الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد الصادق الأمين وعلى آله وأصحابه إلى يوم الدين.
يا أبناء الشعب اليمني الموحد العظيم.
إن مجلس النواب وهو يتابع الأحداث المتلاحقة والخطيرة التي تمر بها البلاد منذ بداية الأزمة ليؤكد أنه قد أعطى الفرصة تلو الفرصة للحوار الجاد والصادق الهادف إلى إخراج البلاد مما تعيشه آملاً أن يعود الجميع إلى رشدهم ويضعوا الوحدة والديمقراطية فوق كل الاعتبارات والحسابات الحزبية الضيقة.
وفي سبيل ذلك فقد بذل المجلس جهوداً كبيرة للحيلولة دون تطور الأمور والوصول بها إلى ما وصلت إليه اليوم، وجمد المجلس استخدام بعض صلاحياته الدستورية مؤقتاً حرصاً منه على الوحدة واستمراريتها، وكذا وحدة المجلس كمؤسسة دستورية تمثل اليمن الموحد لكي يقطع الطريق أمام المغامرين الذين لا يريدون الخير لهذا الوطن.
أما الآن وبعد أن وصلت الأمور إلى حد الزج بالقوات المسلحة في أتون حرب خاسرة وسفك للدماء وإزهاق للأرواح وإهدار لممتلكات وإمكانيات القوات المسلحة درع الشعب وضرب للمدن الآمنة وفي مقدمتها عاصمة دولة الوحدة عاصمة اليمن التاريخية فقد أصبح لزاماً على مجلس النواب أن يقوم بمسئوليته وأن يمارس صلاحياته الدستورية كاملة والتي تريث في استخدامها فيما مضى.
ولكل ذلك فإن المجلس يحمل الطغمة الانفصالية في قيادة الحزب الاشتراكي اليمني وعلى رأسهم علي سالم البيض المتمرد على الشرعية الدستورية وصانع الأزمة المسئولية كاملة عما جرى ويجري، وقد قرر إسقاط الشرعية عنه وعن زملائه الانفصاليين ويعتبر المجلس أن ما يقومون به من نشاطات وما يتخذونه من قرارات غير شرعية ولا تمثل الجمهورية اليمنية.
والمجلس يعتبر أن الأعمال الرعناء التي تقوم بها العناصر الانفصالية في الحزب الاشتراكي انعكاساً للنفسية المريضة لهؤلاء الذين لا يحتكمون إلى الدستور أو القانون ولا يطيقون نتائج الديمقراطية التي يتشدقون بها طوال الفترة الماضية. ومجلس النواب وقد وقف أمام الإجراءات التي اتخذتها القيادة الشرعية من إعلان حالة الطوارئ، فإنه يناشد المواطنين التزام الهدوء وضبط النفس والتعاون مع السلطات الشرعية في مواجهة أعداء الوحدة ودعاة الانفصال من بعض قيادات وعناصر الحزب الاشتراكي اليمني، كما أنه يناشد أبناء القوات المسلحة جميعاً الالتفاف حول القيادة الشرعية وتنفيذ توجيهاتها والوقوف في خندق القوات المدافعة عن الوحدة والديمقراطية فواجبهم حماية الأموال والممتلكات وصون الأعراض ودماء الأبرياء، كما أن المجلس يناشد القوى الخيرة في الحزب الاشتراكي الرافضة للحرب والانفصال أن تقف مع الشرعية والوحدة والديمقراطية.
والله ولي الهداية والتوفيق..
صادر عن مجلس النواب- صنعاء
بتاريخ25/11/1414هـ
الموافق 5/5/1994م