الحمد لله القائل: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم، إن الله لا يهدي القوم الظالمين) والقائل: (فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين) والقائل: (لتجدن أشد الناس عداوة للذين أمنوا اليهود والذين أشركوا) صدق الله العظيم.
والصلاة والسلام على رسوله القائل: (المؤمن للمؤمن كالبنان أو كالبنيان يشد بعضه بعضا).
فقد ناقش مجلس النواب يومي الثلاثاء والأربعاء 14- 15/ ذي القعدة/416اهـ الموافق 2-3/ إبريل/996ام تطورات الأحداث على الساحتين الفلسطينية واللبنانية وأصدر البيان التالي:
أولاً: على الصعيد الفلسطيني يؤكد المجلس على حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه تجاه الممارسات الإرهابية والقمعية التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي من اعتقال للأبرياء وهدم للمنازل واستباحة للدماء والأعراض بصورة تتنافى مع كافة الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية "، ويدعو المجلس أبناء اليمن حكومة وشعباً إلى مناصرة الشعب الفلسطيني ودعم نضاله العادل من أجل استرداد كافة حقوقه المغتصبة وإقامة دولته المستقلة كما يناشد المجلس المجتمع الدولي الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني والعمل على إلزام إسرائيل بتنفيذ كافة القرارات الصادرة عن مجلس الأمن وإيقاف غطرستها والتمادي في استخدام الإرهاب ضد المواطنين العزل من السلاح، وإنه لمن دواعي الأسف أن يوصف بالإرهاب والتطرف أولئك الذين يدافعون عن أوطانهم وأعراضهم وحقهم في الحياة والحرية والعيش الكريم، على مرأى ومسمع من الجميع في وقت يقدم فيه الدعم السياسي والمادي للمعتدين الإسرائيليين الذين يمارسون الإرهاب بأبشع صوره وأشكاله بصورة تتنافى مع ما يدعو إليه المجتمع الدولي من مكافحة الإرهاب ورعاية حقوق الإنسان وحفظ السلام والأمن الدوليين.
وفي هذا الاتجاه يطالب المجلس المجتمع الدولي بكافة هيئاته ومنظماته اتخاذ التدابير العاجلة والسريعة لرفع الحصار الجائر على الشعب الفلسطيني نظراً لما يترتب عليه من تجويع يستهدف الموت البطيء لشعب بأكمله، ويؤكد على ضرورة السعي الحثيث لإطلاق سراح المعتقلين في السجون الإسرائيلية، وبهذا الصدد يشير المجلس إلى أن استمرار الحصار على الشعبين العراقي والليبي لم يعد له ما يبرره، ويطالب مجلس الأمن الدولي باتخاذ القرارات السريعة التي تكفل إنهاء هذا الحصار الذي أصبح يهدد حياة شعوب بأكملها.
ثانياً: على الصعيد اللبناني: يعبر المجلس عن استنكاره وشجبه الشديدين لما تقوم به إسرائيل من اعتداءات متكررة على الجنوب اللبناني تروع فيها الآمنين في بيوتهم ودور عباداتهم وتسفك دماء الأبرياء والأطفال والشيوخ والنساء دون أدنى اعتبار للمواثيق والأعراف الدولية التي تكفل لكل دولة حق الحفاظ على سيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها ومن هذا المنطلق يدعو المجلس أبناء الشعب اليمني إلى الوقوف إلى جانب الشعب اللبناني وتقديم كافة الدعم السياسي والمعنوي له، كما يطالب المجلس الدول العربية والإسلامية وكافة دول العالم اعتبار ما تقوم به إسرائيل خروجاً على الشرعية الدولية وتحدياً لإرادة المجتمع الدولي وعليه فإن الواجب يقتضي بذل الجهد من أجل رفع الظلم والعدوان الجائر على لبنان الملتزم بكافة قرارات مجلس الأمن.
وفي الختام يدعو مجلس النواب اليمني كافة برلمانات العالم لممارسة الضغوط على حكوماتها من أجل اتخاذ مواقف إيجابية تجبر إسرائيل على الإذعان لقرارات الشرعية الدولية حتى لا تكون هي الاستثناء الوحيد من تلك القرارات.
ويثمن المجلس الموقف الرسمي لبلادنا الداعم والمؤيد للحق العربي المتمثل في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وضرورة الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة في فلسطين ومرتفعات الجولان السورية وجنوب لبنان وينوه المجلس إلى أهمية تفعيل دور الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ويدعو رؤساء البرلمانات العربية والإسلامية إلى عقد لقاء تشاوري من أجل مناقشة القضايا والمستجدات التي تهم الأمة العربية والإسلامية.
والله الموفق..
صادر عن مجلس النواب- صنعاء
بتاريخ 15/11/1416هـ
الموافق 3/4/1996م