وكذا دعم المقاومة الباسلة في فلسطين والعراق ولبنان بمختلف الوسائل والإمكانيات المتاحة.
بعد ذلك تحركوا في مسيرة طلابية حاشدة من ساحة كلية الشريعة والقانون بجامعة صنعاء جابوا خلالها عددا من شوارع أمانة العاصمة، وهم يرددون الهتافات المنددة والشاجبة لكل أنواع العنف وإرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل على الشعب الفلسطيني الأعزل.
وتضمنت اللافتات التي حملها الطلاب المشاركون في المسيرة دعوة لاتخاذ موقف عربي موحد والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ونضاله المشروع في تحقيق مصيره وقيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، معربين عن أسفهم للصمت العربي والدولي أمام الجرائم التي ترتكبها إسرائيل المدججة بأحدث أنواع الأسلحة على شعب أعزل.
وقد سارت المسيرة الطلابية إلى أمام السفارة المصرية باعتبار جمهورية مصر العربية تمثل قلب العروبة النابض، وما لها من دور فعال، بالإضافة إلى ثقلها الدولي للدفاع عن قضايا الأمة ونصرتها، والتصدي للمخاطر المحدقة بالأمة في مختلف الظروف والأزمنة.
سبأنت
خارطة الموقع 
اليوم: 
عن اليمن..
