الرئيسية 
 عن اليمن 
 رئيس الجمهورية 
 الحكومة اليمنية 
 معلومات قطاعية 
 عن المركز 
 خدمات الموقع 
جرائم العدوان السعودي على اليمن
قاعدة بيانات الدراسات والأبحاث الجامعية
طباعة الصفحة خارطة الموقع الموقع الرئيسي / مقابلات وأحاديث رئيس الجمهورية

رئيس الجمهورية لصحيفة ( القدس ) اللندنية

اليوم:  28
الشهر:  يناير
السنة:  1999

القدس : فخامة الرئيس طالبتم بتسليم الارهابى ابو حمزة من الحكومة البريطانية متى تم هذا الطلب وما هو رد بريطانيا عليه .. وماهى مصوغات هذا التسليم ؟

الرئيس : نحن وبعد استكمال التحقيقات مع المدعو ابو الحسن (زين العابدين المحضار) والمتهم مع مجموعته باختطاف وقتل السياح الغربيين اتضح لنا ان المحرض الرئيس لارتكاب هذه العملية الارهابية هو المدعو ابو الحمزة المصرى المقيم فى لندن والذى كان على اتصال مستمر مع افراد تلك العصابة .. بالاضافة الى دوره الرئيسى فى التخطيط والتمويل للقيام بتنفيذ اعمال تخريب وتفجيرات فى اليمن ومنها حادث تفخيخ حمار فى مدينة الضالع والذى تسبب فى اصابة اثنين من رجال الامن بجروح.

وكشفت التحقيقات التى اجريت مع العناصر الارهابية المخربة ممن يحملون الجنسية البريطانية ، والذين تم القاء القبض عليهم مؤخرا بان الارهابى المدعو ابو الحمزة هو الذى يقف وراء ارسالهم لليمن للقيام بعملياتهم التخريبية ، ومنح كل واحد منهم الفين دولار ووعدهم عند تنفيذ عملياتهم سيتم اعطاء كل منهم عشرة الاف دولار .. كما ان عدد من عمليات التفجيرات التى حدثت فى اليمن كان له دور فيها .

ويومنا هذا القت اجهزة الامن القبض على مجموعة اخرى من العناصر الارهابية من يحملون الجنسية البريطانية وعددهم ثلاثة من بينهم ابن المدعو ابو الحمزة المصرى واسمه محمد .. بالاضافة الى شخص جزائرى يحمل جوازا فرنسيا ومقيم فى بريطانيا ، وهؤلاء من المجموعة الارهابية التخريبية التى ارسلها ابو الحمزة الى اليمن للقيام باعمال تفجيرات فى عدن .

كما القى القبض على شخصين من العناصر الارهابية احدهم يمنى الجنسية والاخر جزائرى وهؤلاء ممن شاركوا فى عملية خطف وقتل السياح الغربيين الذين تم اختطافهم فى ابين من قبل العصابة التى تزعمها المدعو ابو الحسن .

ان المدعو ابو الحمزة شخص ارهابى متطرف استهدف اقلاق الامن فى اليمن والاضرار بمصالح اليمن مع الاخرين والاساءة للعلاقات اليمنية البريطانية ، ومن حق اليمن ان تطالب بهذا الارهابى المقيم فى الاراضى البريطانية والتى يمارس عملياته الارهابية ضد اليمن وعدد من الدول العربية انطلاقا منها ان تطالب بتسليمه لمحاكمته على ما اقترفه من اعمال ارهابية اجرامية فى اليمن تماما مثلما رأت بريطانيا ان من حقها تسليمها المتهمين الليبيين فى حادث سقوط الطائرة فى لوكربى لمحاكمتهما وايضا مثلما تسعى بريطانيا الان تسليم الجنرال بيونشيه لاسبانيا بهدف محاكمته .

اليس من حقنا نحن ايضا ان نطالب بتسليم هذا الارهابى المقيم فوق الاراضى البريطانية والذى يمارس اعمالا ارهابية اودت بحياة الابرياء ومنهم رعايا بريطانيين واستهداف مصالح بريطانية .

القدس : وكيف كان رد الحكومة البريطانية ؟

الرئيس : الى اليوم لم نتسلم ردا على الرسالة التى حملناها السفير البريطانى المعتمد لدى بلادنا ، وطالبنا فيها بتسليم الارهابى ابو الحمزة .

القدس : وفى حال رفض الحكومة البريطانية لهذا الطلب ماهو الموقف اليمنى ؟

الرئيس : لكل حادث حديث وسنبحث ماهى الطرق والسبل القانونية التى تكفل لنا تحقيق ذلك الطلب .

القدس : الى اين وصلت المفاوضات مع الخاطفين للهولنديين والبريطانيين ؟

الرئيس : المفاوضات تجرى حاليا بين الشيخ ناجى الشايف شيخ مشائخ بكيل ومجموعة الخاطفين وفيهم عدد من افراد اسرته ونتطلع ان يتم الافراج عن المختطفين قريبا وبسلام ، وقد حرصنا على عدم اتخاذ اى اجراء امنى او عسكرى حتى الان حتى لا يلحق اى اذى بالهولنديين والبريطانيين المختطفين والموجودين الان فى منطقة ذو حسين برط ولديهم اتصالات تليفونية مستمرة باهاليهم وبالسفارة وهم فى صحة جيدة ولايواجهون اى خطر .

القدس : انتقدت بريطانيا والصحف البريطانية استخدام القوة للافراج عن المختطفين الـ(16) فى ابين وتركزت الانتقادات لماذا لايتم التفاوض مع الخاطفين ، وعدم استخدام القوة ، وانه بدلا من ذلك جرى التسرع واستخدام القوة للافراج عن الرهائن ؟

الرئيس : هناك فرق بين ماجرى فى حادث السياح الـ(16) فى ابين على يد عناصر ارهابية متطرفة يقودها المدعو ابو الحسن وماجرى فى عدد من المناطق من بعض القبائل .. ففى الحالة الاولى عمل ارهابى منظم والاخرى عمل قبلى تخريبى فوضوى هدفه الابتزاز ليس الا .. فحادث السياح الـ(16) عمل سياسى ارهابى مخطط له من قبل تلك العناصر الارهابية المتطرفة والتى لها ارتباط وثيق بالارهابى ابو الحمزة ، والذى حدث انه عندما حصل حادث الاختطاف تحركت قوات الامن لمتابعة الخاطفين الذين لجأوا الى منطقة خالية وحاصرتهم القوات هناك ، واجرينا تفاوضا معهم لاطلاق سراح الرهائن بسلام ، وقد تمكن احد السائقين ممن كانوا يقودون احدى سيارات السياح المختطفين من الفرار من مكان الاختطاف وابلغنا بان الخاطفين بدأوا بعملية قتل المخطوفين .. حيث بدأ المدعو اسامة المصرى بقتل اثنين منهم بناءا على اوامر صادرة من ابو الحسن الذى ارسل لنا تهديدا بانه سوف يرسل كل ساعتين راس رهينة من السياح المخطوفين مالم نلبى مطالبه بالافراج عن عدد المقبوض عليهم بتهمة ارتكاب اعمال تخريبية ومنهم الخمسة البريطانيين الذين القى القبض عليهم فىعدن اثناء شروعهم ارتكاب اعمال تفجيرات وتخريب .. وبدأوا بعد ذلك باطلاق النار على قوات الامن مما لم يترك امام تلك القوات اى خيار ، واضطرت ان تقتحم المكان لانقاذ ارواح بقية المختطفين ، ولو لم تتم هذه العملية لاجهز على الجميع ، وهو ما اعترف به ابو الحسن بعد ذلك عند تحقيقات النيابة معه ، كما ان شهادات عدد من الناجين من السياح قد اكدت ذلك .

القدس : وماذا بالنسبة للخمسة الانجليز الذين جرى اعتقالهم هل هناك ادلة ثابتة انهم قاموا بالتخطيط لعمليات تفجير ؟

الرئيس : نعم اعترافاتهم ثابتة وموجودة وسيتم احالتهم الى المحكمة فى خلال ايام وستعلن هذه الاعترافات ، والتى تؤكد بانهم جاءوا بتعليمات من ابو الحمزة المقيم فى لندن ومعهم نفقات من الفين دولار وعند تنفيذ المهام ستدفع لهم عشرة الاف دولار ، واعترف ابو الحسن انه قام باستقبالهم وتدريبهم وتحديد الاهداف التى يقومون بتفجيرها فى عدن ، والتى اعلنت على لسان الاخ وزير الداخلية ، ومن الاهداف التى كانت مستهدفة فى عيد رأس السنة مقر البعثة الامريكية لنزع الالغام ، وفندق عدن ، ومبنى لكنيسة فى التواهى ، ومقر القنصلية البريطانية فى عدن ومناطق اخرى . وقد تم ضبطهم قبل تنفيذهم لعملياتهم وبحوزتهم متفجرات من عبوات ديناميت ، وصواريخ لو ، والغام ميدانية ، ومنشورات ، وكاسيتات ، ومخططات للاماكن التى ينوون تفجيرها .

القدس : ولكن الصحف البريطانية نفت هذه الاعترافات ؟

الرئيس : ربما من حق اى جهة ان تنفى ولكن الادلة ثابتة والاعترافات موجودة والمحاكمة ستكون علنية ، كما ان الاعترافات التى اخذت من المتهمين كانت بحضور القنصل البريطانى فى عدن الذى هو على اطلاع بنتائج التحقيقات التى تمت من قبل النيابة العامة ، والحقائق ستكون متاحة امام الرأى العام ولكل من يهمه الامر .

القدس : لماذا فخامة الرئيس يعتقدون ان اعمال الخطف فى اليمن قد زادت فى هذه الفترة بالذات ؟

الرئيس : للاسف اعمال الخطف اصبحت مثل الموضة يلجأ اليها بعض العناصر التخريبية المرتزقة وربما ان تلك العناصر قد استغلت فى فترة من الفترات الحرص الذى نبديه من اجل انهاء عمليات الاختطاف بسلام حرصا على سلامة ارواح المخطوفين وعدم الحاق الاذى بهم ، ولكن هذا الحال لن يستمر بالطبع حتى لاتتكرر مثل هذه العمليات المسيئة لسمعة بلادنا وشعبنا ، ونحن بصدد اتخاذ اجراءات حازمة ضد العناصر التى تقوم بعملية الخطف .

القدس : لكن يلاحظ انه ليس كان اى رادع لعمليات الخطف حتى الان ؟

الرئيس : فى المستقبل سيكون هناك رادع قوى وسنتخذ اجراءات صارمة وبما يمنع تكرار ماحدث .

القدس : هناك من يقول ان القبائل التى تقوم بعمليات الخطف على علاقة جيدة بالدولة ؟

الرئيس : القبائل هم جزء من نسيج المجتمع اليمنى وفى كل قبيلة مجموعة افراد سيئين وهم قلة وحالات فردية والقبائل تستنكر عمليات الاختطاف لانها تخالف العقيدة والعادات والاعراف والقيم ، ولكن مايحدث من عمليات اختطاف لاجانب يقوم بها مجموعة افراد من المرتزقة ومن اصحاب السوابق فى ارتكاب اعمال السطو والسرقات ، وهى حالات شاذة توجد فى اى مجتمع ومثل هذه العمليات يستنكرها ويدينها كافة ابناء الشعب اليمنى بمختلف فئاتهم الاجتماعية وتوجهاتهم السياسية لانها تسيىء الى سمعة اليمن ومصالحه مع الاخرين ومثل هذه العمليات الاجرامية ليست من اخلاق اليمنيين ، ومع ذلك لانستبعد ان يكون هناك ارتباط بين هذه العناصر المخربة والخارجة على القانون والتى ترتكب عمليات الاختطاف وتلك العناصر الانفصالية الفارة فى الخارج منذ ان اشعلت فتنة الحرب والانفصال فى صيف عام 1994م ، وبعض المعلومات تفيد ان لهم صلات بهذه الحوادث وان عدد من الخاطفين يتلقون اموالا من تلك العناصر الانفصالية لتشويه سمعة اليمن حتى يتولد الانطباع بان اليمن غير مستقر ولا يوجد به امن او استقرار مما يثير مخاوف المستثمرين الاجانب ، وربما تكون هذه هى اخر وسيلة تلجأ لها هذه العناصر لتعويض فشلها فى مؤامرة الحرب والانفصال .

القدس : هناك اقوال فى اليمن ان السفارات تتفاوض مباشرة مع الخاطفين ؟

الرئيس : هذا غير صحيح وزارة الداخلية هى التى تتفاوض مع الخاطفين والسفارات تتفاهم مع وزارة الداخلية ، وليس من حق اى سفارة او شخص اجنبى ان يتفاوض مع الخاطفين ، وهذا مالن نقبل به وسيكون سابقة خطيرة اذا تم .

القدس : تردد ايضا ان السفارة الالمانية دفعت للخاطفين اموالا للافراج عن المخطوفين ؟

الرئيس : هذا غير صحيح والسفارة الالمانية نفت الشائعات التى روجت بهذا الصدد .

القدس : ماهى الاجراءات التى اتخذت لحماية السياح ؟

الرئيس : هناك اجراءات اتخذت لحماية السياح وافواج السواح يتم مرافقتهم وحراستهم اثناء رحلاتهم من قبل رجال الشرطة .. لكن مشكلاتنا ان وكلاء السياحة وبعض السياح يرفضون توفير الحراسة التى ترافقهم ويعتبرون ذلك قيدا على حرياتهم ، وهذا يتسبب فى مشكلة فى بعض الاحيان والسياح الـ (16) الذين اختطفوا فى ابين طلبوا انفسهم من الوكالة السياحية التى يتعاملون معها بانهم لايريدون حراسة معهم فحدث ماحدث .

القدس : فخامة الرئيس لننتقل من الاختطاف الى موضوع الوحدة اليمنية .. هل انتم مطمأنون ان الوحدة لم تعد فى خطر ؟

الرئيس : نعم نحن مطمأنون جدا بان الوحدة اليمنية راسخة رسوخ الجبال وهى متجذرة فى واقع وحياة شعبنا ومعمدة بتضحياته الغالية .

لقد واجهت الثورة اليمنية (26 سبتمبر و 14 اكتوبر) مؤامرات خطيرة وعواصف وتحديات كبيرة منذ عام 62م ولفترة تزيد على ست سنوات ، ومع ذلك صمدت وانتصرت ، واستطاع شعبنا ان يحميها وان تظل شعلتها مضيئة تنير درب شعبنا نحو التقدم وصنع الحياة الافضل .

والوحدة اليمنية عمرها الان تسع سنوات تقريبا وقد واجهت تآمرا كبيرا ومحاولات مستميتة لاعادة عجلة التاريخ للوراء لكنها محاولات خائبة وفاشلة .

لقد كنا نتوقع ان تواجه الوحدة الكثير من التآمر والتحديات تماما مثلما واجهت الثورة اليمنية ولكن شعبنا مثلما انتصر لثورته انتصر لوحدته ودافع عنها وحماها من كل التحديات والعواصف ، وهى اليوم راسخة ومحمية بارادة الله ويقظة وتضحيات شعبنا اليمنى وهى مكسب لليمن وللامة العربية .

القدس : الى اين وصلت دعوة اليمن الى القمة العربية هل احبطت فى اجتماع وزراء الخارجية العرب الاخير ؟

الرئيس : اليمن دعت الى القمة نتيجة لما وصل اليه الوضع العربى من ترد موسف فهناك الضربة العسكرية الاخيرة التى وجهت للعراق والتى تمت دون مبرر ودون اى غطاء قانونى او شرعى من مجلس الامن ، وهناك الضربة التى تعرض لها السودان ، وتعثر مسيرة السلام نتيجة تعنت حكومة الليكود الاسرائيلية بزعامة نتنياهو ، والتهديدات والضغوط التى تواجهها سوريا .. بالاضافة الى استمرار الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على جنوب لبنان .. وكل هذه حالات تظهر مدى الخلل الذى يعيشه الواقع العربى الراهن نتيجة الانقسام والخلافات السائدة فى الصف العربى .

ومن هنا جاءت دعوة اليمن من اجل عقد قمة عربية لرأب الصدع والتئام الشمل واستعادة التضامن العربى وارساء اساس جديد للعلاقات العربية العربية يقوم على التعاون ، واحترام السيادة ، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية من قبل اى قطر عربى مهما كان ثقله الجغرافى او البشرى او امكانياته المادية فى شئون القطر العربى الاخر ، وعدم اللجؤ للقوة لحل الخلافات بين الاشقاء ، واعتماد الحوار والطرق الدبلوماسية سبيلا لحل اى اشكالات قائمة بين الاشقاء وبعضهم .

ان مانهدف اليه من القمة ان نناقش كافة قضايانا العربية فوق الطاولة وليس تحتها ، وان تسود الصراحة والمكاشفة فى حواراتنا مع بعضنا البعض من اجل الوصول الى المصالحة هذه هى الرؤية التى تنطلق منها اليمن فى دعوتها للقمة .. لان الاشقاء من الممكن ان يختلفوا لكن لاينبغى ان تستمر الخصومة بينهم ، ونحن نعتقد ان الامة العربية هى كيان واحد وهى عصبة مثل العصى المجتمعة فاذا كانت مجتمعة مع بعضها لا احد يستطيع ان يكسرها واذا تفرقت سهل كسرها .. وهكذا هو الحال مع الاقطار العربية الاستفراد بها قطرا قطرا يؤدى الى اضعاف الجميع .

ونحن انطلقنا فى دعوتنا للقمة من اجل المستقبل العربى ونحن نريد ان نصل بالفعل الى مصالحة حقيقية .. صحيح انه فى عام 1990م حدثت اخطاء ادت الى هذا التردى العربى ، واول هذه الاخطاء هو احتلال العراق للكويت .. ولكن العراق خرج من الكويت وضرب وفرض عليه الحصار ، وجاء المفتشون الدوليون ، وكما ظهر من المعلومات التى تم كشفها بان بعضهم كانوا جواسيس للاضرار بالعراق ، وان غرضهم ليس التفتيش على اسلحة الدمار الشامل ولكن جمع المعلومات عن العراق لالحاق الاذى به .

ونحن نرى فى اليمن انه لم يعد هناك مايوجب استمرار عمل هذه اللجان ولابد من ايجاد آلية مناسبة للرقابة على حظر امتلاك مثل تلك الاسلحة .. مع العلم انه يتم الكيل مع العرب فى هذه الناحية بمكيالين اذ ان اسرائيل تمتلك الاسلحة النوية واسلحة الدمار الشامل وترفض اى حديث حول الرقابة على حظر مثل تلك الاسلحة وهنا مكمن الخلل .

وعموما من المهم ان يتسامح العرب مع بعضهم البعض وان يفتحوا صفحة جديدة فى العلاقات العربية - العربية من اجل مستقبلهم جميعا .

القدس : وكيف كانت الاستجابة فخامة الرئيس للدعوة ؟

الرئيس : نحن وجهنا الدعوة وابلغنا الامين العام لجامعة الدول العربية بها وقد استجابت لها كافة الدول العربية تقريبا ، وتم انعقاد اجتماع لوزراء الخارجية العرب فى مقر الجامعة العربية بالقاهرة ، واعلن البيان الصادر عنه ، وكان الاشقاء فى العراق يتمنون بيانا اقوى مما هو الحال عليه .

ولكننا نحن نعتقد ان العجلة دارت وبدلا من حالة الركود فى الواقع العربى بدأت الامور تتحرك واجتماع وزراء الخارجية العرب فى ظل الحالة الراهنة يمثل خطوة ايجابية .

صحيح ان ادانة العدوان ، ورفع الحصار ، والغاء منطقتى الحظر فى العراق تمثل مطلبا عراقيا وعربيا ولكن مسافة الالف ميل تبدأ بخطوة كما يقولون ، ونحن نعتبر ماحدث فى القاهرة خطوة نأمل ان تتلوها خطوات اكثر تقدما ، وان كنا نتمنى بان يعكف اجتماع وزراء الخارجية العرب على موضوع التحضير للقمة والاعداد لها بصورة جيدة ، ولكن من المؤسف ان بعض الاطراف فى الوطن العربى طلبت بصراحة تأجيل انعقاد القمة الى ما بعد الانتخابات الاسرائيلية ، ونحن نستغرب هذا لانه ماهى العلاقة وماهى مبررات الربط بين مناقشة احوالنا وقضايانا العربية من خلال قمة عربية ، وما سيجرى فى اسرائيل من انتخابات او مستقبل الحكومة الاسرائيلية المقبلة .. هذا ضياع للوقت ونحن نكرر مجددا القول بان القمة تمثل ضرورة قومية لمواجهة التحديات المفروضة على امتنا وهذه ليست قناعة اليمن بل قناعة كل ابناء الامة العربية وكثير من الاشقاء دعوا لها فى مقدمتهم سمو الشيخ زايد بن سلطان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة ، وجلالة الملك الحسن الثانى ملك المملكة المغربية ، وسمو الشيخ عيسى بن سلمان امير دولة البحرين ، وكثير من الاشقاء دعوا او رحبوا بعقد القمة ، ولا ادرى ماهى المخاوف لدى بعض الاشقاء من عدم انعقاد مثل هذه القمة .

القدس : لماذا برأيكم هذه المخاوف ؟

الرئيس : ربما لان القمة ستتيح للجميع المصارحة مع بعضهم البعض والمصارحة فيها بعض الالم لان الاخطاء ستظهر ، ونحن بالفعل نريد ان نعرف اخطاء بعضنا البعض حتى تصفو النفوس ونضع الاسس والضوابط الكفيلة بعدم تكرار الاخطاء فى المستقبل .

نحن نقول ان القمة فرصتنا لان نناقش كافة قضايانا بوضوح وبالمكشوف وان ندفن الماضى بكل مراراته والامه .. وان نعزز التضامن العربى الذى هو سبيلنا الوحيد لمواجهة الاخطار التى تحدق بامتنا وامننا القومى .

ولعل مـا يتعـرض له الان العراق مـن عـدوان ومعاناة نتيجة الحصـار .. حيث اصبح العراق الشقيق

حقل تجارب للاسلحة ، ونحن نرفض ان يكون اى قطر عربى حقل تجارب .

واذا كان العراق اخطأ فى الماضى فان على امته العربية ان تحاسبه لا ان تترك الاجنبى يفعل ذلك .. والبعض قد يطرح بان العرب غير قادرين على التأثير فى العراق واقناعه على الاعتراف بخطأه الذى حدث ، وان ذلك لن يتحقق بغير الاجانب نحن نعتقد ان ذلك غير صحيح وستبرهن الايام ذلك .

ان الاجانب لهم مصالح فى المنطقة وهم يعملون كل جهدهم لحماية مصالحهم .. ونحن نقول ان مصالحهم مضمونة ومحفوظة لانها مرتبطة بمصالح شعوب المنطقة فهم السوق التى تصدر اليها الثروة النفطية وتبادل المصالح والمنافع معهم واسع وكبير ولا مبرر للخوف على تلك المصالح ، كما انه لامبرر للجوء للقوة لحماية تلك المصالح لان ثمن ذلك فادح تدفعه شعوب المنطقة ، وعلى حساب الامن والاستقرار والسلام فيها .

القدس : ولكن كيف سارت نقطة التحول بعد موافقة مصر وسوريا حيث وافقت حوالى 17 دولة عربية وفجأة تغير كل شىء .. هل كانت هناك ضغوط امريكية ؟

الرئيس : بصراحة نعم كان هناك ضغط امريكى لعدم انعقاد القمة على الاقل فى الوقت الراهن ولايستطيع احد من الاشقاء ان ينكر ذلك ، ونحن ربما مشكلتنا اننا واضحون ونتعامل مع مثل هذه القضايا بوضوح وشفافية ونعلن مواقفنا بكل وضوح وحتى عندما تعرض العراق للضربة العسكرية غيرالمبررة قلنا رأينا لاصدقائنا الامريكان بصراحة باننا غير راضين عما حدث .. واننا نتضامن مع العراق فيما يتعرض له من ضربات عسكرية وحصار اقتصادى جائر .

فالعراق بلد عربى مسلم ولا ينبغى ان يكون حقلا للتجارب او ان ينتظر الشعب العراقى العون والمساعدة من الجمعيات الخيرية فالشعب العراقى ليس بحاجة لمثل تلك المساعدات من مثل هذه الجمعيات فهو لديه ثروة تؤكله وتؤكل الاخرين معه .. واذا كان العراق قد اخطأ فى الماضى فانه لا ينبغى ان يستمر الحال على ماهو عليه ولابد من وضع نهاية لمعاناة الشعب العراقى وانهاء الحظر المفروض عليه ، والبحث عن آليات مناسبة لايجاد رقابة طويلة المدى على عدم امتلاك اسلحة الدمار الشامل مثلما حدث مع المانيا واليابان مثلا .

القدس : وهل تسلمت فى اليمن رسالة من الولايات المتحدة حملت الضغط حول القمة ؟

الرئيس : نعم واعتقد ان كثيرا من القيادات العربية تسلمت مثل تلك الرسالة ولكن البعض لم يفصح عنها ولكن نحن افصحنا عنها لاننا واضحون مع الجميع ونتعامل بشفافية مع مثل هذه الامور .

القدس : بالنسبة لقرارات وزراء الخارجية العرب هل انتم راضون عنها ؟

الرئيس : كما قلت سابقا نحن نعتبر ان العجلة دارت .. صحيح ان البيان لم يحمل معه كل مانطمح اليه او يطمح اليه الكثيرون من الاشقاء العرب .. حيث ان الطموح كان شىء اكبر .. ولكن نحن نعتبر ان شئ افضل من لاشئ وافضل من الشجب والادانة عبر وسائل الاعلام .. لقد كان من الضرورى ان يلتقى الاشقاء مع بعضهم على اى مستوى من اجل الخروج بالحد الادنى .. صحيح ان الاشقاء فى العراق غير راضين واعتبروا ان ماجاء به الاجتماع لايحقق مايريدون بل رأوه انه ربما يعطى غطاء لضربة جديدة بحسب تفسيرهم .. لكننا نعتقد ان مجرد عقد الاجتماع وانه يكرس لمناقشة المسألة العراقية والبحث عن مخارج عربية لها فان هذا فى حد ذاته مكسبا ، والجهود لابد ان تتواصل من اجل الوصول الى مانطمح اليه جميعا من التضامن ووحدة الصف والموقف وفى هذا مصلحة للجميع.

القدس : ولكن الولايات المتحدة وبريطاانيا ودول اوروبية اخرى فسرت قرارات وزراء الخارجية بانها عزل للعراق وان هذا يمهد لضرب العراق مرة اخرى ؟

الرئيس : هذا شأنهم ومن حقهم ان يقولوا مايريدون لكن الواقع شئ اخر .. القرارات تمثل خطوة فى مشوار الالف ميل نحو التضامن واستعادة العراق لمكانه ودوره فى محيطه العربى .. وبالتالى فان مزيدا من اللقاءات العربية وفى مقدمتها عقد قمة عربية من شأنها ان تحقق المزيد من الخطوات باتجاه الغايات المنشودة ، وما من شك فان اى لقاء عربى لن يكون الا فى صالح العمل العربى المشترك ، واحباط اى مخطط يستهدف خلق المزيد من الفرقة والانقسام فى الصف العربى .

ولهذا نحن نطالب دوما بضرورة انتظام انعقاد القمة العربية وبشكل مستمر كما هو الحال فى منظمة الوحدة الافريقية لانه من خلال مؤسسة القمة تحل القضايا اولا باول بدلا من تراكمها وتحقيق التفاهم وتردم الهوة التى يحاول ان يخلقها اعداء الامة بهدف زرع الشقاق فى صفوفها وبذر الشكوك والريبة ، وعدم الثقة بين الاشقاء بعضهم البعض ، وذلك من خلال الدس ونقل المعلومات غير الصحيحة .. بحيث تخاف كل دولة عربية من الاخرى فتخاف السعودية من اليمن ويخاف اليمن من السعودية ، وتخاف الكويت من العراق والعكس ويخاف السودان من مصر وتخاف مصر من السودان .. وهكذا ، ونحن نقول ونكرر بان انتظام انعقاد القمم العربية سنويا ستمنع الكثير من التداعيات ومن تفاقم القضايا والحيلولة دون حدوث التجاوزات التى تخلق المشاكل وتزرع الخلافات فى الصف العربى .

القدس : طلب اليمن لمجلس التعاون الخليجى لم يقبل حتى الان ماهى خطواتكم القادمة ؟

الرئيس : نحن موجودون وحاضرون فى المنطقة سواء كنا داخل هذا التجمع او خارجه .. نحن كيان موجود فى المنطقة لكننا سنذهب ابعد من ذلك وندعو الى تجمع اقتصادى عربى كبير يشمل دول شبه الجزيرة العربية كاملة ويكون شبيها بالتجمع الاقتصادى القائم بين دول اوروبا وفى اطار مظلة الجامعة العربية ووصولا الى تحقيق الوحدة العربية الشاملة التى وضع لبناتها الاولى الملك عبدالعزيز ال سعود بتوحيده المملكة العربية السعودية ، وجمال عبدالناصر بتحقيقه لوحدة سوريا ومصر ، والشيخ زايد بن سلطان ال نهيان بتوحيده دولة الامارات العربية المتحدة ، وايضا ماحققه اليمن باستعادته لوحدته فى الـ(22) من مايو 1990م .

وهذا التجمع يضم الدول التالية ( لبنان ، سوريا ، الاردن ، فلسطين ، العراق ، السعودية ، الكويت ، البحرين ، الامارات ، عمان ، قطر ، اليمن ) .. ويرتكز على اساس ايجاد قاعدة واسعة من المصالح والمنافع المتبادلة بين هذه الدول لانه عندما توجد المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة وتتنامى بين هذه الدول وتتعزز العلاقات على كافة المستويات والروابط الاخوية ويترسخ الامن والاستقرار والسلام فى المنطقة .

القدس : وهل تعتقدون انه من الممكن ان يكون العراق موجودا مع دول الخليج العربى فى تجمع واحد ؟

الرئيس : ولماذا لا .. العراق قطر عربى شقيق وجزء لايتجزأ من هذه المنطقة والخصومة لن تستمر ..

ألم يقاطع العرب مصر عندما زار السادات اسرائيل وفرضوا المقاطعة والحصار على مصر ، ولكن مصر هى جزء من الجسد العربى ، ولهذا جاءت مصر الى اشقائها العرب وهم ايضا جاءوا اليها ولم تستمر القطيعة .. والعراق لن يستمر فى حالة القطيعة مع اشقائه وجيرانه فى الخليج الى مالا نهاية .. فهو كيان فاعل داخل الكيان العربى ، ولابد سيأتى يوم يقتنع فيه الجميع باهمية المصالحة والعودة الى ماكان عليه الحال من التضامن ، وهذا وهو الوضع الطبيعى لانه لايصح فى النهاية سوى الصحيح .

القدس : ولكن هناك من يفرق بين النظام العراقى والشعب ويقول انه لن تكون هناك مصالحة والنظام الحالى فى العراق موجود ؟

الرئيس : هذا لا يجوز وسابقة خطيرة واعتقد انها مقولات اجنبية يتم ترديدها لايجاد فرق بين النظام والشعب واعطاء المبرر للانقلاب على الانظمة .

القيادة فى العراق هى جزء من الشعب العراقى وليست وافدة عليه كما هو الحال مع اى قيادة عربية سواء كان النظام جمهوريا او ملكيا او امارة او سلطنة او غيرها ، وهذا الحديث الذى يتردد مؤخرا بهذا الشأن غير منطقى وغير مقبول والهدف منه ايجاد التبرير لاسقاط النظام العراقى والتدخل فى الشئون الداخلية للعراق .. ومن المؤسف ان تسعى دولة كبرى كالولايات المتحدة لفعل ذلك رغم ان دستورها لايجيز هذا الامر .

القدس : ولكن هناك خططا لتمويل المعارضة العراقية ؟

الرئيس : مثل هذه الخطط محكوم عليها بالفشل سلفا لانه لاجدوى من معارضة تعيش فى الخارج وغير مرتبطة بالشعب ولو كانت تلك المعارضة فاعلة لما لجأت امريكا لان تتولى بنفسها ضرب العراق بالصورايخ والطائرات ، وكل مايقال بهذا الشأن عن تفعيل المعارضة فى الخارج هراء للاستهلاك الاعلامى ليس الا .

القدس : هل تتوقع ضربات جديدة ضد العراق ؟

الرئيس : انا لااستبعد ذلك ولكن ان تمت فانها ستكون امرا غير مقبول فى الوطن العربى والاسلامى وستؤثر على مصداقية العلاقات بين العرب والولايات المتحدة لانه ليس هناك مايبرر مثل تلك الضربة .

كما ان اللجوء للقوة لايحل مشكلة بل يزيدها تعقيدا ويزيد من معاناة الشعب العراقى الذى تحمل الكثير نتيجة الحصار .

القدس : كيف تقيمون علاقة اليمن مع جيرانه خاصة السعودية .

الرئيس : علاقتنا ممتازة مع جيراننا وفى المقدمة المملكة العربية السعودية .

القدس : والى اين وصلت مشكلة الحدود اليمنية السعودية ؟

الرئيس : المفاوضات جارية والتواصل مستمر ونحن كنا قد قدمنا فى البداية مطالبنا لحل مشكلة الحدود بين البلدين على اساس الحق القانونى والتاريخى الذى يبدأ من الخط 23 .. ولكن عندما جاء الامير سلطان بن عبدالعزيز ، والامير نايف بن عبدالعزيز ، والامير سعود الفيصل الى اليمن تم البحث معهم فى هذا الامر ، وقالوا لنا ان البحث على اساس الحق القانونى والتاريخى يمثل طموحا من قبلنا وغير مقبول من جانبهم .. قلنا نحن وفى اطار توفر الرغبة الصادقة للحل وادراكا منا لحقيقة الواقع الراهن اقليميا ودوليا فاننا مستعدون للتنازل عن مطالبنا وادعاءاتنا المستندة للحق القانونى والتاريخى ، والبحث عن حل للمشكلة فى الاطار الاخوى والودى .. وجرت مفاوضات ولقاءات متكررة بين المسؤولين فى البلدين والتقيت مع الامير سلطان فى كومو بايطاليا واتفقنا معه على الحل ابتداء من خط 52 - 19 وحتى النقطة امام جبل الثأر ، وكان بالامكان التقدم بخطوات اكثر نحو الاتفاق النهائى ولكن الاخوان فى المملكة ارادوا ان يقدموا تفسيرا مخالفا لما ورد فى معاهدة الطائف فيما يخص معالم جبل الثأر .. حيث اشاروا الى منطقة اخرى وقالو انها جبل الثأر ، وكذلك الحال مع معلم اخر هو رأس المعوج شامى رديف قراد على البحر الاحمر ، على الرغم ان الامر واضح ، والمعالم والاوصاف محددة فى معاهدة الطائف وملاحقها لهذين المعلمين وهنا بدأ التباين . وقد يقول قائل ان الجزء الذى فيه التباين لايتعدى مساحة 6 كم او اربعة كم ، وان هذا لايشكل مشكلة خاصة ، وقد تم الاتفاق على الجزء الاكبر من الحدود .. ولكن الحقيقة ان المعاهدة متفق عليها بين الجانبين ، وانه لايجوز البحث فيها مرة اخرى او تغيير المعالم فيها ، ويجب ان تنفذ بحذافيرها كما هى .

القدس : وماذا عن الحدود الجنوبية والشرقية ؟

الرئيس : هذه تم التفاهم حولها ولكن حل مسألة الحدود يعتبر منظومة متكاملة لاتقبل التجزئة سواء فيما تضمنته معاهدة الطائف او ماتبقى من الحدود من جبل الثأر وحتى منتهى الحدود بين البلدين مع سلطنة عمان .

القدس : لكن من الملاحظ ان هناك جمودا وان اليمن هددت باللجوء الى التحكيم الدولى ؟

الرئيس : بصراحة نحن نفضل الحل الودى والاشقاء فى السعودية كذلك .. لكن الحل الودى مع الاخذ فى الاعتبار ان يتم على اساس مبدأ لاضرر ولا ضرار ، ولكن اذا لم يتم التوصل الى حل ووصلنا الى طريق مسدود فى المفاوضات لاسمح الله فانه حينئذ يمكن اللجوء الى التحكيم ، وفى هذه الحالة التحكيم سيكون شاملا وفى كامل الحدود اليمنية السعودية .

القدس : يقال ان المشكلة الحدودية لم تحل بسبب رغبة المملكة العربية السعودية الحصول على منفذ بحرى على البحر العربى ؟

الرئيس : هذا غير صحيح .. ونحن نرحب اذا ارادت السعودية ممر لانبوب نفطى على البحر العربى مثلما هو الحال بين العراق وتركيا ، والعراق والسعودية ، والعراق وسوريا فالوطن العربى واحد .

القدس : هناك فى اليمن من يتهم السعودية انها تغذى علمليات الخطف فى اليمن ؟

الرئيس : لاصحة لذلك ونحن لانستطيع ان نوجه الاتهام لاحد دون دليل .

القدس : فى الداخل هناك من يرى بان الحكومة تضايق المعارضة وترفض وجود حوار معها وتمارس قيودا الى اى مدى صحة ذلك ؟

الرئيس : بامكانك ان تعمل استطلاعا اثناء اقامتك فى اليمن لترى كيف تمارس المعارضة نشاطها ودورها ، وكيف تنتقد صحفها الحكومة بكل حرية وجرأة ودون ادنى مضايقة وماذا تتضمنه برامجها السياسية وهى تعقد مؤتمراتها العامة والندوات ، وتشارك فى كافة الفعاليات الوطنية والعربية والدولية ، ولو كانت هناك مضايقة لما كان لها ذلك .

ونحن فى اليمن لسنا نظاما شموليا يجعل الديمقراطية شكلا بلا مضمون وهذه ليست للمزايدة السياسية بل قناعة راسخة وتأتى فى اطار متطلبات العصر واحتياجات الواقع ، ونحن كدولة لاننزعج من هذه الممارسة ولو كنا ننزعج لما انتهجنا النهج الديمقراطى ، ونحن نرحب بالمعارضة طالما التزمت بالثوابت الوطنية وبالقانون والدستور ، مع العلم ان هناك دعما ماليا يقدم لاحزاب المعارضة المعترف بها والممثلة فى البرلمان طبقا للقانون وحتى الاحزاب غير الممثلة ، بما فى ذلك الحزب الاشتراكى والناصريين يتم دعمهم ماليا من اجل عقد مؤتمراتهم وممارسة نشاطاتهم .. على الرغم من ان بعض تلك الاحزاب اخذت قرارا بمقاطعة الانتخابات .

ونحن نقدم ذلك الدعم حتى نعزز من دور تلك الاحزاب فى المعارضة على الرغم من انها لم ترتق الى مستوى المسؤولية فى ممارستها للديقمراطية ومنهجها للتعددية السياسية لانه من المؤسف ان بعض احزاب المعارضة تفهم دورها بانه السعى لازاحة الحكومة من السلطة ، وهذا حق مشروع وطبيعى شريطة ان يتم من خلال الانتخابات وصناديق الاقتراع .. ان المعارضة بطبيعتها تسعى لمعارضة كل شىء ولو كانت ترى كل شئ مشرفا لما كانت تسمى معارضة عموما .. وباستطاعتك ان تطلع على صحف المعارضة ، وان ترى المساحة الواسعة من الحرية التى تمارس فيها دورها فى النقد ، وبعض الانتقادات غير صحيحية بل وتؤدى للاضرار بعلاقات اليمن مع الاشقاء ودول الجوار والاصدقاء وبالذات الجيران فى السعودية مما يوقعنا فى الكثير من الحرج ، ونحن كثيرا ماندعو المعارضة وصحفها الى التزام الموضوعية والمعلومات الصحيحة وتجنب الاثارة السلبية ومراعاة المصالح العليا للوطن .

القدس : عودة مرة اخرى الى موضوع الاختطاف .. البعض يقول انه عندما تحدث عمليات خطف فى الشمال لاتستخدم القوة وعندما تتم فى الجنوب تستخدم القوة ماهو تعليقكم ؟

الرئيس : هذا غير صحيح .. القوة لم تستخدم الا فى حالة واحدة هى حالة اختطاف السياح الـ(16) فى ابين من قبل تلك العصابة الارهابية المتطرفة التى يقودها ابو الحسن ، والاسباب واضحة .. وقد سبق ان شرحناها ، لقد كان المختطفين الاجانب فى حالة خطر بعد ان تم الشروع فى قتلهم واحد تلو الاخر على يد افراد تلك العصابة ، وكان لابد من التدخل السريع لانقاذ البقية والا كانت النتيجة ستكون مروعة .. لقد كانت حادثة ابين لها بعد سياسى وعملية ارهاب منظم ، اما حالات الاختطاف الاخرى التى تمت سواء فى الشمال او الجنوب فقد تم معالجتها وبدون اللجوء للقوة حرصا على حياة المخطوفين وتجنبا لاراقة الدماء .. وكما قلت فان اللجوء الى استخدام القوة فى عملية ابين اضطررنا اليها اضطرارا .

القدس : هل اعتقلتم كافة عناصر جيش عدن الاسلامى ؟

الرئيس : مايسمى بجيش عدن الاسلامى هو مجرد مسمى فى راس شخص واحد هو ابو الحسن ، وقد تم اعتقال كافة العناصر الخطرة والمتورطة فى اعمال تخريب اما من اعلنوا التوبة وقلعوا عن الذنب ، ولم يرتكبوا اى اعمال مخلة بالامن ومخالفة للقانون واصبحو مواطنين صالحين فانه لاغبار عليهم .

القدس : هل هناك علاقة بين بن لادن وهذه الجماعات .

الرئيس : ليس لدينا معلومات حول ذلك ربما يكون ابو الحسن على علاقة قديمة مع بن لادن اثناء تواجدهما معا فى افغانستان ايام الجهاد ضد الشيوعية هناك .

القدس : بعض جهات المعارضة تقول ان اليمن قدم تسهيلات للامريكان وبالذات فى سقطرى ؟

الرئيس : هذه ضمن الاكاذيب والهراء .. نحن بلدنا مفتوح وليس لدينا شيئ نخفيه ، ولقد ناضلنا من اجل خروج الاستعمار من بلادنا ، وقدمنا تضحيات فكيف نقبل بتقديم تسهيلات او نقيم قواعد عسكرية اجنبية فى بلادنا ، لكن بيننا وبين الامريكان تعاون اقتصادى وفنى وتبادل زيارات وخبرات عسكرية ، وهذا موجود ايضا بيننا وبين فرنسا وبريطانيا والعديد من الدول .

القدس : البعض يطرح بان ميزان التنمية مختل لصالح المحافظات الشمالية وان المحافظات الجنوبية محرومة من مشاريع التنمية ؟

الرئيس : العكس هو الصحيح .. الميزان مختل لصالح المحافظات الجنوبية لانها حرمت فى الماضى فى ظل سيطرة حكم الحزب الاشتراكى الشمولى الذى لم يقدم لتلك المحافظات اى شئ يذكر فى مجال التنمية وبامكانك ان تطلع على الارقام وحجم الانجاز للمشاريع الخدمية والانمائية التى تم انجازها او هى قيد التنفيذ فى تلك المحافظات الست ، وستجد حجم القفزة الهائلة التى تحققت فى هذا المجال سواء فى مجال الطرقات ، والكهرباء او المياه او الصحة او التربية والتعليم او الاتصالات وغيرها لاننا حرصنا على ايصال خير الوحدة لهذه المحافظات وتعويضها عن سنوات الحرمان التى عاشتها فى ظل التشطير .

القدس : سؤال اخير هناك من يقول ان السعودية ممكن ان تعطى اليمن شريطا فى الشمال مقابل تنازل اليمن عن شريط فى الجنوب ؟

الرئيس : الارض والسيادة ليست محل بيع وشراء او مساومة .



عن اليمن.. أدلة تهمك قواعد بيانات خدمات تفاعلية

شروط الاستخدام  |  خدمات الموقع  |  تواصل معنا

Copyright © National Information Center 2014 All Rights Reserved

Designed By : Website Department