انطلاقاً من مسؤولياتنا القومية والدينية نحو قضايا أمتنا العربية بشكل عام والقضية الفلسطينية بوجه خاص، والتي نشأت من جراء اغتصاب جزء غال من وطننا العربي (فلسطين العربية) منذ خمسين عاماً من قبل الكيان الصهيوني وبدعم من الغرب، وفي هذه الذكرى المؤلمة، فإن مجلس النواب وهو يخصص جلسته في هذا اليوم للوقوف على مسار الأحداث ماضياً وحاضراً وصولاً إلى رؤية مستقبلية لعمل عربي مشترك والتزاماً منه بقرار مجلس الإتحاد البرلماني العربي في دورته الـ (31) في صنعاء 16-18/مارس/1998م بأن يحدد هذا اليوم لمناقشة القضية المركزية للأمة العربية في البرلمانات العربية كلها.
فقد وقف المجلس في جلسته هذه مستعرضاً لمجمل الأحداث والمواقف ومن خلال الاستقراء والتحليل لأبعاد وعمق الصراع العربي- الإسرائيلي تاريخه وجذوره وخلص إلى الآتي:
أن الكيان الصهيوني ينطلق من منطلق أيدلوجي ونفسي وقراءة توراتية للتاريخ تقوم على النفي لوجود الشعب الفلسطيني وأرض عربية محتلة الأمر الذي ولد شعوراً لدى الصهاينة بأنهم فوق القانون الدولي والشرعية الدولية.
إن سياسات نتنياهو رئيس حكومة الكيان الصهيوني لم تكن مسألة سياسية فردية بل هي انعكاس لمنهج صهيوني متكامل سياسياً واجتماعياً وفكرياً، وإن مواقف الكيان الإسرائيلي حيال ما يسمى بعملية السلام ما هي إلا ترجمة لهذا المنهج.
إن تعنت وصلف الحكومة الإسرائيلية برفضها عملية السلام المزعوم يأتي نتيجة للدعم الأمريكي المنحاز لها بكل المجالات السياسية والعسكرية والمادية وأن كل الممارسات البشعة لهذا الكيان من توسع وقتل وإرهاب ومصادرة الأراضي وتشريد الشعب الفلسطيني وهدم منازله، وهدم الأماكن الإسلامية والمسيحية المقدسة ورفضها تنفيذ القرارات الدولية... الخ، تعتمد على الموقف الأمريكي الداعم لها.
وتحليلاً لهذه الحقائق التاريخية فإنه يمكن استنتاج الأتي:-
الصراع مع العدو الصهيوني صراع عقيدة ووجود وليس صراع أمن وحدود مصداقاً لقول الله تعالى (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) صدق الله العظيم.
وإن معركتنا مع العدو مستمرة، وإذا كان السلام خياراً إستراتيجياً فإنه يجب على الأمة العربية أن تجمع أسباب القوة وتعززها بما يدعم التوجه نحو السلام ويضمنه وبدون ذلك فإن السلام في مفهوم إسرائيل استسلام.
إن مجلس النواب ومن منطلق إدراكه واستيعابه لتلك الحقائق فإنه يؤكد على مايلي:
-
يوصي الحكومة بإحياء هذه الذكرى المؤلمة كل عام بالعديد من الفعاليات وعبر كل الوسائل الإعلامية لكشف الممارسات والأهداف الصهيونية.
-
يدعو الأحزاب والتنظيمات السياسية لتحمل مسؤولياتها تجاه هذه القضية وإحيائها بالعديد من الفعاليات الهادفة.
-
يدعو كل النقابات والمنظمات الجماهيرية والإبداعية والمهنية، لإحياء هذه الذكرى بالعديد من الفعاليات.
-
يرى المجلس أن القدرة على مواجهة الغطرسة الصهيونية وانحياز الإدارة الأمريكية لها لا يتحقق إلا بعودة التضامن العربي كحد أدنى، وأن الحكومات البرلمانات العربية تتحمل مسؤولية إعادة ترتيب البيت العربي لمواجهة تحديات المستقبل بشكل عام.
-
يؤكد المجلس على ضرورة تعميق التضامن وتنسيق المواقف من أجل الدفاع عن القدس واستعادة الأرض العربية المحتلة.
-
يدعو المجلس المجتمع الدولي والأمم المتحدة لتحمل مسؤولياتها السياسية والأخلاقية بإلزام إسرائيل تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وأن تتعامل معها دون ازدواجية في المعايير وجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية، والضغط على إسرائيل بالانسحاب من الأراضي العربية المحتلة في الجولان وجنوب لبنان والأراضي الفلسطينية طبقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
-
يدعو المجلس المجتمع الدولي لدعم الشعب الفلسطيني وتمكينه من تقرير مصيره واستعادة كامل حقوقه، وإقامة دولته الوطنية وعاصمتها القدس.
وبدون ذلك ستظل عملية تحقيق السلام وهماً وسراباً، وستدخل المنطقة دائرة الحروب والصراع و يتحمل الكيان الصهيوني والمجتمع الدولي مسؤولية وتبعات فشل تحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة.
وبهذه المناسبة لا يسع المجلس إلا أن يحيي أبطال ثورة الحجارة وكل الصامدين من إخواننا أبناء الشعب العربي الفلسطيني لصمودهم ومواجهتهم شتى أنواع القمع والإرهاب الصهيوني.
وبنفس الوقت يترحم على أرواح كل شهداء فلسطين والأمة العربية.
كما يحيي كل المواقف الداعمة للحق المشروع للشعب الفلسطيني.
عاشت فلسطين حرة عربية مستقلة.
صادر عن مجلس النواب- صنعاء
بتاريخ 15/5/1998م