رئيس مجلس الشورى يعبر عن تضامن اليمن المطلق مع السودان
اليوم:
30
الشهر:
نوفمبر
السنة:
2008
عبر رئيس مجلس الشورى رئيس رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي عبد العزيز عبد الغني عن تضامن اليمن المطلق مع السودان الشقيق، ومع فخامة الرئيس عمر حسن البشير، وإدانته واستهجانه للتحركات المشبوهة التي قام ويقوم بها المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية تجاه السودان ورئيسه. جاء ذلك خلال بدء أعمال المؤتمر الثالث لرابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي اليوم بقاعة الصداقة في العاصمة السودانية الخرطوم، بحضور نائب رئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه، ورئيس مجلس الشورى رئيس الرابطة عبد العزيز عبد الغني ورؤساء المجالس وممثلي المجالس الأعضاء في الرابطبة من 15 بلداً عربياً وإفريقيا. وقد نقل رئيس مجلس الشورى رئيس رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي في مستهل كلمته تحيات فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية اليمنية، وتمنياته الطيبة لأعمال المؤتمر التوفيق والسداد لما فيه خير دول وشعوب الرابطة. وأعرب عن تمنياته والمشاركين في المؤتمر بأن يحقق المؤتمر الذي ينعقد في رحاب مدينة الخرطوم التي تختزل المعاني السامية للوحدة والسلام وتتجسد فيها قيم الأخوة الإفريقية العربية، النجاح المأمول وأن يشكل إضافة هامة إلى مسيرتها التي بدأ قبل سبعة أعوام. وقال:" إن اليمن والسودان يتقاسمان التوجه المخلص، ذاته، نحو تعزيز البناء الوطني بمختلف مستوياته وأولوياته، على قاعدة الإيمان بالديمقراطية، باعتبارها الممارسة الأفضل لإتاحة فضاءات واسعة من الشراكة الوطنية وفق مبادئ التعددية السياسية والحزبية والتداول السلمي للسلطة واحترام الحريات، وتمكين المرأة وتعزيز الشراكة المثمرة مع منظمات المجتمع المدني". واستعرض مسيرة ثمانية عشر عاماً من التطور السياسي والديمقراطي والتنموي في اليمن، التي قال إنه تعزز خلالها نهجٌ ديمقراطيٌ أصيلٌ، كان وما يزال الروح المعبرة عن الإنجاز الوطني العظيم، الوحدة اليمنية المباركة، وأصبح هذا النهج أكثر تجذراً في حياتنا، من خلال أداته الأكثر حيوية الانتخابات، حيث انعقدت خلال هذه الفترة دورتا انتخابات رئاسية، ودورتا انتخابات محلية فيما تجري التحضيرات لإنجاز دورة الانتخابات البرلمانية الرابعة في إبريل من العام القادم. وأشار إلى أن اليمن خطا خطواتٍ جوهريةً على صعيد تأسيس نظام حكم محلي واسع الصلاحيات استهله بانتخاب المحافظين، وستستكمل خطوات إنضاج هذه التجربة الديمقراطية الهامة، وفق رؤية تحقق الأهداف الديمقراطية والتنموية وتهيئ المجتمع إلى النهوض بمهمة إدارة شئونه باستقلالية إدارية ومالية وأمنية واسعة. مؤكداً حرص فخامة الرئيس علي عبد الله صالح على إنفاذ استحقاقات التنمية باعتبارها الأولوية المطلقة في هذه المرحلة، وبإصرار كامل على النجاح، وبوعي كامل بالتحديات والصعوبات. وعبر رئيس مجلس الشورى عن قلق اليمن البالغ من استشراء ظاهرة القرصنة في المياه الدولية لخليج عدن والبحر العربي وغرب المحيط الهندي، ويراها نتيجة مباشرة، لحالة الانفلات وعدم الاستقرار وغياب المؤسسات ودولة النظام والقانون في الصومال، مذكراً بموقف اليمن الواضح حيال هذه الظاهرة حيث كان قد أكد أن مواجهة نشاط القرصنة، بشكل كفؤ وفعال ينبغي أن تتم وفق وآلية وترتيب تشترك فيه دول المنطقة، باعتبارها المعنية بالإيفاء بمتطلبات تحقيق سيادتها على مياهها الإقليمية، ونؤكد على أهمية أن يتحمل المجتمع الدولي دوره في مساندة دول المنطقة لحماية الملاحة البحرية الدولية، ومن خلال إنشاء مركز إقليمي بحري لتبادل المعلومات والاتصالات بشأن أعمال وحوادث القرصنة والسطو المسلح على السفن، يكون مقره اليمن. وأكد رئيس مجلس الشورى رئيس رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي أهمية الرابطة وأكد عزم رؤساء وممثلو المجالس الأعضاء على تعظيم دورها في تأسيس علاقات مثمرة سياسية واقتصادية وثقافية بين إفريقيا والعالم العربي، وذلك من خلال دبلوماسية برلمانية نشطة. كما أكد اهتمام الرابطة بقضية الحوار بين الثقافات والحضارات وعدالة النظام الدولي، واعتبارها أولوية ملحة، لما للحوار من أهمية في تأصيل علاقات تتميز بالتفاعل الإيجابي بين الثقافات والحضارات تحل محل الكراهية والصراعات. واستعرض النشاطات والبرامج التي نفذتها ورعتها الرابطة خلال الأربع السنوات الماضية التي أعقبت انعقاد المؤتمر التأسيسي الأول للرابطة بصنعاء في إبريل 2004م، وحتى اليوم وفي المقدمة منها تأسيس لجنة للسلام وفض المنازعات، وعقد أول اجتماع للغرف التجارية والصناعية العربية الإفريقية، بالإضافة إلى اللقاءات التشاورية الدورية لرؤساء المجالس التي قال إنها مثلت منتدى حراً لتداول الرأي في قضايا تحتل مقام الأولوية لدى شعوب الرابطة، وفي مقدمتها الارتقاء بالممارسة السياسية، والتنمية ومكافحة الفقر، وتحسين مستوى معيشة شعوبها، واستثمار الفرص المشتركة في تنشيط التبادل التجاري، والاستفادة من الإمكانيات الواعدة للاستثمارات المتبادلة بين هذه الدول عن طريق القطاع الخاص. وأضاف:" إنه يجري من خلال تلك اللقاءات رفيعة المستوى البحث في قضية الفرص العادلة التي ينبغي أن تحصل عليها الدول الأعضاء من نظام التجارة العالمية، الذي تهيمن عليه الدول الصناعية المتقدمة، إلى جانب احتكارها للمعرفة والتكنولوجيا، حيث يحول ذلك دون استفادة دولنا من إمكانياتها ومصادرها الطبيعية. وتطرق رئيس مجلس الشورى رئيس الرابطة إلى تداعيات الأزمة المالية العالمية، التي أوشكت على تقويض أسس النظام الاقتصادي العالمي، وألحقت الضرر بالموازنات الوطنية وموازين المدفوعات في بلدان الرابطة التي يعتمد معظمها بشكل أساسي على عائدات المواد الخام، وعلى القروض والمساعدات..داعياً إلى أن تكون هذه القضية واحدة من الأولويات الهامة لرابطتنا، من منطلق الحرص على أن يكون لبلداننا وغيرها من بلدان العالم النامي صوتٌ مسموعٌ في الحوارات الدائرة التي تستهدف إعادة صياغة النظام الاقتصادي والمالي والنقدي العالمي بما يأخذ في الاعتبار مصالح دولنا وشعوبنا، بحيث يتضمن النظام الاقتصادي والمالي العالمي الجديد الصيغ والآليات اللازمة لتسهيل وتسريع انتقال التكنولوجيا والمهارات المختلفة إلى البلدا النامية وإزالة العوائق القائمة في هذا المجال. وبشأن الوضع في دارفور أكد عبد العزيز عبد الغني رئيس مجلس الشورى رئيس رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي، أهمية أن يتم التعامل مع هذه القضية في إطار الحرص على سيادة ووحدة السودان، وأن يستهدف أي جهد يبذل من أي طرف، تحقيق السلم الاجتماعي، ويعزز فرص التعايش بين أبناء الإقليم، مؤكداً دعم الرابطة للخطوات التي اتخذها فخامة الرئيس البشير مؤخراًً، وكان آخرها القرار الشجاع بوقف إطلاق النار في إقليم دارفور، ومبادرة أهل السودان التي أعلنها فخامة الرئيس قبل ذلك. كما أكد الحاجة إلى جهد إقليمي ودولي لمساعدة الصومال وشعبه، على تحقيق الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي واستعادة حكم القانون ودعم مؤسساته الدستورية.. معتبراً أن منطقتنا ستظل رهن التأثيرات السلبية لانعدام الاستقرار، وقد حان الوقت لكي تتجاوز هذه المنطقة عثراتها، ولأن تستعيد السياسية الدولية بعدها الأخلاقي بما يفسح المجال لنظرة منصفة لقضايا منطقتنا العادلة، وفي مقدمتها حل القضية الفلسطينية، بتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمته القدس، واستعادة الأراضي العربية المحتلة، والعمل السريع على إزالة معاناة الشعب الفلسطيني وفك الحصار المضروب على غزة. وقال إن ذلك يتحقق أيضاً بخروج قوات الاحتلال الأجنبية من العراق، وتمكين هذا البلد الشقيق من استعادة عافيته وصون وحدته وسلمه الاجتماعي. وتحدث في افتتاح المؤتمر نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه الذي عبر عن تقديره لرئيس مجلس الشورى رئيس الرابطة وشكره له على الكملة الضافية التي اختزلت واقع الرابطة وتضمن مواقف مساندة للسودان وشعبه، واصفاً الرابطة بأنها إطار ملائم لحشد الطاقات وتجميع القدرات وتنسيق التجارب والخبرات على الصعيدين ا لعربي والإفريقي، وبأنه توافي حاجة ملحة لدى شعوب الدول الأعضاء فيها. كما تحدث في الافتتاح رئيس الهيئة التشريعية رئيس المجلس الوطني أحمد إبراهيم الطاهر الذي أشاد بالجهد التنسيقي المنظم الذي تضطلع به الرابطة، معرباً عن أمله في أن تنجح البرلمانات العربية والإفريقية في إيجاد صيغة مماثلة يحفظ للتعاون البرلماني العربي الإفريقي الديمومة. فيما استعرض من جهته القائم بأعمال مجلس الولايات السوداني عبد الله أحمد الحردلو التطور السياسي في السودان ودور مجلس الولايات، وتحدث عن آفاق عمل الرابطة في ضوء الأولويات الملحة التي تنتظرها. هذا وقد سلم رئيس مجلس الشورى رئيس رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في ختام الجلسة الافتتاحية رئاسة الرابطة إلى أخيه رئيس مجلس الولايات علي يحيى عبد الله من خلال القائم بأعمال رئيس المجلس عبد الله أحمد الرحدلو، وتمنى له التوفيق والسداد في مهمته القادمة. ومن المقرر أن يختتم المؤتمر الثالث للرابطة أعماله يوم غد الأربعاء بمشيئة الله تعالى.
خارطة الموقع 
اليوم: 
عن اليمن..
