الرئيسية 
 عن اليمن 
 رئيس الجمهورية 
 الحكومة اليمنية 
 معلومات قطاعية 
 عن المركز 
 خدمات الموقع 
جرائم العدوان السعودي على اليمن
قاعدة بيانات الدراسات والأبحاث الجامعية
طباعة الصفحة خارطة الموقع الموقع الرئيسي / خطابات رئيس الجمهورية

رئيس الجمهورية يوجه خطابا إلى أبناء الشعب اليمني بمناسبة عيد الأضحى المبارك

اليوم:  15
الشهر:  مارس
السنة:  2000

بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الأخوة الموطنون الأعزاء في كل ربوع الوطن وأينما تكونون أيها الاخوة المؤمنون : يسعدني ونحن نستقبل عيد الأضحى المبارك أن أتوجه إليكم وإلى كل أبناء أمتنا العربية والإسلامية بالتهنئة القلبية الخالصة بهذه المناسبة الدينية سائلاً المولى عز وجل أن يعيدها وقد تحقق لشعبنا وأمتنا ما نصبو إليه وقطعت بلادنا وكل الأقطار العربية و الإسلامية أشواطاً جديدة في دروب النهضة و التنمية والرفاهية والتقدم . كما يسرني أن أزف التهاني و التبريكات إلى ضيوف الرحمن حجاج بيت الله الحرام على ما وفقهم الله من أداء مناسك الحج و إقامة ركن من أركان ديننا الإسلامي الحنيف وما تجشموه من عناء ومشقة في سبيل نيل رضى الخالق عز وجل وغفرانه و إحياء لشعائر الله . فحج مبرور وسعي مشكور وهنيئاً لهم الأجر العظيم والحسنات المتنامية التي لا تحصى . . إن فريضة الحج أيها الأخوة تعبر في معانيها العظيمة ومدلولاتها العميقة تعبير عملي صادق وواضح عن وحدة الإيمان و المشاعر التي تتجسد في أروع صورها و تجلياتها في ذلك الموقف الجليل المهيب في رحاب عرفات الله الذي تقف فيه جموع المسلمين الذين توافدوا من مختلف بقاع الأرض امتثالاً لأوامر الله الواحد الصمد وتعظيماً لشعائره قال سبحانه وتعالى في محكم كتابه :( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ) . صدق الله العظيم . وقال تعالى : ( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ) صدق الله العظيم . ولعل أبلغ ما ينبغي أن تتمثله أمتنا من الدروس العظيمة في هذه المناسبة الدينية العزيزة هو السعي الحثيث لنبذ الخلافات وكل أشكال الفرقة والعمل على كل ما من شأنه توحيد الأمة وتعزيز تضامنها وتلاحمها و تمتين العروة الوثقى التي تشد أبناء الأمة بعضها بعضا نحو مصير واحد و غاية واحدة أساسها الخير والبر و العدل والتقوى وعمل كل ما يحقق للأمة عزتها و قوتها وازدهارها ويعزز اقتدارها في مجابهة التحديات و الوقوف في وجه المخاطر من أين كان مصدرها . وأن ما تحتاجه أمتنا اليوم أكثر من أي وقت مضى وهي تعيش واقع الانقسام والشتات والوهن الذي أصاب صفوفها وشل قدرتها على التأثير الفاعل في مجريات الأحداث والمتغيرات المتسارعة من حولها ، هو تجاوز الركام الثقيل من المتداعيات المؤسفة و الإحباطات التي ولدتها ظروف الماضي ، وطي كافة الصفحات السوداء و البحث الجاد عن المخارج الصحيحة التي تكفل للأمة تأسيس قاعدة صلبة للانطلاق نحو آفاق جديدة و عهد جديد أساسه التسامح وحسن الظن والثقة المتبادلة وبكل ما يعزز التضامن والتعاون و العمل المشترك الذي تتوثق به العلاقات و تتنامى المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة سعياً وجهاداً من أجل حاضر أفضل ومستقبل أكثر إشراقا . وبما يمكن أمتنا أن تحمي كيانها وتصون مصالحها ويكون لها وجودها وتأثيرها في عالم لا يعترف إلا التكتلات والقوة والاقتدار. ولهذا فإننا في الجمهورية اليمنية سنظل ندعو ونعمل بكل ما نستطيع من أجل التضامن ووحدة الصف وتعزيز مسيرة التكامل والعمل المشترك بين أبناء الأمة وعلى مختلف الأصعدة والمجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية و غيرها ونحرص على تنسيق المواقف في كافة المحافل الإقليمية والدولية وبما يحقق المصالح العليا لأمتنا و الانتصار لقضاياها وتعزيز اقتدارها على التفاعل المطلق والمؤثر على مجريات الأحداث والتطورات الجارية حولها وفى إطار ما تنشده البشرية جمعاء وتتطلع إليه من الأمن والاستقرار و الرفاه والسلام . وانطلاقا من ذلك دعونا إلى عقد قمة عربية يجلس فيها الأشقاء بعضهم مع بعض بروح الإخاء والصفاء و الود لبحث كافة القضايا والموضوعات التي تهم حاضر ومستقبل الأمة والاتفاق على آلية تضمن انعقاد القمة بصورة دورية منتظمة أسوة بما هو عليه الحال في التجمعات الإقليمية الأخرى سواء القمة الأفريقية أو الأوروبية و غيرها بالإضافة إلى وضع استراتيجية موحدة للعمل القومي تضمن الانطلاق بالعلاقات العربية - العربية نحو مسار جديد في مستهل قرن جديد وألفيه جديدة. أيها الأخوة . . إن عقد القمة العربية وانتظامها تمثل ضرورة قومية ملحة وهي السبيل الملائم لتقديم الدعم والمساندة للأشقاء في سوريا ولبنان وفلسطين من أجل استعادة أراضيهم المحتلة واتخاذ موقف شجاع ومسئول لإنهاء الحصار المفروض على الشعب العراقي الشقيق منذ أ كثر من 10 سنوات و الذي لم يعد له ما يبرره . وانه لمن الواجب الديني والوطني والأخلاقي والإنساني أن يسارع الجميع إلى وضع حد لتلك المتاعب والمعاناة الإنسانية المريرة التي بتكبدها الشعب العراقي الشقيق وفي المقدمة أطفاله وشيوخه ونسائه نتيجة استمرار فرض الحصار .

الأخوة المواطنون الأعزاء …. إن عيد الأضحى المبارك يطل علينا في هذا العام وشعبنا يتهيأ ويواصل الاستعداد على كل الأصعدة لاستقبال مناسبة عزيزة وغالية وهي مناسبة مرور 10 سنوات على استعادة وطننا لوحدته المباركة في ال 22 من مايو 1990م . بما يليق بها وبما ينسجم مج دلالات ومعاني ذلك الإتجار الوطني التاريخي الكبير الذي اقترن به تحقيق تحولات كبرى وعميقة في حياة الشعب وعلى مدى عقد من الزمان سياسيا و ديمقراطيا و تنمويا واجتماعيا و في كل الظروف والصعاب والمؤامرات . . والتي توجت . بمؤامرة الحرب والانفصال في صيف عام 1994م و التي أشعلها الانفصاليون الخونة سواء أولئك الذين فروا إلى الخارج أو من بقاياهم في الداخل والذين ظلوا يشككون في كل المنجزات و يثيرون الفتن ويمارسون الدس والتخريب للإساءة للوطن و الإضرار بمصالحه . و في هذا الصدد فإننا ندعو كل القوى السياسية و الفعاليات الوطنية في المجتمع للوقوف أمام هذه المناسبة وفي هذه الذكرى وقفة استرشادية حادية متأنية ومسئولة و استخلاص الدروس التي تمد الجميع بالطاقة اللازمة لمواصلة السير على درب ترجمة الأهداف و التطلعات و الآمال الوطنية المنشودة بعيدا عن كل التعصبات و الرؤى الضيقة والحسابات الأنانية والذاتية وأن يقلع الذين ارتكبوا ذنوب بحق الوطن والشعب عن ذنوبهم ويكفروا عنها وعلى الجميع في الوطن استشراف أفق بعيد ورحب للانطلاق  بروح التسامح والإخاء التلاحم والتعاضد و الوحدة في ميادين البناء والإنتاج ومواكبة متغيرات العصر و تطوراته . . فالعصر الذي دخلنا معه رحاب القرن الجديد والالفيه الثالثة هو عصر استثمار كل قدرات وطاقات الشعب و الوطن الروحية و الإبداعية و عصر الوصول بكل ثمار مجتمع الحرية والديمقراطية و احترام حقوق الإنسان والانفتاح الإيجابي على الثقافات البناءة والتفاعلات الإنسانية الحية وهو لذلك كله عصر يرفض الانغلاق والتحجر والتسلط و الانشداد لمخلفات الماضي البغيض أو عقد الأفكار الشمولية المندحرة . وإنه لحرى بأبناء شعبنا اليمني العظيم أبناء الحضارة اليمنية الشامخة أن يشمروا عن سواعد الجد و العمل ليبذلوا الجهود المخلصة في ميادين الإنجاز و الإبداع و جسور التواصل مع إشراقات الحضارات التليدة واللحاق بركب التحديث و النهضة فالمستقبل واعد بالخير وإن علينا جميعاً أن نتطلع إليه بتفاؤل و ثقة وعزيمة و أمل . . وأن نواصل العمل التزاما بقوله : " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله و المؤمنون" . صدق الله العظيم.

الأخوة المواطنون .. الأخوة المؤمنون . . إن ديننا الإسلامي الحنيف يحث جميع المؤمنين على التحلي بتلك القيم و المبادى النبيلة التي دعا إليها وفى طليعتها التمسك بقيم التسامح والمحبة و التآلف و الوحدة بعيداً عن كل أشكال الغلو والتطرف و التعصب الأعمى ونشر البغض والكراهية بين الناس و إثارة الفرقة والفوضى والفتن في صفوف المجتمع . . من خلال منابر المساجد.

ولهذا فإن الدعاة والمرشدين و أئمة المساجد أن يضطلعوا بدورهم ومسئولياتهم في الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة الخالية من كل الأغراض وشوائب الأهواء الذاتية و التعصب الحزبي ومن كل أشكال الإساءة أو استغلال المنابر في بيوت الله و الانحراف برسالة المسجد لغير الغايات و المقاصد السياسية التي تدعو إليها في جمع الكلمة وتوحيد الصف وفى الحث على ما فيه الخير والصلاح للمجتمع قال الله تعالى :( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) . . صدق  الله العظيم.

فالمسجد هو مركز إشعاع ونور جمع الله به كلمة المسلمين وتوحيد صفوفهم وجعلهم متآخين متحابين ورسالة المسجد هي توجيه المجتمع  وبناء الفرد الصالح لدينه ووطنه و بث روح المحبة والمودة والوحدة بين الناس . قال الله تعالى : (وإن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحداً ) . صدق لله العظيم . ولهذا فإن على أولئك الذين يعتلوا منابر الخطابة في بيوت هؤلاء هم يجهلون حقائق الدين الحنيف ويدعون المعرفة في الاقتصاد وكل شئون الحياة لدغدغة عواطف البسطاء من الناس و إثارة مشاعرهم بهدف خلق البلبلة في صفوف المجتمع عليهم أن يتقوا الله في أنفسهم وأن يحفظوا ألسنتهم من الخوض في الكلام الجارح و الذي لا يفيد . //فالفتنة نائمة لعن الله من أيقظها//. وجاء في الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم //لا يستقيم إيمان العبد حتى يستقيم لسانه // .. و إن بناء المساجد و عمرانها ليس بما يشيد فيها من أحجار وزخارف إنما عمرانها بالعبادة الصحيحة و الدعوة فيها لبناء المجتمع المسلم الصالح.

و لهذا فإننا نكرر الدعوة لعلماء الأمة وهم ورثة الأنبياء أن يكونوا عند مستوى الآمال والتطلعات فيهم لأداء واجبهم في تقديم المشورة و النصح الصادق من الأغراض والأهواء الذاتية و التصدي لكافة الدعوات التي يبثها المغرضون والذين يشوهون رسالة الإسلام و يسعون لإثارة الفتن  والفرقة بين أبناء الأمة لجرها إلى الشتات و الضياع و الوهن وهو ما يحقق أهداف ومرامي أعدائها والمتربصين بما .

الاخوة الأبطال أبناء القوات المسلحة والأمن … أيها الصامدون والساهرون في قمم الجبال و في السهول و الأودية و الصحارى و في الشواطئ و الجزر و المياه الإقليمية تضعون الوطن في أحداقكم أرضاً وتراباً ومياها وسماء تحرسون أمنه و استقراره ومكاسبه وإنجازاته و تصونون سيادته و استقلاله و تذودون باستبسال عن عزته و كرامته ووجوده…

إليكم نزجي أخلص التهاني و أصدق التبريكات بهذه المناسبة الدينية الجليلة والسعيدة.

ونؤكد لكم مجدداً بأنكم ستكونون دوماً موضع الاهتمام والرعاية وفاءً بما تقدمونه من واجبات مقدسة ملتزمين بقيم الإخلاص و الوفاء و التضحية كما تدل عليها أعظم دروس هذا العيد المجيد.

سائلين المولى القدير أن يتغمد الشهداء الأبرار شهداء الثورة و الوحدة و الواجب بواسع رحمته و عظيم غفرانه وأن يسكنهم فسيح جناته وأن يجعلهم في المنزلة العالية إلى جوار الأنبياء و الصديقين و حسن أولئك رفيقا.

عيد سعيد .. وكل عام و أنتم بخير .. و السلام عليكم ورحمته وبركاته…



عن اليمن.. أدلة تهمك قواعد بيانات خدمات تفاعلية

شروط الاستخدام  |  خدمات الموقع  |  تواصل معنا

Copyright © National Information Center 2014 All Rights Reserved

Designed By : Website Department