نائب رئيس الجمهورية يوجه دعوة للقوى الوطنية لخلق اصطفاف وطني يذود عن وحدته

اليوم:  8 الشهر:  مايو السنة:  2009

دعا نائب رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي ، كافة القوى الوطنية بتياراتها السياسية والاجتماعية والثقافية المختلفة للالتفاف حول المصالح الوطنية العليا والى خلق اصطفاف وطني واسع وعريض, يذود عن الوطن، وعن ثورته وجمهوريته ووحدته المباركة. 
 وقال نائب الرئيس- النائب الاول لرئيس المؤتمر الشعبي العام الامين العام في كلمة له اليوم في افتتاحية أعمال الدورة الاعتيادية الثالثة للجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام " أن القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس- حفظه الله- تجد أن الوقت قد حان لخلق اصطفاف وطني واسع وعريض, يذود عن الوطن، وعن ثورته وجمهوريته ووحدته المباركة".
 وأضاف " كما أنه يوجه الدعوة إلى القوى التي تقف في المناطق الرمادية للانضمام إلى صفوف الشعب بقواه الحية والديمقراطية للدفاع عن الوحدة, وترى أن أية مواقف من شأنها دعم تيارات الانفصال والتمرد ضد الوحدة هي جريمة كبرى في حق الوطن والشعب لا يجوز السكوت عليها, بل يجب علينا فضحها وتعريتها وكشف رموزها, واستئصالها".
 وأكد نائب الرئيس أن الاعمال التي يقوم بها بعض الأفراد والجماعات الموتورة الخارجة على القانون في بعض المديريات والمحافظات الجنوبية من إشاعة الفوضى والتخريب والتحريض على الكراهية والمساس بالأمن والسكينة العامة, ومحاولة الإساءة إلى الوحدة الوطنية, هي أفعال تنفذ أجندة خارجية ورغبات مناطقية وانفصالية مريضة, لاتعبر عن اتجاهات وأولويات أبناء المحافظات الجنوبية, الذين ينعمون بخيرات الوحدة وبالحريات والفرص المتكافئة التي تقدمها لهم منظومة الحقوق والحريات السياسية والديمقراطية والمدنية, ويتمتع بها كافة أبناء الشعب اليمني دون تمييز.
 وأضاف نائب رئيس الجمهورية " إن ما يحدث في بعض المحافظات الجنوبية والشرقية من دعوة بالعودة إلى الوراء, أو الارتداد إلى عهود الانفصال والتشطير والتمزق, واستدعاء أوضاع ما قبل قيام ثورة 14 أكتوبر ومخلفات الماضي البغيض, إنما يمثل نكوصا عن قيم الثورة والجمهورية والوحدة, وهو عودة ممقوتة إلى ماضٍ تجاوزته الأحداث, وسمت فوقه الإرادة الوطنية في الثاني والعشرين من مايو المجيد 1990م بإعادة تحقيق وحدة اليمن أرضا وشعبا".
 ولفت إلى ما تبذله الدولة من جهود كبيرة لتجاوز فتنة التمرد التي شهدتها بعض مناطق مديريات محافظة صعده وما أحدثته من أضرار وتدمير للممتلكات العامة والخاصة وكذا جهود إعادة إعمار المناطق المتضررة.
 وتطرق أمين عام المؤتمر الشعبي العام إلى ما حققه المؤتمر الشعبي العام خلال الفترة الماضية من انجازات على صعيد تنفيذ البرنامج السياسي للمؤتمر والبرنامج الانتخابي للرئيس.. مشيراً الى حرص المؤتمر الشعبي العام على تجسيد المشاركة الشعبية محليا من خلال تجربة السلطة المحلية، التي توجت بانتخاب محافظي المحافظات على طريق الحكم المحلي واسع الصلاحيات, لتستكمل بذلك حلقات المشاركة الشعبية في التنمية والبناء, وتتعزز بذلك المنظومة الديمقراطية.
 كما تطرق الامين العام في كلمته الى الحوارات التي اجراها المؤتمر الشعبي العام مع الاحزاب والتنظيمات السياسية والتي توجت بالاتفاق على التمديد للبرلمان لمدة عامين .. مؤكداً ان موافقة مجلس النواب على هذا التمديد, يضع المؤتمر الشعبي العام واللقاء المشترك وكل القوى الوطنية على المحك في تنفيذ المواضيع التي تم الاتفاق عليها.
 واشار الى ما تقوم به حكومة المؤتمر الشعبي العام من أعمال وما تتخذه من إجراءات لمواجهة الارهاب والجماعات الإرهابية التي تستهدف المصالح الوطنية وأمن البلاد واستقرارها, من خلال عمل كل ما من شأنه تجفيف منابع الإرهاب بكل صوره وأشكاله.. مثمناً الجهود الجبارة التي بذلتها وتبذلها المؤسسات الأمنية والعسكرية في التصدي لهذه الظاهرة.
 وتطرق أمين عام المؤتمر الشعبي العام إلى جهود حكومة المؤتمر في مواصلة النشاط الاقتصادي المبرمج والهادف إلى تطوير البنية التحتية,وتنفيذ المشاريع التنموية, لتحقيق أهداف خططنا الاقتصادية, وتحسين الوضع المعيشي للمواطنين, والتخفيف من حدة الفقر والبطالة, وإدخال المزيد من الأسر ضمن شبكة الضمان الاجتماعي, والعمل على إيجاد قاعدة معلوماتية ومعرفية بالأوضاع الاقتصادية, في ظل تزايد معدلات نمو السكان، وشحه الموارد المائية, وخطر استنزافها، بالإضافة إلى تزايد نمو القوى العاملة الباحثة عن فرص العمل.
 ولفت إلى الإجراءات التي تقوم بها الحكومة لمواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية التي ألقت بظلالها على الاقتصاد اليمني, ومنها تحسين البنية التشريعية والقانونية, والاستمرار في تصحيح مسار العمل المالي والإداري, ومكافحة الفساد, والعمل على التوسع في التنقيب والاستكشافات النفطية والغازية, ووضع استراتيجيات للبحث عن بدائل ومصادر تمويلية أخرى.
 وأكد دعم المؤتمر الشعبي العام للمرأة وحرصه على توسيع مشاركتها في مجال العمل والإنتاج, وتعزيز دورها في المشاركة السياسية ووجودها في مواقع صُنْع القرار.
 وتطرق أمين عام المؤتمر الشعبي إلى علاقات المؤتمر مع عدد من الأحزاب السياسية الخارجية الشقيقة والصديقة, وفتح قنوات اتصال وتواصل معها, لبناء قاعدة مشتركة للحوار والتوافق والتنسيق في وجهات النظر حول أهم القضايا الثنائية العربية والإقليمية والدولية, بالاضافة الى ما تم إنجازه خلال الفترة الماضية من برامج تنظيمية تصب في خدمة أداء المؤتمر وتكويناته المختلفة.
 واضاف النائب الاول لرئيس المؤتمر الامين العام "لقد واجه اليمن ظاهرة جديدة هي ظاهرة القرصنة في المحيط الهندي وخليج عدن, والتي تهدد الممرات الدولية والإقليمية, وتهدد التجارة العالمية, وتطال المصالح الحيوية لليمن ودول المنطقة وتؤثر على الاستقرار التجاري, وهي الظاهرة التي تنامت بفعل سقوط الدولة الصومالية, واستمرار تداعيات الأزمة, والانفلات الأمني على شواطئ الصومال, وإهمال المجتمع الدولي للقضية الصومالية, مما ضاعف من واجبات وأعباء أمننا الوطني في سبيل تأمين شواطئنا والممرات الإقليمية والدولية.
 وقال " لقد أكد اليمن مرارا وتكرارا على ضرورة معالجة القضية الصومالية, وتقدم برؤيته لمعالجتها, حيث شدد فخامة الأخ/الرئيس على ضرورة عودة الحياة الطبيعية إلى الصومال, بما في ذلك عودة دولته المنهارة. 
 في غضون ذلك وقفت اللجنة الدائمة بعد ذلك أمام تقرير عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية نائب رئيس المؤتمر الأمين العام والذي سيقدم الى المؤتمر العام السابع الدورة الثانية, وقد تم مناقشته وطرح الملاحظات والمقترحات على ما تضمنه .
 كما استعرضت اللجنة الدائمة مشروع جدول اعمال الدورة الثانية للمؤتمر العام السابع والوثائق المقدمة الى المؤتمر وطرح المقترحات عليها من قبل الحاضرين .
 وبعد مناقشات ومداولات مستفيضة لمجمل القضايا والمواضيع التي تضمنها جدول الأعمال, خرجت بالقرارات والتوصيات الأتية :
 - تشيد اللجنة الدائمة عاليا بالدور الريادي والقيادي الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام وعلى مختلف الاصعدة السياسية والاقتصادية والتنموية والتنظيمية
 - ثمنت اللجنة الدائمة عاليا ما ورد في كلمة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام واعتبرتها وثيقة هامة من وثائق الدورة, واكدت على اهمية العمل من خلالها وبلورة مضامينها في مختلف المجالات .
 - عبرت اللجنة الدائمة عن ارتياحها لما ورد في تقرير الأخ نائب رئيس الجمهورية النائب الأول لرئيس المؤتمر الشعبي العام الأمين العام ، واكدت على ضرورة استيعاب كل ما تضمنه التقرير من رؤى وتوجهات سياسية وتنظيمية, واقرته بصورته النهائية .
 - وافقت اللجنة الدائمة على جدول أعمال المؤتمر والوثائق المقدمة الى أعضائه .
 - عبرت اللجنة الدائمة عن تقديرها العالي لجهود القيادة السياسية والحكومة الرامية الى تحقيق الأمن والاستقرار ومواجهة الممارسات الخارجة عن الدستور والقانون ومكافحة الجريمة والتصدي لكل الدعوات والأفعال التي تستهدف النيل من الوطن ووحدته .
 - اكدت اللجنة الدائمة على اهمية دراسة الظروف والمتغيرات السياسية التي يمر بها الاقتصاد العالمي والتعاطي معها وفق رؤية تحافظ على المصلحة الوطنية وتجنب بلادنا انعكاساتها غير المحمودة .
 - تجدد اللجنة الدائمة مواقف المؤتمر الثابتة من ترسيخ النهج الديمقراطي وتعزيز الممارسة الديمقراطية وتوسيع المشاركة والاسهام الفاعل في خلق وتهيئة كل المناخات الهادفة الى تطور الأداء الديمقراطي.
 - تؤكد اللجنة الدائمة التزام المؤتمر بدعم وتوسيع مشاركة المرأة في الحياة السياسية العامة وتهيئة الظروف السياسية والاجتماعية والقانونية الهادفة الى تعزيز تلك المشاركة والدفع بالمرأة الى مختلف المناصب جنبا الى جنب مع اخيها الرجل .
 - تدعو اللجنة الدائمة كل الاحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني الى الارتقاء بأدائها ووضع الأولويات الوطنية في مقدمة اهتماماتها والحرص على مصلحة الوطن ووحدته واستقراره .
 - تؤكد اللجنة الدائمة على الدعوة لإقامة اصطفاف وطني واسع بين مختلف القوى والفعاليات السياسية على قاعدة الالتزام بالثوابت الوطنية لمجابهة كافة التحديات ومواجهة كافة الدعوات الهادفة الى تمزيق الصف الوطني ونشر ثقافة الكراهية والبغضاء بين ابناء اليمن .
 - تشيد اللجنة الدائمة بما حققته تجربة السلطة المحلية في بلادنا برعاية فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح ، وتؤكد على ما جاء في توجيهات القيادة السياسية في الانتقال الى نظام الحكم المحلي واسع الصلاحيات من اجل توسيع المشاركة الشعبية .
 - تؤكد اللجنة الدائمة على اهمية اهتمام الجهات الحكومية والمختصة بالشباب وادراجهم ضمن اجندة الخطط والبرامج الهادفة الى رعايتهم وتأهيلهم وتدريبهم وتنمية قدراتهم وتثقيفهم بثقافة الوسطية والاعتدال وغرس قيم المحبة والتسامح والسلام .
 - توصي اللجنة الدائمة بتعزيز دور مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني في مجال العمل الوطني المتكامل مع دور الحكومة والقطاع الخاص باعتباره احد العوامل المساعدة في التغلب على كافة المعوقات وبما يعزز ويرسخ من ثقافة المجتمع المدني .
 - تثمن اللجنة الدائمة اتفاق فبراير بين المؤتمر الشعبي العام واحزاب اللقاء المشترك, واكدت على التزامها التام بمضامينه الوطنية التي تخدم المصلحة العليا للوطن وتحقق قدرا اكبر من التوافق السياسي بين اطراف الحياة السياسية .
 - ابدت اللجنة الدائمة تقديرها لجهود الحكومة الاقتصادية والتنموية, وتؤكد على اهمية مواصلة الجهود لتحقيق تقدم ورخاء شعبنا عبر التنفيذ الخلاق لبرنامج فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح .
 إن اللجنة الدائمة وهي تختتم دورتها الاعتيادية الثالثة قبل انعقاد المؤتمر العام السابع في دورته الثانية, لتؤكد ان المؤتمر الشعبي العام كان وسيظل ثابتا في خطواته وراسخا في نهجه الوطني ومستلهما لأمال وتطلعات شعبه .
 هذا وستبدأ يوم غد الثلاثاء اعمال الدورة الثانية للمؤتمر العام السابع للمؤتمر الشعبي العام .
 ومن المقرر ان تناقش الدورة العديد من القضايا والمستجدات على الساحة الوطنية ومسيرة البناء, بالاضافة الى دور المؤتمر الشعبي العام خلال الفترة المقبلة.
 
 سبأنت