الرئيسية 
 عن اليمن 
 رئيس الجمهورية 
 الحكومة اليمنية 
 معلومات قطاعية 
 عن المركز 
 خدمات الموقع 
جرائم العدوان السعودي على اليمن
قاعدة بيانات الدراسات والأبحاث الجامعية
طباعة الصفحة خارطة الموقع الموقع الرئيسي / الاخبار المحلية

الساحرة سقطرى تغيب 17 صحفياً عن الحياة العصرية في رحلة استكشاف للطبيعة العذراء

اليوم:  24
الشهر:  مارس
السنة:  2013
غيبت جزيرة سقطرى 17 صحفيا من مختلف وسائل الإعلام المحلية، الرسمية، الأهلية والحزبية الأسبوع الماضي عن الحياة العصرية وروتينها الممل، ليعيشوا أسبوعاً حافلاً استكشفوا خلاله الأرخبيل المليء بالمفاجئات العجيبة واستمتعوا بطبيعتها العذراء، التي حافظت على بيئة خالية من التلوث البيئي، والتي لم يخدش جمالها التقدم العصري، بأجوائها المفعمة الخلابة الخالية من السموم النابعة عن مداخن المصانع، وبيئتها النظيفة البكر من كل ما يتعلق بمخلفات الحياة العصرية...

وبدأت رحلة الصحفيين الممتعة التي نظمها مجلس الترويج السياحي بالتعاون مع نقابة الصحفيين على مدى أسبوع منذ الوهلة الأولى لدخول الطائرة أجواء أرخبيل جزيرة سقطرى بصرخة للصحافي المرح في طباعه الرشيق في كلماته عادل الأحمدي: "اليابسة"، وسط ذهول الصحفيين ليعد كل واحد منهم الكاميرا الخاصة به أو تلفونه في محاولة لالتقاط أجمل صورة للأرخبيل من الجو، ويوثق لحظة الهبوط للطائرة.
ومع ترقب الجميع واشتياقهم لاستكشاف الجزيرة ومطابقة ما قرأوه وما وصفوه للساحرة سقطرى بدون مشاهدتهم لها رأي العين أصروا على استغلال الوقت والتوجه مباشرة إلى أقرب منطقة شاطئية في الجزيرة لتسعفهم ذاكرة المرشد السياحي إبراهيم العباسي بمنطقة (حالة) التي توجد بها بحيرة سيرهن تشبه الواحة الصغيرة تنعكس على بحيرتها صورة النخيل والسحب لترسم أجمل صورة للطبيعة، وتعبر عن صفاء مائها ونقاء أجوائها لتكون أجمل مكان يأخذ الصحفيون أولى الصور بعدسة المصور الصحفي فواد الحرازي.
فالمشهد الذي رآه الجميع بمنطقة ( حالة ) زاد في فضول الصحفيين الذي لا ينضب بالاتجاه إلى محاكاة طبيعة الجزيرة عن قرب والتعمق في مناطقها الساحلية الخلابة ليتجهوا إلى منطقة دبنه التي امتزج فيها جبل الرمال البيضاء مع زرقة الماء الصافي ليحتار الجميع في المقارنة بين المنطقتين، وأيهم يستحوذ على جمال الطبيعة فلكلا المنطقتين ميزتهما الخاصة والتي لا تقارن.
وشكلت مشاهد اليوم الأول لزيارة أرخبيل الجزيرة دهشة الصحفيين لاستكمال بقية الرحلة ومشاهدة المزيد لسحر الطبيعة وجمالها الخلاب الذي لم تراه أعين الصحفيون على مدى حياتهم، وجلعتهم في شغف وترقب للقادم من هذا السحر ليصلوا منطقة عرهر التي لم تختلف كثيرا عن دبنه إلا أنها امتازت باندفاع الماء العذب من الجبال إلى ماء البحر المالح دون الاستفاده منه في تزويد أبناء الجزيرة بالماء العذب مما شكل سؤال حرج قدمه الصحفيون إلى مسؤولي الجزيرة الذين التقوا بهم خلال زيارتهم وخاصة أمينا عام المجلس المحلي لمديرتيى حديبوا وقلنسية اللذان علقا بعدم الاستفاده منه إلى شماعة الإمكانيات ليبقى الماء العذب الذي لا ينضب يندفع على مدى أربع وعشرين ساعة متواصلة يوميا إلى البحر المالح دون الاستفادة منه.
أما اليوم الثالث فقد رفع فيه الصحفيون أبصارهم إلى السماء بلونها الأزرق يطلبون من الخالق مزيدا من الصبر لتحمل مشقة التسلق للجبل الذي يعلوه كهف حوق وتقريب المسافات، وبعد رحلة التسلق وجدوا إبداع الخالق في تكوين الأشجار التى رافقتهم خلال رحلتهم إلى الكهف بسحر لون جذوعها الفضي البديع، وأدركوا أنه جلت قدرته قد وضع في تلك الأشجار النادرة سحر وجمال يميزها عن شبيهاتها، وتشابك أغصانها ونموها على الصخور دون التربة إلا أن بعضها قد تجدها معلقة بين الأرض والسماء مرتبطة ببعض الجذور على صخرة هي أيضا معلقة بين السماء والأرض.
ومع ترقب الجميع للوصول إلى الكهف في رحلة مضنية تصبب فيها العرق لدى الكثير منهم إلا أن الزميلين حسن الوريث وخالد الحضرمي قد بشروا بالوصول إلى الكهف بعد تسلق للجبل استمر أكثر من ساعتين مما حمس البقية للوصول لهذه الغاية برغم الاستراحات الكثيرة التي قاموا بها أكثر الزملاء لتبدأ مرحلة أخرى هي رحلة الكهف الذي يصل طوله المكتشف حتى الان ثلاثون ألف متر وقطره يزيد عن خمسة عشر متراً بحسب إفاده أحد أهالي المنطقة كونه من الكهوف المكتشف حديثا.
وبدخول الصحفيين الكهف وهم يحملون في أيديهم وعلى رؤسهم الكشافات يضعون أعينهم على لوحات تشكيلية رائعة في كل متر كانوا يسيرون فيه داخل الكهف، فكل خطوة تكشف عن دهشة وذهول.. الصخور الكلسية المدلاة من الكهف بطريقة عجيبة بديعة، والمتكونه من تكلسات قطرات الماء المتساقطة من أعلى الكهف حسب إفادة المرشد السياحي المحلي، وكذا الصخور الأخرى، التي تبدأ بالتكون من الأرض كونها نباتات تنمو من سطح التربة وتتشكل بطريقة جميلة، وكذا المجسمات لحيوانات خاصة مجسم يشبه الأسد من الأمام والخيل من الخلف، والذي أصر الجميع على التقاط صورة تذكارية وهم يمتطونه بالإضافة إلى أشكال يعجز عن رسمها فنانو التشكيل إلا إن كانوا في مواجهة هذا الإبداع الرباني الذي تجلى في مواجهة هذا الكهف، حيث وقف الجميع مشدوهاً بين الانبهار والرضى، والتي يعجز الإنسان عن وصفها حتى أن بعض الأشكال لم ندركها إلا على الصور الفوتوغرافية التى سمحت لنا بمشاهدتها بتمعن أكبر.
وبعد مغامرة الاكتشاف في الكهف فقد كان الهبوط من الجبل إلى السفح أصعب بكثير من الصعود إلى القمة، خاصة وأن الطريق غير مريح، فالجميع يسير على صخور وأحجار وضعت معالمها أقدام الصاعدين والهابطين فتحولت إلى طريق غير ممهد فقد كان الزملاء يتمنون أن هناك وسيلة تقرب المسافة أكثر وتختصر علينا عناء الهبوط، وقد اختلف انطباعهم ن أن الهبوط سيكون أسهل وتبدلت لديهم القناعة بالمثل القائل "الله يعنيك على الصعود اما النزول جعدله"، حيث قد نسفت هذا المثل التجربة إذ أن عملية النزول بدت أصعب بكثير من الصعود، خاصة وأنها جاءت بعد تعب الصعود والتواء الطريق الجبلي والجوع قبل الغداء ليضع الجميع سؤال قد يكرره كل من يصعد الجبل هو " لماذا لم يتم تنفيذ مشروع يسهل صعود الجبل لرؤية الكهف ونزوله كمشروع العربات الجوية، أي "التلفريك"، والذي قد يكون اقل خطورة على البيئة واكثر أمتاعا للسائح لمشاهدة الأشجار على الجبل بطريقة أفضل.
وزاد في جمال الرحلة في اليوم التالي زيارة منطقة قيسون بمديرية قلنسية التي مثلت استراحة لتناول الغداء وسط النخيل الكثيف والطيور المستوطنة بعد سباحة الزملاء فى منطقة ديطوح المعروفة بشاطئها الجميل الذي يمتاز عن غيره بتلاطم امواجه ممااعطى صبغة جديدة لجمال شواطى سقطرى كونه اقرب للرياضة البحرية المثلة بركوب الاموج والتزلج عليها وخاصة في فصل الخريف الذي تكثر فيه الرياح.
وبزيارة محمية ديحمري البحرية الواقعة في الشمال الشرقي من جزيرة سقطرى وتبعد عن حديبو عاصمة الجزيرة ب 23 كم و بدأ الزملاء بالسباحة في شاطئها ليدركو ان الجزيرة تضم عالم اخر من الجمال يتمثل بلوحة جمالية طبيعية رسمها التنوع الكبير للشعاب المرجانية ويشاهدوا نموذجا مصغرا لتلك الشعاب التى تصل الى 80 نوعا وتضم أشكالاً مختلفة من شعاب الطاولة والمتفرعة والشعاب المصمته والقشرية بالإضافة إلى الشعاب المرجانية الناعمة يشاهدونها بالعين المجردة وأسماك الزينة تسبح حولها، وهم يطفون على الشاطئ كأنهم جثث هامدة صلبتهم مشاهد أسراب الأسماك الملونة، التى تقدر ب 150 نوعاً من الأسماك، و تشكل 25% من مجموع الاسماك المسجلة في مجموعة أرخبيل جزر سقطرى.
إن تلك الأسماك قد أظهرت ترحيبها بالضيوف بحركات استعراضية استدرجت من خلالها بعض الزملاء كأحمد الجبر وبشير الحزمي في الاندفاع ورائها دون مراعاة الآثار السلبية للتعمق في البحر خاصة وأنه لا يوجد منقذين في الرحلة لتسمح لهم تلك المغامرة بمشاهدة مغارات وكهوف وأسراب من الأسماك لم يستطع أن يراها أولئك القريبون من الشاطئ بل أستطيع القول إنها سحرتهم حتى أنهم لم يستطيعوا زيارة أي منطقة أخرى إلا بعد الرجوع إلى المحمية، وتوديع تلك الأسماك في احتفالية استمرت لأكثر من ثلاث ساعات مرت عليهم كدقائق، وذهب ضحيتها تلفون الزميل أحمد الجبر، الذي أصر على توثيق تلك الاحتفالية بصور فوتوغرافية، وبهذا يبقى الشوق لتلك المحمية حسب الصحفيون جميعاً إلى لقاء القادم في أقرب فرصة ممكنة.
أما من لم يكن يجيد السباحة فاكتفى بالنظر إلى الأسماك القريبة من الشاطئ ليتمتع بعدها بمنظر رأس ديحمري المتكون من صخور الجرانيت الأحمر، والذي يوجد عليه جبلان صخريان من الجرانيت الأحمر يصل ارتفاعهما إلى نحو 40م عن مستوى سطح البحر.
ولم ينس الزملاء أنهم صحفيون يحرصون على ملامسة هموم ومشاكل الناس ويساهمون في حلها ليناقشوا مع المسؤولين الذين أتاحت لهم الفرصة للقاء معهم تلك الهموم والمشاكل، وخاصة مع مجلس محلي مديريتي حديبو وقلنسية وقائد النقطة البحرية، بالإضافة إلى لقاء قائد المحور بالجزيرة، ومن خلالهم نقل الصحفيون مشاكل أبناء الأرخبيل، واطلعوا على الحلول التى ستقدم خلال الفترة القادمة والإمكانيات المطلوبة لينقلوها في مقالتهم وأخبارهم عن الجزيرة إلى المسؤولين في الحكومة، وأهمها عدم وجود مستشفى مناسب وجامعة وارتفاع أسعار تذاكر الطيران التي تعد الوسيلة الرئيسة للنقل من وإلى الأرخبيل، وخاصة وأن إمكانية أبناء أرخبيل الجزيرة متواضعة جدا.

 

سبأنت

 



عن اليمن.. أدلة تهمك قواعد بيانات خدمات تفاعلية

شروط الاستخدام  |  خدمات الموقع  |  تواصل معنا

Copyright © National Information Center 2014 All Rights Reserved

Designed By : Website Department