الرئيسية 
 عن اليمن 
 رئيس الجمهورية 
 الحكومة اليمنية 
 معلومات قطاعية 
 عن المركز 
 خدمات الموقع 
جرائم العدوان السعودي على اليمن
قاعدة بيانات الدراسات والأبحاث الجامعية
طباعة الصفحة خارطة الموقع الموقع الرئيسي / الاخبار المحلية

فخامة الرئيس يحضر اللقاء التشاوري الإرشادي للخطباء والمرشدين والمرشدات

اليوم:  30
الشهر:  أغسطس
السنة:  2008

حضر فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية, اليوم في قاعة الشوكاني بكلية الشرطة بصنعاء اللقاء التشاوري الإرشادي للخطباء والمرشدين والمرشدات.
وقد ألقى فخامة الرئيس كلمة حيا في مستهلها أصحاب الفضيلة العلماء والأخوة المرشدين والخطباء والأخوات المرشدات.
وقال: "أهنئ علمائنا وشيوخنا وخطبائنا ومرشدينا وشعبنا اليمني العظيم بقدوم شهر رمضان المبارك, ونتقدم بالشكر للجهات التي رتبت لهذا اللقاء التشاوري مع العلماء والشيوخ والخطباء والمرشدين والمرشدات للتشاور والتفاهم حول الخطاب الديني الإسلامي المتوازن المعتدل، والسبل الكفيلة بنبذ التطرف والغلو".
وأضاف: "لا أجد مجالا للحديث أكثر من فضيلة الإخوة العلماء الذين تحدثوا من قبلي في هذا اللقاء عن الغلو والتطرف وإقصاء الآخرين وتأكيدهم أنه لا يجوز لأحد أن يقصي الآخر ولا يجوز لأي إنسان أن يقصي الآخرين".
وتابع قائلا: "نعتلي على المنبر لنقول كلمة الحق ولو على أنفسنا، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصيحة لأولي الأمر، ولا نتحول إلى شرطة تنفيذية في الشوارع فالعلماء يقدمون النصيحة والإرشاد، يرشدون الناس في أمور دينهم ودنياهم ويعلموهم تعاليم الدين الحنيف الحقة لأنه مازال هناك جهل يخيم على البعض".
وأردف فخامة الرئيس قائلا: "على العلماء والخطباء واجب كبير لتوعية الناس وتثقيفهم وتبصيرهم بقيم ومبادئ ديننا الإسلامي الحنيف فهو دين العدالة والحرية وليس الغلو والتطرف".
واستطرد قائلا: "وكما تحدث أحد المتحدثين هناك من يعتلي المنبر ويوجه الشتائم والقدح لعامة الناس ويظنون أن هذا عالم منصف وأن الذي يتكلم بحرية ويتكلم بحق ونصح ووسطية وعلم يقولون هذا منافق للسلطة وهذه نظره قاصرة، وتعكس الجهل".
ومضى رئيس الجمهورية قائلا: "إن ما عانيناه خلال هذا العام والسنوات القليلة المنصرمة هو نتيجة للتعبئة الخاطئة والخطاب الديني المتطرف وما حدث في حضرموت وصنعاء ومأرب هو نتيجة للخطاب الديني غير المسئول الذي يكفر كل الناس ويعتبر من يسيرون على نهج الوسطية والاعتدال بمثابة منافقين, وطبعا كل هذا نتيجة للتعبئة الخاطئة, ولو كان هناك خطاب ديني معتدل لما وصلنا إلى ما وصلت إليه الأمور من قتل للنفس البريئة في حضرموت ومأرب وصنعاء، فضلا عن الاعتداء على مدرسة البنات الواقعة بجانب السفارة الأمريكية في صنعاء بالقنابل والاعتداء على السواح وإقلاق السكينة العامة".
وأكد فخامة رئيس الجمهورية أن من يقدمون على ارتكاب مثل هذه الأعمال الإجرامية المحرمة شرعا ومن ينتهجون الخطاب المتطرف لا صلة لهم بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وقيمه السمحة.
وتابع: "علينا أن نوعي الناس بدينهم ومبادئه وقيمه الصحيحة، فهناك فساد سياسي وفساد أخلاقي, وعلينا أن نوعي الناس من على المنابر أن يتجنبوا الفساد السياسي والأخلاقي وأن يحرص علماؤنا على أداء دورهم الإرشادي والتنويري في المجتمع من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى جانب نصيحة ولي الأمر".
وقال: "على الجهات المعنية أن تقوم بواجباتها في الحكومة وأجهزة الأمن عندما تشاهد الرذيلة في أي مكان, وعلينا أن نوعي الناس وأن نبلغ تلك الجهات وعلى الجهات المعنية أن تقوم بواجبها".
وأردف قائلا: "جميع هؤلاء العلماء الأجلاء وهذه الكوكبة العظيمة, ينتهجون منهج الوسطية والاعتدال وقد عبر عن هذا الكثير منهم ومعظمهم شباب ناصح واع، فعلينا أن نخاطب الناس وأن نحببهم بالإسلام ونغرس قيمه ومبادئه العظيمة في عقولهم وقلوبهم".
داعيا الخطباء والمرشدين إلى إتباع الموعظة الحسنة في الدعوة والإرشاد وقال: "لا نكره الناس بدينهم، بل يجب إن نحبب الإسلام في قلوبهم إقتداء بما معناه "يسّر ولا تنفّر ولا تكفّر الناس".
وأضاف: "إن خطبة الجمعة عبارة عن لقاء لهذه الأمة أو لقاء للناس ليتشاوروا، ويتحدث الخطيب عن ما يعانيه المجتمع وعن واجب الفرد والجماعة نحو الأمة، وما هو المطلوب من الجميع تجاه المستجدات".
وتابع فخامته: "نعم هناك ظواهر فساد يجب أن نتحدث عنها، الفساد ليس مالياً وإدارياً فحسب، ولكن هناك أيضاً فساد سياسي وفساد أخلاقي، علينا أن نتحدث مع الناس بصراحة وبزهد عن ذلك.. فقد يرتفع الصوت لكن ماذا وراء الصوت؟ ما الهدف من رفع صوتك؟ بماذا خاطبت الناس؟"
وقال: "نعم نريد أمن واستقرار نريد تنمية نريد أن نوحد بين أمتنا لا نفرق، نوحد صفوفنا وكلمتنا، نعمل من أجل توطيد أمن واستقرار البلد، فالتنمية لا تأتي إلا في ظل أمن واستقرار، فإذا فقد الأمن والاستقرار لا تنمية، وخاطب المرشدين والخطباء قائلا " عليكم واجباً عظيماً وكبيراً.. وأنا أتحدث الآن مع هذه الكوكبة لا اعنيهم فقط، و لكن أتحدث من خلالكم إلى أفراد المجتمع الذين يستمعون إليكم، فما أجمل الخطيب عندما يشد انتباه الناس في المسجد بخطاباته ولن يتأتى ذلك إلا عندما يكون الخطيب فاهماً معداً لخطبته".
وأضاف: "هناك خطباء في بعض المساجد عندما يخطبون يكفرون الناس ويشتمونهم، ويدخلون في أعراض الرجال والنساء، وهذا لا يجوز فهذه بمثابة ابنتك أو أختك أو أمك وعليك احترامها في كل الأحوال وان لا يقتصر ذلك على أيام الانتخابات حيث يأتون إلى المرأة ويخطبون ودها.
وتابع: "هذه أمك وهذه أختك هذه نصف المجتمع لو لم تكن موجودة لما وجدت أنت.. وأضاف: "يقولون صوت المرأة عورة، فهل ما تكلمت به الأخت هدى اليافعي عورة؟ وهل عندما ترفع المرأة صوتها وتخطب خطاب ديني يعتبر ذلك عورة؟ إن من يعتقد ذلك هو العورة؟.
وقال: "المرأة تخطب خطاباً دينياً، تخاطب وتوعي النساء والبنات بدينهن وكلامها مقبول وهي مرشدة واعظة بشيء جيد تقيم حلقات الدرس وتقيم الخطابة والندوات هل كلامها عورة؟ أي فكر ينكر ذلك هو العورة.
وأضاف: "أنا لست عالماً ولست فقيهاً ولست خطيباً، أنا سياسي أتحدث معكم وأحملكم المسئولية، ونحن على استعداد لأن نسمع منكم نصائحكم ورؤاكم ونتعاون مع بعض، علماء ومسئولين.. وأوجه الجهات المعنية في الحكومة وفي الأمن أن يتعاونوا مع العلماء في متابعة القضايا التي تهم المجتمع والناس.. خاصة وأن بعض الخطباء منصفون وزاهدون ويتبعون القضية من جذورها ولا يلتفتون إلى القيل والقال.
داعيا الخطباء والمرشدين إلى تقديم الخطاب المقبول من خلال توخي الحقيقة.
وقال فخامة رئيس الجمهورية مخاطبا الحضور: "أنا متأكد أن الكثير منكم زاهدون وفاهمون وعارفون.. ونحن قادمون على شهر رمضان المبارك وعلينا أن ندعو الناس إلى تعميق وحدتهم الوطنية وإيجاد الألفة والمحبة والإخاء ونبذ الكراهية والشتائم والبغضاء، علينا أن ندعو الناس للأخذ بأيدي الفقراء ليس للشهرة كما يفعل البعض، حينما يتصدقون ويطعمون في رمضان من أجل الشهرة، وأنتم أيها العلماء تعريف طريقة الأخذ بأيدي المعدمين والفقراء، وما يتطلبه تقديم الصدقة من سرية هذا إذا ما أراد المتصدق أو المحسن فعل الخير والقبول عندالله، وليس استعراض قدراته والاختيال بأنه قدم كم كيس أرز أو كم وجبه عشاء للشهرة والقول بأن التاجر أو الميسور الفلاني قدم تغذية لكذا وكذا من المعدمين فهناك عدة طرق وأساليب بكيفية تقديم الصدقة".
وأضاف: "كذلك الزكاة، يجب دعوة وحث الناس على إخراج واجباتهم الزكوية وتسليمها إلى الدولة، لان الدولة تقوم بواجب عظيم، سواء ببناء المعاهد والمدارس والجامعات والمستشفيات، أو تقديم مساعدات والضمان الاجتماعي، وشق الطرق، أكدوا للناس بالحجة والدليل القاطع أن الزكاة تطهيرا للنفس والأسرة والأولاد، وأنها فريضة إلى الدولة، فالحكومة هي من يقوم ببناء المسجد والمدرسة والمستشفى والجامعة ومعالجة المرضى، فعلى العلماء والخطباء حث الناس من خلال خطاب معتدل يتقبله المستمعون، وحثهم على دفع الزكاة لأنها تعود بالخير لعامة الناس.
وأشار فخامته إلى أن النظام الإمامي المتخلف كان حكمه قائم على الزكاة فقط.. ولم يستفد منها المعدمين بشيء.. فيما الدولة الآن تدفع المليارات للضمان الاجتماعي للفقراء في كل المحافظات، وتحرص على توفير المدارس وتعليم الأولاد وإيجاد الكتاب.. وتساءل من أين كل هذا؟ لذلك لابد من مال، ونقول للذين يتحدثون عن النفط، أن اليمن كانت تنتج من النفط 480 ألف برميل يوميا منذ 1984م، واليوم تناقص وتهاوى وأستنزفناه وأصبح الإنتاج حوالي 370 ألف برميل، وبعائدات الـ370 ألف برميل نشيد المدارس والجامعات ونشق الطرقات ونبني الجسور ونصرف على الجيش والتربية والتعليم والأمن كل هذا من عائدات النفط، في حين يعتقد البعض أن عائدات النفط تصرف للجيوب.. وإنما هي في الحقيقة تصرف لتنمية البلد.
وأضاف: "يقولون عندنا نفط لكن لا نعرف أين يذهب؟ يعتقد البعض أننا نوزع عائدات النفط فلوس، لكننا في الحقيقة نسخرها لشق الطرق وبناء لمدارس والمستشفيات والجامعات والمعاهد وتعليم الشباب والشابات ومعالجة المرضى وهذه هي عائدات النفط وعائدات الضرائب والجمارك، وكلها تعود لمصلحة عامة الناس.
وتابع فخامته: "أملي في الخطباء المرشدين والمرشدات أن يقوموا بدور ايجابي فاعل في خدمة المجتمع، فما حدث في حضرموت من أعمال تخريب إنما هو نتيجة للجهل، وكذلك ما حدث في صعدة من تخريب وإزهاق أرواح، واقتراف جرائم نتيجة للجهل أيضا، فلو كان هناك نشاط وخطاب ثقافي وديني معتدل لما حصل ما حصل، بمعنى أن نقول لمن يقومون بذلك من خلال الخطاب المعتدل إلى أين ستذهب بهذا العمل التخريبي؟ فأنت بهذا العمل حرمت الطلاب من الدراسة وهدمت المزارع وأزهقت أرواح الأبرياء من الجيش والأمن والمواطنين، وهدمت المساكن، لماذا؟ ما هو هدفك؟
وقال فخامة الرئيس "نحن إنتهجنا نهج الشورى والديمقراطية بحيث يختار عامة الناس حكامهم وقيادتهم، ولا يصل أحد إلى السلطة على ظهر دبابة، في حين أن كثير من المغفلين يراهن على الفوضى وقطع الطرقات والإعلام غير المسؤول ويعتقد انه سيأتي للحكم على ظهر دبابة.
وأضاف " البلد توحد منذ 18 عاما والألفة والمحبة والإخاء والتنمية بين أبناء الشعب اليمني الواحد هي السائدة، ويتجسد ذلك في القصيدة والتي تقول أبياتها بما معناه أن دوعن تعانق صنعاء، وصنعاء تعانق عدن، فقد صرنا أسرة واحدة ومن نعم الله علينا أنه لا توجد بيننا طوائف، نحن أمة مسلمة.
وتابع قائلا " تشير الدراسات الأولية التي أعدتها اللجنة الوزارية التي تم تكليفها بالنزول إلى صعدة لحصر الأضرار وما يتطلبه إعادة الإعمار إلى أن تكاليف إعادة الإعمار والبناء تصل إلى عشرة مليارات، وقد وجهنا رئاسة الوزراء باعتمادها ، وتم بالفعل اعتمادها لإعادة إعمار ما خلفه الجهل وما خلفه التخلف، عشرة مليارات غير العتاد العسكري والأرواح التي أزهقت ظلما وعدوانا، وهذا المبلغ لإعادة إعمار المساكن والمرافق العامة".
وقال " أنا أخذت قرارا بالسلام، أخذت قرارا صعبا ، وأعطيت الأوامر بإيقاف الحرب، فوقفت الحرب وجاء السلام، نعم أوقفنا الحرب ليس جبنا ولا خوفا من قلة إمكانيات، فنحن بحمد الله إمكانياتنا كبيرة وجيشنا قوي والناس يقدمون أرواحهم من أجل الثورة من أجل الجمهورية من أجل الوحدة من اجل الأمن والحرية لا من أجل أشخاص ولا من اجل الرئيس، نقدم أرواحنا فداءا لتربة هذا الوطن نحن سنعيد إعمار ما خربته الحرب، هذا قدرنا كما عملنا في المحافظات الجنوبية والشرقية بعد حرب صيف 94م أعدنا إعمار ما خلفته حرب صيف 94م وأصدرنا قرار العفو العام.. وعاد الناس إلى أعمالهم وبيوتهم، كثير من القيادات التي عادت بعد إحداث 1994م الآن تتبوأ مناصب في قمة القيادة وتتحمل مسئولياتها وهم من اشرف وانظف الناس وفي مقدمتهم الأمين العام المساعد الدكتور احمد بن دغر، هكذا نحن مع السلام والاستقرار ومع التنمية ، ونرحب بالرأي والرأي الأخر، الرأي المسؤول، فالابتزاز والصفقات مرفوظة.
متمنيا للمشاركين في اللقاء التوفيق والنجاح.
وكان الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام لقطاع الفكر والثقافة والإعلام والتوجيه والإرشاد الدكتور أحمد عبيد بن دغر ألقى كلمة رحب في مستهلها بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وحضوره هذا اللقاء الذي يجمع نخبة من علماء اليمن وخطباء المساجد والمرشدين والمرشدات، الذين حضروا لتدارس واقع الخطاب الديني وآفاقه وموضوعاته وقضاياه ومستقبله.
وقال بن دغر: "إن ما يشغل بال المهتمين بالخطاب الديني مسلمين كانوا أو غير مسلمين هي ظاهرة الغلو والتشدد التي برزت في بنية الخطاب الديني بطابعها منذ أكثر من ثلاثة عقود.
مؤكدا على إجماع المفكرين الإسلاميين وعلماء العصر أن هذه الظاهرة لا صلة لها بجوهر الإسلام والدين، وتثير كثيرا من البلبلة والفوضى في التفكير وتدفع إلى كثير من الممارسات المتسمة بالعنف تجاه الآخرين بما فيهم أهل العقيدة ذاتها وأحيانا أهل العقيدة والمذهب والفرقة الواحدة.
وأشار في هذا الصدد إلى سلوك المجموعات الإرهابية المتطرفة التي أصابت المجتمع بأضرار كثيرة.
وقال بن دغر: "إن هذا الأمر يتطلب من العلماء والشيوخ والمتعاطين جميعا مع الخطاب الديني وعلى وجه خاص الخطاب الموجه إلى المراهقين والشباب التبصر والروية واستشعار المسئولية الوطنية المسؤولية أمام الله تعالى، فالدين يسر والدين النصيحة.
وأضاف: "إننا في اليمن نفتخر أننا دائما أصحاب رسالة إسلامية أخذنا الإسلام على عاتقنا في بداياته الأولى ومضينا به إلى أمصار كثيرة وجعلناه بإرادة المولى عقيدة للملايين من البشر في شرق الكرة الأرضية وغربها بالتي هي أحسن وأقوم.
وأكد الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام أن نجاح اليمنيين في نقل رسالة الإسلام للعالم اعتمد على التسامح والصدق في المعاملة والقدوة الحسنة، باعتبار العقيدة الإسلامية في جوهرها نزوعا لا ينضب نحو التسامح الذي هو قيمة عقيدية وطريق أمثل للتعامل مع وقائع الحياة على ما فيها من تنوع واختلاف في المشارب الدينية والمذهبية، وهو فضيلة أخلاقية ووازع فكري يلبي حاجة المجتمع خاصة عندما تبرز التناقضات الاجتماعية أو الدينية أو العرقية.
وقال: "إن الإسلام بالنسبة للشعب اليمني كان ولا يزال أساس تكوينه الفكري والروحي وهو بمبادئه وقيمة الأخلاقية الرفيعة مثل ضمر الأمة وعقلها ومنطلق بنائها الوطني وهو الإسلام ذاته الذي يقبل على التجارب الإنسانية بعقل مفتوح وروح متحفزة للاستفادة من تجارب الآخرين.
وأضاف: "كما أنه الإسلام الذي يتفاعل مع القيم الإنسانية الكبرى بما هي قيم تستند إلى الحرية واحترام الحقوق بما فيها الحقوق الفردية ويعترف بالديمقراطية سبيلا للحكم والإدارة والوصول إلى السلطة، كما أنه الإسلام ذاته الذي يدعونا صباحا مساءا للدفاع عن وطننا وشعبنا وتاريخنا وإنجازاتنا في الثورة والجمهورية والوحدة التي تتعرض اليوم لحملة ظالمة.
وتابع بن دغر: "إنه الإسلام الذي يوحدنا ويجمع شتاتنا ويحمى استقرارنا وأمننا حيث يمارس المسجد دورا في الحفاظ على قيمنا الدينية، ويعلو من شأنها في الوقت الذي يمارس دورا أخر في الحفاظ على نظامنا الوطني الديمقراطي وخياراتنا للتقدم والتطلع نحو مستقبل أفضل.
ونوه إلى أن فخامة الرئيس أدرك منذ بداية عهده المكانة التي يحتلها الدين في وجدان الأمة وأدرك أهمية الخطاب الديني في حماية الوطن والذود عن إنجازات الشعب فاهتم به كما أهتم بالعلماء والشيوخ وخطباء المساجد.
إلى ذلك أشار رئيس دائرة التوجيه والإرشاد بالمؤتمر الشعبي العام الشيخ يحيى النجار إلى اهتمام فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية المتواصل بالخطباء والمرشدين ورعايته الدائمة لهم باعتبار الكثير منهم من ثمار عهده المبارك.
ونوه إلى أن هذا الجيل من الخطباء والمرشدين قد نهلوا من العلوم الشرعية النافعة في القرآن والسنة والتفسير والحديث والفقه واللغة العربية في حلقات العلم ويدعون إلى الله على بصيرة وحكمة وموعظة حسنة، وتربوا على اللين والوسطية والاعتدال منطلقين من قوله تعالى "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا".
وقال الشيخ النجار: "إن هؤلاء الدعاة والمرشدون يؤمنون أن طاعة ولي الأمر واجبة وأن وحدة الأمة فريضة شرعية وضرورة حتمية وأن الولاء الوطني ولاء لله وأن حب الوطن من الإيمان ولا يفرطون بحفنة من تراب الوطن أو ذرة من رماله، كما يؤمنون أن من يتآمر على الوطن أو يحاول تشويه سمعته أو العمالة مع أعدائه فإن واجب الأمة الوقوف صفا واحدا في وجهه إلى جانب الدولة.
وأضاف: "أن هؤلاء الدعاة يؤمنون أن أمن الوطن واستقراره لا يقتصر على الدولة والأمن والجيش بل إنه واجب على كل فرد في هذا البلد، فالأمن ضرورة لحياة الناس وعبادة الله، وأن من يحاول زعزعة الأمن والسكينة العامة فإن الواجب يحتم على الجميع الوقوف بدا واحدة وصفا واحدا لمواجهته.
وأكد أن هذا الجيل من الدعاة يؤمنون باليسر والتيسير ويعلمون أن الغلو في الدين عاقبته وخيمة ويعتقدون جازمين أن مكان الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو المسجد وحده ومنبره، وأن هناك شرطة آداب وأمن لتغيير المنكرات والأخذ على أيد المجرمين بالقوة.
ولفت إلى ضرورة توطيد وتعزيز العلاقة بين السلطة والعلماء كما كانت العلاقة متلازمة بينهما منذ القدم، فلا سلطة بدون علماء ولا علماء بدون سلطة، وأن الواجب على العلماء التعاون مع السلطة والنصيحة لها والإشارة عليها.
وقال: "إن العلماء يؤمنون أنهم مواطنون وأن طاعة ولي الأمر واجبة ما لم يأمر بمعصية".
وتمنى أن يخرج هذا اللقاء برؤية تجسد روح الوسطية والاعتدال والتسامح الديني حتى يجنب البلد كل مكروه ومكيدة وتآمر.
في حين تحدث خطيب وأمام الجامع الكبير بصنعاء الشيخ أكرم عبدالرزاق الرقيحي بكلمة عن الخطباء أوضح فيها ما آل إليه حال الأمة من تضعضع وهوان وتكالب من الأعداء إلى جانب تنازع أبنائها وغفلتهم في فهم حقيقة الدين.
وأشار إلى حاجة الأمة الإسلامية لمراجعة خطوتها وتصحيح مكان الخلل ومواضع الزلل.
وبين أن هذا اللقاء التشاوري الذي يضم أهل العلم والإرشاد والوعظ والتوجيه يجسد استشعارهم للمسؤولية تجاه أوضاع الأمة والدعوة إلى الله وإشاعة نور الإيمان وإحياء تعاليم الإسلام السمحة في السلوكيات والتعاملات ونشر المحبة والمودة بين أبنائها ومجتمعاتها.
وقال: "يجب أن يستشعر الدعاة إلى الله عظمة الواجب المنوط بهم في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن وتحقيق القصد في نفع الناس وإرشادهم إلى الخير، كما يجب أن يستشعروا أن رسالتهم هي تقريب الناس إلى ربهم وتزيين الإيمان في قلوبهم وتشويقهم إلى رحمة الله وجنته بالترغيب والتبشير لا الترهيب والتنفير.
وأضاف: "كما يجب على الدعاة أن يستشعروا عظمة المهمة الملقاة على عاتقهم في الدعوة للإسلام الصحيح القائم على الوسطية والاعتدال عقيدة وعبادة وسلوكا ومنهجا بعيدا عن الابتداع والتكلف والتشدد والتطرف.
ولفت إلى أن هذا الأمر يستلزم إعادة النظر في منهجية الخطاب الديني والقائمين عليه وتعريف الشباب المتحمس للدعوة بأحكام الشريعة ومعرفة حقيقة أهداف مختلف الجماعات الدعوية وسلامة مقاصدها، لأن الكثير من الشباب ينشدون إلى الجماعات الدعوية بدافع الحماس فلا يتورعون عن إنتهاك المحارم والمعاصي والجرائم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
ودعا الرقيحي إلى بسط الرقابة والإشراف على مراكز الإرشاد والتعليم وإيجاد القنوات والآليات القادرة على استيعاب الشباب وتبصيرهم بجسامة المسؤولية الملقاة عليهم في الدعوة إلى حفظ ثوابت الدين والأمة واحترام دماء الناس وحقوقهم وأعراضهم وحفظ وحدة المسلمين وعدم زعزعة استقرارهم وأمنهم وتعزيز وحدة المجتمع وأمن الوطن واستقرار البلاد، وأن هذه الثوابت خطوط محترمة وثوابت مقدسة بعيدة عن كل خلاف ونزاع.
وكانت مستشار وزارة الأوقاف الشيخة هدى اليافعي قد ألقت كلمة المرشدات, فيما ألقى الدكتور المهدي محمد الحرازي كلمة عن المرشدين, وأعتبرت الكلمتان هذا اللقاء هو دافع جديد للعلماء والمرشدين والخطباء لأن يكونوا سفراء لدين لله لا يخافون في الله لومة لائم في الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والحكم بين الناس بالعدل، وتجسيد مبدأ إنما المؤمنون إخوة.
وبينت الكلمتان أن العلماء ورثة الأنبياء كلفهم الله بالبيان والبلاغ لما امتن عليهم بنعمة العلم والمعرفة والإدراك.
وتطرقتا إلى ما ابتليت به الأمة من مورث الخلاف البغيض الذي استهلك طاقات أبنائها، وقطع العلاقة فيما بينهم من جهة وبينهم وبين الحكام من جهة ثانية.
وشدد اليافعي والحرازي على ضرورة تنبيه علماء اليمن لعلاقة التكامل بين العلماء والحكام وهو التكامل بينهما لأن الحاكم يحرس الدنيا بالدين وهو صمام أمان المجتمع به يحفظ الله على الناس أمنهم واستقرارهم.
وتناولت الكلمتان أهمية تأهيل الخطباء والمرشدين ليسلكوا طريقهم التنويري في المجتمع من رجال ونساء, مشيرين إلى أن شعبا تفقهت نساؤه وتفنن بالدعوة إلى الله وعاضه لا شك أن هذا سيكون شعبا عالج داؤه وامتلك دواؤه بعد أن عمل على تمكين المرأة من أسباب القوة والعلم والتفقه في الدين.
وأشادت الكلمتان بالجهود الخيرة التي بذلها فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية في سبيل رفع راية اليمن واليمنيين في توحيد هذا الوطن والقيام بالمساعي الحميدة للحفاظ على وحدة الأمة وتعزيز العمل الإسلامي المشترك.
وألقيت في الحفل قصيدة شعرية للشاعر المرشد أحمد عباس المتوكل تناولت أهمية نهج الوسطية والاعتدال في الإسلام وما يجب أن يكون عليه العالم المسلم والمرشد والخطيب, وتحدثت عن الوحدة الوطنية وفضلها على أبناء الشعب اليمني وعظمة الإنجازات التي تحققت للوطن في ظل القيادة الحكيمة لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح.
حضر اللقاء رئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني ووزير الأوقاف والارشاد حمود الهتار وأمين عام رئاسة الجمهورية عبدالله البشيري وعدد من المسئولين والمهتمين.
 

سبأنت

 



عن اليمن.. أدلة تهمك قواعد بيانات خدمات تفاعلية

شروط الاستخدام  |  خدمات الموقع  |  تواصل معنا

Copyright © National Information Center 2014 All Rights Reserved

Designed By : Website Department