تابع مجلس النواب في الجمهورية اليمنية بقلق بالغ المستجدات لمجمل الأوضاع في العراق الشقيق والتداعيات الخطيرة الناجمة عن صلف وتعنت الإدارة الأمريكية وقيامها بإرسال المزيد من الحشود العسكرية إلى المنطقة وإصرارها على توجيه ضربة عسكرية للقطر العراقي الشقيق تحت ذرائع وحجج واهية ومزاعم باطلة بتحد سافر للرأي العام الدولي الرافض لمنطق القوة واللجوء للوسائل العسكرية والهدم والتدمير والداعي إلى استخدام الدبلوماسية والوسائل السلمية في معالجة المشكلات، ومجلس النواب وهو يناشد العالم أجمع برلمانيين وحكومات وشعوب رفض القوة والقهر والإذلال، ليستهجن أسلوب استعراض القوة واستخدامها ضد شعب عانى طيلة السنوات السبع العجاف الماضية أقسى أنواع الظلم والتدمير والجوع والفقر والمرض وأنين الضحايا وهدم المنازل وتشريد الأسر، وانتقصت سيادته وكرامته واستقلاله، وطوق بحصار غير مسبوق، لم يراع فيه البعد الإنساني والأخلاقي وكرامة الإنسان لا من قريب ولا من بعيد كما هدمت المنشآت الصناعية المدنية والبنى التحتية والخدمات دون وازع من ضمير وأذعن خلال السنوات السبع الماضية للمطالب المتعنتة للإدارة الأمريكية وفرق التفتيش على مرأى ومسمع من العالم وفي ظل ما يسمى بالنظام العالمي الجديد، وفي الوقت الذي كان الشعب العراقي المغلوب على أمره ومعه المجتمع الدولي ينتظر وقد سلم بقرارات الشرعية الدولية ونفذها ينتظر غروب شمس المعاناة برفع الحصار وانتهاء جولات التفتيش التي طالت كل شبر على أرضه ومياهه وسماه وفتحت أبواب العراق على مصراعيها براً وجواً لقوات التحالف وفرق التفتيش التي أعطيت الحق المطلق بالتحرك والتحديد والدخول والتدمير والهدم والإحراق لكل ما تريده، ووضع الأجهزة المتطورة للتصنت والرصد الدقيق على كل منشأة، إذ به والعالم يفاجأ باستعراض القوة من جديد وحشدها والتلويح باستخدامها للقتل والتدمير وإهلاك الحرث والنسل وإبادة كل شيء على أرضه، مع إصرار الإدارة الأمريكية بأنها الوصي على العالم والشرعية الدولية والمتحدثة باسمها بتحد كامل واستهتار لا محدود له بالنداءات العالمية الرافضة لأسلوب القوة والاعتداء على شعب هو أحوج ما يكون لتوفير الحد الأدنى من الغذاء بعد أن بلغ التجويع ذروته وكاد الحصار أن يبيد كل أخضر ويابس فيه، الأمر الذي يوجب على الضمير الإنساني أن يتجاوز أسلوب الشجب والتنديد ويتحمل مسئولياته تجاه معاناة الشعب العراقي وإيقاف العدوان عليه ووقف المطالب اللامشروعة للإدارة الأمريكية التي لا تستهدف إلا العبث والرغبة الجامحة في القهر والإذلال والتحكم بمصائر الشعوب غير آبهة بالأعراف والمواثيق الدولية التي صارت تطوعها كيف تشاء وتكيل بمكاييل متعددة في التعامل معها مذكرين هنا بقرارات الشرعية الدولية المتعددة بشأن الصراع العربي الإسرائيلي واتفاقات السلام التي رعتها أمريكا نفسها وضريت إسرائيل بها عرض الحائط، ومع ذلك لم تحرك أمريكا ساكناً بل على العكس فقد تغاضت عن كل التصرفات الهمجية لإسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الجريح.
إن مجلس النواب يرفض استخدام القوة ويدعو إلى الاحتكام إلى منطق العقل ومبدأ الحوار والوسائل السلمية في التعامل مع الأحداث حتى لا يسود شرع الغاب، ويؤكد في ذات الوقت على احترام قرارات الشرعية الدولية والتطبيق الكامل لها تجاه كل قضايا المنطقة وفي مقدمتها قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالأرض العربية المحتلة وفلسطين العربية ويكرر مناشدته برلمانات العالم وشعوبها وحكوماتها وفي مقدمتها الشعبين الأمريكي والبريطاني إلى النهوض بواجباتهم الإنسانية تجاه معاناة الشعب العراقي ومنع وقوع العدوان عليه.
صادر عن مجلس النواب- صنعاء
بتاريخ 9/2/1998م