الرئيسية 
 عن اليمن 
 رئيس الجمهورية 
 الحكومة اليمنية 
 معلومات قطاعية 
 عن المركز 
 خدمات الموقع 
جرائم العدوان السعودي على اليمن
قاعدة بيانات الدراسات والأبحاث الجامعية
طباعة الصفحة خارطة الموقع الموقع الرئيسي / مقابلات وأحاديث رئيس الجمهورية

رئيس الجمهورية في مقابلة مع قناة المستقلة صنعاء

اليوم:  16
الشهر:  فبراير
السنة:  1999

وفيما يلى نص المقابلة :-

المستقلة : فخامة الرئيس على عبد الله صالح ارحب بك اجمل ترحيب من تلفزيون (المستقلة) الذى يبث برامجه من لندن الى العالم العربى واوروبا ، واريد ان نبدأ الحديث معا من اخر رحلة لك الى الخارج .. كنت اكثر الزعماء العرب صراحة ووضوحا فى التعبير عن تأثرك فى وفاة المغفور له الملك الحسين بن طلال .. هل هذا سببه علاقة خاصة كانت تربطك بالمرحوم ؟

الرئيس : انا أعرف الملك حسين رحمه الله منذ عشرين سنة .. علاقتي به علاقة اخوية خاصة .. حيث استفدت من خبرته السياسية .. الملك حسين رحمه الله وقف مع اليمن فى اصعب الظروف .. حيث كانت هناك مشكلة فى 1979م بين الشطرين ، ووقف موقفا اكثر من ممتاز الى جانب الاشقاء من سوريا والعراق فى ذلك الوقت .. ايضا فى حرب صيف 1994م كان له موقفا ممتازا معنا ، وكان سندا للوحدة واحتضن لقاء لكل القوى السياسية اليمنية فى عمان عندما وقعنا على وثيقة العهد والاتفاق ، وبذل جهدا غير عادى للوصول الى ذلك .. ايضا زيارته لليمن ولقاءاتي معه في مؤتمرات القمة ، وكان الملك حسين حكيما وراقيا فى خطابه ونهجه ، وكنا نأخذ ونعطي بكل احترام ويمكن توجهه وسياسته لا تفرق عن السياسة اليمنية كثيرا .

المستقلة : سيادة الرئيس .. لوحظ موقف الرئيس حافظ الاسد والجفوة التى كانت قائمة بينه وبين الملك حسين .. هل من خلال معلوماتكم يمكن القول ان مشاركة الرئيس حافظ الاسد فى جنازة الملك حسين تمثل مؤشرا لانفتاح او تحسن فى العلاقات الاردنية السورية ؟

الرئيس : الرئيس حافظ الاسد انا خبرته كثيرا وهو رجل عاقل وحكيم وسياسي كبير ، وكنا سنكون غير مرتاحين لو انه لم يحضر فى التشييع نتيجة للفتور الذى كان موجودا فى العلاقات السورية الاردنية .. لكن الرئيس حافظ الاسد حكيم وحليم فحضر الجنازة والدفن فاكبرته كثيرا وشكرته على هذه المبادرة ، وانا اعتبر انها تمثل انفراجا لتطوير العلاقات بين البلدين الشقيقين ، ونحن نهتم بان تكون العلاقات السورية الاردنية ممتازة.

المستقلة : فخامة الرئيس .. الملك حسين كان شخصية عامة ويعمل فى السياسة فهناك امور يتفق معه الناس وامــور يخالفه آخــرون .. الصحـف اللبنانية مثـلا انتقـدت سياستـه فـى الشرق الاوسـط وخاصة مع

اسرائيل .. ما تعليقك على هذا ؟

الرئيس : والله لكل واحد وجهة نظره .. نحن نعتبر انه لولا حنكة وخبرة وحركة الملك الحسين رحمه الله الدائمة لما كان هناك اردن بهذا الحجم لكن هو سياسى كبير استطاع انه يحل مشكلة الاردن خاصة وهو محاط بمشاكل اسرائيل ، وطبعا لكل واحد وجهة نظره ، فهناك اناسا يعلقون على ابوعمار بانه يفرط وانه كذا وكذا ، ونحن نقول بالعكس ان ابو عمار استطاع ان يحصل على موضع قدم فى وطنه بدلا ما كان موجودا هو والقيادة الفلسطينية فى تونس او فى لبنان او فى الشام او فى اليمن وفى عدة مناطق .. بالعكس انهم يكونون موجودون فى غزة ويكونون فى اريحا فهذا افضل ، وانا اعتبر ان العجله دارت بالتواجد الفلسطيني وبوجود السلطة الفلسطينية .

المستقلة : هل فى رأيكم ان الزعيم التونسي السابق الحبيب بورقيبه اصاب فى هذا الموضوع ؟

الرئيس : نعم كان على حق .. ولو وافق العرب على مباردته حينها لكان تحقق شىء كبير .

المستقلة : فخامة الرئيس .. اسمح لي ان ادخل فى الملف اليمني .. لقد مرت تسع سنوات حتى الان منذ اعلان الوحدة اليمنية ، وفى عام 94م كانت هناك محاولة للانفصال وانتصرتم فيها واعدتم الوحدة .. الى اين وصلتم فى ترسيخها فى المجتمع فى الارض اليمنية فى الشمال وفى الجنوب ؟

الرئيس : الحقيقة انتهى الخطر على الوحدة 00 فالوحدة اليمنية ثابتة وراسخة .. ونحن عندنا تجربة .. لقد احيطت بالثورة اليمنية 26 سبتمبر و 14 اكتوبر مخاطر عديدة بعد قيامها فى 62 الى حوالى 68م ، ولكن الثورة اليمنية تجاوزت الخطر خلال ست سنوات او سبع سنوات من قيامها .. الآن لنا نحن تسع سنوات تقريبا منذ ان تحققت الوحدة وتجاوزنا الخطر .. الوحدة ليست مهدده من احد ربما قد تعاني من مشاكل ومتاعب وهذا صحيح ، ولكن الوحدة راسخة ولا خوف عليها .

المستقلة : المعارضون فى الخارج يقولون ان الجنوب لا يحظي بالاهمية المطلوبه بينما اهل الشمال الان يتصرفون احيانا فى الجنوب بطريقة غير مناسبة ؟

الرئيس : ماذا تريد ان يقول هذا الموجود بالخارج .. هل يقول ان الامور على خير ما يرام .. لابد ما يأتي باشياء كيفما كانت .. بالعكس المحافظات الجنوبية تحظي باهتمام كبير جدا ، وانجزت فيها مشاريع وانجازات كبيرة سواء فى الخدمات او التنمية وبما لم تحصل عليه منذ الاستقلال .

المستقلة : هل هناك اطراف فى الخارج يخشى منها على الوحدة ؟

الرئيس : لا .. لا نخشى على الوحدة على الاطلاق .

المستقلة : فى عام 94م كان يقال ان حالة الحرب التى نشبت انذاك سوف تجعلكم تبادرون الى الغاء التجربة الديمقراطية الوليدة فى اليمن من تعددية حزبية وحرية الصحافة ، ولكن يبدو انها مستمرة الى حد الان .. لماذا ؟

الرئيس : هذا نهج سياسي اخترناه لانفسنا وليس له بديل .

المستقلة : فى العالم العربي هناك بدائل كثيرة .. اكثر الوقت لا توجد ديمقراطية اصلا ؟

الرئيس : نحن بالنسبة لنا اصبحت الديمقراطية سلوكا وهي مفيدة .. صحيح انه تضيق صدور بعض المسئولين من النقد والرأي والرأي الاخر .. لكن لماذا نخاف من الديمقراطية ؟ .. انا اعتبرها انها جزء من المعالجة عندما ينتقد الناس ويعبروا امام الصحافة ووسائل الاعلام وينتقدوا الفساد وينتقدوا السلوكيات السلبية .. هذا يجعل كثير من الناس يتماسكون ويتجنبون الوقوع فى السلبيات .. لكن اذا كان لا يوجد ديمقراطية فان كل واحد يسرح ويمرح على ما يريد .

المستقلة : لماذا فخامتكم انتقدتم الحزب الاشتراكي في مؤتمره الاخير .. اذا الحزب الاشتراكي لم يرق الى ما تريدون هل ستأمر بحله ؟

الرئيس : لا طبعا .. نحن ننتقد السلوكيات ومع ذلك انا تبنيت بعد الحرب وجود الحزب الاشتراكي ومازال هذا التوجه موجودا وتبنيته وتواصلنا وتحاورنا الا ان الحزب لم يستفد لنفسه لا استفاد من قبل الوحدة ولا من بعد الوحدة ولا من بعد الحرب .. العقلية نفسها جامدة .. نحن بالعكس فى ظل وجود تعددية سياسية دعمنا وجود الحزب الاشتراكي رغم انه اعلن الحرب والانفصال ومع ذلك تبنيته وهذه قمة الديمقراطية .

المستقلة : هل انتم الآن مقتنعون بالنوايا الوحدوية لقادة الحزب الاشتراكي ؟

الرئيس : والله هناك ناس لا احد ينكر وطنيتهم ووحدويتهم .. ولكن هناك اناس اخرون كانوا يعتبرون الوحدة بانها مساومة .. لكن الوحدة الان هي امر واقع ومثلما قامت الثورة وكان عندنا الملكيين الذين لم يكونوا مقتنعين بها الان الكل مقتنع بالثورة .

المستقلة : الحزب الاشتراكى يقابله فى الضفة الاخرى فكريا وسياسيا التجمع اليمنى للاصلاح ويعمل كي يتحالف معكم فى وقت سابق .. والان هو خارج الحكومة وممثل فى البرلمان بينما فى دول عربية اخرى لا يسمح لحركات اسلامية سياسية بالعمل .. ما هى الفلسفة هنا فى اليمن ؟

الرئيس : بالنسبة لنا التجمع اليمنى للاصلاح حزب قائم بذاته فى اليمن ووقف فى ظروف صعبه لمواجهة الشيوعية ومواجهة التخريب .. ووقف الى جانب الدولة فى مقارعة الانفصال والحرب فهو حزب وطني داخل الساحة .. نحن نحكم على الناس بالسلوكيات ولا نحكم عليهم بالغيبيات .. يعني طالما سلوكه جيد وملتزم بالوطنية فاهلا به واذا كان عنده رأ?ي ورأي آخر او عنده انتقادات فنحن نرحب به .

المستقلة : المعارضون خارج اليمن يقولون ان التجمع اليمنى للاصلاح هو وجه اخر لعمله واحده للمؤتمر الشعبي العام ؟

الرئيس : ولماذا لا ؟ .. نحن لسنا زعلانين من ذلك .. هل لابد ان نختلف مع التجمع اليمنى للاصلاح كي لا يبقى وجه اخر لعملة واحدة .. اذا كان التوجه واحد والفكر واحد وعندنا قواسم كثيرة متفقون عليها ثوابت الثورة الجمهورية الوحدة الدستور القانون فما المانع .

المستقلة : المؤتمر الشعبي العام حزبكم الذي يحظي بالغالبية يضم الان تيارات كثيره بداخله كما يقول بعض الناس .. هل انصهرت حقا فيه تلك القوى ؟

الرئيس : هذا شيىء جميل ، ونحن نعتز ان المؤتمر الشعبى العام وعاء وطنى للجميع .

المستقلة : الا تريدونه حزبا عقائديا ؟

الرئيس : نحن نريده حزب الشعب .

المستقلة : الا يمكن ان يكون ارتباط الحزب بالسلطه يؤدي احيانا الى ترهل واتهامات بانه جزء من الدولة ومن الفساد .. كيف تضمنون حيوية حزب المؤتمر ؟

الرئيس : بالعكس .. كل الاحزاب تسعى لان تكون جزء من الدولة وتسعى للسلطة .. هناك احزاب تفوز فى الانتخابات وتكون جزء من الدوله وأي حزب يحقق ايجابيات يستمر فى الحكم او يحصل منه كساد وترهل فيسقط وتنتقل السلطة الى غيره وهذا الحزب يعالج اخطاءه ويعود مرة ثانية للسلطة .. وهكذا هي الديمقراطية .

المستقلة : قرأت صحف المعارضة هذا الأسبوع وكلها تضج بشكوى وانتقادات حادة لكم شخصيا وللسلطة .. هل تزعجكم هذه الإنتقادات ؟

الرئيس : أبدا .. الشجرة المثمرة كل الناس يرمونها لكن الشجرة التي لا تثمر لا أحد يقترب منها .

المستقلة : هل توجهون وزرائكم أذا تعرضوا لانتقاد فى الصحافة أن يحققوا فى تلك الإنتقادات أم أنهم يتجاهلونها دائما ؟

الرئيس : الانتقاد عندما يكون فى محله تعالج الأخطاء .. ولكن إذا كان مجرد إتهامات باطلة فإنه يذهب دون أثر .

المستقلة : تشوش على الصورة الديمقراطية فى اليمن أحداث الارهاب أو الخطف فى حادثة واحدة أرتدت لبوسا دينيا والإختطافات الأخرى إختطافات قبلية .. كيف تعالجون هذه الظاهرة ؟

الرئيس : هذه ظاهرة سلبية وسابقة خطيرة .. أولا ما حدث فى أبين له دوافع سياسية وظاهرة خطيرة لكن تم معالجتها ، وتم إلقاء القبض على كل مرتكبى هذه الجريمة وكل الاطراف المتورطة فيها واكتشفت كل الخيوط .. بالنسبة للإختطافات القبلية حقيقة هذه عصابات بدأ تشجيعها أيام الأزمة والحرب والإنفصال من قبل الإنفصاليين عندما بدأو بتشجيع أحد الخاطفين باختطاف الملحق الأمريكي (ماهوني) ، فبدأت تتسلسل عمليات الاختطاف ، وما فى شك أن لهذه العناصر ارتباطات بعناصر الإنفصال فى الخارج تغذيهم وتشجعهم على تلك الاعمال ، ونحن نعتبرها آخر ورقة فى يد أولئك الإنفصاليين .

المستقلة : عندما تتفاوضون مع الخاطفين أليس هذا نوعا من التشجيع لهم ؟

الرئيس : نحن عندما كنا نتفاوض معهم إنما من أجل ضمان سلامة المخطوفين لأنه كان ممكن أن تحسم الأمور ونضحي بمخطوفين أثنين أو ثلاثة وما في أحد سيختطف بعد ذلك لكن نحن كنا نتفاوض من أجل سلامة المخطوفين لكن هناك إجراءات جديدة إن شاء الله ستتخذها الحكومة بحيث لا تتكرر مثل هذه الاحداث .

المستقلة : فى الحادث الارهابي الذى تغطى بعناصر إسلامية .. هل يمكن أن نقول أنه حادث منفرد أم أن هناك ظاهرة ومشكلة إرهاب ؟

الرئيس : هذه عناصر متطرفة محدودة لا علم لها بالدين ولا علم لها بالإسلام أنهم متطرفون جهلة .. بالاضافة الى أن هناك دافعا خارجيا وأكبر دليل الإعترافات والمال الذى جاء من الخارج ووسائل الإتصالات الحديثة التى معهم هؤلاء جهلة ، وهم لن يكونوا أعلم من علماء اليمن وفقهائه أو الشخصيات السياسية الكبيرة سواء فى الإصلاح او فى المؤتمر أو فى الاحزاب الأخرى .. هؤلاء عبارة عن جهلة .

المستقلة : هل هي ظاهرة معزولة أم منتشرة ؟

الرئيس : هذه ظاهرة معزولة ومجموعة بسيطة والحادثة حوصرت وانتهت .

المستقلة : بعض الناس يقولون سيادة الرئيس بأن تعايشك شخصيا مع الوضع القبلي الموروث فى اليمن يشجع أيضا على هذه الظواهر .. هل أنتم مع استمرار النظام القبلي أم مع ظهور مجتمع تكون تكويناته حديثة ؟ .. كيف ترون سياسة اليمن فى هذا الشأن ؟

الرئيس : المجتمع القبلي جزء من نسيج المجتمع اليمنى ونحن لا نستطيع أن نقول بأن هذا ليس موجودا .. بل هو موجود .. لكن السياسة والتوجه قائم على بناء دولة حديثة متطورة ولا يقضى على هذه الظواهر السلبية والعصبية القبلية الا بالوعي وبالتعليم وبتوفير احتياجات المناطق وبتعليم الشباب .. هذا هو البديل الذى يقضي على مثل تلك التعصبات ، وهذا يحتاج الى وقت .

المستقلة : فيما يخص الإصلاح الإداري هناك مؤتمر كبير عقد قبل فترة فى صنعاء وفخامتكم حضرتم شخصيا ذلك المؤتمر .. لكن بعد المؤتمر .. ماذا حصل ؟ .. هل كانت هناك متابعة ؟ .. حدثني بعض اليمنيين أن المؤتمر كان فيه ضجة كبيرة حول الاصلاحات الادارية لكن لم يترتب عنها شيئ ملموس فى الواقع ؟

الرئيس : نحن مقتنعون بالإجراءات المتخذة فى مجال الاصلاح الادارى لكن الرأى الآخر يقول لا لم يتحقق على أرض الواقع شيئ وهذه عبارة عن ظاهرة صوتية .

المستقلة : هكذا يقولون ؟

الرئيس : نعم .. ولكن ما هي المعارضة البعض يفهم أن المعارضة أنها لا بد أن تعارض كل شيئ لأنها لا تعترف بالحقائق فإذا قال أحد هؤلاء أن هذا صحيح وأن الأمور تسير بصورة جيدة فإنه يعتبر نفسه بأنه ليس معارضا فهو لا بد أن يعارض كل شيئ الصح والخطأ ومن المفروض أن تسلم المعارضة بالحقائق التى تعيشها وبالإيجابى وتعارض الأشياء غير الايجابية هذا هو الإتجاه الصحيح .

المستقلة : الإشاعة الآن لدى المعارضين أن هناك مشكلة حول الدكتور عبدالكريم الارياني وأنه ربما يكون معتكفا ، وليس مريضا فقط كما قيل .. هل هذه الإشاعة صحيحة ؟

الرئيس : ممكن تزور الدكتور عبدالكريم الإريانى وهو أصيب بحمى وذهب الى ألمانيا لإجراء بعض الفحوصات لمدة أسبوع أو عشرة أيام ثم يعود .

المستقلة : ماذا بشأن الإصلاحات الإقتصادية الآن ووصفة البنك الدولي هل ما زلتم متمسكين بها ؟ .. وهل أدت الى نتائج إيجابية فى الواقع ؟

الرئيس : نحن مقتنعون بالإجراءات التى أتخذت فى مجال الاصلاح الاقتصادى بالرغم أننا لم نكن نريدها ولكنها ضرورة .. لقد أصبحت بالنسبة لنا تلك الاجراءات ضرورة .. فلو لم تكن هذه الاجراءات قد اتخذت فإن الوضع الاقتصادى كان سيكون أسوأ لكن هذه المعالجة استطاعت أن تثبت سعر الصرف للعملة الوطنية ، وأستطعنا أن نتجاوز الكثير رغم الوضع الاقتصادي العالمي المتردي وانخفاض أسعار النفط ولولا هذه الإجراءات التى اتخذت منذ عام 95م لربما كانت الحكومة انهارت .

المستقلة : اليس هناك بدائل لهذه الوصفة أو هذه السياسة حسب رأيكم .. هل لا بد من اعتمادها الى النهاية ؟

الرئيس : لكل حادث حديث ، إذا تحسنت الأوضاع يمكن تتغير الأمور .

المستقلة : فخامة الرئيس أنا أنقل إليك تعليقا لأحد الذين التقيتهم فى صنعاء .. فلقد عملت حوارا مع الشيخ عبدالمجيد الزنداني رئيس مجلس شورى التجمع اليمنى للإصلاح وقلت له ما رأيك فى الرئيس اليمني فقال لى أن له حسنات كثيرة منها أنه واسع الصدر ويعفو عن معارضيه ، وقال أنه تربى فى اليمن فى بيئة وطنية ولم يترب فى أحضان المخابرات الأجنبية ، وقال ليس لي خلاف أساسي معه إلا البنك الدولي .. ماذا ترد على الشيخ عبدالمجيد ؟

الرئيس : هذه وجهة نظر تحترم وكل له رأيه وتفكيره ومن يتحدث مع الشيخ عبدالمجيد الزندانى يقول له أن هذه الاجراءات غير سليمة ومن حقه أن يقول رأيه .

المستقلة : الناصريون فى التنظيم الوحدوي الناصري متخوفون بأنك هاجمتهم بقوة قبل فترة وهم لديهم مؤتمر قريبا .. ما هو سبب غضبك على الناصرييين ؟

الرئيس : أنا ليس لدي غضب شخصي وإنما هو غضب على السلوكيات ، عندما تكون هناك سلوكيات معينة تضر بمصالح الوطن .. فهو ممكن يعارض الحكومة ويعارض النظام ، ويعارض برنامج الحكومة ويعارض إصلاحاتها .. لكن لماذا يتحول الحزب إلى بوق دعائي يضر بمصالح اليمن على صعيد علاقاتها العربية والدولية وهذا طبعا نحن غير مرتاحون له .. أنا لم أهاجم أحد شخصيا بل هاجمت سياسة حزب ونهجه السياسي .. نحن نعتبر سلوكياته تضر بمصالح اليمن لأنه مع الأسف فإن كل الصحف الخارجية تقتبس وتسئ الى اليمن من خلال بعض هذه الصحف الحزبية التى تسيئ لوطنها والمفروض أنها يجب أن تتوخى الموضوعية والدقة فى إطار الحقائق التى لا تستطيع الحكومة أن تخفيها ولا يقدر الحزب أن يخفيها .. لكن عندما يكون هناك تلفيقا وسبقا صحفيا غير موثوق من معلوماته وغير صحيح فإن هذا هو الشيئ الذى لا نحبه وننتقده .

المستقلة : الم يصدر قرارا ضد هذه الصحف ؟

الرئيس : نحن نقاضيهم عبر القضاء والقضاء مستقل .

المستقلة : فخامة الرئيس .. على ذكر القضاء كان حدثني بعض الناس فى اليمن أن بعض الأحكام لا تنفذ خاصة النزاعات على الأرض ؟

الرئيس : هذا ليس صحيحا .. كل الأحكام تنفذ .

المستقلة : يقال بأن القبيلة عندما تكون قوية تتجاهل تنفيذ الأحكام ؟

الرئيس : لا .. هذا لا يحدث .. أنا منذ عشرين سنة أوقع على كل الأحكام خاصة الحدود والقصاص ولا يوجد عندي حكم تأخر وهي تنفذ .

المستقلة : لكن فى أمور الأراضي والعقارات والنزاعات حول الأرض والخصومات ؟

الرئيس : هذه من اختصاصات الجهات المختصة فى القضاء وأجهزة الضبط .

المستقلة : فخامة الرئيس انتقاداتكم للصحافة بأنها تسيئ الى علاقات اليمن الخارجية وكلما فتحنا ملف علاقات اليمن الخارجية جاء فى الصدارة موضوع العلاقة بين اليمن والمملكة العربية السعودية ومن اليمن والسعودية تصدر إشارات متضاربة أحيانا جيدة وأحيانا تشير إلى وجود أزمة فى العلاقات الأخوية ؟

الرئيس : حقيقة لا توجد أي ازمة .. عندنا مشكلة مع الاشقاء حول الحدود .

المستقلة : كم نسبتها هل هي كثيرة ؟

الرئيس : عندنا الحدود جزء شملته معاهدة الطائف التى وقعت فى عام 34م وجزء لم يرسم ما بعد معاهدة الطائف ، وقد تواصلنا وتحاورنا والتقينا مع الاشقاء فى السعودية ، وبدأنا حل مشكلة خط الحدود من حدود عمان حتى اخر نقطة بدأت فى معاهدة عام 34م ، ونحن شبه متفقين عليها تقريبا ، ولكن الشىء الجديد هو عندما بدأنا البحث عن علامات معاهدة الطائف واين اخر نقطة للمعاهدة واين اول نقطة وهذا هو الخلاف القائم الان والتواصل مستمر ، وكلما تحصل مشكلة او طارىء يكون التواصل مستمر بيننا وتحتوى أي قضية .

المستقلة : ولكن كل ما تقولون انكم قربتم من انهاء الموضوع تبرز خلافات ؟

الرئيس : نحن نعتبر ان معاهدة الطائف المفروض اننا كلنا نسلم بها ، ولكن الشىء الجديد انه بدأت تظهر تفسيرات للمعالم مخالفة للاتفاقية .

المستقلة : من طرفكم او من طرفهم ؟

الرئيس : من طرف الاشقاء فى المملكة هناك تفسيرات للمعالم وهي غير معالم الطائف نحن نقول ان هذه هي معالم الطائف وهم يقولون بانها ليست معالم الطائف ويدعون بمعالم اخرى وهذه هي الاشكالية.

المستقلة : كيف تحلون ذلك اذا اختلفتم .. هل ستذهبون الى التحكيم ماهي الخيارات الاخرى ؟

الرئيس : هذه المعالم نحن نعتبرها من المسلمات والقبائل متعارفون عليها وسكان المناطق المجاورة متعارفون عليها والتواصل مستمر بيننا وانا كنت على لقاء مع ولي العهد الامير عبد الله اثناء تشييع جنازة الملك الحسين وتفاهمنا وربما ان شاء الله يتم التواصل خلال هذه الايام وان شاء الله نتواصل الى حل .

المستقلة : بعض المصادر السعودية تقول ان اليمن يعقد فى الحوار لانه يشترط عودة العمالة اليمنية وامور اخرى لايتحملها الاقتصاد السعودى ؟

الرئيس : لا هذا ليس صحيحا نحن لم نشترط عودة العمالة اليمنية ولا شىء من هذا القبيل ونعتقد بان حل مشكلة الحدود تحل كثيرا من القضايا بين البلدين اما ماذكرت حول العمالة او انه لدينا شروطا او نفرض شروطا فان هذا ليس صحيحا .

المستقلة : هل انتم عاتبون بان السعودية ودول الخليج الاخرى لم تلب مطلب اليمن للانضمام الى مجلس التعاون الخليجي ؟

الرئيس : انا تحدثت حول مجلس التعاون الخليجي كثيرا ونحن لسنا غاضبون ونحن موجودون سواء كنا داخـل هذا التجمع او خارجه ، وكما تحدثت سابقا نحن ندعو الى ماهو ابعد من ذلك نحن ندعو الى

ايجاد تجمع اقتصادى كبير لدول شبه الجزيرة كلها .

المستقلة : هل لامريكا اى دور فى موضوع الخلاف بينكم وبين السعودية والحدود ؟

الرئيس : لا .. امريكا لاتتدخل فى هذا الموضوع بل هي تنصح بالتقارب وحل المشكلة وديا .

المستقلة : العلاقات اليمنية الامريكية كيف تقييمونها الان ؟

الرئيس : العلاقات اليمنية الامريكية لا بأس بها ونحن نختلف مع الولايات المتحدة الامريكية فى اشياء ونتفق فى اشياء مثلا فى الملف العراقي نحن مختلفون .

المستقلة : فى الملف العراقي ماهي وجهة نظر اليمن كيف يكون الحل والجامعة العربية تظهر بانها تعانى عجزا وانه لايوجد اتفاق عربي ؟

الرئيس : نحن رأينا واضح مع امريكا ومع الاوروبيين ومع كل الاصدقاء نحن لسنا مع عودة لجنة بتلر ، لانها اثبتت انها تسببت فى مشاكل كثيرة ونحن مع ايجاد رقابة دولية طويلة على اسلحة الدمار الشامل فى العراق وان تستمر الرقابة عليه فى هذا الجانب ، ومع ذلك نطالب برفع الحصار عن العراق ، ويجب على الاخوان فى العراق ان يطمئنوا الجيران .

المستقلة : العراق هل هو يطمئن جيرانه ام انه يخيفهم مرة بعد اخرى ؟

الرئيس : لا اعتقد انه يوجد خوف من العراق .

المستقلة : اذا خوف على العراق ؟

الرئيس : لا يوجد خوف من العراق على جيرانه ولكن هذا يتردد من اجل ايجاد مبررات او ذرائع .

المستقلة : هل تتوقعون ان تستمر الضربات الامريكية على العراق ؟

الرئيس : انا اعتقد بانها سوف تستمر .. رأى الامريكان ان يبتعد العراق عن معارضة وجود الطيران المراقب لمناطق الحظر والعراق يقول بان هذه المناطق لم يأت بها قرار من مجلس الامن والخلاف بينهم على هذا الاساس .

المستقلة : لكن الان الامريكان تبنوا علنا الاطاحة بالنظام فى العراق وتبنوا المعارضة العراقية .

الرئيس : كلمنا الامريكان فى هذا الموضوع بصراحة وقلنا لهم بانه لن يقدر احد الاطاحة بالنظام على الاطلاق والمعارضة فى الخارج فاشلة وتكلم بهذا ايضا الجنرال زيني امام مجلس النواب الامريكى قال بان هذه المعارضة فاشلة وانها لاتسقط النظام من الخارج .. لقد رصد لذلك مبلغ سبعة وتسعين مليون لان المبلغ هو مائة مليون واخذت منه ثلاثة ملايين ضرائب .. نحن نتحدث مع الامريكان وقلنا لهم ان المائة المليون لايمكن ان تسقط النظام .

المستقلة : ماذا يفعل المعارضون العراقيون هل تتوقعون بان صدام سوف يسمح لهم بالمعارضة من داخل العراق ؟

الرئيس : انا سألت هذا السؤال الذين انتم تعتبرونهم معارضة فى اليمن ويعيشون فى لندن وفي غيرها بعضهم صدرت بحقهم احكاما مع وقف التنفيذ وكان بامكان هؤلاء ان يعودوا للوطن ويعارضوا من الداخل ولكنهم لايريدون ذلك لانهم يتقاضون مبالغ مالية كبيرة وبالتالي فهم لن يعودوا .

المستقلة : لكن اخـرين استفادوا من العفو العام واندمجوا فى المجتمع اليمنى ، هـل تقنـع الرئيس صـدام بان هـذا

العفو الذى انت منحته للاشتراكيين وللناس الذين خاضوا الحرب ضد قوات الشرعية ممكن ان يطبقه هو فى العراق ؟

الرئيس : انا لا اتدخل فى الشئون الداخلية لأي قطر .. هذا رئيس للعراق ويعرف طبيعة شعبه وانا اتعامل مع هذا الامر من خلال معرفتي بالشعب اليمني وكل واحد له سياسته ونهجه ومعرفته بوطنه .. انا اتعامل مع الشعب اليمنى فى اطار معرفتي بحقيقة الاوضاع في وطني .

المستقلة : المعارضة العراقية ولكن شكواها انها غير متاح لها ان تعمل من داخل العراق وتجد معاناة شديدة فكيف يمكن ان تعارض من الداخل ؟

الرئيس : انا وجهة نظري انه أي معارضة وطنية لازم تكون من الداخل وتتحمل مسئولياتها وتمكث بالداخل فالذي هو وطن يجب ان يتحمل نتائج معارضته فى الداخل ويعارض من الداخل .

المستقلة : مادمنا فى الجانب العراقى الكويت الان اين وصلت مساعيكم للتطبيع فكل مرة تقولون علاقاتنا سترجع مع الكويت ، ولكن لم يحصل اختراق حقيقى فى العلاقات اليمنية الكويتية لماذا ؟

الرئيس : اولا السفارة الكويتية موجودة فى اليمن ولم تغلق على الاطلاق ولديهم قائما بالاعمال ، ولكن السفارة اليمنية مغلقة فى الكويت .

المستقلة : متى ستفتح ؟

الرئيس : هذه المسألة بأيدي الاشقاء فى الكويت عندما تطمئن قلوبهم وعندما يكونون قد تفهموا هذه الامور ويبلغونا بفتح السفارة نحن حاضرون لفتحها .. نحن موقفنا ثابت من قضية الغزو فلقد ادنا الغزو العراقى للكويت ، وكنا ضد قرار الحرب هذه النقطة التى نحن مختلفون فيها .. نحن كنا ضد قرار الحرب ، وكنا ضد الغزو وضد التواجد الاجنبي هم قالوا ان التواجد الاجنبي هو الذى انقذهم من صدام حسين ، ونحن نقول انه كان بامكان الاسرة العربية ان تعمل حلا وان تخرج العراق من الكويت ، وفى حال تعثر الامة العربية وعجزها عن اخراج العراق يكون لنا كعرب حينها خبر ثاني ونستعين حتى بالشيطان .

المستقلة : انت ذكرت الان موضوع الاسرة العربية .. فى اوساط الرأى العام العربى الناس يقولون حتى القمة اصبحت مطلبا مستحيلا وحتى بيان شجب لبعض الامور لم يعد يصدر .. فخامتكم قائد عربي وعضو فى هذه الاسرة العربية التى لا تريد ان تجتمع .. متى تجتمعون ؟

الرئيس : نحن دائما ننادي باجتماع قمة ونقول القمة تناقش كل القضايا بشفافية وبمسئولية وبصراحة وبوضوح هذا هو رأينا .

المستقلة : لكن لماذا لايجتمعون وانتم دعوتم لهذا فى الفترة الاخيرة بسبب العراق وامريكا ولكن لم يحصل تجاوب هذه المرة ؟

الرئيس : هذا هو الواقع العربي هذا هو الوهن بعينه .

المستقلة : ومن اين نصلحه لان المواطن العربى عاجز ويقول ان الحكام ممسكين به وانه ليس هناك من طريقة للتصرف ؟

الرئيس : صحيح القضية فى يد القادة العرب .

المستقلة : والقادة العرب يمكن ان يكون قرارهم من الخارج ؟

الرئيس : يمكن هناك ضغوطات وحسابات معينة اقليمية ودولية .

المستقلة : نقل عنكم انكم قلتم ان امريكا فعلا تدخلت ضد دعوة القمة العربية ؟

الرئيس : الامريكان لايريدون بان تعقد القمة العربية .

المستقلة : لكن الاغلبية لا تقول هذا الشىء ؟

الرئيس : نحن لا نعرف لان لكل واحد له خصوصياته ، ونحن نقول بان هناك مشاكل ونريد ان نطوى هذا الملف .

المستقلة : اهل المغرب العربي وانا منهم يحبون اليمن فى الحقيقة كلهم انحازوا الى الوحدة اليمنية ايام حرب الانفصال ومع ذلك تقريبا لم نر مسئولا يمنيا يزور تونس او الجزائر او المغرب ماهو وضع العلاقات اليمنية بهم .

الرئيس : علاقاتنا متميزة مع الاخوة فى المغرب وتونس والجزائر وموريتانيا وليبيا علاقاتنا اكثر من ممتازة بهذه الدول .

المستقلة : فخامة الرئيس هل لديك حوار مع العقيد معمر القذافى ؟

الرئيس : دائما على اتصال معه .

المستقلة : هل شاوركم فى موضوع التوجه الافريقى لليبيا ؟

الرئيس : حدثني وقال انه اضطر الى الذهاب الى افريقيا لان الامة العربية لم تقف معه وانه طلب منهم ان يخرقوا الحصار على ليبيا ، ولم يستطع العرب فاخترقه الافارقة ، وقد قلت له انا اؤيدك فى ذلك انا مؤيد القذافى فى ذهابه الى افريقيا نتيجة لان اشقائه وجيرانه فى الوطن العربى لم يخترقوا الحصار المفروض عليه .

المستقلة : ولكن اليمن لم تذهب طائراتها لليبيا ؟

الرئيس : لا .. انا لا استطيع ان اقوم بذلك الا فى اطار مؤسسة فاذا قررت الجامعة العربية ان تخترق الحصار فانا معها .

المستقلة : لو طرح الموضوع فى الجامعة العربية .. فما رأيكم ؟

الرئيس : اذا اجمعت الامة العربية سواء على مستوى وزراء الخارجية او حتى على مستوى المندوبين او حتى على مستوى القمة وغيرها واتخذ قرارا بخرق الحصار فانا معهم وسننفذ .

المستقلة : اريتريا بعدما احتلت جزر حنيش واستعدتموها بالتحكيم تورطت فى حرب جديدة .. اولا كيف هي علاقات اليمن باريتريا حاليا ؟ .. وما تعليقكم على هذه الحرب الاريترية الاثيوبية ؟

الرئيس : نحن علاقاتنا مع اريتريا جيدة وبخاصة بعدما انتهينا من التحكيم والان نحن مواصلون الحوار من اجل حل مشكلة الحدود البحرية وقد ذهب وفد فني الى اسمرة لهذا الغرض .

المستقلة : ماتعليقكم على الحرب الاريترية الاثيوبية ؟

الرئيس : نحن لسنا مع هذه الحرب وقد اعلنا مبادرة سلام بين اثيوبيا واريتريا وذهب وزير الخارجية وهم كانوا مختلفين حول نقطة واحدة اريتريا وافقت على الانسحاب من المنطقة التى احتلتها ، ونحن قدمنا مقترحا من اليمن ان تكون الادارة من السكان المحليين ، وان لاتكون من الادارة المركزية الاثيوبية ، وهذا هو الخلاف .

المستقلة : لكن يبدو انه لم يستمع لاى وساطة ؟

الرئيس : نحن على اتصال بالجانبين ونبذل جهودا اذا كان هناك اقتناع من الطرفين فنحن نقوم بجهد وابلغناهم واذا هم مستعدون فنحن جاهزون وحاضرون لمواصلة بذل المساعي .

المستقلة : المسئولون الامريكان عندما بدأ النزاع بين اثيوبيا واريتريا حاولوا الوساطة بين الطرفين وقالوا لهما .. نحن حاولنا المستحيل لجمعكما معا ضد السودان فلماذا يصبح القتال بينكما هل هذه المعلومات صحيحة لانه كان هناك حشد فى المنطقة ضد السودان والدول المجاورة لها .

الرئيس : ليس خاف بانه كان هناك حشد وامريكا اعلنت هذا الموضوع ولم تخفه .. الان بدأت العلاقات السودانية الاريترية تتحسن ، وهناك جهودا قطرية ، ونحن نبارك هذه الجهود لتحقيق اى تقارب بين الطرفين .

المستقلة : ماهي علاقة اليمن بالسودان ؟

الرئيس : علاقاتنا اخوية جيدة والتواصل مستمر واللقاءات مستمرة .

المستقلة : فخامة الرئيس المواطن العربى مازال بحاجة الى معرفة رأيكم حول عملية السلام لكن السياسة اليمنية غير واضحة .. ماهو موقفكم حول موضوع السلام مع اسرائيل بالضبط ؟

الرئيس : موقفنا واضح وليس مخفيا .. نحن ايدنا عملية السلام وحضرنا مؤتمر مدريد ، وحضرنا مؤتمر واشنطن ، وحضرنا اكثر من مكان فنحن مع عملية السلام لكن السلام غير المنتقص .. نحن هذه هي وجهة نظرنا لكن اذا اصحاب الشأن انتقصوا لانفسهم فلن نكون ملكيين اكثر من الملك .

المستقلة : لكن القومنيين العرب يقولون ان هذا حق عربى حتى لو تخلى عنه اصحابه ؟

الرئيس : من يقول انه حق عربى يجب عليه ان يسخر المال ويسخر السلاح اولا من اجل استعادته لكن يقول حق عربى بلسانه والمال عنده والسلاح فى يده ونقول حق عربي فقط على غرار مقولة سنضحي بكم الى اخر واحد منكم لابد ان تكون التضحية من الجميع بالدم بالمال بالسلاح وبكل شىء .

المستقلة : لو توفر ذلك هل يحق للعرب ان يطالبوا بحقوقهم ؟

الرئيس : نعم نحن مع عملية السلام ولكن السلام غير المنقوص .

المستقلة : هل ممكن ان توجهوا فخامتكم رسالة الى الجالية المسلمة فى بريطانيا فلقد حضرت انا قبل سفرى الى اليمن اجتماعا فى المسجد الاسلامى المركزى مع قادة الجالية بلندن وكانوا كلهم منزعجون من تصريحات المتشددين ولكنهم ايضا ، ومن جهة ثانية هم مطالبون من عائلات المعتقلين البريطانيين بالتحرك مع الخارجية ويخشون احيانا ان تعمم اللهجة بالتطرف والارهاب التى توجهونها وهم خائفون بوجود جماعات ارهابية فى بريطانيا ويخافون ان تشملهم جميعا التهمة ؟

الرئيس : اولا الجالية العربية والاسلامية فى بريطانيا ليست متطرفة هناك اشخاصا قلائل يتواجدون فى بريطانيا ، وهذا لايمكن ان يمس الجالية العربية او الاسلامية لانه يخص اشخاص متطرفون محدودين ، كما هو الحال مثل المتطرفين فى اليمن او مثل المتطرفين فى مصر وغيرها وفى كل قطر عربى يوجد متطرفون ، ونحن نقول ان هناك متطرفون متواجدون فى بريطانيا يجب ان نتعاون مع الحكومة البريطانية من اجل اتخاذ اجراءات ضد هؤلاء المتطرفين الذين يسيئون الى علاقات اليمن ببريطانيا وعلاقات بريطانيا بالعالم العربى وعلاقات الجالية العربية ببريطانيا وبالوطن العربى والاسلامى وهم اشخاص قلائل يجب ان يحاصروا .

المستقلة : اذا ليس هناك استهداف من اى نوع للمسلمين المقيمين فى بريطانيا من العرب والمسلمين ؟

الرئيس : نحن مع ترتيب اوضاع المسلمين والعرب فى بريطانيا وان تكون الجالية معتدلة يتمتع افرادها بكل الحقوق فى بريطانيا ونحن نحث الحكومة البريطانية بان تقدم كل التسهيلات للجالية العربية المسلمة ، كما اننا نبحث مع بريطانيا لتسليم بعض الاشخاص من المتطرفين .

المستقلة : بعض الجمعيات الحقوقية الانسانية فى اوروبا خاصة والجمعيات العربية المهاجرة كلها تشتكي من ان القرن العشرين يكاد ينتهي وحقوق الانسان فى الوطن العربى مازالت غير محترمة ؟

الرئيس : انا اولا اتحدث عن اليمن ولست وصيا على الاخرين فانا مطمئن ان حقوق الانسان فى اليمن على خير مايرام وقد كفلها الدستور والقانون وباستطاعة اى صحفى او منظمة ان تبحث فى اليمن عن حقوق الانسان .. لا توجد عندنا مشكلة فى هذا الجانب ولن تجد فى اليمن سجين رآي سياسي ، وهذا هو الشىء الذى نعتز به .

المستقلة : يقولون فى العالم العربى حتى الجمهوريات تتحول الان الى ملكيات ؟

الرئيس : كل نظام له خصوصياته ولكل بلاد ظروفها .

المستقلة : واذا كان الرئيس يخلفها لابن الرئيس ؟

الرئيس : هو مواطن اذا قدم نفسه كمرشح وهو صالح والناس راضون عنه فمن حقه كمواطن ان يكون رئيسا ؟

المستقلة : فيما يتعلق بالدستور اليمني هناك من يقول ان الرئاسة دورة اخيرة هل هذا هو الامر الملزم للرئيس علي عبدالله صالح ؟

الرئيس : نعم عندنا انتخابات رئاسية قادمة فى شهر اكتوبر من هذا العام .

المستقلة : الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر قال بانكم مرشح التجمع اليمنى للاصلاح للرئاسة ؟

الرئيس : لكل حادث حديث وانا وجهة نظري ان كل حزب سياسى يجب ان يعقد مؤتمره وينتخب مرشحا له للرئاسة ويتم التنافس بين الجميع .

المستقلة : هل ستسمح لهم بالحديث فى التلفزيون ؟

الرئيس : نعم اسمح لهم بالحديث فى التلفزيون وانا لم احسم الامر هل انا مرشح للرئاسة ام غير مرشح .. المسألة لم اتخذ قرارا فيها وكل مايهمني ان اوجه الاحزاب السياسية فى اليمن فى اطار النهج السياسى والديمقراطى بان كل حزب يعقد مؤتمره كما هو معمول به فى دول العالم ويقدم مرشحه للرئاسة ويتنافس .

المستقلة : سيادة الرئيس عندمـا تصحو كل صباح ماهو الحافز الذي يحركك كي تجدد الهمة والنشاط لانك تعمل

فى وظيفة رئيس جمهورية كيف تلقى الحماس الدائم فى خدمة البلد ومتابعة الملفات الدولية والمحلية الا تشعرون احيانا بالفتور والملل او كيف ؟

الرئيس : الانسان بشر واحيانا يكون الانسان مرهقا ومتعبا فيأخذ راحة ويشتغل وكلما اخذ الانسان قسطا من الراحة كلما جدد نشاطه .

المستقلة : ما هو افضل شىء فى وظيفة رئيس الجمهورية فليس كل الناس يصبحون رؤوساء ماهو الاهم فى هذه الوظيفة ؟

الرئيس : ليس فيها شىء مهم سوى الاعباء وهو منصب تدفع ثمنه لكن الذى يريحك هو ما حققته من انجاز فليست مسألة الجاه او الصلاحيات بل مسألة انه كلما انجزت شيئا للوطن كلما كان ضميرك مرتاحا .. اما ان تنجز وحدة او تستخرج ثروات او تبنى مؤسسات عسكرية او تبنى جيلا جامعيا او جيلا تربويا او تسفلت طريقا او تبنى شبكة اتصالات او تبنى مستشفى او تخرج اطباء ومدرسين وكلما حققت انجازا للناس كلما تكون مرتاحا.

المستقلة : العرب يقولون دائما يخافون على رؤسائهم لانهم يروهم فقط فى التلفزيون فيكونون دائما محصورون فى القصر عندهم بطانة واحدة لايغيرونها ويقولون كيف يعرف هؤلاء معاناتنا ومشاكلنا ، بالنسبة لكم كيف تستطيع ان تعرف نبض الشارع اليمني ؟

الرئيس : انت باستطاعتك ان تعمل مسحا فى الشارع اليمني يمكن ان الناس بدأوا يسئموا من نزولنا الميداني الى المواطن .

المستقلة : هل لديك تواصل بفعاليات المجتمع غير الاجهزة الرسمية ومستشاريك الرسميين ، وان تستطيع ان تلتقي بالاخرين متى شئت .

الرئيس : انا على لقاء مستمر مع المواطنين وغير بعيد عنهم كل الايام تقريبا نلتقى فيها مع المواطنين ولا يمر يوم الا ونلتقي بالمواطنين .. اما المستشارين او اعضاء الحكومة فاننا نلتقى بهم مرات قليلة فى الشهر وبحسب الجو السياسي الداخلي او الخارجي ، لكن معظم العمل اليومي هو لقاء مع المواطنين وممكن اعرف مشاكلهم اكثر مما هم يعرفوا مشاكلهم .

المستقلة : فخامة الرئيس هذا الحوار يسجل لقناة المستقلة قناة فضائية عربية جديدة تطمح لتطوير الاعلام الفضائي العربي ، ماذا لو سألت فخامتكم فى ختام هذا الحوار .. ماذا تريد من الاعلام الفضائي العربي عامة ومن تلفزيون المستقلة خاصة ؟

الرئيس : والله انا اريد ان يوصل الصوت العربى الى كل بقاع العالم واتمنى انه توجد قناة فضائية عربية باللغة الانجليزية بنفس زخم تلفزيون الجزيرة المنتشر وان توجد نفس الالية وباللغة الانجليزية حتى يصل الصوت العربي الى العالم لانه نحن فى العالم العربى سمعنا انفسنا وهذا شىء جيد ولكن نحن نريد ان يسمعنا الطرف الاخر .. طبعا تلفزيون الجزيرة هناك اناس مرتاحون له واخرون غير مرتاحين وانا من النوع المعجب به لانه خلق وعيا ثقافيا واتمنى لتلفزيون المستقلة ان يستفيد من كل سلبيات القنوات الفضائية العربية وان يقدم شيئا جديدا ومفيدا للمشاهدين .

 



عن اليمن.. أدلة تهمك قواعد بيانات خدمات تفاعلية

شروط الاستخدام  |  خدمات الموقع  |  تواصل معنا

Copyright © National Information Center 2014 All Rights Reserved

Designed By : Website Department